فصل المقال فى الرد على النجار 12

بسيونى بسيونى

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نتابع مع النجار فى سوره الاعلى ( سبح اسم ربك الاعلى ) يقول النجار ان كلمه الاعلى دليل على وجود ارباب اخرون لان الاعلى تفضيل من اعلى فالاعلى قلنا لو انه هناك ارباب اخرون فاين هم لماذا لم يعلنوا عن انفسهم ايضا يجب ان نعرف اولا معنى كلمه رب الايه تتحدث عن التسبيح وتنزيه اسم من اسماء الله هو الاعلى اسمه ( الاعلى ) وقد تفهم ان الحديث عن تسبيح الله وصفته انه الاعلى ( ربك الاعلى ) ومعنى كلمه رب تطلق على عده معانى مثلا المالك مالك الدار يقال رب الدار وعلى السيد ( اذكرنى عند ربك ) سوره يوسف 42 وفى الحديث ان تلد الامه ربتها وتطلق على المصلح والمدير يقال لمن قام باصلاح شىء واتمامه قد ربه يربه فهو رب له ويطلق على المعبود من الاصنام يقول الشاعر ارب يبول الثعلبان براسه لقد ذل من بالت على راسه الثعالب اما كلمه رب فى الانجيل فهى كيريوس يونانيه تطلق على الاله من هنا نفهم ان كلمه الاعلى ان كانت صفه لكلمه رب فهى تعنى ان الله هو الاعلى والاعظم من كل الارباب التى اخترعها الانسان من اوثان واصنام يطلق عليها اللفظ دون المعنى كما قال فرعون لقومه انا ربكم الاعلى دون اى سند او برهان وان كانت اسم فهو اسم خاص بالله فقط دون غيره وتدل على مدى العلو والعظمه والتقديس لله وهو اهل لذلك ونحن عندما نقول عن فلان انه انسان انه جبار مثلا هل نشركه فى اسم من اسماء الله او نقول انسان رحيم هل اشترك مع الله فى صفاته وعندما نقول كلمه الاعلى مجرده تفقد معناها قد يكون المبنى الاعلى فى المدينه فذهننا لا ينصرف الى الله ولو قلنا ربكم الاعلى فهنا يتوجه الذهن الى الله وليس الى رب المنزل مثلا او رب العمل اذا كلمه الرب مشتركه فى اللغه لكنها مختلفه فى الدلاله ( الذى خلق فسوى ) يقول النجار واين الدليل او البرهان ويقول انه ادعاء ليس له برهان وان القران مغرم بطلب البراهين من الاخرين ويورد النجار عدد من الايات للدلاله ثم يورد ايه ( فتبارك الله احسن الخالقين ) ويقول مادام هو احسن الخالقين فهناك خالقون غيره وهو احسنهم فكيف نعرف انه هو الذى خلقنا وليس خالقين غيره نقول ان كان هناك الهه اخرى غير الله فاين هم واذا كان هناك خالقون غير الله فاين هم ؟ كيف يتنازل خالق واله عن ما خلق وابدع واذا كان هناك الهه اخرى خلقت فكيف خرج كل البشر بهيئه واحده اين ابداع الاخرون ؟ويقول ان جسد الانسان بناء هندسى ينقصه الكمال فجسم الانسان اله تفقد ما تاخذه من طاقه الطعام على هيئه حراره مهدره فان كان احسن الخالقين كان يفترض خلق اله احسن اتقانا نقول النجار كعادته يكذب ويدلس فجسم الانسان يستخلص الطاقه من الطعام ليس لاهدارها عن طريق اخراج الحراره كما يزعم النجار فالحراره بحد ذاتها معجزه فجسم الانسان ليس كله بدرجه حراره واحده لكن هناك اعضاء لها درجه حراره مثاليه لا تنقص ولا تزيد مثل الكبد والعين والخصيتين والجلد وغيرها من اعضاء والحراره ليست طاقه مهدره لكنها ضروريه واساسيه لعمل الجسم ودرجه حراره الجسم 37.5 حلا وسطا بيوكيميائيا فعند هذه الدرجه تحدث بما يكفى من السرعه والكثافه ردود فعل كيميائيه حيويه لخلق العناصر الضروريه لحياه الخليه لكن دون مزيد منها كى لا تحرقها اذا الحراره مطلوبه للحياه وليست هدرا للطاقه كما يحاول ان يصور النجار وجسم الانسان معجز بكل المقاييس ولا مجال هنا للحديث عن الاعجاز فى خلق الانسان ( والذى قدر فهدى ) يقول النجار مادام هو قدر لكل شخص مصيره وهدى من يحب ان يهدى فلماذا ارسل الرسل نقول ان كلمه قدر فلان تعنى تمهل وفكر فى تسويه امر وتهيئته وقدر الشىء بين مقداره والشىء بالشىء قاسه به وجعله على مقداره المعجم الوجيز وكلمه فهدى تدل على الخير والصلاح والافضل وان اخذنا كلمه قدر كما يريد النجار نرى هنا ان اقترانها بهدى اى ان الله كتب للانسان الخير وبينه له ويسر له حياته فاعطاه جسدا فى احسن صوره والسماء والارض وغيرها مما انعم الله به على الانسان واهداه اليه ويسره وارسل اليه الرسل والانبياء ليعرفوه بما هو خير وما يفعله وما لا يفعل