أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهدي بندق - أمازونية متوحشة تعذب طفليها بالإسكندرية














المزيد.....

أمازونية متوحشة تعذب طفليها بالإسكندرية


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 14:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



قبل فجر التاريخ ظهرت في شمال إفريقيا قبيلة من النساء المحاربات ، أطلق عليهن اسم الأمازونيات ( ومعناها بلغة البربر المتوحشات ) كن يفترسن أزواجهن ويأكلن لحومهم في نهاية ليلة الزفاف ، وكانت الواحدة منهن تبتر ثديها لتتمكن من استخدام القوس والنبال في الحرب ضد الذكور دون إعاقة .
هذا الصنف المناقض للأنوثة – بما تحمله كلمة الأنوثة من معاني الرقة والعطف والرحمة – ما زال موجودا ً في بعض النسوة ممن يعشن بيننا ، حاملات في نفوسهن المريضة "الميمات" الثقافية لهذه القبيلة المنقرضة .
ففي الإسكندرية ظهرت حالة مذهلة تنتمي لهذا النموذج الرهيب المرعب.. هي موظفة يتعدى راتبها الشهري خمسة آلاف جنيه توفرها كلها لنفسها بذريعة أن "الشريعة الإسلامية" لا تلزم غير الزوج بالإنفاق على الأسرة [ وهو ما قام به فعلاً الزوج ذو الراتب الأقل طيلة خمسة عشر عاماً – عمر زواجهما ] وفي الوقت نفسه تراها تحتج بمبدأ " المساواة " بين الجنسين ! كي لا يكون لزوجها عليها حق الطاعة المقرر بالشرع الإسلامي العادل . دعنا نسأل ما هو مضمون الطاعة التي طالبها به زوجها . تلك هي التفاصيل :
ظلت الأسرة تقيم منذ بداية الزواج في شقة صغيرة من غرفتين وصالة ، وحيث كبر ولداهما ( الولد 14 والبنت 12 ) فقد رأى الزوج أن حان الوقت للتفريق بينهما في النوم لدواع شرعية وأخلاقية لا تحتاج لشرح . فاستأجر شقة من ثلاث غرف في مدينة برج العرب حيث مقر عمله ومكان مدرسة الولدين . لكن المرأة رفضت الانتقال إلى المسكن الجديد – رغم وجود سيارة لشركتها تنقل موظفيها من وإلى البرج ( في المسكن الحالي تكسب لنفسها ساعتين على حساب وقت العمل دون وجه حق باستخدامها سيارة الأمهات اللائي يصاحبن أطفالهن للحضانة زاعمة بالكذب أنها منهن !!!) مصرة على عودة الزوج والولدين إلى شقة الغرفتين ضاربة عرض الحائط بمخاطر إبقاء فتي وفتاة وصلا مرحلة البلوغ البيولوجي والفسيولوجي ، بل وزادت على ذلك أن رفضت بكل إصرار مد الطفلين حتى بفراشهما وملابسهما حين اختارا الإقامة مع أبيهما الذي يمثل لهما طوق النجاة بالنسبة للغريق ، وبهذا الرفض الفظ الظالم أجبرت الزوج على شراء كل ما يلزم المسكن الجديد من أثاث وأجهزة كاملة ، منفقا ً في ذلك كل مدخراته ، وبالتوازي قامت هي بمصادرة كل ما ادخره الولدان قائلة إنها استخدمت هذه المدخرات لتسدد لهما اشتراكات النادي ! وقد اكتشف الولدان كذبها من النادي نفسه ، فكان طبيعيا ً أن يفقدا كل ثقة فيها ، وأن يرفضا العودة إليها بأية حال من الأحوال . عندئذ قامت الأمازونية برفع دعوى ، لا للتطليق بل للمطالبة .. بماذا ؟ بنفقة لها و.. . لمن أيضاً ..؟ ... .للولدين المقيمين فعلا طوال العام الماضي مع والدهما الذي يتكفل بكامل نفقاتهما من مأكل وملبس ودروس خصوصية وحتى ما يحتاجانه من ألعاب وترفيه ، وهو ما يعني عمليا ً أن ينفق الرجل على ولديه مرتين ، مرة لهما في بيته الجديد ، ومرة لها إذ تسعى لأخذ مال لن تنفقه عليهما !! فأين من يغررون بالعقل المصري زاعمين أننا مجتمع ذكوري يضطهد المرأة ؟!
غير أن هذا كله ليتضاءل أمام الكارثة العظمي ، والمأساة الدرامية الفاجعة والتي ما كان لها أن تكتشف لولا الصدفة البحتة :
جلس الزوج يوماً يقلب في ألبوم شرائط الفيديو، فإذا به – لصدمته الهائلة - يقع على شريط ، فيه تقوم الأمازونية بإرغام الولدين على مسح( تسييق ) بلاط المطبخ بالماء والصابون مرات ومرات ، والتقاط الزبالة وفتات الخبز واحدة إثر واحدة ، وهي تصرخ بنشوة الفرح كلما سقطت فتفوتة عفوا ً آمرة بإعادة عملية المسح ( التسييق ) من جديد ، بينما تبدو الكدمات الدموية واضحةً على ظهر الفتى وذراعه منذرة ً بتكرار الضرب ، في حين تشي النظرات في عيني الصبي المسكين بقرب اندلاع ركام بركاني مكبوت من شدة التعاسة والحزن ، وأما الفتاة فلا تفتأ تبكي وتتوسل لأمها ألا تصورهما في هذه الحالة المهينة البائسة، مرتعدة ً مذعورةً من فكرة أن تعرض أمها هذه المشاهد على "الأصدقاء" . أما الأمازونية الهولة القادمة من أدغال ما قبل التاريخ ، فيسمع صوتها الرافض لتوسلات الولدين الباكية ، منتشياً شامتا ً قاسيا ً ملتذا ً برعب الولدين وتعاستهما .
سئل الرجل : وأين حقك في تأديبها وقد أباحه لك الشرع الحنيف ؟ قال أدبتها مرة فكان رد فعلها أن استعانت بأبيها وأمها – صاحبي العمارة – فبدلا طبلة باب العمارة الخارجي ليمنعاني من الوصول لشقتي التي أسدد إيجارها بانتظام إلى يومنا هذا استفزازاً لي كي تفلت أعصابي فأفعل ما يدينني أمام القانون ، وعليه تستعيد الولدين لتباشر هوايتها في تعذيبهما ، لكنني فهمت الخطة فأسرعت بإقامة دعوى تمكين من الشقة لدى المحامي العام ، علاوة على دعوى أخرى تطالبها بالدخول في بيت الطاعة حيث أقيم ويقيم معي أبناي اللذان نذرت عمري لتربيتهما ، وذلك بعد أن رفضتْ عرضي بتطليقها وتنازلي عن الشقة الأولى كتعويض لها بما يوازي ويزيد عن نفقاتها الشرعية إعمالا للنص القرآني المتضمن المفارقة باحسان .
وما زالت حلقات المسلسل الأمازوني معروضة في ساحة محكمة الأسرة وعلى شاشات الكومبيوتر متداولة بين الأقارب والمعارف و" الأصدقاء" وعلى صفحات الجرائد والمجلات في انتظار حكم القضاء العادل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس تحرير مجلة تحديات ثقافية



