أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - من مكاشفات الجواهري ..وثوابته














المزيد.....

من مكاشفات الجواهري ..وثوابته


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


منذ بدايات انطلاقاته الابداعية، باح الجواهري بمواقفه النقدية، والانتقادية، للأفكار والسلوكيات الاجتماعية البائدة، وللأعراف والتقاليد الموروثة، والمورثةُ دون تمحيص، او تثقيف... وقد ظلّ الشاعر الخالد على تلكم الحال حتى سنواته الأخيرة: غاضباً، متمرداً، عنيفاً، داعياً للتنوير والنهوض والارتقاء... وتجاوز ما بلى من مفاهيم عافها الزمان.
ويجد المتابع، الجَهود، مثابرةً واعيةً، وشبه دائمة على هذه الطريق في منجز الجواهري الشعري الثري، والنثري المتميز، لمئات الحالات التي تحدثت عنها، ووثقتها قصائد تترى على مدى أكثر من سبعة عقود... شخصتها ودانتها عبر رؤى واستشهادات وفلسفة واضحة ومباشرة...
... وفي العديد من الوقائع التي نحاول العناية بها في هذا السياق، يجمع الجواهري رؤاه ويشيعها بشمولية واضحة، وان تبدت الصورة، وللوهلة الأولى انها شؤون شخصية وخاصة... غير ان قراءات متأنية، نابهة لما زعمه الشاعر، وادعاه عن ذاته، تكشف بما لا يقبل اللبس، انه يعالج من خلال ذلك، شجوناً وقضايا اجتماعية ووطنية عامة، تخص ظواهر ذات أكثر من مغزى...
... وقصيدة "المُحرّقة" المنشورة عام 1931، نموذج بارز لما نحن بصدد التوثيق له، والتأكيد عليه... خاصة انها نظمت والجواهري كان في مطلع شبابه، وانطلاقته الابداعية، والرموزية:

أحاول خرقاً في الحياة، وما اجرا ..وآسف ان أمضي، ولم ابق ِ لي ذكرا
ويؤلمني فرط افتكاري بأنني ، سأذهب لا نفعاً جَلبت ولا ضُرا
مضت حججٌ عشر ونفسي كأنها، من الغيظ سيلُ، سُد في وجهه المجرى
وقد ابقت البلوى على الوجه طابعاً، وخلفت الشحناء في كبدي نغرا
الم ترني من فرط شكٍ وريبةٍ ، أري الناسَ ، حتى صاحبي، نظراً شزرا

... لقد جاءت القصيدة هذه اثر ظروف قاسية مرت على صاحبها المبتلى في أواخر العشرينات الماضية، والمعروفة دوافعها وجذورها الزائفة واللئيمة في آن... وقد مرّ عليها الشاعر الناهض، وتجاوزها بكل قدرة وشموخ ، وكما بينت الأعوام والعقود اللاحقة، إذ انكفأ الموتورون والجهلة، والظلاميون بينما راح شأن الجواهري يعلو، متربعاً عرش الابداع ودوح الوطنية والانسانية...
... وإذ تبدأ القصيدة "المُحرّقة" بملموسيات ونبرات ذاتية خالصة، تنطلق لاحقاً في وصف الحال، والدفاع عن النفس، والانتقاد، وحتى مرحلة الادانة التالية... وربما قرار الحكم، وكل ذلك في مرافعة شعرية شاملة أعدها الجواهري بحذق نابغ ومهارة مصطفاة.

أقول اضطراراً: قد صبرت على الأذى، على انني لا أعرف الحر مضطرا
وليس بحرِ من اذا رام غايةً ، تخوف أن ترمي به مسلكاً وعرا
وما أنت بالمعطي التمرد حقه، اذا كنت تخشى ان تجوع، وان تعرى

وهكذا صالت "المُحرّقة" وجالت في أكثر من ستين بيتاً، طالت المزيد من المحاور الاجتماعية والسياسية السائدة آنذاك، وآثارها وتأثيراتها، ذات الصلة بمدارات نهوض البلاد وأهلها، فضلاً عن التحذير من مغبة الانكفاء، والركون إلى اليأس والاستسلام للواقع المرير، بل وقد راحت تشهر الدعوة للمواجهة والتصدي، وتلكم على ما نرى واحدة من أبرز المهمات التي تقع على كاهل المتصدين للتخلف والسبات ، والتواقين للارتقاء والازدهار... وعلّنا مصيبين في ما ذهبنا إليه...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أربيلياتٌ- جواهريةٌ راهنة...
- ايضا... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة
- الجواهري في بغداد اليوم - 1
- في بعض ثمانينات الجواهري ... والعراق
- حينما يصبحُ الأرقُ وحده ، نديمَ الشاعر ِ ورفيقَه الخلوص
- الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال
- عن بعض -دمشقيات- الجواهري.. وسورياته
- أشباح الغربة تؤرق الجواهريّ
- عن بعض محطات الجواهري اللبنانية
- الجواهري وكارثة الثامن من شباط
- الجواهري عن حسناوات التشيك
- غضب جواهري آخر، عام 1977
- -أم عوف- تستضيف الجواهري.. وتوحي إليه
- من هموم الجواهري وشجونه في الثمانينات
- الجواهري في -المقامة- اليمنية
- الجواهري عاشقٌ في السبعين
- الجواهري والنار… والحياة
- الجواهري والطالباني ... وما بينهما
- الجواهري عن بعض جمال المرأة... وفنونها
- الجواهري عن جياع الشعب


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - من مكاشفات الجواهري ..وثوابته