أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - قانون الطوارئ وجرائم قيد الإنتظار: الفكر القديم والفكر الجديد














المزيد.....

قانون الطوارئ وجرائم قيد الإنتظار: الفكر القديم والفكر الجديد


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 19:53
المحور: المجتمع المدني
    


قانون الطوارئ بإرادة فاعلة وناجزة تم تمديده لمدة عامين , ولكن هذا التمديد تم بنوع من أنواع الإستجداء والإستذلال علي إثر الفعاليات المتراكمة ضد قيادة سياسية حاكمة صورياً , بغير سند من الشرعية الدستورية والقانونية , وبلا مشروعية لها أساس إجتماعي , حيث التزوير والبلطجة والإرهاب هم الشهود الحقيقيون علي إستمرار النظام الحاكم وإستمرار منظومة قانون الطواريء والقوانين سيئة السمعة المقيدة للحريات العامة والخاصة , بل والقاتلة لها .

وهذه المنظومة يأتي علي قمة رأسها أصحاب الفكر القديم .

وقيادة سياسية حاكمة فعلياً يمثلها تيار الفكر الجديد , ومابين الفكر القديم والجديد يسكن داخل القصر الجمهوري مبارك الأب , ومبارك الإبن , ومابين مبارك الأب والإبن تستقر مصر بميزانيتها وخزائن ثرواتها , والبنود الإضافية المضافة لهذه الميزانية منذ تولي مبارك الأب حكم مصر تحت ظل قانون الطوارئ وحتي تاريخ تمديد العمل بقانون الطوارئ .

ويسكن حول هذا القصر الجمهوري ثلة منتقاة من أصحاب المصالح والهبات والعطايا من المشمولين بالعناية والرعاية من أدعياء الفكر الجديد من أتباع مبارك الإبن الحامي لهؤلاء الأصحاب بوجوده هو ذاته داخل القصر .

تعالت الهتافات والصياحات ممن ينظر إليهم اصحاب الفكر القديم والجديد علي أنهم غوغاء وهمل ولاوزن لهم ولاقيمة أو هكذا يظنون , ولكن لا يمكن أن ننكر أن هذه الصياحات والصراخات قد سببت صداع مزمن في رأس التيار القديم والجديد , خاصة وان العالم أصبح يمثل عمارة كونية عظيمة لسكانها في البدروم حق العلم والمعرفة بما يجري في الطابق الأعلي من هذه العمارة , وهذا مايزعج الحرس القديم والحرس الجديد الذين نصبوا من أنفسهم حراساً ومحافظين علي سكان الطابق الأرضي بلعنات قانون الطوارئ , ويفتخرون بأنهم حكام وحراس وأوصياء علي هؤلاء السكان .
وبالرغم من أن سكان الطابق الأرضي لم ينفعلوا لسكني هذا الطابق إلا أن الحرس القديم والجديد علي السواء قد اتفقوا جميعاً علي أن يعيش سكان الطابق الأرضي في البدروم تحت الأرض حيث لاماء ولاهواء ولاشمس , وحيث النشع والرطوبة والمياه الجوفية وسوء الحالة المعيشية والمرضية التي أصابت هؤلاء السكان .

قام هؤلاء الحراس أصحاب الفكر القديم والجديد بتعيين حراساً مدججين بالسلاح والذخيرة لمن يحاول أن يعترض أو يصرخ علي سوء الحال الذي وصل إليه هؤلاء السكان , فكان من اللازم تمديد العمل بقانون الطوارئ لتفعيله ضد من يصرخ أو يعترض أو يطالب بنقله لأحد الأدوار العليا في العمارة الكونية حيث الحرية وضوء الشمس والهواء والصحة والتعليم ووسائل الترفيه والرفاهية , وكانت الحماية لهؤلاء الحراس بلعنات قانون الطوارئ.

الغريب في الأمر أن أصحاب الفكر الجديد هم من وافقوا علي تمديد العمل بقانون الطوارئ , ليتفق رأيهم مع أصحاب الفكر القديم من سلفي الطغيان والإستبداد والفساد , فإذا كان تيار الفكر الجديد يدعوا أنهم مع السكان وبفكرهم الجديد سوف ينقلونهم إلي الأدوار العليا من هذه العمارة , فلماذا إذاً وافقوا علي تمديد إقامة هؤلاء السكان المهانين الفقراء الأذلاء بأساليب الطغيان والفساد والإستبداد , في هذا البدروم القميء المسمي وطن بوجود هؤلاء الحراس ؟!!

