أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - -الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها ، وأنا - لسوء الحظ –خورخي لويس بورخيس-من الادب العالمي (المكتبة الالكترونية )















المزيد.....



-الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها ، وأنا - لسوء الحظ –خورخي لويس بورخيس-من الادب العالمي (المكتبة الالكترونية )


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 22:10
المحور: الادب والفن
    




"الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها

والزمن نهر يجرفني، لكنني أنا - النهر

وهو نمر يفتك بي، لكنني أنا - النمر

وهو نار تحرقني، لكنني أنا - النار

والعالم -لسوء الحظ - واقعي



"كلم لاينفد لبورخيس"

" أريدُ أن أوضّح فقط أنني ست ،ولم أكن قط ،ماكان يسمى من قبل بكاتب الأمثال أو قصص الوعظ ويُسمى الآن كاتبًا ملتزمًا ،لا أتطلع إلى أن أكون "إيسوب" ،وقصصي _كحكايات ألف ليلة وليلة _ تهدف إلى التسلية والإثارة لا إلى الإقناع."

" من الهراء المُضني والفقير أن تؤلف كتب ضخمة وان نمط فكرة في خمسمائة صفحة بينما يستغرق عرضها الكامل شفاهةً عدة دقائق. ومن الأفضل التظاهر بأن هذه الكتب قد أُلفت بالفعل،والاكتفاء بعرض ملخص لها أو تعليق عليها.."


- الشعر ينبع من مكان عميق فيما وراء الذكاء، وقد لا يرتبط حتى بالحكمة، إنه الشيء في ذاته، له طبيعة تختص به....

- اكتشفت —وكنت منبهرا— بثوماس كارليل. قرأت سارتر ريسارتس، وحفظت العديد من صفحاتها عن ظهر قلب.

-عزمت على وضع كتاب الرمل في المكان الذي كان يشغله ترجمة الكتاب المقدس لويكليف، لكنني قررت في نهاية الأمر مواراته خلف أسفار "ألف ليلة و ليلة.

-إذا حلمت ذات يوم بأنك تُقتل في الحلم، واستيقظتَ غير مقتول، عليك أن تنتبه أكثر إلى الخطر المحدق بك: فقد تكون استيقظت من حلم سابق يوجد داخل حلم، يوجد بدوره داخل حلم آخر، إلى ما لا نهاية... بحيث تموت قبل أن تستيقظ فعلاً


-إذا صرت أنتَ ـ كما أنتَ، الآن، هنا، تمامًا ـ وأدركت أنك لست أنت. وصرت تخاطبك باعتبارك لست أنت: من يكون أنت؟ ومن يكون أنت الآخر؟ حتى الآن، لا خوف عليك، ما دمت "أنتَ وأنتَ" فقط، ولم تصر ثلاثة. اِحذَر الكثرة، والمرايا،والإنجاب، والرمال... وكل أنواع المتاهات الأخرى


-إذا دعاك ملِكٌ وأضاعك في متاهة مصنوعة من البرنز ليضحك عليك؛ كنْ ملكًا على الصحراء، وادعُه إليها؛ اتركْه هناك، وقل له: "هذه أكبر متاهة خلقها الرب..."

-إذا زرت متحفًا وأعجبك خنجر قديم؛ انتبه لحياتك، فالخنجر الذي سبق له أن قتل ذات يوم، قد يتحرك فيه، من وراء القرون، دافع ما، ليقتلك أنت

-إذا متَّ، لا تخَفْ، ما دمت قد عايشت نصوص بورخيس، وآمنت بالعودة الأبدية: سوف يأتي يوم، وترى أحدهم جالسًا على "مقعد في حديقة، فتدنو منه، وتجلس بقربه، وتقول له: "أنا أنت


- إنه جنون منهك ومستنزف، جنون تأليف كتاب ضخم –تفصيل فكرة في خمس مائة صفحة من الممكن أن تشرح شفويا بشكل تام في خمس دقائق، أفضل طريقة لتناول مثل هذا الحالة هو التظاهر بأن هنالك كتب قد وضعت مسبقا وتقديم تلخيصا وتعليقا عليها.» ثم يقول متحدثا عن سارتر ريسارتوس والجنة الجميلة لسموائيل بتلر: «إن هذه الأعمال تعاني نقص كونها هي نفسها كتبا، وليست أقل حشوا من الأخرى ولو بمثقال ذرة. كرجل منطقي وأخرق وكسول، اخترت أن أكتب ملاحظات على أعمال خيالية.

- إن أقصى ما أطمح إليه هو أن أكتب نصا، أو فصلا، أو حتى فقرة، تكون تعبيرا عن أحلام جميع الناس في كل زمان ومكان، ثم لا يكون لذاك النص أية صلة بي بمطامعي وضغائني وبخلافاتي مع الآخرين واختلافي معهم, بكل قسوتهم وآمالي فيهم غير المتحققة، ووعودهم المنكوث بها..

