أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نتنياهو -رجل الحقيقة-!














المزيد.....

نتنياهو -رجل الحقيقة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 14:21
المحور: القضية الفلسطينية
    



نتنياهو "رجل الحقيقة"!
برز نتنياهو، أو أبرز نفسه، في هيئة "رجل الحقيقة"، السادن لها، والمتحدِّث باسمها، إذ وصف الصراع الذي تخوضه إسرائيل من أجل تهويد القدس الشرقية بأنَّه "صراع من أجل الحقيقة"، أي من أجل إظهارها، وانتصاراً لها.

تعصُّب نتنياهو لـ "الحقيقة"، وضدَّ "الأوهام" الفلسطينية والعربية في أمْر القدس، ذكَّرني بكيسينجر الذي قال إنَّ ما "يبدو أنَّه حقيقة"، وليس "الحقيقة"، هو ما يستأثر باهتمامه!

وإنصافاً للحقيقة أقول إنَّ الإسرائيليين واليهود على وجه العموم يؤمنون بأنَّ "حقيقة" القدس موجودة في "التوراة"، التي، على ما أحسب وأعتقد، موجودة فحسب في خارج عالم الحقيقة.

إنَّهم، بالتالي، لا يكترثون لـ "الحقيقة"، وإنَّما لِمَا يبدو لهم أنَّه حقيقة؛ وليس يصحُّ في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؛ وإنَّ الإنسان الذي استبدت به الأوهام التلمودية هو من جنس أولئك الذين يجادلون، طالبين دليلاً على وجود النهار!

اسْألْ كل يهودي ضيِّق الأُفق، ومؤلِّف كتاب "مكان تحت الشمس"، أي نتنياهو، "لِمَنْ القدس؟"، فيجيبكَ على البديهة قائلاً "إنَّها للشعب اليهودي؛ وإنَّها له، عاصمةً، منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة"؛ ثمَّ اسْألْهُ عن الدليل والبرهان، فيأخذكَ إلى "العهد القديم"، الذي فيه ذُكِر "صهيون"، أي الاسم العبري للقدس، بحسب زعمه، 850 مرَّة؛ وكفى الله ممثِّلي أوهام "العهد القديم" شرَّ التاريخ، عِلْماً وحقائق، وشرَّ العقل والمنطق، فإنَّ هؤلاء الذين لا يستطيعون العيش في أيِّ مكان تحت الشمس يتَّخِذون مِمَّا هو في حاجة إلى إثبات (أي مزاعم "التوراة") دليل اثبات!

ما الفرق النوعي بين "مخلوقات الوهم" و"رجال الحقيقة"؟

"مخلوقات الوهم"، كمثل "الشعب التلمودي"، يسعون دائماً في تزوير حقائق الواقع والتاريخ حتى تبدو متوافقة مع أوهامهم الفكرية والدينية، وكأنَّ "الحقيقة" هي كل ما يقيم الدليل على صدق ما تضمَّنه "العهد القديم"؛ أمَّا "رجال الحقيقة" فيحرصون كل الحرص على تطوير أفكارهم ومعتقداتهم بما يجعلها أكثر توافقاً مع الواقع وحقائقه.

القدس (أو التي يسمُّونها "صهيون") لهم؛ لأنَّ فلسطين لهم؛ وفلسطين لهم؛ لأنَّها "أرض الميعاد"؛ ولكن ما هي هذه التي يسمُّونها "أرض الميعاد"؟

إنَّها في منزلة "أرومة شجرة أوهامهم الدينية"، فالرَّب، الذي اخترعوه على مثال اليهودي القديم، خاطب زعيمهم القبلي، قائلاً: "لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصريم (نهر مصر، أي النيل) إلى نهر فرت (نهر الفرات)".

أيُّها الإنسان، الْغِ عقلكَ حتى يسهل عليك أن تُصدِّق أنَّ أرضاً بهذا الاتِّساع (من النيل إلى الفرات) تُعْطى لِجَمْعٍ من عشائر، يمكن أن تستوعبهم قرية واحدة!

أعطاهم أرضاً؛ وكأنَّه يوزِّع الأراضي والأوطان؛ وأعطاهم إيَّاها وهي التي، بشهادة التاريخ، كانت تخصُّ غيرهم، ولم تكن، بالتالي، موطناً لهم من قبل هذا "الوعد الرَّباني" الخرافي!

