أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - مغزى الاحتفال الروسي بالانتصار على النازية (1)














المزيد.....

مغزى الاحتفال الروسي بالانتصار على النازية (1)


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رضي السماك - كاتب بحريني (سياسي)
مرت قبل أيام قليلة خلت الذكرى إل 65 لانتصار الحلفاء على دول المحور بقيادة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وهو الانتصار الذي يعد واحدا من أهم الأحداث السياسية في القرن العشرين وتاريخنا العالمي المعاصر والذي غير وجه خريطة أوروبا والعالم السياسية، وترتب على نتائج الحرب قيام النظام العالمي الثنائي القطبية بين القوتين العظميين: الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، وهو النظام الذي ساد الساحة الدولية على امتداد ما يقرب من نصف قرن تخلله ما تعرف بالحرب الباردة ما بين تينك الدولتين العظميين التي استمرت حتى أواخر القرن الماضي بانهيار الاتحاد السوفيتي اثر تفكك جمهورياته الاتحادية وسقوط النظام "الاشتراكي" في روسيا وتحوله إلى نظام رأسمالي.

ويعد الاتحاد السوفيتي القوة الرئيسية التي لعبت دورا مهما محوريا في حسم الحرب في فصولها الأخيرة لصالح دول الحلفاء على جبهات الساحة الأوروبية، وهو أكثر هذه الدول أيضا على الإطلاق التي دفعت تضحيات هائلة في سبيل الانتصار على الفاشية الألمانية بقيادة هتلر ودحرها النهائي في عقر دارها ببرلين.

وتقدر التضحيات التي قدمها الاتحاد السوفيتي في الحرب بنحو 40 مليونا بين قتيل وجريح ومعوق ومفقود، هذا بخلاف الخسائر المادية والعمرانية، ولا يقل عدد قتلاه عن 20 مليون إنسان، ففي أواخر ابريل واوائل مايو عام 1945 جرت معارك ضارية حامية الوطيس بين القوات السوفيتية والقوات النازية الألمانية المدافعة عن برلين انتهت باختراق القوات السوفيتية المدينة وتمكنها من رفع راية النصر فوق مبنى الرايخستاغ، وسرعان ما أفضى ذلك لاحقا إلى استسلام المانيا بعد انتحار هتلر، وفي 8 مايو وقع ممثلو القيادة الألمانية وثيقة الاستسلام بلا قيد أو شرط في ضواحي برلين.

وفي سنين الاتحاد السوفيتي السابق كان يجرى الاحتفال بذكرى الانتصار على الفاشية سنويا تحت مسمى "عيد النصر في الحرب الوطنية العظمى" الذي يعد واحدا من أهم واكبر الاحتفالات الضخمة التي تقام في الأعياد والمناسبات الوطنية الكبرى التي تجرى في الساحة الحمراء وربما لا يضاهيها في ذلك سوى الاحتفالات بذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 وعيد العمال العالمي، لكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وبخاصة في عهد بوريس يلتسين جرى إسدال الستار على الاحتفال بهذه المناسبة، ولم يعد يحتفل بها سوى قدامى الشيوعيين الصامدين الساخطين من انهيار الاتحاد السوفيتي الذين كونوا حزبهم الشيوعي الخاص المعارض بقيادة جينادي زوجانوف، وذلك من خلال لملمة صفوف بقايا الشيوعيين ممن مازال لديهم استعداد للدفاع عن المثل والأفكار الشيوعية التي آمنوا بها فعلا رغم كل ما حدث من انهيار للنظام الاشتراكي، في حين أضحى معظم قادة الحزب الشيوعي الحاكم السابق هم قادة روسيا الاتحادية الجديدة الرأسمالية، تماما كما حدث في مصر بعد رحيل جمال عبدالناصر ومجيء رفيقه وخلفه أنور السادات من بعده الذي انقلب بزاوية 180 درجة على مبادئ ثورة يوليو وتوجهاتها الاشتراكية، وأجهز على مكتسباتها باسم الانفتاح الاقتصادي واتجه للتحالف مع أمريكا في الخارج ولرأسملة الدولة وبيع القطاع العام في الداخل، وصولا إلى إقامة صلح منفرد مع إسرائيل عام 1978 برعاية الحليف الأمريكي للطرفين، ثم تحول اغلب قيادات وأعضاء الاتحاد الاشتراكي الحاكم سابقا إلى الحزب الوطني الحاكم حاليا (الوسط سابقا).
ومع مجيء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئاسة ثم الرئيس الحالي ميدفيدف حدث لروسيا ما حدث لمصر في عهد الرئيس مبارك إذ اجري شيء من رد الاعتبار للتاريخ الوطني الروسي الحديث وللذاكرة الوطنية اللذين شوهما عهد يلتسين، هو ما حدث في مصر المباركية التي أعادت شيئا من رد الاعتبار للعهد الناصري وجرت احتفالات بأعياد الثورة وبمناسبات مكتسباتها بما يليق بتلك الأعياد والمكتسبات ومنها كما ذكرنا احتفالات ذكرى السد العالي، وذكرى العدوان الثلاثي عام 1956، وذكرى الجلاء 1954، وذكرى الوحدة 1958، إذ اعتبر الرئيس مبارك نفسه امتدادا ثالثا للشرعيتين الناصرية والساداتية على السواء.

