أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الجنة ليست تحت اقدام العاقرات














المزيد.....

الجنة ليست تحت اقدام العاقرات


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 04:19
المحور: كتابات ساخرة
    


في العراق يكتب موظف دائرة النفوس في خانة الحالة العلمية كلمة "امي" للمولود الجديد،ولا ادري ان كانت سارية المفعول لحد الان، ولكن من المؤكد ان الموظف كأي برغي في ماكنة الدولة لم يسأل نفسه ان هذا المولود سيتعلم القراءة والكتابة بعد 6 سنوات ولهذا لم يحاول ان يفاتح مسوؤله في المكتب بضرورة استبدال هذه الكلمة بكلمة طفل مثلا او لعله اراد ان يحتذي بما فعلته البقرة التي تم تعيينها في مصنع ابو غريب للالبان بقرار وزاري وقعه وزير الزراعة شخصيا بعد ان انبثقت في ذهنه فكرة تصنيع الالبان بعيدا عن القطاع الخاص. كانت هذه البقرة – ايها السادة - تتمتع بكافة الشروط المطلوبة فهي حلوب تنتج اكثر من 20 لترا من الحليب يوميا حيث اكد صاحبها الفلاح ذلك كما انها هادئة، تنام بعد الغروب مباشرة وتنهض مبكرة للرعي في الحقل ثم تعود الى مكان"الحلب" ليبدأ الموظف وهو برتبة رئيس قسم بحلبها ولكن بعد اقل من شهر اشتكى هذا الموظف من البقرة الحلوب لانها بدأت لاتعطي اكثر من 5 لترات حليب يوميا وبعد البحث والتقصي عبر تشكيل لجنة متخصصة يرأسها احد كبار المسوؤلين في الجامعة العربية وجد ان هذه البقرة اصبحت موظفة ولم يعد يهمها ان اعطت 20 او 5 التار من الحليب يوميا بعد ان كانت حريصة على اعطاء كل ما في ضرعها الى الفلاح الذي يمنع البرسيم عنها في حالة تقليل "المحصول".
ويبدو ان نفس الموظف هو الذي أمن بمقولة "الجنة تحت اقدام الامهات " لانه لم يدرك ان الام كانت امرأة عذراء قبل زواجها والعكس صحيح.. لم يدرك هذا الموظف ان البنت ستكون اما ذات يوم ولم يكن يهمه ايضا ان يغير "فورمة" الولادة من بنت – او ربما ثيب – الى أم لان ذلك يحتاج الى قرار وزاري مثل ذلك القرار الذي صدر بتعيين البقرة الحلوب. ليس هذا فحسب فهو سيدخل مع رئيس قسمه المباشر في "سين جيم" اذ سيسأله : اذا آمنا بان الجنة تحت اقدامهن فهل تعرف كيف تتحرك الجنة معها وهي تمشي، ثم هل تعرف ان الجنة تحت القدم اليمين ام اليسار؟ انها ورطة ايها الموظف فلا "تدوخ" رأسك فراتبك ساري المفعول اذا كنت مسالما ابكما اخرسا قليل الكلام ومصاب بمرض الامتناع عن الاسئلة.:
اقتنع صاحبنا الموظف بهذا التحليل ولكنه اصيب بداء الاسئلة العضال مع مرور الوقت وكانت علامات الاستفهام تخرج عبر كلمات متقطعة حال دخوله الى بيته الزوجي. فعلى مائدة الغذاء يطلب من زوجته ان تمشي الهوينا فالجنة تحت اقدامها أو هل غسلت قدميك اليوم؟ يجب ان تكون كذلك فالجنة تحت قدميك او هل نظفت السجاد في مدخل البيت او هل .. هل؟.
ولايدري لماذا تبكي زوجته كلما حدثها في هذا الموضوع ، حقا انه لايدري سببا لذلك ولكنه أثر الايفكر بهذا الامر كثيرا فزوجته مؤمنة وربما يطغي الايمان على قلبها في تلك اللحظات فيجعلها شفافة ، عاطفية، رومانسية، حساسة في امور العبادة والتدين.
ولكنه صعق يوم امس حين عاد الى البيت ورأى زوجته تقف عند مدخل البيت التي كانت ارضيته عارية من السجاد على غير العادة. رسم علامة استفهام كبيرة على وجهه ولكنها سحبته من قميصه الى صالة البيت غير عابئة بتمزيق جيبه الوحيد الذي يحتفظ به بالراتب لمدة يومين.
اجلسته على "الكنبة" اقصد الاريكة الوحيدة في البيت بينما ظلت هي واقفة تنظر اليه شذرا. رأها تجر نفسا عميقا على غرار ماقرأه عن الاوربيين حين يريدون فسحة من الوقت لازالة الغضب.
قالت له بحدة: اريدك ان تطلقني الان, الان وليس غدا.
رسم بلاهة منقطعة النظير على وجهه ولم يعرف بماذا يجيب.
انزلت يديها من خاصرتها ومدت احد اصابعها في وجهه: اسمع يا زوجي، لن امسح ارضية البيت بعد الان ولا اغسل قدمي الا في كل اسبوع مرة ولن امشي الهوينا كما تريد لاني...
ما زال يرسم نفس البلاهة على وجهه.. هذه البلاهة كونت علامات استفهام كبيرة، اذ ماعلاقة الطلاق بمسح ارضية البيت وماهي علاقته كذلك بغسل القدمين.. اوه لابد ان زوجتي اصابها مس وعلي ا ن استنجد باحد خبراء علم النفس لينقذني من هذه الاسئلة.
سمعها تقول: لا ادري هل انت جاهل ام تتجاهل او غبي ام تتغابى او لاتعرف كيف تصير البنت أما؟
بلاهة وجهه رسمت كلمة واحدة هي : واواواواوا.
صاحت الزوجة: اهذا جوابك ايها الزوج الا تعرف اني عاقر ولن اكون أما في يوم من الايام فكيف تكون الجنة تحت اقدامي.
وضحك بنفس البلاهة: لاتيأسي يازوجتي العزيزة ستكونين أما ذات يوم وحينها ستكون الجنة تحت اقدامك.
ادارت له ظهرها وهي تقول : والى ذلك اليوم سأكون امرأة كلي عورة و"الغائط" افضل مني كما تقول التوراة.
ولم يجد بدا من سؤالها مع ثبات البلاهة على ملامح وجهه: هل العيب مني ام منك يازوجتي؟؟
صرخت: ولك العيب منك يا.....



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاش ماطاش
- ربهم لايحب كرة القدم
- الاخ يشتغل في بورصة الرب
- امريكا ليست امبريالية ياسادة
- الملائكة تكره الموسيقا في البحرين
- رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير
- زوجتي ورانيا وانا
- تسرقون التسميات حتى في الاعدام
- عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين
- حان وقت الجنون ايها السادة
- نتف الحواجب يانعيمة
- بن لادن وجيمس بوند
- كنت طفلا ذات يوم
- ممنون ل-بو نونة- ..ملحق اضافي
- انا ممنون ل-ابونونة-
- الله يلعن هذه القيلولة
- اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
- عصير -غيرة- للبيع
- راحت عليك يا افلاطون
- مقابلة منقطعة النظير


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الجنة ليست تحت اقدام العاقرات