أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - من الادب التايواني المترجم / للكاتبة لوسي اتش تشن / الموعد Appointment















المزيد.....

من الادب التايواني المترجم / للكاتبة لوسي اتش تشن / الموعد Appointment


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


ترجمة محمود المصلح

الموعد Appointment
متأخرين وصلنا ، أمي تنظر نظرة سريعة إلى ساعة يدها ، السادسة والنصف فقط! السادسة والنصف ، هذه اللحظة مألوفة جدا ، ذات معنى ، نسمعها الآن ، الشعور بالخواء ، أمي تمشي إلى الطاولة الداخلية ، جلست السيدة وانغ ، جلست ، تبعتهما .
- عزيزتي يونغ تزو ماذا ترغبين ؟CHI CHUI * سألت أمي .
- نعم ، واو ميت برأسي موافقة . كنت ارغب بالبوظة ، أو أي شيء آخر ، لكن لا يهم ، فلا فرق عندي ، امي بجانبي ، السيدة وانغ في الجهة المقابلة ،باتجاهي ، وجهها مطلي بالكريمات والألوان . خلف كومة شعرها المسرح بعناية ، أرى الجزء الأسفل من ملصق دعاية لفيلم ملون جريء ، الناس على شباك التذاكر يبتاعون التذاكر .

- هيه .. يونغ تزو قالت السيدة وانغ .. أنا درسته بحرص شديد ، من أجلك . هذا الولد جدير بالاحترام .
بعض الأشخاص مروا أمام المقهى ، رجل بهيئة قديمة ، غامض دخل مسرعا ، نظر إلى اليمين والشمال ، اختار مقعدا ، جاء النادل مباشرة ، رفع الرجل شاهده الأيمن وقال :
قهوة مثلجة .ICED CFFEE .

حدقت بالمقعد ، حدقت به ، استطيع ان ارى الندبة خلف رأسه ، ندبة واضحة بحجم الإبهام تقريبا . السيدة وانغ : أخوها يحضر درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية .أضافت انه يعمل صواريخ ذرية ، وظيفته ومستقبله باهر ، انه متزوج ..الرجل العجوز اخبرها بهذا ذات مرة ..هذه الخطوبة قد تمت .. والزوجان العجوزان سوف يبيعان ارضهما ويذهبان للعيش عند نسيبهما .

في الصيف الماضي جلست في المقعد ذاته الذي يجلس فيه الرجل الغامض لانتظر ، أربعون دقيقة قبل السابعة وعشرة دقائق ، الفيلم ، عشرة دقائق مبكرة قبل الموعد ، جلست هنا ، ترددت فيما هل اخرج وانتظر بالخارج ، اشاهد من حولي المتاجر المزدحمة ، أتظاهر إني وصلت للتو وبسرعة ، ربما حتى اتاخر خمس دقائق ، ولكن أخاف أن أقابله حالما اخرج من المقهى .. وهذا سيكون مربكا . ... جلست ساكنة .. وألياف نسيج تنورتي توخز ساقي .

لم اجرء أن ارتشف العصير .. فقط احدق في القشة البيضاء الحليبية .. افكر ، اخطط .. كيف اوجه الشخص الطويل النحيل عندما يظهر من امامي فوق الطاولة .

- نعم أنا اوكد موافقتي معك .أمي ردت وتابعت :
- ( وانغ عندما كانت صغيرة ، توقعتها ان تتخرج من الجامعة ، وتسافر للخارج لإكمال دراستها ، او تتزوج زواجا موفقا ، وهذه فرصتها لتضرب عصفورين بحجر كما يقولون ، انت تعرفين انها ابنتي الكبيرة ، وأنا حقيقة اكره ان أراها مسافرة ، لكنهم قالوا هذا مستقبل البنت ، ويجب علينا ان نوافق ، فلا استطيع ان اكون انانية هذا الى جانب ان اخواتها الثلاثة سوف يتخرجن من الجامعة قريبا )

- هذا صحيح .. هذا صحيح ..سيدة وانغ أحنت لفة شعرها موافقة ، يونغ زو أتمنى عليك أن تلاحظي كيف قدرت والدتك .. لتعدادها الأشياء الجميلة في حياتك .


الاشياء التي عددتها في حياتي الماضية في ذلك اليوم في السنة الماضية ، اشياء مهمة .الاهم والاعظم ، ان اجلس هنا وانتظره .. كل ثانية عبارة عن حمل ثقيل على دقات قلبي التي تطير مع كل ثانية بعيدا بعيدا ..
كثير من الناس دخلوا المقهى بحثو عن مقعد ، إصابتهم الدهشة ، حدقوا بطاولتي ، بالمقعد الفارغ المقابل ، أخيرا وبهدوء اخذوا ا المقعد . كم هم جديرون بالحب والاحترام ، كم كنت محظوظة ، وممنونة لهم ، شاكرة انهم لم يطلبوا الجوس معي..

