أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - هل العراقي انسان أولا؟














المزيد.....

هل العراقي انسان أولا؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل العراقي طائفي اولا (شيعي – سني)، ام قومي (عربي – كردي.. الخ)، ام انه انساني اولا، بمعنى ان يقدم هذا الانتماء الاخير (الانساني) على حلقات الانتماء الاضيق مثل القبيلة، الطائفة والقومية؟
وتساؤل مثل هذا غالبا ما يثير الغموض والتيه، فالامزجة متقلبة ومختلفة، وليس هنالك استقرار وثبات، ويفتقد العراقي الى نظرة متفحصة للذات. والتيه هذا، الذي يثير هذا الضباب حول حدود الانتماءات الاساسية، يسميه اخواننا المثقفون بـ " أزمة الهوية ".
وضوح الهوية يمكن ان يكون عامل استقرار، ويؤسس لسن قوانين ودساتير منظمة تفضي الى رقي اقتصادي واجتماعي، كما في الكثير من مناطق شرق اسيا وغرب اوربا.
وعندما تكون الهوية ازمة، فانها تنعكس سلبا على حياة البلد، تطوره واستقراره، كما في الكثير من دول اسيا وافريقيا. فلو نظرت الى البلدان الاكثر تطورا، غالبا ما تراها قد حسمت امر هويتها، واما الفقيرة المبتلية بالجوع والصراعات الداخلية في اكثر الاحيان ترى اكثر صراعاتها تدور حول "الهوية".
وفي العراق، ربما يكون المثال الاقرب الى الذكر هو الانتخابات الاخيرة، فقد افرزت وانتصرت لمجموعة من السياسيين الانتهازيين المتطاحنين من اجل الكراسي، ليس لكفاءاتهم، بل بسبب انتمائاتهم القبلية والطائفية والقومية، وابعدت الكثير من العقول السياسية التي يزخر بها العراق، خصوصا اولئك الذين ترفعوا عن اللعب على حبال الهويات المتصارعة.
والسياسيون هؤلاء، الذين يتقاتلون بشراهة (منذ فوزهم بالانتخابات) هم اشبه بكواسج صغيرة جائعة تنهش بجسد سمكة عملاقة، تحاول الفرار من بين اسنانهم.
واذا كان حال العراق كحال هذه السمكة، فان السبب الذي افضى الى ذلك هو تيه العراقي بين الانتماءات المطروحة امامه، والتعصب المبالغ فيه، بحيث سلم الامانة (السلطة) الى ناس غير جديرين بحفظها، كل مؤهلاتهم هي الشعارات الطائفية التي رفعوها ايام الانتخابات.
وعندما تنهش الهوية بجسد العراق، وبمثل هذه الشراهة، فيجب طرحها على طاولة النقاش، واستدراك مخاطرها، الا انها "ازمة الهوية" تشبه الى حد ما الفايروس الذي يضرب من جهاز الكومبيوتر برامج الحماية، ويشل القدرة على العلاج، او مرض الايدز الذي يعصف بالمناعة.
فبمجرد ذكر الهويات يتجند ضدك الطائفيون، والقبليون، والقوميون ، باسم "الوطنية"، ويتهمونك بالطائفية! والسبب هو ان كل منهم يخشى ان يكشف النقاش عن عيوبه.
من استقراء بسيط لتاريخ المنطقة نرى ان هذه الانتماءات كان لها قداسة وسمو في قرون ما، فالانتماء الديني كان له الجدارة في انشاء امبراطوريات كالاموية والعباسية، ثم الحس المذهبي - الطائفي الذي بلور دولا اخرى من الفاطمية والصفوية، الى الايوبية والعثمانية. واعتبر الانتماء القبلي هو الاخر مقدسا في ضروف تاريخية اكثر حداثة كما في بلدان الخليج والجزيرة من اليمن وحتى الاردن.
وفي التسارع الاخير في تقلبات المجتمعات الحديثة برز الانتماء القومي وشيد دولا تضع اسم قوميتها مثل "العربية السورية"، "مصر العربية"، "تركيا".
الا اننا اليوم امام زحف انتماء اخر، يضيف لخارطة هوياتنا تعقيدا جديدا، هو الانتماء الانساني، الاكثر رحابة من تلك الانتماءات الضيقة، هذا التوجه الجديد، يأتي مع انفاس التكنولوجيا، من الغرب، احيانا على شكل اعاصير تكاد تقتلع ابواب وشبابيك بعض الدول، من بينها العراق.
والانتماء الانساني لا يميز بين شخص واخر على اساس القبيلة، او الطائفة، او القومية، بل وحتى الوطن، فقد قدمت اوربا تجربة رفع الحدود بين الدول، الامر الذي قد لا نفكر فيه في الشرق بعد قرون.
ومن يدري، فقد تلعب نتائج هذه الانتخابات دورا في اعادة تقييم الفرد لانتمائاته، والسياسيون الذين وصلوا بهذه الطريقة المثيرة للقرف، الى هذه الدرجة من الانانية وشهوة السلطة، قد يدفعون العراقي الى التفكير بروية اكثر في خارطة الهوية، وربما تنجلي الضبابية والتيه حول اي الانتماءات هي الاساس، هل الطائفية، ام القبلية، ام القومية، ام انها التوجه الانساني الجديد؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - هل العراقي انسان أولا؟