- اليوم, أجد صعوبة بالغة في تصور المحيط, أو في تصور نفسي متعطشا للنجوم, ومضت سنوات طويلة قبل أن أقع على عبارة آرنولد بينيث التي يتحدث فيها عن »فصاحة النسق الثالث« وأدركت مغزاها على الفور. ومع ذلك, عندما قدمت الى مدريد بمضي بضعة اشهر, فقد عوملت, لأنها القصيدة الوحيدة التي نشرت من بين قصائدي, بوصفي شاعر البحر.


-وهكذا ...إذا رفضت بورخيس ـ لأسباب متعددة تخصك ـ سوف يعود إليك




قالوا عنه :
"كارلوس فونتيس"
يقول: "لولا نثر بورخيس -أي قصصه- بالذات لما كان هناك أصلاً رواية أمريكية بالإسبانية".



"أندريه موروا" يقول:
"قرأ بورخيس كل شيء خاصة ما لم يعد يقرؤه أحد". أما (جون كنج) فيرصد جانبا آخر من الظاهرة فهو يقول: "إن بورخيس كان يعلن دائمًا أنه قارئ أكثر منه كاتبًا".. وكان من آثار ذلك أنه اتصل بالتراث العربي مبكرا، ففي مطلع شبابه قرأ "ألف ليلة وليلة" كاملة، واحتشد بالسحر الذي يملؤها، وحتى حين فقد بصره في أخريات حياته كانت أمه -التي كانت قد بلغت التسعين-تقرأ له كتابا عن حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).



"بيوي كاساريس"يقول في بورخيس" :
"كان بورخيس يكتب المقال بأسلوب وطريقة القصة القصيرة، وهو أول من فعل ذلك في رأيي".



"رودريجز" أستاذ نظرية الأدب بجامعات لشبونة وباريس ومونيلييه" قال:
إن الانطباع الذي تعطيه قصص ونصوص بورخيس هو الميل إلى البساطة ورسم الصور بتعبيرات وألوان من الحياة العادية، وكأنه يستسلم لتسجيل ملامح واقع رتيب هادئ شفاف، لدرجة يبدو فيها القص ضربًا من ضروب الوصف الخارجي المحايد والبريء والمفعم بالسلاسة.



"الشاعر الإيطالي "بيترو ستياتي"يقول :
إن نغمة قصائد بورخيس فيها من الكثافة والطهارة النبيلة والوقار والرصانة البريئة والسلاسة ما يجعلني أقول بأن تلك السكينة هي وحدها التي يمكن أن تلهم ملكة الشعر الفلسفي العذبة.




"كرونولوجي بورخيس "
"خورخي فرانشيسكو ايزيدورو لويس بورخيس آتشيفيدو"

- في عام 1899 ولد الكاتب خورخي لويس بورخيس ، في "بيونس أيريس" عاصمة الأرجنتين
- في عام 1902 انتقلت أسرته لباليرمو -حي الفقراء- في إيطاليا ، كان أبوه محاميًا وفيلسوفًا ومدرسًا لعلم النفس،
بينما أمه مترجمة وقارئة شديدة النهم كجدته التي يحكي عنها الكثير من مذكراته، وقد ترجمت أمه أعمالا أدبية
عالمية، مثل: "فرجينيا وولف"، "هربرت ريد"، "الكوميديا الإلهية"..
- في عام 1906 فإنه بدأ الكتابة في السابعة من عمره(رغم أن "بورخيس" لم يلتحق بالمدرسة إلا في سن
التاسعة)، وقلد أسلوب سرفانتس.
- في عام 1913 نشر بعد عودته لوطنه ترجمة إسبانية لقصة (الأمير السعيد) لأوسكار وايلد..
- في عام 1914 عند اندلاع الحرب العالمية الأولى ، سافر مع العائلة مرة أخرى ليجوب معظم أنحاء أوروبا.
- في عام 1916 نشرت له مقالات قلد فيها أسلوب "ويتمان" الشاعر الأمريكي
- في عام 1918 أمضت عائلة بورخيس ثلاث سنوات في لوغانو، برشلونة، مايوركا، إشبلية، ومدريد.
- في عام 1919 نشر أولى مجموعاته الشعرية (نشيد البحر).
-جاءت أول قصيدة لبورخيس "ترنيمة للبحر" مكتوبة على أسلوب والت وايتمان، ونشرت تلك القصيدة في مجلة غريسيا (بالإسبانية: Greece).