ويعرفوه بالله الخالق لكل شىء وحدد له عمره وقدره عليه ولكن مساله ايمان الشخص او كفره راجعه للانسان فهو مخير فى مثل هذه الحاله والدليل هو وجود منكرين لله فى كل عصر وكل مكان ومع هذا لا ينفى علم الله الازلى بداخل الانسان كافر ام مؤمن ولكن ليقيم عليه الحجه فصانع الاله يعرف تماما مذا ستفعل ومتى ستتوقف وهذا بالنسبه للانسان فالله يعرف ما هو مصيرنا ويرى ما بداخلنا من خير ومن شر وهناك من يضل عن سبيله فالله يهدى الجميع ويرشدهم للخير لكن الانسان يختار الضلال والكفر ( والذى اخرج المرعى * فجعله غثاء احوى ) يقول النجار المرعى المكان الذى ترعى به الماشيه لكنه هنا يقصد الحشائش التى تنمو به وتنمو النباتات ثم تعطى ثمرها وتتوقف عن النمو ليتوقف الكلورفيل ليصبح لونها اصفر لكن القران هنا يقول غثاء احوى وكلمه غثى يعنى جف غثا الوادى يعنى جف وغثى الماء اذا علاه الزبد فكيف جعل القران تلك الحشائش غثاء ثم ان كلمه احوى من حوه اى اسمرار الشفه فكيف يكون الحشائش غثاء احوى نقول ان النجار هنا يفسر على مزاجه ويعدل الكلمات لتتوافق مع رؤيته هو يقول عن المرعى انه هنا يقصد الحشائش التى تنمو فى المرعى ولا يقصد مكان الرعى اظن ان هذا ادعاء كاذب من النجار فكلمه المرعى تشمل مكان الرعى والحشائش التى تنمو به وهو الوادى حيث الطعام والشراب بوفره وكذلك اورد تفسيرين لكلمه غثاء غتى الوادى يعنى جف ثم انه بعد ذلك يحمله الماء يجتاح الوادى وحتى فى عمليات الرى لمن يعرف بالفلاحه يحمل الماء تلك الحشائش وبواقى المزروعات على وجهه وتكون سمراء وسوداء وليس فقط بنيه اللون او صفراء يا نجار (سنقرئك فلا تنسى * الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى ) فالله سوف يقرىء النبى محمد القران رغم ان جبريل هو الذى طلب منه ان يقرا وطلب منه الا ينسى ما سيقرئه الا ما شاء الله له ان ينسى ونحن نعرف ان النبى محمد كان بشر مثلنا والبشر ينسى مهما كانت قدرته والنبى محمد قد نسى وسها فى الصلاه عده مرات ومادام الله يطلب منه الا ينسى لماذا لم ينزل عليه القران مكتوبا كصحف موسى وبذلك يضمن انه لن ينسى ولن تحرف منه ايات ونفهم من هذه الايه ان الله اراد للنبى محمد ان ينسى بعض الايات فالقران ليس ذكرا محفوظا نقول سواء انزل الله القران عندما يقول الله سنقرئك هنا نقرئك عن طريق جبريل وعندما جاء جبريل باقرأ كان رسول من عند الله وليس من عند نفسه فهو مأمور وليس بأمر وكلام النجار حول كلمه سنقرئك وان جبريل هو من طلب من النبى القراه لدليل على مدى ضحاله النجار الفكريه واسئلته التى لا معنى لها ولا دلاله الا انها تفضح طريقه وقدرات النجار اما ان النبى محمد بشر فهذا صحيح لكنه لم ينسى هذه الايه نزلت لطمئنه النبى محمد لانه كان يردد وراء جبريل خوفا من النسيان فالله يخبره انه لن ينسى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه وقرأنه ) وهذا وعد من الله للنبى محمد انه لن ينسى ابدا والنبى محمد لم ينسى ليس كما زعم النجار ان النبى محمد نسى وسها فى الصلاه مرات عده ولم يعطنا اى دليل على كلامه كعادته اما مشيئه الله والاستثناء هنا ليس معناه ان النبى محمد سينسى لكن معناه ان قدره الله على كل شىء فهو وعده انه لن ينسى ابدا ومع ذلك الله قادر على ان ينسيه وهو هنا لبيان القدره وليس لحدوث النسيان فلو انه مثلا اخبر كتبه الوحى بايات معينه ثم بعد ذلك نساها كان اول الناس فى عدم التصديق هم كتبه الوحى وحفاظ القران ولانتشر الامر خصوصا بوجود كفار قريش يتصيدون الاخطاء اما لماذا لم ينزل القران مكتوب كموسى نقول وماذا فعل قوم موسى لقد حرفوا ما اتاهم الله ونزول القران مجزء استمرار للنبوه ولان دين الاسلام دين حياه وتشريعات ثم كيف فهم النجار من هذه الايات ان الله اراد للنبى محمد ان ينسى كيف وهو يقول سنقرئك فلا تنسى وهو وعد الهى للرسول بعدم النسيان فكيف فهمها النجار وكما قلت سابقا يبدو ان النجار لديه مشكله فى الفهم ( الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى *فذكر ان نفعت الذكرى ) يتبع

#بسيونى_بسيونى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات