أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - فلسطين والأردن توأمان سياميان















المزيد.....

فلسطين والأردن توأمان سياميان


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 11:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
فلسطين والأردن توأمان سياميان
لا يختلف عاقلان على حق الشعب الفلسطيني العربي في تحقيق مصيره، واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف بعد كنس الاحتلال وكافة مخلفاته، وبقراءة موضوعية للواقع المحلي والاقليمي والدولي، وما تحمله من مرارة الخاسر الوحيد فيها هو شعوب المنطقة والسلم العالمي نتيجة لغطرسة القوة الاسرائيلية التي تقهر دول وشعوب المنطقة، ونتيجة لسياسة التوسع الاسرائيلي تنفيذا للمشروع الصهيوني طويل المدى، والذي تتخطى أطماعه حدود فلسطين التاريخية الى دول الجوار، ورغم الدور النضالي الكبير والهائل الذي قامت ولا تزال به منظمة التحرير الفلسطينية في سبيل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني الا أن الشعب الفلسطيني، ومنظمته وقواه السياسة غير قادرين وحدهما على تحقيق تطلعات هذا الشعب في التحرر والاستقلال، وذلك نظرا لاختلال ميزان القوى وحجم التكالب الاستعماري الذي يستهدف هذا الشعب وقضيته.
وعودة الى الوراء فانه من الخطايا التي ارتكبناها وفرحنا بها وصفقنا لها، هو قرار مؤتمر القمة العربية في الرباط عام 1974 القاضي باعتبار منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، ومع عدم الانتقاص من هيبة ودور هذه المنظمة الا أن القرار كان التفافا عليها وعلى شعبها وقضيتها أكثر مما هو دعم لها، ولعل العاهل الأردني الراحل الملك حسين هو من أدرك ذلك منذ البداية، لكن أحدا من القادة الفلسطينيين والعرب لم يستمع له، فاضطر الى الموافقة خضوعا لوحدة القرار العربي، وتنبع خطيئة هذا القرار من أن الأنظمة العربية قد تبرأت من مسؤولياتها الدينية والقومية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، بالرغم مما تمثله هذه القضية من أولوية عند المواطن العربي، ومن تهديد للأمن القومي العربية ولاستقرار المنطقة المضطربة دوما لأكثر من سبب.
والجميع يذكر أن الضفة الغربية وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي في حرب الخامس من حزيران 1967 وهي جزء لا يتجزأ من المملكة الأردنية الهاشمية، تماما مثلما هو قطاع غزة الذي كان تحت الادارة المصرية منذ العام 1948وها هي مصر والأردن تتحدثان عن الجوار الفلسطيني والاسرائيلي بلغة تكاد تكون محايدة بعد التوقيع على اتفاقات السلام بينهما وبين اسرائيل.
ويبدو أن قرار مؤتمر القمة آنف الذكر يكاد يكون القرار الوحيد الذي التزمت به الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، مع المعرفة المسبقة من الدول العربية بأن منظمة التحرير وذراعها السلطة الفلسطينية غير قادرتين على تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وحدهما، وأن دورهما هو دور تحريكي لدائرة الصراع ليس اكثر.
ومما يلفت الانتباه هذه الأيام هو الحراك القائم في الأردن حول دستورية"فك الارتباط" بين الأردن والضفة الغربية، ذلك القرار الذي اتخذه العاهل الأردني الملك حسين في العام 1988بعد اشتداد لهيب الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى ضد المحتلين الاسرائيليين، والخوف من امتدادها للأردن، ولا يخفى على أحد مدى ارتباط الشعبين الفلسطيني والأردني عبر التاريخ، وقبل نكبة الشعب الفلسطيني الأولى في العام 1948 واضطرار جزء كبير من هذا الشعب للجوء الى الأردن، ليشكلوا لاحقا الجزء الأعظم من الشعب الأردني، بعد ان اتخذ النظام الأردني بقيادة الملك الراحل الحسين بن طلال قراره الصائب بتجنيس الفلسطينيين القاطنين في المملكة من أبناء الضفة الغربية، واللاجئين من المناطق