أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فلورنس غزلان - الزيارات الإسعافية للنظام السوري، هل تحمل إنقاذاً أم حرباً؟














المزيد.....

الزيارات الإسعافية للنظام السوري، هل تحمل إنقاذاً أم حرباً؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 18:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كانت الرسالة القادمة من إسرائيل على لسان وزير خارجيتها السيد ليبرمان، ومن ثم وزير دفاعها السيد باراك واضحة وقوية تحمل تهديداً للقضاء على نظام أسرة الأسد فيما لو اشتعلت الحرب هذه المرة بقرار إسرائيلي ناتج عن رد فعل على الممارسة والخطاب السوري غير المتعقل ــ حسب الرؤية الإسرائيلية وحسب منطق التوازن ــ ، وعلى الأسد ألا يطلق تصريحات أكبر من قدرته وحجمها ...وإلا...! مما دفع النظام السوري لاستجداء المساعدة من الجارة " الصديقة الجديدة" تركيا في زيارة خاطفة تحمل القلق وتسعى للتهدئة، ومالبث الراعي الأول للنظام السوري في المنطقة " إمارة قطر" الممثلة بشيخها حمد بن خليفة آل ثاني أن التحق بالاجتماع الثنائي " أردوغان ــ الأسد " ليساند الموقف السوري ويقدم له يد العون ،وقد أكدت تركيا على دعمها وعلى دورها ووضحت لإسرائيل أن النظام السوري لم يغير من سياسته السلامية، رغم صدور خطاب التهويش والتهريج ، الذي جاء لإرضاء ودغدغة قلوب ومشاعر الأصدقاء الأعزاء في إيران ولبنان أثناء زيارة أحمدي نجاد وحسن نصر الله الأخيرة لدمشق، ولم يكتف النظام السوري بتأكيد تركيا ، بل طلب لموراتينوس أن يجس نبض إسرائيل أثناء زيارته إليها ويؤكد لها على الالتزام السوري وجديته في السلام، وفعلاً جاء الرد من موراتينوس الزائر للمنطقة سعياً لانعقاد مؤتمر " الاتحاد من أجل المتوسط" في برشلونة، وقد نقل لسورية على لسان المسؤولين الإسرائيليين " بأن لانية لدى إسرائيل بالتصعيد تجاه سورية ولبنان" وليس في برنامجها المنظور أي حساب لحرب على سورية... ووصل الأمر لحد إصدار تصريح على لسان نيتانياهو يهديء فيه من روع النظام السوري مؤكداً على رغبة إسرائيل في عودة المفاوضات بينها وبين سورية.
كل هذه المحاولات لم تصل لحد اليقين وانحسار الخوف واختلاط الأمر على النظام السوري ورعبه من امكانية وقوع إعتداء إسرائيلي يقصد هذه المرة سورية ونظامها بالذات ــ وهنا مربط الفرس ــ فجاءت زيارة الرئيس الروسي ــ الأولى منذ قيام الاتحاد الروسي ــ السيد ميتري ميدفيديف لترفع قليلاً من معنويات النظام وتظهر للعالم الغربي ولإسرائيل خاصة، أن نظامها مدعوم من قوة لايستهان بها ، بل ويصدر عن ميدفيديف تصريحات تعاونية في المجالات النووية...وهنا تنتفخ الصدور وترتفع الحرارة في جوف مرت عليه أيام صقيع وهبت عليه عواصف تنذر بزلزلال يودي بها..فإن صدقت النية الروسية أم لا...لكنها أتت أُكلها السياسي على النظام السوري في حصد مكسب إضافي داعم يبعد شبح حرب ويقيه شر انهيارلما لروسيا من أهمية ودور في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحق للنقض يمكنها أن تستخدمه لصالح سورية في حالة نشوب حرب ضدها!، كما ونعلم مدى سعي روسيا لعدم خسارتها للسوق السورية سواء بالتسليح أو التبادل التجاري ، الذي انخفض مستواه هذا العام عنه في الأعوام السابقة وبالطبع فإن هذا يجب تغييره ورفع معاييره لصالح الصديقة الروسية ...وكل موقف له ثمنه، خاصة حين يتم الإعلان عن تجديد وتوسيع القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس !.