كل واحد كان يعرف انني انتظره .. لم استطع الاستمرار بالتفكير اكثر من ذلك .. عندما اتزوج ساطلب مقاعد وطاولات كافية في حفلة وليمة العرس .. لدعوة هؤلاء الغرباء شديدو الانتباه .. الذين يقدرون الآخرين .
الزواج كم هو مربك التفكير فيه ، أغمضت عيني وشعرت بجذور إذني تحترق ، تنورتي الخشنة توخز ساقي اكثر من قبل ، كانها الشوك .لم اهتم مطلقا ، مشغولة بعد ايام العطلة المدرسية .. مكان المسرح القريب .. الطقس اللطيف المحبب .. وأه نداء البرية ...

امي تضحك بطريقة وظيفية ، الرجل الغامض ، اخذ ساعة جيبه نظر وضعها على الطاولة أمامه .
السادسة والنصف ، لم يأت بعد ، انه ليوم مزدحم ، حاولت أن أوضح لنفسي انه لأمر صعب الحصول على تذاكر في مثل هذا اليوم ..

المقهى مزدحم ، أصوات الرجال والنساء العالية والضحكات الصاخبة المتداخلة تعم المكان ( رشفت ملء فمي من العصير ) العلكة الحادة أدمعت عيوني كالعادة ، أحنيت راسي لثواني ، نظرت لثوبي الحريري الأبيض الجديد المطرز بالأزرق ، كل ما البس ظلال متكسرة ابيض وازرق .

- لننظم هذا ، بهذه الطريقة – السيدة وانغ أخذت يد امي بقوة وتأثر ، رفعت من نبرة صوتها :

أولا الخطوبة ، ننظم الخطوبة ، ثم يسافران للخارج ، تقريبا في هذا الوقت نفسه من الربيع القادم يتم الزواج ،طبعا في البلد ، كل شيء يسير على ما يرام .. نفقات السفر .. رسوم الجامعة .. كل شيء مغطى من قبل أهل الولد .
أمي مندهشة عدلت من جلستها ، تنفست ببطيء أكثر ( انا بدأت اصدق أن يونغ تزو ، تستحق هذا النصيب الجيد وذلك لحياتها الماضية وما فيها . )*
السيدة وانغ ألقت نظرة عابرة إلى ساعتها ، قاربت بين عينيها ( قطاره لا بد انه تأخر ) لا تستعجلي ، لا زال الوقت مبكرا .
العرض الأول ، شارف على النهاية ، الناس ، يتدافعون صاعدين الباب الجانبي للمسرح ، زبائن المقهى شرعوا بالانصراف ، بعضهم مر بجانبي ، ورماني بنظرة فضولية متعاطفة .
أحنيت رأسي لارتشف العصير ، الطعم المر يتصعد من قلبي ، المرارة قوية ، كثيفة لا تقاوم ، شرعت بالصلاة في سري :
- ربي أعطني أي مصيبة ، أي كارثة تريدها ، اذا كان سيحضر فقط ، لماذا انا اجلس وانتظر ؟

كان يجب أن لا احضر .. قلت لنفسي ، السعادة لم تبتسم لي ، لماذا انا واثقة من هذا الموعد ؟؟
خطط كما انا الان ..ما كان يجب ان اقبل بهذا الموعد ، ولكن أنى لي ذلك ، ينظر الي من تحت نظارته السوداء ، وبلطف قال :

- آنسة تزو ، هل تودين حضور هذا الفيلم Henry the fifth الكل يتحدث عنه ؟
ملئنني بالابتهاج هذه المجاملة ، لا أتذكر كيف رتبت موعدا معه ، لازلت لا استطيع أن أتذكر ذلك ، لما ركضت الى غرفة النوم وكتبي تحت ابطي ، ابتسمت لكل لناس ، الدنيا تشع بالضياء كانت ، شعرت برغبة اناصرخ بأعلى صوتي قي عرض الشارع أمام الناس وأقول : انه دعاني لحضور فيلم ، للمرة الأولى خلال أربع سنوات ، اليوم دعاني .

- سيدة وانغ ، انت لطيفة جدا، امي ابتسمت بسعادة ، يونغ تزو لا تستحق منك هذا الاطراء ، هي فقط هادئة ساكنة ، مطيعة ، وطبعا ليس لها صديق – Boy Friend .

- حسنا .. هذا شيء مؤكد ، هذه الأيام السباب ينادون بحق الحب والاختيار ، وهم بكل معنى الكلمة يتغاضون عن رأي آبائهم وأمهاتهم بأمور الزواج ، انظري إلى ابنتي وقعا بالحب الان ، ويقضيان جل وقتهما مع الأصدقاء ، حتى لكلأنهما لا يمكثان في البيت .