- في عام 1921مع عودته الثانية إلى الأرجنتين أسس مجلة (بروا) الأدبية بالتعاون مع الأديب ماسدينو فرناندز .
-في عام 1921 م عاد بورخيس مع عائلته إلى بوينس آيرس برفقته أفكار تطرفية أدبية ، حيث بدأ مشواره
الأدبي ككاتب بنشر قصائد ومقالات في مجلات أدبية.
- في عام 1921 أسس "بورخيس" مجلة (بروا) الأدبية مع الأديب "ماسدينو فرناندو"، و ساهم بورخيس في مجلة مارتين فيرو لحركة حراس المقدمة التي كانت تتبنى أسلوب "الفن لأجل الفن" على النقيض من مجموعة بيدو والتي كانت محفزة أكثر بأهداف سياسية.
-في العام (1922-1926 م) ساهم باصدار مجلة "بروا"

-في عام 1923 كانت أولى مجموعات بورخيس الشعرية تحت عنوان "حماس في بيونس آيرس" (Fervor de Buenos Aires) .
-في عام 1931 كان بورخيس مساهم منتظما في مجلة "سور" التي أنشأت بواسطة فيكتوريا أوكامبو والتي أصبحت فيما بعد أهم مجلة أدبية في الأرجنتين.
- في عام 1935 نشر مجموعته (التاريخ العام للعار) .
- في عام 1935 صدر له أول كتاب ضم مقالاته بعنوان (استقصاءات)
- في عام 1936 شارك في تحرير مجلة (نقد)،
-في العام 1936 و1939 م عمل بورخيس كمستشار أدبي لدار النشر إميسي إديترز وكتب عمود أسبوعي في إل هوجار (El Hogar)
-في عام 1937 م اكتشف أصدقاء بورخيس أنه كان يعمل كمساعد أول في فرع ميغول كان من مكتبة بيونس آيرس البلدية.

-في عام 1938 م أصيب بورخيس بجرح بالغ في رأسه في حادث وكاد أن يموت خلال علاجه بسبب تقيح الجرح

- نشر عام 1939 مختارات من الأدب الأرجنتيني،
-في عام 1941 وأثناء تعافيه من الإصابة بدأ بالكتابة بأسلوب أصبح مشهورا به وظهرت أول مجموعة قصصية له "حدائق الممرات المتشعبة" (El jardín de senderos que se bifurcan).
- في عام 1941 خصصت أوكامبو جزءا كبيرا من عدد يوليو من مجلة "سور" للتنفيس عن بورخيس حيث شارك عدد كبير من الكتاب والنقاد الأرجنتينيين وغيرهم من متحدثي الإسبانية في كتابته.
- في عام 1944 كتب أقوى مقالاته
-في عام 1944 جاءت قصته القصيرة الجنوب بناء على هذه الحادثة.

-في عام 1946 عندما أخذ خوان بيرون السلطة ، طرد بورخيس من عمله وعين في منصب مفتش دواجن في سوق بلدية بيونس آيرس ولكنه استقال فورا
- في عام 1947 تولى مسئولية حوليات بوينس أيرس،
- في عام 1949 عين رئيسًا لجمعية الأدباء الأرجنتيين.
- في عام 1950 ضعف بصره جدا

- في عام 1952 صدر له أهم كتبه في المقالات (استقصاءات أخرى)

في عام 1955 م، بعد قيام مبادرة أوكامبو، عين بورخيس من قبل الحكومة العسكرية المناهضة للبارونية كرئيس للمكتبة العام.
-في عام 1956 تقلد بورخيس منصب أستاذ للأدب في جامعة بيونس آيرس والعديد من المناصب المؤقتة في جامعات أخرى.

- في عام 1956 صار أستاذًا للأدب الإنجليزي في كلية الفلسفة
- في عام 1956 حاز على جائزة الدولة
- في عام 1960 انتهى به الأمر إلى العمى الكامل ؛ فكانت أمه ذات التسعين تقرأ له بصوت عالٍ
- في عام 1960 بدأت شهرة بورخيس الدولية.
- في عام 1961 فاز بجائزة (فورماتور) مناصفة مع "صويل بيكيت" ولقب بعميد الأدب
- في 1965 قامت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانية بتقليده وسام الشرف البريطاني

- في عام 1967 م تعاون مع المترجم الأمريكي نورمان توماس دا جيوفاني والذي يرجع له الفضل في
شهرته بين متحدثي الإنجليزية،
-في عام 1967 تابع نشر الكتب مثل كتاب "كتاب البدايات الخيالية" (El libro de los seres imaginarios) والذي كتبه بالمشاركة مع مارغريتا غيوريرو
- في عام 1967بدأ بورخيس التعاون مع المترجم الامريكي "نورمان توماس دي جيوفاني" لمدة خمس سنوات ، الذي يعود الفضل اليه في شهرة بورخيس لدى متحدثي الانجليزية . واستمر في نشر كتبه

- في عام 1969 حيث تباهى في مذكراته بأنه قضى عشرة أيام جميلة في تل أبيب بدعوة من الحكومة "الإسرائيلية"
- 1969-1978- صدور "مديح الظل" وزيارته إلى إسرائيل. حصوله على دكتوراه فخرية من جامعتي أوكسفورد وكولومبيا. صدور "كتاب الرمل" و"الوردة العميقة" و"كتاب الأحلام" و"قصة الليل" و"أنطولوجيا أنغلوسكسونية موجزة" مع ماريا كوداما. حصوله على دكتوراه فخرية من السوربون.
- في عام 1970 اصدر مجموعته تقرير برودواي و"تقرير الدكتور برودي" (El informe de Brodie)
-في عام 1973 منحته المكسيك جائزة "ألفونسوريس"
-لما عاد بيرون من المنفى وتم إعادة انتخابه كرئيس للبلاد في عام 1973 م استقال بورخيس من منصبه كمدير للمكتبة الوطنية.