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات برج بابل في مصر
- تحولات اٌسكندرية عبر العصور
- التراث الفرعوني هو الأساس التاريخي لأسطورة المهدي المنتظر
- ثورة في مصر أم بعث لأسطورة المخلص ؟
- عن الإسكندرية
- المثقفون بالاسكندرية يتضامنون مع شيخ النقاد العرب د. جابر عص ...
- هل تصبح سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين ؟
- مغامرة الكتابة مع نجيب محفوظ
- المتشددون المسلمون يرقصون على موسيقي العدو و يهددون بحرب صلي ...
- هل يمكن للشعب أن يتنازل - بحريته - عن حريته ؟
- الشعر سفيرا ً فوق العادة
- لماذا يرتعب المتدينون من كلمة الحرية
- متى يعتذر الغرب للشعب المصري
- المرأة العربية في المخيال الجمعي
- مقاربة مصرية لرباعية الإسكندرية
- رواية أن ترى الآن لمنتصر القفاش
- النقد الذاتي قطار المصريين إلي الديمقراطية
- عوليس الحمساوي وارهاب العودة للبيت
- الولاء لمصر ولو كره الفرس المعاصرون
- كل ضد إلى ضده


المزيد.....




- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مهدي بندق - أمازونية متوحشة تعذب طفليها بالإسكندرية