أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اخطاء الصبيان














المزيد.....

اخطاء الصبيان


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان ان السياسة هب فن الاقناع وبالتالي فهي تحتاج الى الكثير من الحيلة والدهاء وسعة الصدر ومدارات الناس على اختلاف مشاربهم والى القليل جدا من المبادىء لان
السياسة اصلا بلا مبادىء , ولهذا كان يقال انه لا يوجد في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم وانما هنالك مصالح دائمه , ولايولد السياسي من بطن امه ضليعا بشؤونها, خبيرا بخفاياها, متمرسا بفنونها والاعيبها بل يتدرج في العمل السياسي ابتداءا من اسفل الهرم في الحزب الذي ينتمي اليه وصولا الى اعلاه واذا ساعد حزبه الحظ واوصلته اصوات الناخبين الى السلطه وتربع هو على كرسي الحكم تنهي هنا مرحلة التنظير والوعود وتبتدأ مرحلة التطبيق وتنفيذ ما يؤمن به او وعد به ناخبيه
مشكلة الساسة العراقيين اليوم انهم لم يصدقوا الى الان انهم قد استلموا الحكم وانهم لم يعودوا معارضيين منفيين تتخطفهم مخابرات صدام في دول الجوار التي هربوا اليها فرارا من بطشه وجبروته
مشكلة الساسة العراقيين اليوم انهم ما زالوا يحكمون بعقلية المعارضة, مشكلتهم انهم لا يتعلمون من اخطاءهم مع انهم يقعون فيها باستمرار , بل حتى يرفضون الاقرار بها تاركين اخطائهم الصبيانية هذه تقودهم نحو الانتحار السياسي المحتوم وتقود البلد المبتلى بهم نحو الهاوية
من اخطاء الساسة الجدد ان ولاءهم الفعلي هو لاحزابهم وليس للعراق الذي يقودونه ويتنعمون بخيراته بعد سنوات الخوف والحرمان التي عاشوها في منافي الشرق والغرب وولاؤهم هذا هو ما يقودهم للتستر على فضائح الفساد المالي التي يكون ابطالها مسؤولين كبار في احزابهم مع ان هذا الامر يطيح بشعبيتهم وبالتالي حظوظهم الانتخابية على المدى المنظور واخص بالاشارة رؤساء الحكومات المتعاقبة لان العراقيين اعتادوا ان ينسبوا حسنات كل حكومة تقودهم لرئيسها ويلقوا تبعات كل مصيبة تنالهم منها على رئيسها ايضا
ومن اخطاءهم ايضا محاولاتهم المستميتة لابعاد العراق عن محيطه العربي متناسين ان العرب هم الامتداد الطبيعي للعراق سواء احبوا ذلك ام كرهوه وسواء كانوا راضين عن سلوك بعض دول المنطقة الايجابي تجاههم او غاضبين من سلوك دول اخرى لم تستطع ان تتقبل التغيير لحد الان
ومن اخطاءهم ايضا اهتمامهم البلغ بتقوية علاقاتهم بايران على الاصعدة السياسية والاقتصادية الامر الذي تستغله الاخيرة وتتخذه منفذا للتدخل في شؤون العراق والتأثير في سياسته وعلى مصادر القرار فيه متناسين ان العراقيين باجمعهم الا من شذ لايحبون ايران ولا يرغبون بان تكون لها مكانة متميزة لديهم اكثر من كونها جار لئيم لا تؤمن بوائقه, فالاكراد يكرهونها بسبب القصف اليومي لقراهم والتضييق والتعسف الذي يعيشه الاكراد الايرانيون والسنة يكرهون نظام طهران لطائفيته والشيعة يكرهونهم بسبب النظرة الاستعلائية العدوانية التي ينظر بها الفرس لجيرانهم منذ فجر التاريخ
ومن اخطاءهم ايضا حرصهم على اقحام مراجع الدين في كل صغيرة وكبيرة من امور السياسه اذا كان ذلك الاقحام يحقق لهم فائدة ما متناسين انه ليس كل العراقيين يهمه امر المرجعية الدينية في النجف او يلتزم بتوجيهاتها بل ان اكثرهم يعارض اصلا ان يكون لرجال الدين اي دور في المسائل السياسيه
ومن اخطاءهم ايضا انهم يعدون لاغراض الدعاية الانتخابية بما لا يستطيعون تحقيقه متناسين ان ذاكرة العراقيين لا تنسى وان وعودهم الاسطورية من قبيل توزيع ثمانية ملايين قطعة ارض سكنية دفعة واحده وايجاد وظائف لاربعة ملايين عاطل خلال عام فقط واعمار الكهرباء في ستة اشهر بعد ان عجزوا عن ذلك خلال سبع سنوات, هذه الوعود جعلتهم اضحوكة حتى لعوائلهم وحراسهم الشخصيين
اخطاء ساسة العراق الحاليين اكثر من هذا بكثير والمشكلة انهم وكما اسلفنا لا يتعلمون من اخطاءهم مع ان الصبيان لا يقعون فيها فمتى يكفوا عن هذه الاخطاء الصبيانيه؟



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
- انهيار امريكا....متى سيكون؟
- حضيرة ساركوزي
- ليست دينا من الاديان
- اسماك مشاكسه
- سوار الذهب
- الصراع مع الله
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اخطاء الصبيان