وفي سياق نهج المراجعة والمصالحة اللتين تجريهما السلطة الحالية في روسيا بزعامة الرئيس ميدفيدف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين مع الصفحات المضيئة من تاريخ روسيا الحديث، بغض النظر عن العهود التي كتبت فيها تلك الصفحات بأحرف من نور، أقيمت بهذه المناسبة أول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 20 عاما احتفالات ضخمة كبيرة شارك فيها آلاف المحاربين القدامى في الساحة الحمراء، كما شاركت في العرض العسكري المرة الأولى وحدات عسكرية من حلفاء روسيا في الحرب: أمريكا وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى بولندا، وحضر ما يقرب من رئيس 30 دولة، كما شارك نحو 200 ألف شخص من الذين حاربوا على جبهات الحرب العالمية الثانية في بلدان مختلفة ضد دول المحور، هذا بالإضافة إلى حضور قادة وشخصيات سياسية عالمية مرموقة، ومنهم حسبما هو مقرر سلفا بصرف النظر عمن حضر ومن لم يحضر ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، وأخر رئيس لبولندا الاشتراكية الجنرال ياروز يلسكي. وتضمن الاحتفال عرضا تحت راية النصر ورايات الحرب الأخرى وكذلك عرضا لأحدث الأسلحة الروسية.

لكن سياسيا وفكريا فان ما هو أهم من كل تلك الاحتفالات البهرجية الكرنفالية والاستعراضية التي حشدت واعدت لها السلطة الحالية في موسكو مقدما تحضيرات واسعة النطاق على الصعيدين الرسمي والشعبي استمرت نحو عام أو أكثر، كما تجلت ذروتها خلال يومي الذكرى في الثامن والتاسع من الشهر الجاري.. نقول ما هو أهم من كل تلك الاحتفالات الكبيرة كلها سياسيا وفكريا الجدل السياسي التاريخي المتجدد على الصعيدين: الروسي المحلي والعالمي حول مسؤولية الحرب وعما إذا ينبغي لروسيا الاتحادية الجديدة الاحتفال بها كمناسبة وطنية ام اعتبارها صفحة سوداء من صفحات التاريخ الأسود للنظام الستاليني الشمولي؟
وهذا ما سنتطرق إليه غدا.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة.. همومها وعيدها
- كيف مر يوم المرأة العالمي؟
- الإرهاب بين روسيا والعراق
- المرأة والتجربة الديمقراطية الهندية
- من دروس الانتخابات العراقية
- هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم
- مجلس التعاون ودروس اغتيال المبحوح
- تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي
- حقوق الإنسان العربي والإفلات من العقاب
- كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا
- الصين بعد 60 عاما من الاشتراكية
- بازار تسليع المرأة سياسيا


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - مغزى الاحتفال الروسي بالانتصار على النازية (1)