- لا يزلن صغيرات جدا حتى يفهمن كل هذا ، قالت أمي وهي تنظر بأسف إليها .
- حسنا ولهذا ، السبب اثني على يونغ تزو كل الوقت ، دائما أتحدث لزوجي عنها ، وهي أول من فكرت بها لتأخذ هذه الفرصة الثمينة ، انت تعرفين ، انا لست سمسارة عرائس ماهرة ، فقط حدث ان عرفت ان هذا الشاب يستحق التقدير الى جانب انه ليس لديه صديقة girl friend أيضا ، العجوز قال هذا هكذا كيفما اتفق .
نظر الرجل الغامض إلى ساعته بضجر ، أعاد الساعة إلى معصمه ، اخذ الفاتورة ، وضع بعض النقود على الطاولة وخرج .

فارغة .. فارغة تماما . كنت آخر من غادر المقهى ،ضوء المصباح الغازي الأبيض شاحب ، تململت، وخزني ظفري في عضلة يدي لما حركت رسغ يدي الشمال ، تمتعت بلذة الجرح ، مع كل الناس الذاهبين كنت اشعر بالبرودة كما لم اشعر بها سابقا ، صوت ماكنة الثلج يقعقع ، يثرثر في أذني ، بيأس أحدق في السقف ، يبدو كأنه يتراقص مع الأبيض الشاحب ، يكافح ليحلق عاليا ، شعرت اني على حافة البكاء منم التعب .

جلست الى الطاولة ، الوك خجلي من نفسي وحيدة ، فتاة صغيرة انا الآن مرة أخرى ، اجلس عند الباب لأراقب السماء ، وحيدة لساعات طوال ، بدون اهتمام او ملاحظة لها ، انا ووحدة الطفولة معا .. حياة الوحدة في ا لمدرسة تستبيح عقلي .. تظللني كالسماء .. مثل تنين يحلق فوق الماء.. ظل طويل نحيل يقف من بين كل ذلك ، يمتد يغلفني ، شبكة كبيرة ، سقطت بها ، اتخبط ، أكافح ، بيأس شرعت اسخر من نفسي من حماقتي ، وضيعة أليس كذلك ؟!

الآن أضعت كامل كرامتي ، ووبخت نفسي بكل شجبي لذاتي ، لم أفكر أن اكرهه وهذا ما جعلني احتقر نفسي أكثر .

رأسي منحني ، رفضت أن انظر إلى واجهة المقهى ، ربما لا يزال ينوي الحضور ، لا زلت اعلق أملا في أن يفاجئني ، يقف أمامي بظله الطويل ، عندها علي ان ارفع راسي عاليا وابتسم له .
- آنسه ؟
بخوف نظرت صوب الصوت ، إنها النادلة تقف أمامي ، حركت شفتيها لتقول شياء ، حدقت بها ، سقطت في مقعدي ، وانهارت الدموع ، الظلام يلف الشارع في الخارج، وهو لم يأت بعد ، وضعت راسي على الطاولة وبكيت .

- اوو ..يونغ تزو ما الخطب .. ماذا بك ؟ بدهشة وبهمس حنون قالت السيدة وانغ .
- عانقت ذراعي، وربتت على كتفي بحب وحنان .
- لا تخافي ، آ ..طفلتي الساذجة .. في الحقيقة لا شيء اطلاقا .. في المرة الأولى التي قابلت فيها والدك ، شعرت بالتوتر والارتباك كثيرا ،ولسنين لاحقة أتذكر كيف دق قلبي وكيف تدفق الدم إلى وجهي .
- السيدة وانغ ..منذ ان أصبح له مثل هذه الأهلية وهذه الكفاءة من غير المستحسن أن نتركه هكذا .. طبعا هو مجرد خريج من جامعة خاصة .. ربما هذا يجعلها تشعر ولو قليلا بشعور أحسن ولو قليلا تجاه من ذي قبل .. قبل أن تذهب الى الجامعة الوطنية .

- فكرت في ذلك ، أمي سارعت بالقول .. ولكن اذا سافر للخارج لاستكمال التعليم حقا .. احسب ان هذا غير مهم ..يونغ تزو .. انت لا تعارضي أليس كذلك ؟
- لا .. لا.. هززت راسي ، مسحت دمعي ، لماذا علي أن اهتم بعد أخر صيف.. وببطء شرعت ارتشف كاس العصير .



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدي اهاجر بقارب مطاطي ..
- انا مش حزبي ..
- من الادب التايواني المترجم - ترجمة محمود المصلح- صباح تشو تي
- زيارة
- سرطان يمشي على قدميه .. متخفي بصورة رجل
- مافيا عن جد
- تجربة ذاتية .. صيد الخاطر 7
- احترام الاطفال فنيا
- برقية ..
- مسألة صعبة ..
- قصص قصيرة جدا 3
- قصة قصيرة ( المحاكمة )
- قصص قصيرة جدا 1
- قصص قصيرة جدا 2
- صيد الخاطر 6
- التجربة الأردنية
- لمن يحسن المحسنون ..بناء المساجد
- هل الخطاب الديني يساير العصر ...
- التصيق للجلاد
- الولايات العربية المتحدة ..


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - من الادب التايواني المترجم / للكاتبة لوسي اتش تشن / الموعد Appointment