أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - خالد منصور - قتلها لانها حامل بانثى














المزيد.....

قتلها لانها حامل بانثى


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 11:15
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    



يقال أنها صرخت واستغاثت، وركعت عند قدميه تستحلفه بالله أن يتركها لتعيش لأطفالها الثلاثة.. وأنها توسلت إليه ورجته وبكت وناحت.. لكنه كان كوحش أطبق على فريسته، منقاد لغريزة الدم، عيونه تلمع، وأسنانه تصطك وكأنها أنياب غول، فقد حاسة السمع، وتحولت أصابعه إلى مخالب نمر.. ضربها في البداية بقسوة كي تنهار وتضعف مقاومتها، ثم هجم عليها كضبع كاسر أو كخنزير بري هائج.. وماذا كان بإمكانها أن تفعل بجسدها النحيل-- الحامل بالشهر الرابع-- غير أن تبذل محاولات يائسة للفكاك من بين يديه.. حرارة الروح دفعتها لتخرمشه، لكنها أخذت بالانهيار والسقوط تدريجيا، وهو على عكس ذلك ازداد شراسة وزاد من ضغطه على عنقها.. صراخها الذي كان في البداية قويا مزلزلا تقشعر له الأبدان، ونواحها وطلبها للنجدة، أخذا شيئا فشيئا بالخفوت، إلى أن لفظت آخر كلماتها( لعنك الله ) وفارقت الحياة، وأسلمت روحها لباريها.
امرأة كان حظها العاثر أن تتزوج من رجل ينظر للنساء كجواري وماكنات تفريخ.. عاشت حياة الشقاء تطبخ وتكنس وتغسل وتعمل في الحقل، وفي آخر الليل تضطر وهي منهكة لتلبية رغبات زوجها-- وان رفضت أو طلبت إعفاءها من آخر مهمة أو تأجيلها لليلة-- تعرضت لشتى صنوف الضرب والشتم والعذاب.. حملت لثلاث مرات وولدت ذكرين وأنثى، وفي المرة الرابعة ولأنها حملت بأنثى -- كما دلت الفحوص الطبية-- تحولت في عيون زوجها إلى مجرمة.. إذ كيف تحمل بأنثى بينما زوجة أخيه لا تحمل إلا ذكورا..؟؟ ولهذا السبب حكم عليها وفق شريعة الغاب بالموت.. وفي الغاب لا تنجو الفريسة من مهاجمها إلا نادرا.. وليس هناك من تلجأ إليه ليحميها أو يتشفع إليها أو يلين قلب مهاجمها.. ولا تنفع هناك الدموع ولا يستجاب للتشفعات وتترك الفريسة لمصيرها المحتوم..
هذا ما حصل في بلادنا قبل أيام.. ومن المؤكد أن هذه القصة الجريمة ليست الوحيدة، بل هناك قصص أخرى تحدث مع النساء تشيب معها الرؤوس.. لكن ولأننا وكما يقول البعض نعيش في-- مجتمع محافظ-- تدفن كل القصص مع ضحاياها، ويبقى الجناة طليقين أحرار دون عقاب، ودون أن يبلغ عنهم خوفا من العار.. فالمرأة لدى الكثيرين في مجتمعنا تجلب العار، ويجب أن تظل حبيسة أو تحت المراقبة، لتتنفس من حيث يتنفس زوجها، ولا ترى إلا ما يريدها زوجها إن ترى.
هذا ما يحصل في بلادنا التي تعمل فيها العشرات من المؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان، ومئات الجمعيات النسوية التي تدافع عن حقوق المرأة.. هذا ما يحدث رغم كل برامج التوعية والتثقيف المجتمعية وبرامج الجندر وحماية النساء.. هذا ما يحدث رغم استتباب الأمن الداخلي وعودة الهيبة للقوانين.. فلماذا يحدث ذلك..؟؟ ولماذا مازالت المرأة مضطهدة ويسهل اضطهادها وتجريدها من كل حقوقها ومنها الحق بالحياة..؟؟ إنها أسئلة مشروعة.. وعلى صناع القرار من-- حكومة ومجلس تشريعي ومؤسسات حقوق إنسان وجمعيات واطر نسوية-- الإجابة عليها، ووضع حد للجريمة المستمرة بحق النساء.
من المؤكد أن الجريمة هزت مشاعر الجميع في بلادنا، لبشاعتها ولوحشية القاتل الذي لم يرأف لضعف زوجته.. وسيطالب الجميع بإيقاع اشد العقوبات بالقاتل.. لكن هذا الحل لن يوقف تكرار مثل هذه الجريمة وغيرها من الجرائم.. والمطلوب تعديل الكثير من نصوص القوانين-- ليفهم قاتلي النساء ومن تصور لهم أفكارهم أنهم سيتمتعون بالعذر المخفف بعد ارتكابهم جرائم قتل النساء-- أنهم سيواجهون قانونا صارما لا يميز سلبا ضد النساء.. المطلوب أن تكون هناك برامج توعوية بحقوق النساء لإلغاء التمييز ضدهن-- تستهدف مجتمع الرجال أولا.. المطلوب أن تصل الجمعيات والأطر النسوية إلى كل التجمعات السكانية وخاصة تلك الموجودة في الأرياف-- ولا تكتفي بالعمل بين أوساط نساء المدن، أو بالعمل مع بعض النخب من النساء.. المطلوب تغيير الخطاب النسوي ليصبح أكثر جرأة في نقد القوانين وحتى في نقد العادات والتقاليد البالية..
مخيم الفارعة – 16/5/2010



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما رح نبيع
- ذقنا المر
- فلتكن معركة
- هبة عمالية على بوابة احتلالية
- في ذكرى الاول من ايار - استغلال بختم رسمي -
- الواقع المزري للحركة العمالية
- كانوا ومازالوا معنا
- فياض والحب المفضي الى الموت
- لماذا عارضنا استئناف المفاوضات
- الاغاثة الزراعية في مواجهة الحرب الاستيطانية
- نتنياهو يهتز طربا وليبرمان يرقص فرحا
- هل ينهي عباس شهر العسل
- شعبنا ليس بفاسد
- فالنتاين والحب على الحواجز الاحتلالية
- لو كنت مفتيا لفلسطين
- توجه صحيح
- قراءة في تجربة لجان المقاومة الشعبية
- لك المجد يا رفيقنا أبا العطا
- كي لا تنطفئ شمعة بلعين
- ننحني لمن لم ينحن


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - خالد منصور - قتلها لانها حامل بانثى