أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضمد كاظم وسمي - قرابين الفوز















المزيد.....

قرابين الفوز


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 14:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قرابين الفوز

واخيراً أعلن التحالف بين دولة القانون والائتلاف الوطني ليحسم الجدل الذي ساد الاوساط السياسية العراقية منذ اعلان نتائج الانتخابات الاخيرة حول رئاسة الوزراء لتكون حصرياً من حصة هذا التحالف الذي يمثل طيفاً واحداً من اطياف الشعب العراقي .. وكان اعلان هذا التحالف مثار لغط بهمس خفيض حيناً وآخر مسموع .. ان ثمة ارادة اقليمية فرضته ضمن الصراع الاقليمي التقليدي القائم في المنطقة .. لاسيما اذا ما عرفنا ان ثمة اطرافاً منتمية للتحالف الجديد لم تخف توجسها من هذا التحالف !!!
ومن المظنون ان هذا التحالف آذن بأقصاء القائمة العراقية رغم انها الفائز الاول في الانتخابات .. وساقها الى التهميش بعد ما انتزع عملياً منصب رئاسة الوزراء منها و بذلك يكون رئيس القائمة اياد علاوي اول ضحايا الفوز في الانتخابات العراقية .. ويمكن القول ان دولة القانون لعبت دوراً حاسماً في الوصول الى هذه النتيجة .. رغم ان رئيسها المالكي قدم نفسه قرباناً كبيراً على مذبح الفوز .. اذ بات من غير المتوقع ان تسند اليه رئاسة الوزراء .. ولما اصر على عدم ترشيح غيره من دولة القانون لهذا المنصب .. فبات بحكم المؤكد اسناد هذا المنصب لاحدى شخصيات الائتلاف الوطني .. وهكذا يكون الائتلاف الوطني الذي يحتل المرتبة الثالثة في تسلسل القوائم الفائزة في الانتخابات العراقية قد استحوذ على اهم واخطر منصب في الدولة العراقية الحالية رغم انه يعتبر من الخاسرين في الانتخابات الاخيرة اذا ما قيس عدد مقاعده النيابية الحالية بتلك التي حازها عام 2005 ، وبعدما حسمت تقريباً رئاسة الحكومة للائتلاف الوطني صار من المتوقع جداً ان تسند رئاسة الجمهورية الى الطالباني استناداً الى التوافقات الواضحة بين التحالف الجديد والتحالف الكردستاني .. وهذا الامر يؤصل بما لا يدع مجالاً للظنون لتهميش القائمة العراقية والذي ينطوي على تهميش مكون مهم من مكونات الشعب العراقي .. وحتى لو شاركت القائمة العراقية في الحكومة القادمة فأنها ستواجه الشعار المشترك للتحالف الجديد والتحالف الكردستاني وهي مضطرة للتعامل معه الا وهو : (( اذا كنت تريد ارنباً فخذ ارنباً واذا كنت تريد غزالاً فخذ ارنباً )) .. فلا غرو ان تحرم القائمة الاولى من منصب رئاسة الجمهورية فيما تتمكن منه القائمة الرابعة وهي الاخرى معدودة في الخاسرين اذا ما قيس عدد مقاعدها البرلمانية بتلك التي حازتها عام 2005 فضلاً عن القدرات الشعبية للقائمة العراقية .
يمكن القول ان فلسفة التحالف الجديد تقوم على اعادة العملية السياسية الحالية الى مربعها الاول المبنى على اسس ومقررات ومؤتمرات المعارضة في زمن النظام السابق والتي كانت تقوم على اساس التحالف بين التيار الديني الشيعي والتيار القومي الكردستاني .. مع تهميش واضح للتيارات القومية العروبية والتيارات العلمانية الليبرالية .. وهذا الامر لا يحتاج الى كبير عناء للاحاطة به .. لاسيما وان هذين التيارين الاوليين قد تقاسما السلطة والامتيازات في العراق منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 ولحد الان .. والمظنون ان ذلك ماض في الحكومة القابلة بكل جلاء .. ومن الغرابة بمكان ان يكون عراب التحالف الجديد اكبر ضحاياه .. ولعل الرجل قدم نفسه اضحية على مذبح فئويته واخلاصاً لاصوليته !! والمرء لا يلام في هكذا حال لانه لا يرى الكون الا من خلال هذه الفئوية وتلك الاصولية .