في الوقت نفسه وبعد إعلان إسرائيل وتأكيدها على تسليح سورية لحزب الله بصواريخ سواء كانت من نوع سكود أو غيره، وما تبعه من تصريحات أمريكية أدت إلى تجديد العقوبات على سورية وإلى تأجيل وصول السفير الأمريكي إلى دمشق..انطلاقاً من رؤية أمريكية وردت على لسان أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون تظهر مدى انعدام الجدية السورية في الموقف من السلام واستقرار المنطقة وأمنها ...واستمرارها في دعم " منظمات إرهابية"!، على الرغم من بعض البادرات الحسنة التي أبدتها سورية وسعت إليها تجاه واشنطن، ومازالت ترى أن أي سلام بينها وبين إسرائيل لايمكنه أن يرى النور إلا برعاية أمريكية!..في نفس الوقت وقف النظام السوري ضد عودة المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل ، برز هذا واضحاً أثناء اجتماع اللجنة العربية لمتابعة السلام في القاهرة وانسحاب ممثل سورية ومندوبها للجامعة العربية ، لكن الملفت في الأمر هنا مافعله الممثل اللبناني ، حين أعلن هو الآخر رفضه الموافقة على متابعة الفلسطينيين للمفاوضات غير المباشرة! ــ هل يعني هذا عودة التوافق السياسي في القرارات؟ ــ ناهيك عن استمرار النظام السوري في سياسة المواقف المتناقضة .
دعم وتسليح حزب الله وتوطيد العلاقة مع طهران ،ومن ثم التمهيد للقاء الذي تم برعايتها وترتيبها بين ميدفيديف وخالد مشعل " زعيم حماس"...في ضوء تهليل الصحف المحلية السورية وبعض الصحف العربية معتبرة أن هذا اللقاء إن دل على شيء، فإنما يدل على اعتراف رسمي روسي بدور حماس " وبشرعيتها"!!، مع أن خالد مشعل سبق وأن زار روسيا والتقى بمسؤولين كبار فيها ، وذلك لأن روسيا ترى أن السلام لايمكنه أن يرى النور دون مشاركة كل الأطراف المعنية سواء داخل فلسطين أو خارجها، ــ ولا أعتقد أن الموقف الروسي يخرج عن هذا النطاق ولايمكنه أن يقرأ إلا في هذا السياق ــ ، لكن كل المعطيات والأحداث تبرز انهيار العلاقات الأمريكية ـ السورية ، وأن كل مابذلته دمشق للتقارب مع واشنطن أكثر كي تعود المياه لمجرى العلاقات الطبيعية يسير اليوم نحو التدهور!، هل نقرأ هذا باعتباره كشفاً للغطاء الأمريكي عن سورية وتخلياً عنها بعد أن بادرت لفتح الطرق باتجاهها وإعادة الاعتبار لدورها في المنطقة؟ ، هل يمكننا قراءته كضوء أخضر لإسرائيل كي تعتدي على سورية أو على لبنان؟ وإلا كيف نفسر تأجيل زيارة سعد الحريري لدمشق واستبدالها بزيارته لواشنطن الغاضبة على سورية اليوم؟
نرقب الآتي ولا نراه مشرقاً أن ما نخشى وقوعه هو أن يدفع الشعب السوري ثمن أخطاء نظامه الفادحة ، وثمن عقم سياساته الخارجية وانفصامه عن مواطنه داخلياً.
ــ باريس 14/05/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين التنوع والتسامح
- متى ينضج العرب سياسياً حسب العرف - الإيراني طبعاً-؟!
- آيات نسائية ( الجزء الأول )
- وجهان للقانون السوري، واحد للفساد وآخر للسياسة!
- بعض الكتاب من طينة - التي عملتها بالعين-!
- الحرية الفردية بمعناها اليومي البسيط بين الأمس واليوم
- لاجئون، نازحون، والآن...مهجَّرون!..ومتنزه باريسي باسم بن غور ...
- تربية وطنية على العلم والفن مبنية!
- من سِرت إلى القدس...سيروا تحفظكم أجسادنا!
- كيف نقرأ الانتخابات الإقليمية الفرنسية؟
- عويل وطن
- اغتيال وطن
- باقة من الورود البيضاء لفداء حوراني ولكل المناضلات في سورية ...
- في عيد المرأة ...نحتفل بها كضحية من ضحايا العنف!
- مراقبون داخل السجون وخارجها
- تلوث الثقافة وتلوث السياسة
- ألقي القبض عليه متلبساً...بالحب !
- أجانب الحسكة!
- حكومة الله المختارة!
- مخاطر العقد القادم ابنة العقد الراحل


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فلورنس غزلان - الزيارات الإسعافية للنظام السوري، هل تحمل إنقاذاً أم حرباً؟