التي قامت عليها دولة اسرائيل، ففي الوقت الذي ثبت فيه الانتداب البريطاني الحدود بين فلسطين والأردن بعد الحرب الكونية الأولى، وتقسيم العالم العربي الى دويلات، فان التواصل بين القطرين لم يتوقف، فقد استمر التواصل العائلي والتجاري عن طريق تخطي الحدود الوهمية تهريبا، مع كل المخاطر التي كانت تصاحب ذلك، والتي حصدت أرواحا بريئة، وجاءت وحدة ضفتي الأردن في مؤتمر أريحا لتؤكد على هذه الأخوة التي لا تنفصم، غير أن قرار فك الارتباط -مع عدم دستوريته-أعقبته اجراءات ومضايقات للفلسطينيين لم يعهدوها من الأشقاء في الأردن، وذلك تحت ذرائع مختلفة منها دعم صمود الأهل في فلسطين، وعدم تشجيعهم على النزوح من وطنهم ، غير أن الواقع شيء والشعارات شيء آخر، فعلى سبيل المثال هناك فلسطينيون اضطروا للتعلم أو العمل في الأردن أو دول عربية وأجنبية أخرى، ولم يتمكنوا من العودة الى ديارهم نتيجة لقوانين الاحتلال الجائرة، واستقر بهم المطاف في الأردن، وهم لا يستطيعون العمل في المؤسسات الرسمية، أو التملك، أو الحصول على رخصة سياقة، أو التسجيل في التأمين الصحي، بل انهم لا يستطيعون تسجيل أبنائهم في المدارس الأردنية، وأعرف أشخاصا يعانون من هذه المشكلة، وأطفالهم يدخلون المدارس الخاصة على مسؤولية المديرات والمديرين، ودون تسجيل ودون الحصول على شهادات مدرسية، ومن يصل الى التوجيهية فانه لا يستطيع اجتيازها لعدم وجود ما يثبت أنه وصل اليها، ولعدم حيازته على رقم وطني، في حين انه يتم تسجيل أي شخص من ابناء الوافدين الى الأردن من مختلف الجنسيات الأخرى.
وتتعالى بعض الأصوات هذه الأيام مطالبة بـ(دسترة) فك الارتباط لسحب الجنسيات من الفلسطينيين بحجة الحفاظ على أمن البلد، والحفاظ على التحولات الديموقراطية، وكأن الفلسطينيين يشكلون خطرا على أمن الأردن وديموقراطيته، مع أنهم يفتدونه بأرواحهم، وهنا لا بد من التنويه الى الدور الريادي والايجابي الذي يقوم به العين أحمد عبيدات مدير الخابرات ورئيس الوزراء الأسبق في التصدي الواعي والعقلاني لهذا الحراك، ففلسطين والأردن توأمان سياميان لا ينفصلان، والأردن مطالبة أكثر من غيرها بأن لا تتخلى عن دورها-وهي لم تتخلى- في حل مشاكل مواطنيها ورعاياها من أصل فلسطيني، والسعي لكنس الاحتلال ومخلفاته، كون الضفة الغربية احتلت وهي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، وليس سرا أن السلطة الفلسطينية وشعبها يتوقان الى الوحدة مع الأردن الشقيق بعد أن يتمكن من حقه في تقرير مصيره، واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
وهنا يجدر الحديث عن الدور المصري،حيث تشارك مصر بالحصار الجائر على قطاع غزة، وتقوم ببناء الجدار الفولاذي لإحكام هذا الحصار الذي يستهدف مليون ونصف مليون فلسطيني الى درجة الموت جوعا ومرضا، وذلك بحجة السيادة على الأرض المصرية واحترام الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل، ويبدو أن النظام المصري قد تناسى أن قطاع غزة وقع تحت الاحتلال وهو تحت السيادة المصرية، وأن من أبسط الحقوق الدينية والسياسية والأخلاقية والانسانية والقومية أن لا تترك مصر هذا الشعب فريسة للجوع والمرض، فالحصار مخالف للوائح حقوق النسان وللقانون الدولي، ومن يشارك في هذا الحصار هو مشارك في هذا الخرق الذي يستهدف حق الانسان في الحياة.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
- رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
- القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
- فلسطيني يموت تحت الاحتلال
- رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
- قمة للتأبين أم للتحرير
- الرهان على السلام مع نتنياهو
- الفساد ينمو ويكبر
- سواحرة الواد دراسة قيمة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - فلسطين والأردن توأمان سياميان