أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - حركات الأقليات الإثنية في السودان:محاولة لمقاربة الذهنية السياسية وطرق الممارسة














المزيد.....

حركات الأقليات الإثنية في السودان:محاولة لمقاربة الذهنية السياسية وطرق الممارسة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان العقيد جون غارانغ من أوائل من نقلوا،على الصعيد العالمي،بندقيتهم من الكتف الأيسر إلى الأيمن،وبسرعة قياسية لم تتجاوز الحدود الزمنية لعام1989الذي شهد انتهاء الحرب الباردة بهزيمة موسكو أمام واشنطن،بعد أن كان طوال ست سنوات سابقة من تأسيس"الحركة الشعبية لتحرير السودان"من أكثر الموالين للسوفيات وحليفهم الإثيوبي الكولونيل منغستو هيلا مريام.
كان الفرق،بالقياس لحركات تنتمي لأكثرية قومية وقفت في وجه قوى داخلية منافسة أوخارج مستعمِر مثل حزب البعث أوحزب الوفد المصري أوحزب الإستقلال المغربي،أن العقيد غارانغ لم يحمل أيديولوجية محددة وإنما تموضع يساراً في مرحلة الحرب الباردة لحسابات تتعلق أولاً بوضع نظام جعفر نميري الموالي لواشنطن في النصف الأول من عقد الثمانينيات ولإعتبارات تتصل بتوجهات داعميه في موسكو وأديس أبابا.هذا مايفسر أن ذلك التموضع اليساري لغارانغ لم يشكل عائقاً أمام الإستناد أيضاً إلى دعم تل أبيب ومجلس الكنائس العالمي في نفس الوقت الذي كان يجلس به في احتفالات الذكرى العاشرة لخلع الإمبراطور الإثيوبي بأديس أبابا (أيلول1984) بجانب قادة الأحزاب الشيوعية العالمية والعربية الحاضرين تلك الإحتفالات إضافة لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
من هنا،كانت السهولة القصوى عند غارانغ في الإنتقال من اليسار إلى اليمين ولكي يصبح،منذ عام1990،من أكثر حلفاء واشنطن الذين يعتمد عليهم بالساحة الإفريقية،بعد أن تلاقت مصالحه مع العاصمة الأميركية ضد نظام حكم اسلامي وصل للسلطة في الخرطوم(30حزيران1989) في لحظة انتها ء الحرب الباردة وماعناه انتهائها من طي صفحة التحالف الذي كان قائماً بين الأميركان والحركة الاسلامية العالمية ضد السوفيات ثم انتقال الحليفان السابقان إلى مواجهة ذات طابع عالمي في مرحلة مابعد الحرب الباردة.في هذا الصدد،كانت حيثية هذا التحالف بين غارانغ وواشنطن متصلة بعداء الأميركان للتوجهات الأيديولوجية- السياسية لحكام الخرطوم الجدد فيماكانت عند غارانغ متعلقة بكل من هو يحكم الخرطوم،وهو مادلَت عليه فترة الحكم المدني التي أتت بعد عام من سقوط نميري عبر انتخابات نيسان1986لماصعَد غارانغ من عملياته العسكرية ضد حكم الثنائي المهدي- الميرغني قبل أن يطيح بهما الثنائي الترابي- البشيروينتقلا لتشكيل(تجمع أسمرا)الذي جمعهما مع غارانغ،ثم دلَ على هذا أيضاً توقيع مذكرة تفاهم بين غارانغ والترابي في شهر شباط2001إثرابعاد الأخير عن الحكم في الشهر الأخير من عام1999بعد أن كان الشيخ الترابي وتوجهاته الاسلامية هو موضع التصويب من قبل غارانغ في فترة ثنائيته مع الفريق البشير بالحكم طوال عشر سنوات.
هذه الإنسيابية في الحركة بين المواقع والتحالفات كانت تأتي عند غارانغ من (الهدف) الذي هو عنده انشاء"السودان الجديد" الذي "سيلغي" سودان مابعد استقلال1956"الذي حكمته أقلية عربية من الشمال قامت بتحوير الهوية الإفريقية للسودان لصالح هوية عربية- اسلامية تقسم السودان ولاتعبر عن واقعه"وفق تعبير غارانغ الحرفي في مقال نشره بفصلية"ميديترينيان كوارترلي"بعدد خريف 1996. لهذا فإننا نجد العقيد غارانغ ليس ذو نزوع انفصالي،وإنما كان يطمح لحكم كل السودان ومن العاصمة الخرطوم واعطائه هوية جديدة،وهو ماكان يجعله على تناقض مع انفصالية حركة تمرد جنوب السودان الأولى بين عامي1955و1972 ثم على افتراق مع النزوع الانفصالي لخليفته (سيلفا كير)الذي تولى قيادة الحركة بعد مصرع غارانغ في حادث تحطم طائرة بتموز2005.
