أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - الثورُ ... والسّكاكين














المزيد.....

الثورُ ... والسّكاكين


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 11:46
المحور: كتابات ساخرة
    


تناسى أولو الأمر الحكمة ( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ) وكأنّ مؤامرتهم في إصدار قانون الإنتخابات بالشكل الذي توهموا أنهم حافظون على مراكزهم وإمتيازاتهم ستكون فاعلة ويخلد حكمهم إلى الأبد . ذاكرة التأريخ تذكر مقولة نوري السعيد ( دار السيّد مأمونة ) ومع هذا فقد صار ما صار والكل يعرف ما كان مصيره ، و قول أحمد حسن البكر ، بعد إنقلاب 17/30 تموز1968 ( لن ينتكس الوليد ) ، ثم آمال الطاغية في توريث الحكم إلى بنيه ومن بعدهم إلى ذريتهم إلى أبد الآبدين .

الحكمُ في العراق من عهد السومريين إلى يومنا هذا لم يدُم لفئة . لكل زمان دولة ورجال ، فلِمَ التجبّر هذا ؟

قانون الإنتخابات قد صودق عليه في مجلس نواب يمثل الأطراف المسيطرة على المجلس والتي تمثل كافة الكتل السياسية التي تتظاهر بالخصام ، وتوافق الجميع على النصوص التي تأمّل كل طرف منهم أن الإنتخابات ستفرز النتائج التي تحقق له ما يصبوا إليه . ولكن تجربة جماهير الشعب للسنين السبع السابقة قد ولّدت وعياً لم يخطر على بال أولئك السياسيين لأنهم بالفعل معزولون عن الشعب و ليس لديهم التقدير لمعاناته . وعندما أفرزت الإنتخابات نتائج تخالف المتوقع منها ، إعترض عليها رئيس الوزراء الذي يعتبر الرأس التنفيذي لجميع الأنشطة في العراق . لم تكن عملية الإعتراض هذه من باب عدم تدخل السلطة التنفيذية في عمل المفوضية العليا المستقلة لحرف نتائج الإنتخابات لصالح كتلته ، وإنما كان إعتراضه بسبب إنقلاب السحر على الساحر ولذلك كان تصرفه كالضاري الذي يحاول غيره إستلاب صيده منه . إنه عملياً صراعٌ من أجل الكرسي .

قد تكون الإجراءات التي أتخذت للحصول على قرار التمييز في أعادة فرز الأصوات في بغداد أصولية ، وكذا قد يكون شطب أسماء 52 مرشحاً بالإستناد إلى قرار هيئة المساءلة والنزاهة ( إجتثاث البعث سابقاً ) موضوعاً متماشياً مع الدستور بإعتبار أن هؤلاء لم يكن لهم الحق في ترشيح أنفسهم لأسباب هم أعلم بها مسبقاً ، مما يمكن تفسيره بسوء النية إبتداءً . ولكن تبقى الإجراءات التي أتبعت لتطبيق قرار التمييز مسألة فيها نظر .

لم تكتفِ المفوضية العليا ( المستقلة ) في هذه الحالة بشطب أسماء ال 52 مرشحاً ، سواءً أكانوا قد فازوا بالعضوية أم لا ، بل توسع العمل ليتم شطب جميع الأصوات التي حصل عليها هؤلاء في الإنتخابات ، مما جعل العدد الكلي للمواطنين المشاركين في الإنتخابات أقل من ما كان عليه قبل إلغاء الأصوات التي حصل عليها المرشحون المستبعدون . مما جعل المفوضية في موقف إحتساب جديد للقاسم الإنتخابي ، وإعادة النظر في أحقية جميع المرشحين في الفوز بعضوية مجلس النواب .

إن تطبيق القرار التمييزي بهذا الأسلوب ليس مخالفاً للدستور فحسب بل لجميع مبادئ العدالة والمساواة بين المواطنين . إن المواطن الذي ذهب بحسن نية إلى القاعة التي أدلى فيها بصوته وقدمت له قائمة من جهة رسمية تحتوي أسماء مرشحين مستقلين كانوا أو منتمين إلى كتل ، ونفذ ما تطلبته التعليمات المبلغة : بالتأشير أولاً على القائمة والتأشير بعد ذلك إزاء الإسم الذي أراد إنتخابه ، إن هذا المواطن يجب أن يكون محمياً بالدستور كمواطن عراقيّ حسن النية ، فلا يجوز إلغاء صوته من أية جهة بدون إعتبار ذلك مخالفاً للدستور . إن القوى السياسية التي تقود بهذا الإتجاه لا بد من تذكيرها أن هذا العمل يتبعه يوم حساب ، يوم لا يكون هناك تواطؤ أو سماح أو توافق ، كما هذه الأيام .

لقد كان غرض التواطؤ في التصديق على قانون الإنتخابات إستبعاد ممثلي الكتل السياسية ( غير المرغوبة ) وضمان إستحواذ الكتل الكبيرة على مجلس النواب وتهيئة الظروف المناسبة للتوافقات فيما بينها لإمرار المشاريع ( المهمة ) من وراء ظهر الشعب . إن وجود ممثل واحد من تلك الكتل غير المرغوبة يجعل إمرار مثل هذه المشاريع ( المهمة ) صعباً . إن إعادة إحتساب قاسم إنتخابي جديد يضيف إلى العملية الإنتخابية عنصراً جديداً هو فتح المجال للمرشحين من الكتل السياسية الأخرى أن يكون بعضهم قد حصل على أصوات تعادل أو تفوق القاسم الإنتخابي الجديد فبهذا يكون هناك ثمة إحتمال فوز أسماء جديدة لمجلس النواب قد يكون لها التأثير على تكوين المجلس .

إن الصراع الحالي على الفوز بمقاعد مجلس النواب وما يحققه من مواقع لهذه الكتلة أو تلك قد لا يرضي أحد الأطراف ونبدأ دوامة جديدة ما دامت قيادات تلك الكتل لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة أو تخشى فقدان السلطة و... الثور عندما يقع ، تكثر السكاكين .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدةُ الشعب تدحرُ المتآمرين على مستقبله
- ما هو كسبُنا في الإنتخابات
- من وحيِ الإنتخابات
- أين الخطأ ؟
- مَلامِحُ النّجاح
- حِزبُ البعث والحركة الصدّامية
- مستقبل نظام الحكم في العراق
- الإجتثاثُ والبعثيون
- عَودة إلى درس المعلّم الأوّل
- عَودَةُ البعثِ . . وعيدُ الجيش
- الأمنُ !! أكاذيبُ مسؤول
- رد على إنقلاب في بغداد!
- تآمُر بلا حَياء
- خانةُ الصّفر
- الكتل السياسية والإنتخابات
- الحقوقُ القومية
- الجماهيرُ هي الأساس
- مَصدرُ الوَحيْ !!!
- صِراعُ المؤتلفين
- التواطُؤ بإسم التوافُق


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - الثورُ ... والسّكاكين