من هنا نفهم لماذا شجع التحالف الكردستاني دولة القانون والائتلاف الوطني للوصول الى هذه النتيجة التي ابهجته كثيراً لان التحالف الكردستاني يظن ان ذلك يقربه من تحقيق اهدافه ويقصر المسافة بينه وبين تلك الاهداف فضلاً عن المضي في ترتيبات السياسة العراقية على اسس فئوية تمثيلاً للمكونات الثلاثة المعروفة وبذلك يتم انتزاع الصفة الوطنية من الاتجاهات السياسية وتجذير المحاصصة الطائفية والعرقية تمهيداً لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم كما صرح بذلك علناً رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني معتبراً ان الكلام عن عراق موحد هو مجرد احلام طيور .. ولا ننسى ان كلمة الطيور هي لبوس لنبذ الاتجاهات الوطنية والداعية الى وحدة العراق هذا من جانب ومن جانب اخر يرتبط مفهوم الطيور بالهجرة وهو بديل عدم موافقتها على التقسيم الانف الذكر وهذا تفكير خطير لابد من التنبه لمغازيه لاسيما وانه مدعوم من المحتل الامريكي وبعض دول الاقليم ربما .. ولا ننسى مشروع بايدن سيء الصيت والذي بات التحالف الكردستاني يتبناه علناً بعد الفترة الخجولة الماضية .
ويبدو ان التحالف الكردستاني اقترب كثيراً من رئاسة الجمهورية مرة ثانية .. ولعله يشدد في طرحه ليس على الاستحقاق الانتخابي بل صار يطرح الاستحقاق القومي باعتبار القومية الكردية هي القومية الثانية في العراق ..
ولسائل ان يسأل ان كان هذا الاستحقاق دستورياً فأين الاستحقاق القومي للقومية الثالثة (( التركمان )) بل اين الاستحقاقات القومية للاثنيات الاخرى لماذا لا يتكلم احد عن ذلك .. بل اين الاستحقاق القومي للقومية (( التركمانية )) في داخل اقليم كردستان فلماذا لا تعطى رئاسة الاقليم او رئاسة البرلمان على الاقل ؟ . ام ان السياسة النفعية الفئوية تكون دستورية وشرعية وقانونية عندما تحقق لنا اهدافنا وغاياتنا ولا تكون كذلك عندما تحقق للاخرين ما يريدون .. الا ترون معي انها قسمة ضيزى ؟ .
من الملفت للنظر ما تناقلته بعض الفضائيات من تصريحات للمفكر العراقي المعروف حسن العلوي القيادي في القائمة العراقية .. وطرحه لما يمكن تسميته بالمشروع الوطني ومفاده تحالف كتلة دولة القانون وكتلة العراقية .. للتأسيس لجبهة وطنية تشكل اكثرية برلمانية ووطنية عابرة للمحاصصة الطائفية والعرقية .. ولو كتب لهذا المشروع النجاح ربما يغير الوجه السياسي للعراق ولأتى بحكومة وطنية تحظى بتأييد شعبي قائم على اساس المواطنة وبقبول عربي واقليمي يخرج العراق من عزلته الاقليمية ويؤسس لتكامل اقتصادي اقليمي ينفع العراق اقتصادياً وسياسياً وامنياً .. كما يقوي جبهته الداخلية من جميع الوجوه .
من المحتمل ان هذا المشروع قد يحوز رضا زعيمي الكتلتين الاكبر في البرلمان القادم علاوي والمالكي لكنه يبدو جوبه بتحفظ او رفض من عناصر متشددة في كلا القائمتين ساهمت في عدم رؤيته للنور لحد الان ، ان هذا المشروع كان يمكن ان يعطي للفائزين استحقاقهم السياسي ويجعل الاخرين يلهثون خلفهم بدل ان يقطفوا ثمار الانتخابات وهم يحملون في جعبهم شروطهم بسقفها العالي . فضلاً عن ان زعامة عرب العراق بالاضافة الى انضمام التركمان والاقليات الاثنية الاخرى لهم عدا الاكراد .. ربما كانت ستحسم لاياد علاوي والمالكي .. اذ كان من المحتمل ان علاوي يكسب من المالكي بيئته الانتخابية والتي فيها لعلاوي تأييد محدود بالاضافة الى امتدادها الاقليمي المعروف .. كذلك كان من الممكن ان يكسب المالكي من علاوي بيئته الانتخابية وامتدادها الاقليمي العربي برمته وبذلك ستظهر حكومة قوية داخلياً تحظى بتأييد شعبي عارم بالاضافة الى القبول الاقليمي العربي والاسلامي والتاييد الدولي الواسع .. وحتى ايران ستضطر للتعامل الايجابي مع الواقع الجديد .. وستختفي الاصوات النشاز والمتشددة فضلاً عن موت القوى الارهابية والاجرامية .. بل حتى المشكلات المستعصية مثل قضية كركوك وتعديل الدستور وسن القوانين المعطلة .. ستجد الطريق امامها ممهداً بقيادة اكثرية برلمانية منسجمة .

لكن ما هي اهم العوائق التي عطلت هذا التحالف .. ربما يقال ان من اكبر هذه العوائق هذا الحاجز النفسي الذي يقطع العلاقة بين الزعيمين الكبيرين .. واذا صح ذلك فأن السياسة اذا بنيت على اساس البراغماتية لا يمكنها ان تخضع لهكذا معطى .. والا حكم هؤلاء السياسون على انفسهم بالفشل مسبقاً وهذا ما بدأت اماراته بالوضوح من خلال خسارة الفائزين وفوز الخاسرين !! وقد يكون للعامل الطائفي دور في ذلك اذ ان الكثير من الاطراف كانت تنبز المالكي بالطائفية لكن على أية حال لا يمكن التسليم بذلك سيما وان العلوي برأه من هذه التهمة والعلوي قيادي في القائمة العراقية المناوئة لدولة القانون .. لكن فئوية المالكي لا يمكن نكرانها ولعلها مرتبطة بظروفها الموضوعية .. اذ ان الرجل مرتهن ببيئته الانتخابية ولعل قراراته من صنيعة قيادات من الدرجة الثانية تستحوذ على البابها الروح الفئوية والعشائرية والمناطقية واذا برأنا علاوي من الطائفية كما هو جلي فأننا لايمكن القول بعدم فئويته لانه محكومة بذات الامور التي تحكم المالكي وتضيق عليهما الخناق وربما تحاول عدم السماح لهما بالخروج من بوتقة الفئوية المرتهنة بقيادات من الدرجة الثانية مرتبطة ببيئتها الانتخابية ذات القيم والتقاليد العشائرية والمناطقية بل وحتى الطائفية اضافة الى عوامل التخلف والتخلخل الاجتماعي الذي اعقب الاحتلال .. ناهيك عن تأثيرات الاقليم على كلا القائمتين وزعيميهما ..
ولسائل ان يسأل فأين اللاعب الاكبر (( امريكا )) في كل ما يجري في العراق ؟ ..
يبدو ان الامريكان يميلون الى الصمت اكثر من ميلهم الى الكلام .. ولا غرابة في ذلك اذ ان المتتبع للسياسة الامريكية في المنطقة بل في العراق يرى انها تمتاز بالضبابية اكثر منها ميلاً للوضوح وهي سياسة تهتم بالوسائل وعقلنتها ولا تهتم بالاهداف بل تعطيها صفة اللامعقول في احيان كثيرة .. ويبدو ان التعويل على الدور الامريكي لايجدي نفعاً اذ ان السبع سنوات اثبتت فشل السياسة الامريكية في العراق .. اما الدور الايراني فهو الاشد خطورة .. لانه يبنى على ستراتيجية وضعت بعد هزيمتها امام العراق في حرب الخليج الاولى .. مبتنى هذه السياسة هو الاضعاف المستمر للعراق حتى لا تقوم له قائمة يعاود فيها الحرب ضدها .. لذلك ربما لاتؤيد ايران التقارب بين علاوي والمالكي لانه يقوي العراق لكنها قد تضطر للتعاطي معه ايجابياً لوحدث ذلك وهذا ما يجب ان يسعى الجميع له لكسب ايران كجار وصديق وليس عدواً مخرباً .. اما الدول العربية فربما ستكون من اكبر دعاة حدوث هذا التقارب وذلك سينفع العراق كثيراً امنياً واقتصادياً وسياسياً ..
اما في حالة فشل مشروع العلوي هذا وانتصار المشاريع الاخرى ذات الصبغة الطائفية والعرقية فأن ذلك سيكون فرصة ذهبية امام القوى المتشددة للعودة للساحة من جديد وقد يطل علينا فرعون الارهاب ويخرج من قمقمه مجدداً وهذه المرة سينام بايدن قرير العين لانه يكون قد حقق حلمه المنشود في تقسيم العراق .. عندها سيخسر الجميع وليس ثمة من فائز ..



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. والديمقراطية
- الانتخابات العراقية
- هذا العراق
- أسرار الوردة
- ثنائية الفلسفة والعلم 2
- ثنائية الفلسفة والعلم ( 1-2 )
- صمت العدم
- الوردة البيضاء
- البداوة السياسية
- نقد الثقافة العربية
- عطر القرنفلة
- آيديولوجيا العولمة / من التوحيد التقني الى التشظي الثقافي
- نقد المنطق التحويلي
- ينام في الهوى قلبي
- شيم الملاح
- أبابيل شوق
- الأمن المائي
- تنهيدة العذر
- موقد الاحلام
- بوح


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضمد كاظم وسمي - قرابين الفوز