تمديد العمل بقانون الطوارئ أفصح عن نية نظام الطغيان في إستمرار منظومة الفساد لمدة عامين سيتم خلالهما الإستمرار في تزوير الإرادة المستترة لغالبية المصريين , والمحكومة بالطوارئ علي مدار سنوات حكم مبارك الأب , وذلك لإنتخابات الشوري والشعب ورئاسة الجمهورية , ولكن هذا سيكون علي حساب جملة من الجرائم سيتم إرتكابها في حق المصريين وعلي الرأس منهم الأقليات الدينية , وعلي وجه خاص الأقباط المسيحيين , حيث أن قراءة الواقع تدلل علي أن هناك العديد من المجازر سيقدم إليها الأقباط في المرحلة القادمة والتي ستشهد عنفاً ودموية , من خلال صناعة بعض الأحداث الطائفية , وستعلو نبرة العنف الديني في الفتاوي المصنوعة بإرادة فاعلة من رجال دين يتبعوا المنظومة الطغيانية الإستبدادية لإلهاء المصريين ببعض القضايا الدينية التي لاتجدي نفعاً ولكنها تجلب ضراً , وخاصة قضايا التكفير والتلعين والتفسيق , وستعلو نبرة جماعات الإسلام السياسي ويسمح لها بالإعداد والتجهيز لعدد من التظاهرات والوقفات الإحتجاجية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وضد الدولة العبرية ليتم لعن الصهيونية والإمبريالية , ويظهر في خلفية هذه المظاهرات والوقفات الإحتجاجية صورة جدارية ضخمة للمسجد الأقصي وفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وحتي اليمن والسودان .

ولتستعد بعض القيادات السياسية من المعارضة وبعض الكتاب والمثقفين لصناعة جملة من الجرائم التي سيتم تدبيرها لهم وعلي وجه خاص الجرائم الجنسية والعديد من الأعمال الفاضحة والخادشة للحياء , في محاولة للإعداد لحملة من الإعتقالات والعنف الذي سيتزايد مع دخول الجمعية الوطنية للتغييرإلي حيز الفعل المحدود الذي سيزعج النظام الحاكم علي المستوي الداخلي , والأهم منه الخوف والإنزعاج من تقييمات الخارج .

أعتقد أن العمل بقانون الطوارئ عامين آخرين هو فرصة أخيرة تضاف لرصيد المجتمع المصري في زيادة طاقة الغليان الإجتماعي لما سيرتكبه النظام الحاكم من أخطاء وخطايا في حق المصريين , بمعني أن القادم أسوأ , ولكن في النهاية وعلي الدوام تأتي الإنفراجة !!

فمن مع قانون الطوارئ ؟! الفكر الجديد أم الفكر القديم , ومن يريد أن يكون القادم أسوأ ؟!!

الإجابة مازالت معقودة في ناصية التيار الديني المتحالف مع النظام الحاكم , والمخدوع في أحيان كثيرة بتهييجه بقضايا خارج إطار الأمة المصرية , ويزامله في هذا الإتجاه التيار القومي العروبي , ويظل الأقباط المسيحيين دائماً علي محك التوازنات الخطأ !!

وسيظل الأمر في مصر مأزوماً بأدعياء الفكر القديم والجديد , حيث لافكر ولا عقل ولا معقولية إلا لجرائم منتجات الإستبداد والطغيان والفساد , والتي هي القائمة بدور الحاكم الفعلي لمصر الوطن والمواطنين !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذو الأفواه السبعة
- يحمدون الموت : نص للدكتورة خلدية آل خليفة , قراءة مشاهدة للذ ...
- حائرة أنا : قراءة في نص الغرور والعشق والحيرة
- إلى : قراءة في نص الحيرة والأماني ل آمال جبارة
- مطالب الجمعية الوطنية للتغيير والمتساقطون علي طريق الحرية
- الجمعية الوطنية للتغير ضرورة مرحلة : عن إعتقالات الكويت
- الهروب من المسؤلية
- محمود الزهيري في حالة حوار مع الدكتور محمد عبده , عن ظاهرة ا ...
- عيد القيامة : الكنيسة المصرية ومطالب البرادعي
- البرادعي علي منضدة الفاشية المصرية
- البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!
- كنا في إستقبال الرئيس البرادعي : ومن لم يكن ؟!!
- الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية
- مصر ليست عزبة , وحركة كفاية كذلك !!
- مجزرة نجع حمادي : يد من التي قتلت العيد ؟!!
- غزة .. في ذكري الصمت
- أسر الأفكار
- يا أيها الإنسان العربي !!
- يابلادي
- الجبهة المصرية ضد التوريث : من يعمل لصالح من ؟!!


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - قانون الطوارئ وجرائم قيد الإنتظار: الفكر القديم والفكر الجديد