رغم هذا الإفتراق فإن التوجه يبقى واحداً نحو"الأفرقة"،سواء كان مسار الحركة هو نحو الإنفصال أوكان هو"السودان الجديد"،مع رفض"الهوية العربية - الاسلامية" عند أنصار التوجه الافريقي ضمن إثنيات السودان غير العربية،حيث يمتد هذا التوجه إلى أبناء جبال النوبة في وسط السودان عبر ممثلهم السياسي الرئيسي وهو"الحزب القومي السوداني" الذي عبر، في مذكرة رفعها بعد أيام من توقيع بروتوكول مشاكوس في 20تموز2002 لمنظمة (ايغاد)الراعية لمفاوضات الحكومة مع تنظيم غارانغ بين عامي1993و2005،عن تضامنه مع الجنوبيين"ضد هيمنة الطرف الآخر وسيطرته في الشمال..وأن كل الأطراف المعنية تلتقي في وحدة القضية،أي الصراع ضد الهيمنة الاسلامية - العربية،أومايمكن تسميته الهيمنة الشمالية،كماتلتقي في وحدة الأصل والهوية،إذ أنها جميعها من أصول افريقية".
كان هذا قبل أشهر من انفجار تمرد دارفور في شباط2003،الذي تزعمته حركتا تمرد،واحدة أتت من وسط شيوعي هي "حركة تحرير السودان"والثانية اسلامية هي"حركة العدل والمساواة"،لم يمنعهما تنافسهما المستند إلى الإفتراق القبائلي بين (الفور)و(الزغاوة)من الإلتقاء على التوجه الإفريقي والعداء للعرب،كماأن حركتهما لم تعرف حدوداً للتحالفات خارجياً حتى وصل الأمر بعبد الواحد محمد نور زعيم "حركة تحرير السودان"إلى تبرير فتح مكتب لحركته في اسرائيل ،فيما داخلياً تستند التحالفات السودانية عندهما إلى مبدأ"اتحاد الأقليات" مع أبناء النوبة والجنوبيين بقيادة سيلفا كير الذي تخلى عن طروحات غارانغ حول "السودان الجديد"لصالح انفصالية جنوبية تقول بالتعاون والتحالف مع "الشعوب المهمشة"في دارفور والنوبة وجنوب كردفان إما لتشكيل كياناتها الإنفصالية أومن أجل ضمها إلى الكيان الجنوبي "القادم"وفقاً لمايأمله زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"من استفتاء كانون ثاني2011.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن الترابي كنموذج سياسي
- روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة
- اهتزاز القطب الواحد للعالم
- نظرة عربية جديدة إلى المرحلة العثمانية؟
- الجوار الافريقي للعرب
- قراءة سوسيولوجية لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية
- ما يشبه الحاج أمين الحسيني...
- أوباما وناتنياهو:تفارق في النظرة إلى المنطقة
- العلمانية والدين
- العملية السياسية في ظل الاحتلال:العراق نموذجاً
- نمط جماعة الإخوان المسلمين في الخلاف والانشقاق
- هل هو مجرد اتفاق سوداني آخر يوقعه البشير؟ ..
- هل ستتكرر سابقة المراجعة الجنبلاطية في المعارضة السورية ؟...
- واحد وثلاثون عاماً على الثورة الايرانية
- اليمن:العوامل المتغيرة في تكوين الأهمية الاستراتيجية
- أوباما خلال عام
- النموذج المعاصر للإحتلال
- الكتابة السياسية والمستقبل
- الصحافة الإلكترونية وواقع الإعلام العربي - بمناسبة الذكرى ال ...
- طهران – أنقرة والجوار العربي


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - حركات الأقليات الإثنية في السودان:محاولة لمقاربة الذهنية السياسية وطرق الممارسة