ومن هذه الخرافة، التي لا يؤمِن بها على أنَّها حقيقة إلاَّ إنسان القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد، استمدُّوا شرعيةً لجعل فلسطين (التي كانت أرضاً تخصُّ العرب) دولةً قومية لجماعة بشرية، تنتمي بالدين فحسب إلى جماعة بشرية بادت عِرْقاً منذ آلاف السنين، وكأنَّ الحقوق القومية تبقى ولو باد أصحابها من الشعوب!

إنَّ الشجرة تنحني فروعها إذا ما كانت مليئة بالثمار؛ وتلك هي كانت حال شجرة حضارة مصر القديمة، التي جعلت بني إسرائيل يدخلون التاريخ بصفة كونهم حُسَّاداً لها.

وهؤلاء كانت شجرتهم (وظلَّت) بفروع لا ثمار تتدلَّى منها، فلبسوا الغرور، وهل للصفر (حضارياً) من لبوس يلبسه غير الغرور؟!

كانوا قوماً رُحَّل، لا يملكون إلاَّ الخيام والمواشي، يجوبون الأرض (أرض أمم الحضارات القديمة) بحثاً عن العشب والكلأ، فكيف لهم أن يبتنوا معبداً كالكرنك، أو يصنعوا تمثالاً كتمثال رمسيس؟!

عن اضطِّرار، وليس في الاضطِّرار فضيلة، حادوا عن وثنية المصريين والإغريق، متوفِّرين على جَمْع أساطير كثيرة، أبدعها غيرهم، في كتاب واحد، هو "التناخ"، الذي صوَّروه على أنَّه "المأثرة الكبرى" التي جاءوا بها إلى العالم، والتي، نسبةً إليها، تَصْغُر حجماً، وتتضاءل وزناً، أهرام خوفو وخفرع ومنقرع!

وها هو ممثِّل الأوهام التلمودية يخاطب بشر القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد قائلاً: "إنَّنا موجودون في القدس منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة؛ فهذه هي الحقيقة البسيطة"!

لقد قنط نتنياهو من الجهود المضنية التي بذلها علماء الآثار الإسرائيليون (منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية) لإثبات أنَّ لـ "الشعب اليهودي" حقَّاً دينياً وتاريخياً في أرض فلسطين، وفي "العاصمة الموحَّدة الأبدية" على وجه الخصوص.

ولا شكَّ في أنَّ "النتائج" قد ذهبت بأوهامه التلمودية إذ أكَّد علماء آثار يهود، بعد البحث والحفر والتنقيب في "مدينة داود" في حيِّ سلوان في القدس الشرقية، أنْ لا شيء هناك يدلُّ على أنَّ داود كان له قصراً، حيث بحثوا وحفروا ونقَّبوا، أو أنَّ ذلك المكان عَرَف داود، أو عرفه داود.

وأخصُّ بالذِّكْر من هؤلاء المحاضِر في جامعة تل أبيب رافاييل جرينبرج، الذي قال "لم نعثر على شيء"، وعالم الآثار في الجامعة نفسها البرفيسور إسرائيل فنكلشتاين الذي قال "هؤلاء يخلطون الدين بالعلم.. المنظَّمات اليهودية اليمينية المتطرفة (كجمعية "إيلعاد") لم تعثر على قطعة أثرية واحدة من قصر النبي داود"، وعالم الآثار المستقل البروفيسور يوني مزراحي الذي قال لم نعثر على لافتة مكتوب عليها "مرحباً بكم في قصر داود"!

التاريخ، الذي لم يتركوا لهم أثراً فيه؛ لأنَّهم عاشوا دائماً في خارجه، يقول لهم "القدس ليست لكم"، فيَرُدُّ له الدجَّال نتنياهو الصاع صاعين، قائلاً له "بلى، إنَّها لنا، فالتوراة قالت إنَّها لنا"، فكيف لهذا أن يجنح للسلام مع الفلسطينيين وهو الذي يأبى أن يجنح للسلام مع العقل؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن يوسف يا أبي..!
- -الطوارئ- هي طريقة في الحكم!
- تفويض مباشر.. ومفاوضات غير مباشرة!
- العابسون أبداً!
- متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!
- هل التاريخ يعيد نفسه؟
- في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!
- العالم في مسارٍ نووي جديد!
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!
- ميلاد فيزياء جديدة.. في -سيرن-!
- عندما يساء فهم -الرأسمال- و-الرأسمالي-!
- قِمَّة -الإسراء- من سرت إلى القدس!
- في عقر دارك يا أوباما!
- أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!
- الذهنية التلمودية.. ليبرمان مثالاً!
- مفاوضات صديقة للاستيطان!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نتنياهو -رجل الحقيقة-!