-و"كتاب الرمل" في 1975 م (El libro de arena).
- أعطى العديد من المحاضرات والتي جمع معظمها في مجلدات مثل مجلد "سبع ليال" (Siete noches) و"تسع اختبارات دانتية" (Nueve ensayos dantescos).

- في عام 1975 صدرت له مجموعته (كتاب الرمل) 1975.
-وفي عام 1975 م، وبعد وفاة والدته، بدأ بورخيس سلسلة أسفار إلى بلاد مختلفة من العالم وتابع سفره هذا حتى وفاته.
- في عام 1979- نيله جائزة ثرفانتس الإسبانية.
- في عام 1981- 1983 صدور "تسعة أبحاث حول دانتي" و"الرقم". نيل بورخيس دكتوراه فخرية من جامعتي بورتوريكو وهارفرد، وجائزتي "أولين يوزلتلي" المكسيكية، ووسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس.
• 1985- صدور "لوس كونجورادوس" ، ونيله جائزة "إيتريرياس" في إيطاليا.
• 1986- تدهوّر حالته الصحية. زواجه من ماريا كوداما في 26 نيسان. موته في جنيف في 14 تموز حيث دفن في مدافن بلونبالي كما جاء في وصيّته.
- توفي خورخه لويس بورخيس في جنيف في 14 يونية 1986 عن 86 عامًا.
-في عام 1999 تم إصدار عملة بمقدار 2 بيزو تحمل صورته بمناسبة 100 عام على مولده.




"قراءات "
- قارئ نهم
"محور مواضيعه "
- نظرته للواقع على اعتبار أنه متاهة من الغموض "الحياة متاهة يكمن داخلها سر."
- غرابة أطوار الإنسان عامةً.
- مصير الإنسان والبشرية والحضارة عامةَ.
- الزمن بكافة أبعاده
-الفناء والخلود.
- تناسخ الأرواح ،وتلاشي الأنا..

- ابتدع أسلوبا جديدا في الكتابة التي تمزج القصة القصيرة بالمقال الأدبي أطلق عليه اسم "الفيسيون"
- عن الرواية يقول : "لا أستطيع؛ فأنا كسول والرواية تتطلب مجهودًا، ثم إننا نكتب ما نقدر عليه، والمهم في رأيي أن يبقى أربع أو خمس صفحات مما يكتبه كل كاتب".
- قال عن كتابة القصة : "كتبت قصصًا قصيرة؛ لأنني أصبت بحادث كاد يودي بحياتي وترك أثرًا في رأسي اعتقدت معه أنني وصلت إلى حافة النهاية بالنسبة للإبداع، ففكرت في تجربة نفسي في الكتابة في حقل جديد غير إبداعي الأصلي (الشعر، المقالات) فبدأت في كتابة قصة (بييرمينار(".
- في اعماله الاولى في سن السابعة ، اظهر عبقرية متفردة في الاسلوب سرفانتس
- وقلد اسلوب ويتمان في مقالاته
- ذا صوت يصعب تصنيفه في القاءاته الشعرية ، بنكهة اسبانية ، متحررا من المحلية ، ينطق الانجليزية كأهلها.
- متأثر جدا بالسينما الاميركية ، ذا شخصية غامضة ، تزوج ارضاءا لأمه، هذا ماذكره في مذكراته.
- عمل أمين مكتبة في ضواحي بيونس أيريس، ثم عمل أمينا عاما للمكتبة القومية هناك.
- كانت له صدامات مع النظام الحاكم. قال في ذلك :"في عصر بيرون كان يتبعني مخبر خاص.. كنت أتعبه في نزهات طويلة دون اتجاه. ولكن في النهاية ومن طول الطرق التي سرنا فيها معا.. أصبحت صديقه"..
- تم مهاجمته من قبل ادباء الارجنتين بناءا على اوامر النظام الحاكم ، فخصصت مجلة (كابيلدو) الأدبية اليمينية عددًا هجائيًا لا نقديًا، قيل فيه" إن "بورخيس" (شخصية وهمية اختلقها ثلاثة كتاب أرجنتينيين طريقة لنشر أعمالهم، وهم ل. مارشال، وبيوي سيزاريز، وم. لوبيز، أما من جسد هذه الشخصية الوهمية فهو (ممثل إيطالي تعيس من الدرجة الرابعة)..
- كان ذا شخصية مبدعة ، ناكرا لذاته ، مبشرا بالسمو والنبل .. فكانت صفاته هذه كافية لتكذيب ما حيك ضده من اختلاق روايات لتشويه شخصيته الرائعة
- اتهمه مواطنه الأديب أندرسون إمبرت بأنه يدير ظهره في أعماله لوطنه.
- وهُجم بعدد خاص من مجلة (الطليعة) التي كان محررها الأدبي.
- ومحرر (آداب) الأرجنتينية "رامون دول" فقد وصفه بأنه (موت فوق الموت، وقذارة فوق القذارة).
- كان شغوفاً بالأدب العربي، وبالقصص الخيالية
- تمتاز اعماله باستخدام بعض المفردات والحكايات وانطباعاته في الكتب والموسوعات والاسفار القديمة ، وأفكار ميتافيزيقية و اختلاط الواقع بالحلم و مزج الحقيقة بالوهم و جود مفهوم المسخ
- وكانت معظم مقالاته في النقد الأدبي والفلسفة
- استشهد في مقدمات بعض من قصصه بآيات من القرآن الكريم، كما في (مرآة الحبر)، (المعجزة السرية)، (ابن حقان).
- استوحى من "ألف ليلة" قصته (حجرة التماثيل) التي دارت حول عرب إسبانيا.
- تجد في اعماله وعالمه الكتابي مركز ثقافي اوربي يضم الإفريقي والهندي والبدائي في قصصه ككائنات تعيش على سجيتها.
- نتيجة اصابته بالعمى لم يمنعه ذلك من ان يستحدث له افقا جديدا في الكتابة وهي اللغة المنطوقة

- ساند أمريكا في موقفها المعادي لكوبا.
- قبل وفاته رغب بتعلم اللغة العربية لسبر أغوار الأبعاد الإنسانية في ثقافة العالم العربي و خاصة تلك اللغة في ليالي شهرزاد .



"سنواتي الاولى خورخي لويس بورخيس"

لا أجد أي متعة في استذكار سنواتي الأولى في المدرسة, أولا لأني لم أبدأ بارتيادها إلا في التاسعة من عمري, وذاك لأن ابي, ذو النزعة الفوضوية الصميمة, كان لا يطمئن إلى كل ما يمت بصلة الى مؤسسات الدولة. وبما أني كنت ارتدي نظارة وياقة مستعارة وربطة عنق, فقد لبثت طوال الوقت, عرضة لهزء ودعابات معظم أترابي الذين فطروا على سوء التربية. أجدني عاجزا عن استذكار اسم المدرسة, غير أني اعلم انها كانت تقع في شارع ال-؛تاميز« كان أبي يردد قوله ان تاريخ الارجنتين صار أشبه بالتعليم الديني; فكان يفترض بنا إذن أن نعشق كل ما هو ارجنتيني. فمثلا, يعلموننا تاريخ الارجنتين من دون ان يأتوا على ذكر البلدان العديدة والعصور العديدة التي اسهمت في قيامها. أما في درس الانشاء بالاسبانية فكانوا يلقنونني الكتابة بأسلوب مزخرف



"رأي خورخي لويس بورخيس بالترجمة"
احترف الترجمة رغم عماه ، متعدد الثقافات ، تعلم الانجليزية من ابوه وجدته ذات الاصول الانجليزية والاسبانية من امه الارجنتينية ، يتحدث الفرنسية والإيطالية والألمانية واللاتينية وهي لغات تعلمها أثناء إقامته في أووربا.
برغم لغاته تلك فهو لم يؤمن بأن الكاتب يمكنه ترجمة أعماله إلى لغات أخرى، لقد ترك ذلك لمبدعين آخرين.
قال في النصوص المترجمة :
- يجب ألا يكون النص المترجم أقل مستوى من النص الأصل.
- الهدف الرئيسي للترجمة يجب ألا يكون تقليدًا عبثيًا أو تزويرًا لعمل من الأعمال الإبداعية بل هو خلق نص قائم بذاته.
- لأن التقليد الكامل والنسخ لا ينتميان لهذا العالم لماذا نظل نبحث عنهما في العمل الأدبي دون جدوى.
- المترجمون والكتاب لا بد أن يشتركوا في هدف واحد هو…الإبداع.
- على المترجم ألا يسجن نفسه في الترجمة الحرفية.
- أن النص المترجم قد يكون في بعض الأحيان أكثر قوة وإبداعًا فيتفوق على النص الأصل.
- على المترجم أن ينجح في التقاط الإيحاءات الأصلية والتعبير عنها في لغة أكثر صفاءً.
- لا بد أن تكون اللغة المترجم إليها قادرة على إعطاء النص أبعادًا جديدة أكثر إبداعًا من لغة النص الأصل.




"حكاية الحالمين"
تحمل عنوان الليلة الواحدة و الخمسون بعد الثلاث مائة من كتاب ألف ليلة و ليلة، وقد جاء في نص القصة: "يروي المؤرخ العربي الإسحاقي هذه الحكاية" فقد استهلت بالعبارات المعهودة في الرواية الشعبية أو بعبارة أوضح في السرد الشفاهي للقصص. لذالك ليس من الغريب أن يدبج النص بالعبارات التالية: "يحكي رجال ثقات، و الله وحده العليم القدير الرحمان الذي لا تأخذه سنة و لا نوم، انه ...".
يخرج محمد المغربي من القاهرة ساعيا وراء حلمه و يعبر الأنهار والصحاري و يركب السفن و يواجه القراصنة و عبدة الأصنام و الحيوانات الضارية، و في النهاية يصل إلى وجهته. يزج به في السجن لاشتباهه في جريمة سرقة، لكن سرعان ما ستتبين براءته فيحدثه مأمور السجن بسخرية أن نفس الحلم قد راوده ثلاث مرات إلا أن المنادي كان يصف لو مكان الكنز المدفون في حديقة بيت من بيوت القاهرة. و يعود بطل القصة أدراجه نحو مصر. يدخل بيته و يحفر تحت شجرة التين ليخرج الكنز
وهذه الأفكار جعلت بورخيس يؤمن بأن "التاريخ الكوني نص نحن ملزمون بكتابته و قراءته إلى ما لا نهاية، نص تغدو فيه بدورنا مجرد كتابة".



"وردة باراثِلسو"

في ورشته، التي شغلت غرفتي القبو، طلب " باراثِلسو " من ربّهِ، ربِّهِ غير المحدَّد، من أي رب كان، أن يبعثَ له تلميذاً. خيّم المساء. نار الموقد الخفيفة أطلقت ظلالاً عشوائيّة. كان من المجهد أن ينهض لإشعال المصباح الحديدي. نسى " باراثلسو " ، الساهي من التّعب، صلاته. كان الليلُ قد محا الأنابيق المغبرة والتنور عندما طرق البابَ. نهض الرجل الكابي، صعد الدرج الحلزوني القصير وفتح درفة الباب. دخل رجلٌ مجهولٌ، كان بدوره متعباً جدّاً. أشار " باراثلسو " إلى مقعد، جلس الآخر وأنتظر. مضت برهة لم يتبادلا فيها كلمةً واحدة.
المعلم هو الذي تكلّم أولاً.
قال بأبهة : " أذكرُ وجوهاً من الغرب ووجوهاً من الشرق، لكنني لا أذكر وجهك. من أنت وماذا تريد مني ؟ "
رد الآخر : " ليس أسمي ما يهمّ. سرت طيلة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ كي أدخل منزلك. أريد أن أصبح تلميذك. أحضرتُ لك معي كل ما أملك. "
أخرج كيساً وقلبه فوق الطّاولة. كانت النقودُ كثيرةً وذهبية. فعل ذلك بيده اليمنى. أدار " باراثلسو " ظهره كي يشعل المصباح. وحين ألتفت لاحظَ أنّه يمسكُ باليسرى وردة. أقلقته الوردة.
اتَّكأ، لمّ أطراف أصابعه وقال :
" أنتَ تظنّ أنني قادر على تحضير الحجر الَّذي يحوّل جميع العناصر إلى ذهب ومع ذلك تقدّم لي ذهباً. ليس الذّهب ما أبحث عنه، وإذا كان الذّهبُ هو ما يهمّك فلن تُصبحَ تلميذي بتاتاً. "
ردّ الآخر : " لا يهمني الذهب وهذه النقود ليست أكثر من جزء من إراداتي في العمل. أريدُك أن تعلّمني الفن. أريد أن أجوبَ معك الطريق الّذي يُفضي إلى الحجر. "
قال " باراثلسو " بتمهّل:
" الطريق هو الحجر، نقطة الانطلاق هي الحجر. إذا لم تفهم هذه الكلمات فهذا يعني أنّك لم تشرع بعد بالفهم. كل خطوة تخطوها هي الهدف . "
نظر إليه الآخر بحذر. قال بصوتٍ مختلف :
" لكن، هل من هدف ؟ ".....



"كتـابُ الرَّمـــل "

يتكون السطر من عدد لامتناه من النقاط، والصفحة من عدد لامتناه من السطور، والكتاب من عدد لا متناه من الصفحات، والسفر من عدد لامتناه من الكتب، لا، ليست هذه هي الطريقة الجيدة للشروع في كتابة قصتي، فالزعم بأن قصة غريبة ما هي قصة حقيقية أصبح عادة اليوم، لكن قصتي أنا حقيقية.
أعيش بمفردي، في مسكن يقع بشارع"بيلغرانو"، وقد حدث ذات مساء قبل أشهر أنني سمعت طرقا علي الباب، فتحت فدخل شخص غريب لا أعرفه، كان شخصا طويل القامة ذا ملامح مموهة، أو هكذا خيل لي بسبب ضعف بصري، وكان كل ما فيه يوحي بالفقر لكن بشكل محتشم، لونه رمادي ويحمل في يده حقيبة رمادية اللون أيضا، فأدركت للتو أنه شخص غريب عن البلدة.
في البداية بدا لي عجوزا، لكنني فطنت فيما بعد إلي أنني أخطأت في حكمي عليه من خلال لون شعر رأسه الذي وخطه الشيب حتي أصبح أقرب إلي البياض مثل سكان المنطقة الأسكندنافية، وخلال حوارنا القصير، الذي لم تتجاوز مدته الساعة، عرفت أنه قادم من"أوركاداس".
أشرت له إلي كرسي قريب، لكن الرجل قضي وقتا طويلا مستغرقا في الصمت قبل أن يبدأ في الكلام، وبدا لي حزينا تماما، مثلما أنا الآن. قال:
ـ إنني أبيع الأناجيل!
فقلت له، لكن بطريقة مليئة بالحذلقة:
ـ في هذا المسكن توجد أناجيل إنجليزية، بما فيها أول إنجيل، إنجيل"جون ويكليف"، وعندي أيضا إنجيل"سيبريانو دي فاليرا" وإنجيل"لوتيرو" الذي هو من الناحية الأدبية البحت أسوأها جميعا، وعندي أيضا نسخة باللاتينية من إنجيل"فولكاتا"، وكما تري يا سيدي، فليست الأناجيل هي ما ينقصني.
بعد لحظة صمت قال:
ـ ولكنني لا أبيع الأناجيل فقط، فبإمكاني أن أريك كتابا مقدسا سوف يثير فضولك، حصلت عليه من مكان يقع علي حدود"بيكانير".
فتح الحقيبة ووضع الكتاب علي الطاولة. كان عبارة عن كتاب ضخم مغلف بالكتان، لا شك أنه وقع في عدة أيد قبل أن يصل إلي. أخذت أتصفحه، لكن ثقله غير المألوف لدي أثار استغرابي، وكان مكتوبا علي ظهره عبارة"الكتابة المقدسة" وفي أسفله عبارة"بومباي".
قلت:
ـ إنه كتاب من القرن التاسع عشر
رد الرجل:
ـ لا أعرف، لم أعرف ذلك أبدا
فتحته كيفما اتفق، فلاحظت أن الخط الذي كتب به خط غريب، والصفحات التي كانت رثة مطبوعة في مطبعة قديمة جدا مكتوبة علي شكل عمودين منقسمين علي غرار الأناجيل، وكانت الكلمات متزاحمة فيما بينها وعلي شكل آيات مرتبة، وفي أعلي الصفحات أرقام باللغة العربية، وأثار اندهاشي أن الصفحات الزوجية كانت تحمل الرقم 14 519 والصفحات الوترية الرقم التالي 999. قلبته في يدي، فرأيت أن ظهره يحمل عددا من ثمانية أرقام، وكان يحتوي أيضا علي رسم صغير كما هو الحال في المناجد اللغوية، يبدو أنه رسم بالريشة بيد طفل صغير غير حاذق.



مكتبة بابل

بعد نهاية الطوفان، شرع نسل نوح في بناء برج بابل في سهل شنعار، المنطقة التي تمتد بين بابل وأُرك وكلنة وأكد، وكانت ضمن مملكة نمرود، بغية أن يجمعهم مكان واحد من الأرض فلا يتبدّدون على وجه الأرض الواسعة. وكان في قصدهم جعل العالم كله مملكة واحدة، عاصمتها هذا المكان الذي اختاروه في ارض شنعار وسمّي بابل. وليقيموا لأنفسهم اسماً ومجداً دلالة على كبريائهم (سفر التكوين 11 :4). الا ان الرب لم يكن في قصده تجمّع الناس بعد الطوفان بل انتشارهم لتعمير الأرض. ثم لم يكن من مصلحة الناس أن يلجأوا الى طرقهم في تحدي الرب، فبلبل الرب ألسنتهم، وصار اسم البقعة بابل، من الفعل "بلبل" العربي، والعبري "بلل". وبسبب هذا التشتت، والطقس والتربة واختلاف طرق المعيشة، نشأت اجناس الناس وتكونت لغاتهم المختلفة (قاموس الكتاب المقدس).
هذا البرج في نظر بورخيس، هو بالطبع مكتبة. والادب طالما حلم بأن يثبت ان الكون كتاب. وليس علينا لنحقق ذلك سوى أن نكتبه. هي ذي المثالية. لكن الادب، وهو يضع كتابه، يدرك أنه لا يستطيع أن ينشئه الا على الخلل الذي يجبره على وضعه. وان الصورة عن طاقة العالم لا تتطابق مع الادب الا بشرط أن تقترن بهذا الخلل. مذ ذاك، والكتاب القادر على احتواء شمولية الأشياء لا يمكنه ذلك ان لم يحو صورته بالذات، وإن لم يكن وصفاً لهذه الصورة، ووصفا لهذا الوصف. وما هذه المجلدات التي لا نتوقف عن كتابتها، في الواقع، سوى ما نسميه الأدب. قصة "مكتبة بابل" هي برهان المحال على هذه الحقيقة. هذه المكتبة تتألف من جميع الكتب التي يمكن الحصول عليها، من طريق تبديل كل التراكيب الممكنة للخمسة والعشرين رمزا املائيا، اضافة الى فهرس الفهارس الجامع. هذا ما يقوله بورخيس. ولكن هل من الممكن وجود مثل هذا الفهرس؟



"الاسطوانة "

أنا حطّاب، فحسب، لا يهم من أدعى، أما الكوخ الذي ولدتُ فيه، وحيث قد توافيني المنية، فقائم على تخوم الغابة، وكان تراءى لي أن هذه الغابة مترامية حتى البحر الذي يلف الأرض لفًا، وحيث تطفو المنازل الخشب، شأن منزلي، لا علم لي بشيء من هذا القبيل، إذ لم أعاين قط ما أرويه، ولم يسبق لي أن رأيتُ الطرف الآخر من الغابة.

