أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بسام الهلسه - سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد














المزيد.....

سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 08:50
المحور: حقوق الانسان
    



*القتلة الذين اقتادوه ليواجه مصيره,فعلوا ذلك في وضح النهار وامام الانظار. لم يأتوا متخفين في الظلام او متنكرين للتمويه على هويتهم, فهم واثقون من انفسهم ومن قدرتهم, وارادوا ابلاغ رسالة واضحة لكل من يرى ولكل من يسمع: نحن هنا الاسياد, والويل لمن ينسى هذا...

* * *

في الثامنة والنصف تقريبا من صباح يوم 4-5 الماضي, اجتازت سيارة نقاط التفتيش الكثيرة في مدينة اربيل شمال العراق, دون ان يدقق في هوية ركابها احد, وتوقفت بهدوء امام مبنى كلية اللغات في جامعة صلاح الدين, ثم ترجل راكبوها ليقتادوا شابا في الثالثة والعشرين من عمره على مرأى من طلبة الجامعة ومن الناس الآخرين المتواجدين, هو الطالب في السنة النهائية بقسم اللغة الانجليزية: سردشت عثمان.

* * *

وكما جاءت السيارة بثقة وهدوء, انطلقت بمن اقتادته بهدوء..وبعدها وجد سردشت ملقى على طريق الموصل مقتولا بالرصاص وعلى جسده علامات التعذيب.

* * *

- من فعل هذا؟ ولماذا؟

-لا يحتاج السائل للبحث حتى يعرف الجواب..

فأربيل تحت السيطرة المطلقة لجهاز الامن الكردي المسمى ب"الاسايش", وجهاز المخابرات "الباراستن" الذي يقوده مسرور البارزاني, ابن مسعود البارزاني.

و"خطيئة" سردشت هي انه اجترأ على احدى"المحرمات", بالمسِ بالعائلة الكردية الحاكمة, ووضع نفوذها وامتيازاتها وتجاوزاتها موضع التساؤل.

لم يقل رأيه همسا, كما هي عادة معظم الناس الذين يلجؤون الى تقنية الاستغابة الدارجة في البلدان المبتلاة بعائلات حاكمة متسلطة . قال رأيه علنا وبشجاعة نادرة تليق بأصحاب الرسالة المؤ منين بقضيتهم, الذائدين عن حقوق الناس في الحرية والعدالة والمساواة, الذين يرون ان انتهاك هذه الحقوق لا يشكِل فقط ظلما يشتكى منه في المجالس الخاصة, بل خطر ينبغي التصدي له ومواجهته على الملأ, وإلا صار عادة طبيعية مألوفة.

* * *

بالطبع, يعرف الجميع هذا, لكنهم يتغاضون عنه تواطؤا او خوفا, او يكتفون بكلام عام يقيهم عواقب المساءلة...

ميزة سردشت انه جاهر بما يؤمن به, وانه شخَص الحالة وحدد من يعنيهم ويتهمهم بعبارات صريحة. وميزته الاخرى انه امتلك موهبة لافتة في التعبير.. موهبة تنم عن طاقة ابداعية واعدة كشفت عنها المقالات القليلة التي كتبها ونشرها. لكن الاسياد المتسلطين من كل الاقوام والاعراق, لا يحبون المواهب الا اذا كانت في خدمتهم..فكيف يكون مصيرها اذا تجاسرت على تحديهم بما يشبه الفضيحة؟

* * *

كتب سردشت عثمان مقالة مدفوعة بحسٍ عالٍ بالحرية والمساواة, منددة بتسلط عائلة البارزاني المحمية من الاميركيين والاسرائيليين, واستئثارها بالامتيازات, بعنوان جسور: " انا اعشق بنت مسعود البارزاني".

فجاءته التهديدات متوعدة, لكنه لم يخف ولم يرتدع, فكتب مقالة ثانية تؤكد على الاولى بعنوان " الرئيس ليس إلها ولا ابنته". فقيل له انه سيدفع الثمن قريبا, فكان ردهُ مقالة ثالثة : " اول اجراس قتلي دقت". وكانت هذه هي مقالته الوداعية الاخيرة التي انتظر فيها قتله الذي لم يتأخر..بل الغريب انه تأخر حتى المقالة الثالثة, فلو ان احدا من العرب كتب ما كتبه سردشت بحق عائلة حاكمة في بلاد العرب, لما تمكن على الارجح من كتابة مقالة ثانية !

* * *

حينما بلغني نبأ تصفية سردشت وقرأت مقالاته, انتابني احساس بالاسى على فقد واحد من الصادقين الشجعان الذين يُعلون بكلماتهم ومواقفهم النبيلة منارة الكرامة الانسانية.

فإلى عائلته واصدقائه والمتضامنين معه, اتقدم بعزائي ومواساتي, واشدُ على ايديهم مشاركا لهم مشاعر الفجيعة والغضب.

* * *

سردشت عثمان..يا للشجاعة !!



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة ...
- القمة والقاعدة..وجهة النداء
- سبب آخر للاعتذار
- خزانة الألم..السينما في خدمة السياسة
- مستعرب وعرب..حب وحوار!؟
- أمل دنقل..بلسان عربي مبين
- آفاتار:استعارات.. واحالات
- تشيخوف..حفاوة جديرة بالتقليد
- ضد الكتاتورية
- غولدستون: تعليق الجرس
- في حوار لم يحدث مع اوباما: بلا حسد! استحق جائزة نوبل!
- محمد علي باشا :الإقليم .. والقيادة
- الثورة الفرنسية : ما لم يطوه التاريخ
- اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !
- انتخابات لبنان : تقدير ..وتذكير
- - انتم لم تنتصروا في الحرب - !؟
- العقاد : صورتان
- أبو القاسم الشابي...عصف حياة خاطفة !
- أدونيس...الاثارة حد التهافت !
- قاب قوسين؟ لتكن مشيئتك !


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بسام الهلسه - سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد