أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - أسئلة واجوبة في الماركسية ... 6















المزيد.....



أسئلة واجوبة في الماركسية ... 6


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 11:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ــ هل نستطيع أن نطلق كلمة البناء الفوقي على جميع الأفكار والمؤسسات التي توجد في مجتمع مُعيّن ؟
يوجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ في جميع المجتمعات أفكار مختلفة متناقضة لأنها إنعكاس لتناقضات المجتمع الموضوعية ، مع ذلك لا تتساوى هذه الأفكار في القيمة ، منها ما يصبو الى الإبقاء على المجتمع في أوضاعهِ القديمة ومنها ما يسعى الى تجديد هذا المجتمع ..
وتكون الأفكار المتعارضة إنعكاساً لنضال الطبقات في المجتمع الذي يوجد فيه نضال الطبقات المتعارضة ، وتخلو الإشتراكية من تعارض الطبقات غير أن النضال بين القديم والجديد موجود وينعكس في النضال الفكري ...
ولا تستطيع سوى الطبقة القادرة على إزالة التناقضات الطبقية ان تكون رائدة النزاع الفكري الحر ، ولهذا يستحيل في المجتمع الذي يسرع في تقدمهِ كالمجتمع الإشتراكي أن لا ينمو النزاع الفكري فيه بشدّة ...
والمادية التاريخية .. هي الوحيدة التي تعلمنا أن لا نضيع في معركة الأفكار وأن نميّز المصالح الطبقية التي تخفيها ..

ــ هل يتولد البناء الفوقي بواسطة الأساس ؟
نعم يتولد البناء الفوقي عن الأساس ويزول معه ويكون مصيره نفس المصير ..
ــ تكون وحدة الأساس والبناء الفوقي الجدلية محتوى المفهوم الماركسي لتكوين إجتماعي ما ..
ــ يطبع وجود الدولة في المجتمعات الطبقية جميع حياة البناء الفوقي بطابع خاص فهو عنصرها المنظم ، مثلاً ينظم التعليم الطبقي ..
ــ يزول البناء الفوقي بعد زوال نظام إقتصادي معيّن ..
ولا يجب إذاً الخلط بين البناء الفوقي كفكرة أساسية للمادية التاريخية وبين أية فكرة أو مؤسسة في نفسها مفصولة عن بناء فوقي مُعيّن ..

ــ ما هي النزعة الشكلية ؟
هي مدرسة طائفية زالت عن مسرح التاريخ ، في نفس الوقت الذي زال فيه البناء الفوقي الإقطاعي على يد البرجوازية الثورية ، بعد أن زال الأساس الإقتصادي الإقطاعي ، وسميت بالمدرسة الطائفية ..
شجعت البرجوازية الفرنسية هذه النزعة في القرن التاسع عشر خوفاً من تقدّم البروليتاريا الثوري ، ولأنها لم تعد تخشى عودة الإقطاعية ، وذلك كي تستخدم هذه المدرسة لأغراض مناوئة للديمقراطية غير أنها أعادت إليها الحياة كجزء من البناء الفوقي البرجوازي ولهذا حوّلتها لتجعلها ملائمة لظروف المجتمع البرجوازي ..
لا يعني هذا قط أن البناء الفوقي الإقطاعي قد إستمر بعد زوال أساسهِ ، بل أن البناء الفوقي البرجوازي قد تحوّل بإتجاه رجعي في زمن كانت فيه علاقات الانتاج الرأسمالية تقدمية وأصبحت رجعية ..
لهذا كانت المدرسة العلمانية التي ورثت السنّة الديمقراطية البرجوازية أحد العناصر التي يمكن أن تناضل في الإتجاه الجديد لهذا البناء الفوقي ، وعلى البروليتاريا أن تساند هذا النضال ..!

ــ ما هي النزعة الفوضوية ؟
الفوضوية ... هي عقيدة مثالية تجهل طبيعة البناء الفوقي ومهمته ، وبهذا تجهل أصل الدولة الطبقي وعلاقاتها الموضوعية مع الأساس الإقتصادي ...

ــ ما هو تعريف البناء الفوقي ؟
هو أداة وثمرة مخطط ونشاط واع تقوم به الطبقة السائدة ، لا تبدع هذه الأفكار من العدم بل الأفكار هي إنعكاسات ..


ــ هل يمكن إعتبار البناء الفوقي قوة فعّالة ؟
إن البناء الفوقي يتولد عن الأساس لكي يقوم بخدمة هذا الأساس ومساعدتهِ بنشاط كي يتبلور ويتوطد ويناضل من أجل تصفية القديم البالي وبناءه الفوقي القديم ..
والبناء الفوقي يتولد كي يخدم أساسه ويدافع عنه ، حتى إذا ما كفَّ عن خدمة أساسهِ فقد صفتهِ كبناء فوقي ، تبدو قوة البناء الفوقي الفعالة لا سيما قوة الدولة في مرحلة الرّق الأخير للرأسمالية ، إذ لا تعود علاقات الإنتاج في هذهِ المرحلة تتفق وطابع قوى الإنتاج ، فتقوم الدولة الرأسمالية بإتخاذ جميع الإجراءات المفيدة لتثبيتها ، والوقوف في وجه تطبيق قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج ، ولمحاولة إطالة أمد وجود الرأسمالية الى ما لا نهاية ، تصبح الدولة البرجوازية تساندها الأفكار المناسبة العثرة الرئيسية لتقدم المجتمع ...
ولا يمكن إزالة هذه العثرة من الطريق إلاّ بنشاط القوى الجديدة الواعية ..
إن القوى الإجتماعية والسياسية تتكون بتحالف البروليتاريا مع الطبقات الكادحة في القرية والمدينة ، ونرى الآن مثل هذا النضال يهدف الى تحطيم هذه العثرة وهي الدولة البرجوازية ، وإقامة سلطة جديدة سياسية وهي سلطة البروليتاريا التي سيعمل دورها الفعال على تصفية الأساس القديم والبناء الفوقي القديم وإيجاد أساس جديد وبناء فوقي جديد ...

ــ هل يرتبط البناء الفوقي مباشرة بالإنتاج ؟
ليس البناء الفوقي مرتبط مباشرة بالإنتاج ونشاط الإنسان الإنتاجي ، لا يرتبط بالإنتاج إلاّ بصورة غير مباشرة بواسطة الأساس ..
و لا يعكس البناء الفوقي التغييرات التي تحدث على مستوى نمو قوى الإنتاج بصورة مباشرة ، بل أثر تغييرات الأساس ، يعني ذلك دائرة عمل البناء الفوقي ضيقة ومحدودة ..
تحذرنا هذه الفرضية الماركسية من جميع الذين يهملون علاقات الإنتاج ونضال الطبقات ويَدّعَوْنْ أن ( تطوّر التقنيات ) يؤدي رأساً الى تقدم الأفكار والمؤسسات ..
لقد إعتاد الفكر البرجوازي على ترديد القول بأن تقدم المدنية الحديثة المادي يجب أن يتبعهُ تقدم في الميدان الثقافي والفكري والأخلاقي ..

ــ هل يمكن إعتبار العلم والتقدم التقني في خدمة الحاجات الإجتماعية ؟
ليس العلم والتقدم التقني في عهد الرأسمالية في خدمة الحاجات الإجتماعية قط ، بل هي في خدمة الربح الرأسمالي والأفكار العلمية لا يمكن أن تتسرّب كفاية الى الجماهير فتعمل على رفع مستواها الثقافي فيظل المستوى حتماً متأخراً عن تقدم المعرفة العلمية ..
أن نضال الطبقات وتغيير الأساس الإقتصادي هما اللذان يُتيحان للبناء الفوقي الجديد عكس التقدم التقني والعلمي ، والطريق الوحيد لرفع مستوى المجتمع الثقافي والفكري والسير نحو تقدم الأفكار والمؤسّسات هو نضال الطبقات والثورة الإشتراكية ...

ــ ما الذي حدّدتهُ الماركسية من خلال دراستها لعملية الإنتاج ؟
1 _ أن العنصر الأساسي في علاقات الإنتاج هو ملكية وسائل الإنتاج .
2 _ لا يمكن القيام بتغيير وسائل الإنتاج إذ لم تعتمد على الجدلية الداخلية لنمو طريقة الإنتاج ..
3 _ القوة الوحيدة التي يمكنها التغلب على مقاومة الطبقات التي يضرّها هذا التغيير هي نضال البروليتاريا وحلفائها نضالاً طبقيّاً ..
وهكذا تُتيح لنا الماركسيّة تحديد ..
أساس الإشتراكية ..
الشروط الموضوعية التي يتطلب حدوثها ..
الشروط الذاتية لبناءها بصورة علمية ..

ــ ما هو الأساس الإقتصادي للإشتراكية ؟
إن أساس الإشتراكية الإقتصادي هو مُلكية وسائل الإنتاج الإجتماعية ، هذا يعني حرمان الملاكين الخصوصيين لا سيما ملاكي وسائل الإنتاج الكبرى الحديثة ، التي يمكن أن تستعمل لخدمة الحاجات الإجتماعية ..
ــ والبروليتاريا هي التي تستطيع موضوعيّاً تحقيق هذا التحوّل التاريخي لطريقة الإنتاج ..
ولأن البروليتاريا هي الضحيّة المباشرة للملكية الخاصة ، فإن ملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية تتفق ومصالحها كطبقة مستَغَلة ..
ــ فقد إستولى الرأسماليون خلال قرون عديدة على ثمرة عمل الجماهير المُعدَمة ، فإنهم بذلك قد سلبوها ما تمتلك ولهذا تعمل الإشتراكية على إستعادة ما سلبوا ..
ــ مهم .. تؤدي ملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية الى القضاء على الإجور ، وذلك لأن فائض القيمة الذي تتمكن قوى الإنتاج الحديثة من إنتاجه في يوم بالنسبة الى القيمة الضرورية للقيام بحاجات قوة العامل على العمل لا يعود الآن الى الرأسمالي بل الى الجماهير ، ثم يُوّزع بين أعضائها حسب عمل كل عضو ، كما يُوّزع على شكل فؤائد إجتماعية متعدّدة ، وهكذا تفقد أفكار فائض القيمة ، والأجر كثمن لقوة العمل ، والربح ، والرأسمال ، والعمل الضروري ، والعمل المجاني ، معانيها ..

ــ كيف حدّدت الماركسية تعريف الإشتراكية ؟
الإشتراكية كما تُحدّدها الماركسيّة هي ..
القضاء على إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، والقضاء في نفس الوقت على طبقات المجتمع المتناحرة ، وهكذا ينتهي أيضاً تناحر الطبقات على المستوى الإقتصادي بين ( المستَغَلين والمستغِلين ) . كما تؤدي ملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية الى القضاء على كل إمكانية في نشوء الأزمات الإقتصادية ...
كما أن قانون التراكم الرأسمالي الذي يقوم على أن نمو قوى الإنتاج الهائلة يعتمد على شقاء جماهير العمال ، بسبب إستملاك ثمرة العمل الإجتماعية بصورة فردية بصورة فردية يصبح بالياً ...
فينتج عن ذلك ..
1 _ يمكن التوفيق بين نمو إنتاج وسائل الإنتاج وبين إنتاج وسائل الإستهلاك حسب قواعد الإنتاج التي وضعها العلم الإقتصادي الماركسي ،هكذا يحل محل إستبداد الإنتاج قانون النمو الإقتصادي بصورة منسجمة ..
2 _ لا يمكن أن يؤدي إزدياد الإنتاج المتواصل الى أزمة فائض الإنتاج لأن ذلك يصاحبه بالضرورة إرتفاع قوة الشراء عند جميع العمال الذين يزيدون من إستهلاكهم ، إذ يأخذ كل منهم أجر يناسب عمله ...
وهكذا لايقع التنافر بين الإستهلاك والإنتاج وما يُصاحبهُ من بطالة وتدمير لقوى الإنتاج ..
تعني الإشتراكية إذاً ...
(( إنعدام الأزمات الإقتصادية ، والقضاء على الإستعمار ، وزوال أسباب الحرب )) ...

ــ كيف يمكن تحقيق ملكية الإنتاج الإجتماعية ؟
لنأخذ الإتحاد السوفيتي مثلاً ..
1 _ إنتزعت ملكية وسائل الإنتاج في الصناعة وأعيدت الى الشعب بأجمعه ..
2 _ ضم صغار المنتجين الفرديين ومتوسطيهم بصورة تدريجية في تعاونيّات للإنتاج ، أي مؤسسات زراعية كبرى وهي الكولخوزات ..
3 _ ظل الإنتاج التجاري ( التبادل بواسطة البيع والشراء ) لفترة محافظاً على التحالف الإقتصادي بين بين القرية والمدينة ، وبين الصناعة والزراعة على أنه الصورة الوحيدة المقبولة من الفلاحين للعلاقات الإقتصاديةمع المدينة ، كما نمت تجارة الدولة والتجارة التعاونية الكولخوزية بالقضاء على جميع أنواع الرأسماليين في السوق التجاري ..
ينتج عن ذلك ..
أنه يوجد في الإتحاد السوفيتي صورتان لملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية .. وهي
1 _ الملكية الإشتراكية على شكل ملكية الدولة ..
2 _ الملكية الإشتراكية على شكل ملكية تعاونية كولخوزية ..
يحتوي المجتمع الإشتراكي على طبقتان ، هما العمال والفلاحون ( العمال الكولخوزيون ) وهؤلاء لا يوجد بينهما أي تعارض لأن مصالحهما واحدة ..
ويوجد طبقة إجتماعية من رجال الفكر ، والتقنية ، والسيّاسية ، ورجال التنظيم الإقتصادي ، والعمال المفكرون ، رجال التعليم والفنانون والكتّاب وغيرهم .. وهم يمتازون بميزة لا يعرفها المجتمع البرجوازي وهي أنهم ينتمون لجميع أصناف العمال ..

ــ ماذا نتج عن تطبيق الإشتراكية في الإتحاد السوفيتي ؟
بفضل القضاء على الإستغلال أصبحت الفئات الإجتماعية المختلفة متحالفة متحابة ، تعمل لبناء مجتمع لايعرف الطبقات ، وجميعهم من العمال وتوطد هذا الحلف في النضال .. لم يعد الآن العمال اليدويون ورجال الإدارة أعداء .. بل أصبحوا رفاقاً وأصدقاء ، وأعضاء في جماعة واحدة من المنتجين الذين يهمهم تقدّم الإنتاج وتحسينه ..
ومع زوال إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان زال أيضاً التناحر بين المدينة والقرية ( تلك التي خرّبها برجوازيوا المدينة وإستولوا عليها ) ..
الإنتاج في المجتمع الإشتراكي يُشرِف عليه العمال ومنظماتهم إشرافاً ديمقراطياً ، وهكذا نجد المدير الذي تسمّيه الدولة يخضع لنقد جميع العمال ، وكذلك تنتخب الإدارة في الكولخوزات التي يُشرِف عليها جميع أعضاء الكولخوز بصورة ديمقراطية ..
و زال إستعباد المرأة ، ووضِعت أُسس مساواة المرأة بالرجل ، كما توفرت بفضل الإشتراكية في وسائل الإنتاج الظروف المواتية لظهور قانون إقتصادي أساسي جديد خاص بعلاقات الإنتاج الإشتراكية الغير متناحرة ..
إن الإنتقال الى الإشتراكية يتطلب شروطاً موضوعية مُعيّنة تطابق قانون المجتمعات الأساسي ، وهو قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج ..

ــ ما هو أساس تغيير علاقات الإنتاج ؟
الأساس هو التناقض بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج ، وحدث هذا التناقض في وقت مُعيّن ..
ــ إن مهمة الإشتراكية هي .. إيجاد الشروط المواتية لنمو قوى الإنتاج نموّاً غير محدوداً ، وذلك بإزالة العقبة الوحيدة التي تعترض ذلك ، وهي علاقات الإنتاج الرأسمالية ، في الوقت الذي أصبح فيه ذلك ممكناً ..
وذلك لأن الرأسمالية هي التي هيّأت الأساس الموضوعي للإنتقال الى الإشتراكية ، وذلك بتنميتها لقوى الإنتاج الى الحدّ الذي ناقضت فيه الرأسمالية نفسها ..
ــ فالقضاء الثوري على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج والإستغلال الرأسمالي يسمح بإقامة الترابط بين علاقات الإنتاج الجديدة وبين طابع قوى الإنتاج في الوقت الذي أصبح فيه ذلك ممكناً وضروريّاً ...
إذاً تستحيل الإشتراكية بدون شروط موضوعية مرتبطة بمرحلة تاريخية معيّنة ...

ــ ما هي الشروط الموضوعية لتطبيق قانون الإشتراكية الأساسي ؟
لا إشتراكية بدون زياد الإنتاج بصورة هائلة ، هذهِ ضرورة موضوعية ، بيد أنه كي نستطيع إنتاج سلع الإستهلاك بكميّات كبيرة وزيادو حجمها بإستمرار لا بد من البدء بإنتاج وسائل الإنتاج بكميّات كبيرة والعمل على تبديلها وزيادتها ..
يعني هذا ..
إن أحد أهّم شروط الإشتراكية الموضوعية هو إيجاد صناعة ثقيلة تستطيع مثلاً أن تمدّ الزراعة بكميات كبيرة من التراكتورات والحاصدات والتقنيّات المتطوّرة اللازمة لها ..
ــ إن تنشيط علاقات الإنتاج الجديدة قد أصبحت القوة الرئيسية التي تعمل على تنشيط نمو قوى الإنتاج الى أقصى حد ، وكانت قوى الإنتاج قبل الثورة الإشتراكية تتطلب تغيير علاقات الإنتاج ، فأصبحت علاقات الإنتاج الجديدة بعد الثورة الإشتراكية نمو قوى الإنتاج ..

ــ ما هي العناصر الرئيسية لنمو المجتمع الإشتراكي ؟
نمو قوى الإنتاج لا يمكن أن ينحصر في زيادة معدّات الطبقة العاملة ، أو زيادة الإنتاج وآلآتهِ ، لأن إزدياد حاجات السكان يتطلب إرتفاع إنتاجية العمل ، بيد أن هذه الإنتاجية تتعارض مع أهداف الإشتراكية إذ كانت تقوم على إرهاق العامل ، وجعلهِ يعمل كالعبد ، لذلك لا يمكن زيادة الإنتاج وتخفيض ساعات العمل إلاّ بتقدّم الآلات التقنية نوعيّاً ، وإستعمال الآلة في الأعمال الشاقة ومن ثم تعمل الإشتراكية نتيجة لهذه القوانين الموضوعية على تطوير العلم ..
ويمكن صياغة القانون الأساسي للإشتراكية ومتطلباته بما يلي ..
( تأمين سد حاجات المجتمع المادية والثقافية ، المتزايد بإستمرار الى أقصى حد ، وذلك بتنمية الإنتاج الإشتراكي وتحسينه على أساس تقنية عالية ، ولهذا بدلاً من تأمين أقصى الأرباح تقوم بتأمين سد حاجات المجتمع المادية والثقافية ، وبدلاً من تنمية الإنتاج مع فترات توقف تزيد بدون توقف الإنتاج ) ..
ومن المهم أن ندرك جيداً ..
إن التقدم في الزراعة والصناعة في المجتمع الإشتراكي ليس هدفاً في ذاته ، فالتقدم التقني هو أساس نمو الإنتاج ، كما أن هذا النمو مرتبط بضرورة موضوعية أساسية في الإشتراكية ، ألا وهي سد حاجات جميع أفراد المجتمع المتزايد بإستمرار ..
وهذهِ ضرورة موضوعية ..
لأن زوال إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان يعني أن العمال يعملون لأجل أنفسهم ..

ــ هل يؤثر تطبيق الإشتراكية في المجتمع على الإنسان وحقوقهِ ؟
ليست الإشتراكية مدنية تقنية تتلهف للقيام بأعمال ماديّة رائعة دون أن تعبأ بالإنسان ، كما يدّعي المفكرون البرجوازيون ، وذلك لأن الإنسان في تمام تفتّحهِ هو مركز الإشتراكية وليس لجميع الأعمال المادية من هدف سوى سد حاجات المجتمع على أكمل وجه ، كحاجتهِ الى المعرفة والثقافة وحاجاتهِ الى العيش الكريم أي العناصر المختلفة لحياة سعيدة ..
فالإشتراكية .. هي تحقيق النزعة الإنسانية

ــ ما هي الشروط الذاتية الواجب توفرها للإنتقال الى الإشتراكية؟
لا تجعلنا الماركسية نعرف علميّاً فقط الشروط الموضوعية للإشتراكية ونموّها ، بل تُعرّفنا أيضاً على الشروط الذاتية التي تتعلق بتأثير الناس في التاريخ تأثيراً واعياً ...
فنحن نعلم أن الطبقة الرأسمالية تعترض بكل الوسائل فعل قانون الترابط الضروري ، وانها تحاول إنقاذ طريقتها في الإنتاج بفضل عمل الدولة ، وأنه لا يمكن إزالة هذا السد الذي تقيمه أمام التقدم إلاّ بعمل البروليتاريا الواعي وحلفائها ..

(( أول شرط لبناء الإشتراكية هو أن تُكوّن البروليتاريا لنفسها حزباً ثوريّاً حقاً ، بعد أن إتحدت مصالحها مع مصالح الأمة )) ..

ــ الى ماذا يؤدّي هذا العمل الجماهيري الثوري ؟
الى تحطيم الحاجز الوحيد الذي يختبئ وراءهُ الرأسماليون ، ألا وهو الدولة البرجوازية ، وتنظيم سلطة جديدة للدولة تستطيع القضاء على ملكية وسائل الإنتاج الخاصة ، وهذهِ السلطة الجديدة هي دكتاتورية البروليتاريا ..

ــ كيف حدّد ماركس مهمة دكتاتورية البروليتاريا الأساسية ؟
لقد عبّرَ ماركس بوضوح عن مهمة دكتاتورية البروليتاريا الأساسية ..
(( المرحلة التاريخية التي تقوم فيها دكتاتورية البروليتاريا هي مرحلة يبلغ فيها النضال الطبقي أقصاه ، إذ يستمر النضال ضد بقايا الطبقات الزائلة وضد محاولات البرجوازية لإعادة الرأسمالية بعد مضئ زمن طويل على قضاء الإشتراكية على التناقضات الإقتصادية ، حتى تنتصر الشيوعية في معظم أجزاء الكرة الأرضية )) ..

وليست دكتاتورية البروليتاريا غاية نضال الطبقات ، بل هي إستمرار له في صورة جديدة ، لأن دكتاتورية البروليتاريا هي نضال البروليتاريا الطبقي المنتصرة بعد أن إستولت على الحكم السيّاسي ..

ــ ما هي وجهة نظر لينين في دكتاتورية البروليتاريا ؟
كتب لينين يقول ..
(( من يعترف فقط بنضال الطبقات لم يصبح بعد ماركسيّاً ، إذ لم يكن يخرج بعد من نطاق التفكير البرجوازي والسيّاسة البرجوازية ، لهذا قِصْرْ الماركسيّة على عقيدة نضال الطبقات هو تشويه لها ، والماركسي هو الذي يعترف بنضال الطبقات وبدكتاتورية البروليتاريا )) ..

كما أضاف لينين ..
(( إن السبب الرئيسي لعدم فهم الإشتراكيون لدكتاتورية البروليتاريا هو أنهم يذهبون حتى النهاية مع فكرة النضال الطبقي .. دكتاتورية البروليتاريا ... هي
سيطرة العمال على السلطة ، على الرأسماليين ومختلف فئات المستغِلين والمهرّبين والمقامرين الذين يعيشون على فساد الرأسمالية ويدعمون سلطتها كدولة )) ..

ــ ما هو شكل الدولة في عهد دكتاتورية البروليتاريا ؟
ولما كانت الدولة التي تقوم بوظيفة دكتاتورية البروليتاريا لا تعتمد فقط على قوة خاصة للضغط ، بل على قوة غالبية الشعب العامة فقد تغيّر بهذا طابعها .. فهي دولة من نوع جديد ، لهذا فإن تقوية هذه الدولة المستمر الذي لا مفر منه طالما ان البرجوازية لم تقهر ولم يُقضى عليها كطبقة في العالم أجمع يعني قبل أي شئ تقوية نشاط الشعب السيّاسي الواعي ، لهذا كانت تقوية دكتاتورية البروليتاريا هي في نفس الوقت إضمحلال حقيقي لعالم الدولة التقليدية ، لأن مسلك الشرطة الشعبية وعلاقتها مع جماهير الشعب لا تقارن بمسلك شرطة الدولة البرجوازية البوليسية ، كما لا يشبه مسلك جيش شعبي مسلك جيش إستعماري ...
لهذا ...
لم يوجد الوعي الإشتراكي الجديد من العدم ومهمة الدولة هي التوفيق بقدر الإمكان بين وعي الجماهير بين الظروف الجديدة الموضوعية الإشتراكية .. وأن تساعد على ظهور صور جديدة من الوعي تتفق والمحتوى الجديد ، وكذلك يجب دفع الوعي الإشتراكي الى الأمام في نفس الوقت بفضل معرفة قوانين المجتمع ، حتى تستطيع معرفة سير النمو والتعجيل في النمو الإقتصادي وذلك بتأثيرها بدورها في الشروط الموضوعية ...
وهكذا نرى ..
أن الشروط الموضوعية والشروط الذاتية في المجتمع الإشتراكي لا تتناقض بل تؤثر إحداهما بالأخرى تأثيراً متبادلاً .
يتضح أخيراً أن ..
جميع المهمّات الملقات على عاتق الدولة الإشتراكية لم يمكن تحقيقها منذ الفوز بدكتاتورية البروليتاريا حتى الثورة الثقافية لو أن الطبقة العاملة وحلفائها لم يكن على رأسها جماعة واعية منظمة ( أي حزب سيّاسي ) مرتبط بالجماهير ومُسلح بالماركسية عن المجتمعات وهو الحزب الشيوعي ...

ــ ما هو شكل القانون الأساسي الإقتصادي للإشتراكية ؟
القانون الإقتصادي الأساسي للإشتراكية هو قانون موضوعي ..
لأن سد رغبات الجماهير المادية والثقافية الى أقصى حد ، ليس ثمرة إختيار حكومي بحت ، بل نتيجة ضرورية لإشتراكية وسائل الإنتاج ..

ــ هل يمكن لكل عضو في المجتمع الإشتراكي أن ينال ما يحتاجهُ بصورة غير محدودة ؟
كلا .. إذ أن كل فرد في المجتمع الإشتراكي ينال حسب العمل الذي يؤدّيهِ ، ولهذا يجب التمييز بين مرحلتين في نمو المجتمع القائم على الملكية الإجتماعية وهما ..
ــ الإشتراكية ( المرحلة الاولى ) ..
ــ الشيوعية ( المرحلة الثانية ) ..

ــ ما الذي تمثلهُ الإشتراكية بالنسبة للمجتمع الشيوعي بصورة عامة ؟
ليست الإشتراكية إذا ما نظرنا إليها بالنسبة للمجتمع الشيوعي سوى مرحلة أولى وهي تقوم على المبدأ التالي ( على كل فرد أن يؤدّي حسب طاقتهِ ، وأن ينال حسب عملهِ ) ..
أما المبدأ الشيوعي فيقول ..
( كل فرد يؤدّي حسب طاقتهِ ، وأن ينال حسب حاجتهِ ) ..

ــ ما هي العثرة الرئيسية أمام تطبيق مبدأ ( أن ينال كل فرد حسب حاجته) . ؟
العثرة الرئيسية أمام تطبيق هذا المبدأ هي الإستغلال الرأسمالي .
تكون النتيجة الأولى للإستغلال الرأسمالي هي أن يحصل كل فرد حسب عملهِ الذي يؤدّيه دون أن يُسلب جزء من الثروة التي أنتجها ..
أما أن ينال الفرد حسب حاجتهِ فيجب أن يصل المجتمع الى إنتاج كميّة كافية من وسائل الإستهلاك .. إن كل زيادة للإنتاج إذا اريد لها أن تعيش وتستمر يجب أن تبدأ بزيادة إنتاج وسائل الإنتاج ..
إذاً يجب قبل سدّ حاجات الإستهلاك الفردي ، أن نسدّ حاجات المجتمع المادية لوسائل الإنتاج ، في المرحلة الاولى للمجتمع الشيوعي يجب إيجاد مقياس للإستهلاك ..

ــ أين يمكن أن نجد مقياس للإستهلاك في المجتمع الإشتراكي ؟
في العمل طبعاً .. وذلك لأن كميّة العمل الذي يؤدّيه كل فرد ونوعهِ هما اللذان يحدّدان القدر الذي يناله من الإنتاج الإجتماعي ، وهذهِ هي الطريقة الوحيدة العادلة لتقدير حقهِ في الإستهلاك ..
يضاف الى ذلك ..
أن العمل هو الشرط الأساسي لإزدهار قوى الإنتاج ، أي ظهور الشيوعية فيما بعد ..
مع ذلك فإن مبدأ الإشتراكية ( على كل فرد أن يؤدّي حسب طاقتهِ ، وأن ينال حسب عملهِ ) يكون خطوة كبرى الى الأمام بالنسبة للرأسمالية المستغِلة ، حيث لا ينال العامل حسب عملهِ قط ...
يجب على الأفراد إذاً في المجتمع الإشتراكي أن يحصلوا بواسطة الشراء على السلع الضرورية لمعيشتهم ، وهذا الشراء هو الصورة الوحيدة الممكنة لتوزيع سلع الإستهلاك ..

ــ ما الذي تتطلبهُ عملية زيادة الإنتاج لتوزيع سلع الإستهلاك حسب حاجة كل فرد ؟
لا يمكن زيادة الإنتاج الذي يسمح بتوزيع سلع الإستهلاك حسب حاجات كل فرد بدون نمو التقنيّة ، ويتطلب مثل هذا النمو التقني أن يبلغ تخصّص العمال وثقافتهم درجة أسمى من الدرجة التي بلغوها في الرأسمالية التي تحرم الجماهير من الثقافة والعلم ..
يجب علينا كي نفهم المرحلة الاولى للمجتمع الشيوعي ، أن لا ننسى واجب هذا المجتمع في تصفية تركة الرأسمالية الثقيلة في جميع المبادئ ..

ــ ما الذي نعنيه من جملة أن المجتمع الإشتراكي يعطي كل فرد حسب عمله ؟
حين نقول .. بأن المجتمع الإشتراكي يُعطي كل فرد حسب عملهِ ، لا نعني بذلك أن كل فرد يأخذ فرديّاً بشكل مباشر نتيجة عملهُ كاملةً ، لأنهُ إذا نظرنا الى مجموع الإنتاج في العمل الجماعي يتضح لنا ، أنه يجب الإحتفاظ بقسم منه لتنمية الإنتاج ، وتغطية تكاليف تجديد الآلات ، ومصاريف الإدارة ، ومن أجل بناء المستشفيات والمدارس وملاجئ المُسنين ...
لهذا كانت المساواة في المجتمع السوفيتي أن تعطي الفرد حسب عملهِ ، أي بصورة غير متساوية بين الأفراد ...

ــ ما هو التفاوت الذي يحاول الشيوعيون القضاء عليه في المجتمع ؟
التفاوت الذي يسعى الشيوعيون لإزالتهِ ، هو التفاوت الذي ينشأ عن وجود الطبقات ، إذ أن الأفراد في المجتمع الرأسمالي لا يتمتعون بفرص متساوية لنمو شخصيّاتهم ..
يقوم التفاوت في المجتمع الإشتراكي على أن الأفراد الذين تتشابه حاجاتهم ، وتتفاوت كفاءاتهم ، ينال كل منهم حسب عملهِ ما يؤدّيهِ للمجتمع أي بصورة غير متساوية ..

(( إذاً يوجد في المجتمع الإشتراكي مراقبة شديدة لمقدار العمل ، ومقدار الإستهلاك ، فالعمل واجب وكل فرد ينال حسب العمل الذي يؤدّيه ويصبح العمل سيّد الجميع )) ..
إذاً لا يزال في المجتمع الإشتراكي شيئاً من التفاوت في الممتلكات ، غير أنه لا يوجد قط بطالة ولا إستغلال ...

ــ ما الذي يحدث في مرحلة المجتمع الشيوعي العُليا ؟
حين يبلغ المجتمع الشيوعي مرحلتهِ العليا وتزول تبعيّة الأفراد الذليلة لتقسيم العمل ، كما يزول التعارض بين العمل الفكري والعمل اليدوي فلا يعود العمل وسيلة للحياة فقط ، بل يصبح الحاجة الحياتية الاولى ، وتزداد قوى الإنتاج مع نمو الأفراد وتفيض مصادر الثروة الجماعية ...
تمزج التقنية التقدمية في المجتمع الشيوعي العمل اليدوي بالعمل الفكري ، كما أنها تسمح بتخفيض ساعات العمل فتتيح للعامل الفراغ لتحسين تخصّصهُ ، إذ تمكنهُ من أن لايكون طيلة حياتهِ أسير نفس المهمّة ، ولهذا لن يشوّه العمل شخصيّة الإنسان بل سوف يكون أسمى تعبير عن هذهِ الشخصيّة ، إذ يُنمي كل فرد مواهبهِ ويصبح العمل بعد تحرّرهِ من الإستغلال الحاجة الأساسيّة لكل فرد ...
ــ كلما تقدّم المجتمع الشيوعي كلما توطد الوعي الإشتراكي الذي يعتقد أن المصلحة العامة والمصلحة الخاصة صنوان ، ويصبح إدراك مصلحة المجتمع بأكملها عادة طبيعيّة ، وسوف يعتاد الناس على مراقبة قواعد الحياة الإجتماعية الأساسيّة ويعملون بإرادتهم وضميرهم حسب طاقاتهم ، ويأخذون بحرية من وسائل الإستهلاك حسب حاجاتهم ..
(( ليست الثورة الإشتراكية كما نرى سوى .. بداية تحوّل طويل للمجتمع والناس )) ..

ــ ما هي أهم مميّزات المجتمع الشيوعي ؟
ــ لن يكون هناك مُلكية خاصة لوسائل الإنتاج ، بل ستكون مُلكية إجتماعيّة ..
ــ لن يكون هناك طبقات ولا سلطة دولة ، بل سيكون هناك عمالاً في المصانع والمزارع يديرون أنفسهم بأنفسهم كجمعيّة حرّة للعمال ..
ــ سيعتمد الإقتصاد القومي المخطط على تقنيّة عُليا في الزراعة والصناعة ..
ــ لن يوجد فرق بين القرية والمدينة ، ولا بين الزراعة والصناعة ..
ــ سوف توّزع المنتوجات حسب المبدأ الشيوعي ( كل فرد حسب طاقتهِ ، وينال حسب حاجتهِ ) ..
ــ سيستفيد العلم والفنون من ظروف مواتية كفاية لبلوغ تفتحها الكامل ..
ــ سيصبح الفرد حُرّاً حقاً ، بعد أن تخلص من هَمّ خبزهِ اليومي ، ولن يحاول إرضاء جبّاري العالم ...

ــ ما هي الصلة المستمرة المشتركة بين مرحلتي الشيوعية ؟
بين الإشتراكية والشيوعية قرابة قويّة وهي .. ملكية وسائل الإنتاج الإجتماعية الجماعية ، ويُدلل قانون الإشتراكية الأساسي تماماً على هذهِ الصلة المستمرة بين مرحلتي الشيوعية ...
إذ أن هدف الإنتاج في المرحلة الاولى هو سد الحاجات الى أقصى حدّ ، مع ذلك تتخذ المُلكية الإجتماعية أشكالاً مُتعدّدة فقد رأينا أنه يوجد صورتان للملكية الإجتماعية ..
ــ لا يمتاز المجتمع الشيوعي فقط بعدم التعارض بين الطبقات ، بل يمتاز بزوال هذهِ الطبقات تماماً ..
إذ ليس هناك صوى صورة واحدة للمُلكية وهي مُلكية الشعب الإجتماعية الجماعية بأكملهِ ..
نرى أنهُ ..
يوجد إختلاف بين مرحلتي الشيوعية ، ليس في المبدأ الذي يشرف على توزيع المنتوجات فقط ! .. بل في علاقات الإنتاج التي يجب عليها أن تساعد على نمو قوى الإنتاج بشكل يُمَكِنْ من نشر الرخاء بين البشر ..
غير أنه كي تتغير علاقات الإنتاج .. يجب أولاً أن تتغير قوى الإنتاج وهذا ما نعملهُ ..

ــ هل تجري الأمور هكذا (كي تتغير علاقات الإنتاج .. يجب أولاً أن تتغير قوى الإنتاج ) في الإشتراكية ؟
نعم .. لأن قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج هو قانون شامل يصّح في جميع طرق الإنتاج دون إسثناء ..
لهذا فإن الفعل المُتبادل بين علاقات الإنتاج وطابع قوى الإنتاج هو الأساس الموضوعي للإنتقال من الإشتراكية الى الشيوعيّة ،
ولا يمكن لأي شيوعي أن يعتقد غير ذلك ..

ــ هل يمكن القول أن الشيوعية هي عبارة عن تنظيم لقوى الإنتاج فقط ؟
ليست الشيوعيّة عبارة عن تنظيم لقوى الإنتاج ، بل هي تتطلب منّا دراسة علاقات الإنتاج ، أي دراسة الإقتصاد ...
وهكذا ..
يكون الفعل المتبادل بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج (أي الجدلية الداخلية لطريقة الإنتاج ) أساس التغييرات التي التي تحدث ، غير أن قانون الترابط الضروري في المجتمع الإشتراكي يمكن أن يشق طريقهُ دون أن تعمل الطبقات الرجعية على الوقوف في وجههِ خدمةً لمصالحها ..
ــ لا ينتهي الأمر عادةً في النظام الإشتراكي الى النزاع بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج ، لأنه يمكن للمجتمع أن يوّفق في الوقت المناسب بين علاقات الإنتاج المتأخرة وطابع قوى الإنتاج ..
(( ولا يشترط إنتقال المجتمع من الإشتراكية الى الشيوعية قلب حكم طبقة على يد طبقة معارضة ، بل يشترط إزالة الفروق بين الطبقتين بالتدريج ، فحيث لا يوجد تعارض بين الطبقات لا يعود نضال الطبقات مُحرّك التاريخ )) ..
ــ إن مصلحة العمال في الإنتقال الى الشيوعية بالإعتماد على قوانين الإقتصاد ...
نرى أن الظروف الذاتية في الإنتقال الى الشيوعية ليست أقل أهميّة منها في بناء الإشتراكية ، وإن تأثير الأفكار والوعي الإشتراكيين على الظروف الماديّة عظيم ..
(( يجب على كتّابنا وسيّاسينا أن يحاربوا الرذائل والأخطاء والظواهر السيّئة التي توجد في المجتمع ، وأن يظهروا في الشخصيّات الإيجابية رجال من مثال جديد في روعة كرامتهم الإنسانية ، فيعملوا بذلك على تكوين أخلاق وعادات في أساس مجتمعنا ، خالية من الجروح والشرور التي ولدتها الرأسمالية )) ..

ــ كيف نلخص شروط الإنتقال من الإشتراكية الى الشيوعية ؟
هناك ثلاث شروط للإنتقال من الإشتراكية الى الشيوعية وهي ..
ــ يتعلق الشرط الأول ... بالإنتاج
ــ يتعلق الشرط الثاني ... بالإقتصاد
ــ يتعلق الشرط الثالث ... بالثقافة
الشيوعية .. لا يمكن أن توجد إلاّ إذا أصبح العمل حاجة حياتية ..
لذا وجبَ الوصول الى إزدهار ثقافي للمجتمع ، يضمن للجميع تنمية مواهبهم الجسديّة والفكرية في جميع الميادين .
وليتحقق هذا الشئ يجب ..
ــ تخفيض ساعات العمل اليومي الى 6 ساعات على الأقل ثمَّ الى 5 ساعات مما يسمح لكل فرد أن يكون لهُ متسع من الوقت لتلقي ثقافة شاملة ...
ــ جعل الثقافة البوليتكنيكيّة جبريّة ، ويختار كل فرد مهنتهِ بحرّية ..
ــ تحسين ظروف السكن بصورة جذرية ..
ــ مضاعفة أجر العمال الحقيقي ، وتخفيض سعر السلع مما يمهّد للرخاء الشيوعي ..
ومتى تحققت جميع هذهِ الشروط .. يكون الإنتقال التام من إقتصاد الإشتراكية الى الشيوعية أمراً حتميّاً ..

أسئلة مأخوذة من المصادر التالية ..
ــ المادية ونقد المذهب التجريبي ... لينين
ــ ضد دوهرينغ .. انجلز
ــ اصول الفلسفة الماركسية .. جورج بوليتزر



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 5
- أسئلة وأجوبة في الماركسية ... 4
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 3
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 2
- أسئلة وأجوبة في الماركسية .. 1
- في المادية الديالكتيكية .. 11
- في المادية الديالكتيكية .. 10
- في المادية الديالكتيكية .. 9
- في المادية الديالكتيكية .. 8
- في المادية الديالكتيكية .. 7
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 6
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 5
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 4
- في الماديّة الديالكتيكيّة ..3
- في الماديّة الديالكتيكيّة ..2
- في الماديّة الديالكتيكيّة ..1
- مختصرات في الماركسية 24
- مختصرات في الماركسية 23
- مختصرات في الماركسية 22
- مختصرات في الماركسية 21


المزيد.....




- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - أسئلة واجوبة في الماركسية ... 6