ولطالما كان أخي البكر يحملني على القسم وإياه، إذ كنّا صغيرين، بقطع أشجار الغابة بما أوتينا من قوة ساعد حتى نسويها بالأرض الجرداء. لقد مات أخي، فصار جلّ مسعاي اليوم، وما أواصله في كل آن، أمرًا آخر، ناحية الغرب ينساب جدول حيث يسعني الصيد باليد، وفي الغابة ذئاب غير أن الذئاب لا تخيفني، ولم تخذلني الفأس يومًا، ولم أجر جردًا لسنين عمري، وجلّ ما أعرفه أنها كثيرة، أما عيناي فلم تعودا تبصران شيئًا مما أحياه، وفي البلدة، إلى حيث لا أمضي لأنني قد أضلّ الطريق إليها، يحسبني الناس بخيلاً، ولكن تراه أي مال مدفون يجنيه الحطاب من الغابة؟

اعتدتُ أن أحكُم إغلاق الباب بحجر مخافة أن ينفذ الثلج إلى المنزل، وذات عصر، سمعت وقع خطى متثاقلة، تبعها طرق على بابي، فتحتُ البابَ، فإذا وراءه رجلٌ غريب، فأدخلته، كان امرءًا عجوزًا، طويلَ القامة، وقد جعل يغطي هامته بدثار بال، وكانت ندبة تشطب وجهه شطبًا، وتراءى لي أن كبرَ سنه يهبه قدرًا عظيمًا من المهابة، من دون أن ينقص ذلك من عزمه، وعلى الرغم من ذلك، لاحظتُ أنه كان يضطر إلى التوكؤ على عصاه، في مشيه، ولئن كنا تبادلنا أطراف الحديث، فإني لم أعد أذكر منه شيئًا، وإنما أذكر أنه ختم حديثه قائلاً:

- ليس لي منزلٌ أبيتُ فيه، وأنزِل حيث تيسّر لي، ثم إني جلتُ في كل أصقاع المملكة الأنجلوسكسونية. وكانت تلك الكلمات خير ما ينطق عن كبره، ولئن كان والدي، فيما مضى، لا يكف عن ذكر المملكة الأنجلوسكسونية بالاسم، فإن الناس اليوم يبدلون تلك التسمية بإنجلترا.



"مخطوطة الرب"

كان السجن الحجري عميقاً، على هيئة نصف كرة أرضية متكاملة تقريباً، كذلك باحته (وهي مرصوفة أيضاً بالأحجار) قد أتخذت - قليلاً- شكل نصف دائرة هائلة - مثيرة في الحقيقة، بطريقة أو بأخرى، لهول أتساعها، شعوراً تعسفياً بقدر من الأضطهاد - يقطعها الحائط المقسم عند مركزها، هذا الحائط الذي رغم أرتفاعه الشديد إلا أنه لم يبلغ القسم الأعلى من سقف قبتها.

أنا (زنكن) ساحر هرم (كاهلم)، الذي أحرقه (بيدرو دي ألفارادو ) بالنيران، أرقد في واحدة من هذه الزنازين، في الزنزانة الأخرى يرقد نمر، توافق أسره بالضبط مع سر خطوات أسري بنفس ميعادها ومقامها. كان هناك شباك طويل مسدود بالقضبان، بمستوى الأرضية، يقطع الجدار المركزي. في ساعات منتصف النهارالمشمسة ، تفتح الكوة في أعلى السقف، فيدلي السجان الذي درج يفعل ذلك لسنوات طويلة نهاية الحبل مناوراً عند البكرة الحديدية، منزلاً حزمة قطع اللحم وأباريق الماء، عندها في تكسر الضياء الآتي من السقف في تلك العجالة تتسنى لي في لحظات فرصة رؤية النمر بشكل سريع .

فقدت حساب السنين، التي قضيتها راقداً في الظلام، فقد كنت شاباً حينما نقلت الى هذا السجن أول مرة ، حتى بت عاجزاً عن أنتظار أطول لمواجهة موتي ، نهايتي المقدرة من قبل الرب، مع الطعنة العميقة بمدية من الزجاج البركاني أشق بها صدور الضحايا، و التي أعجز عن القيام بها الآن، بعد فقداني لقواي السحرية، وأنا متروك في التراب.

عشية حرق الهرم، نزل الرجال من خيولهم الضخمة العالية، قاموا بتعذيبي بسفد ناري كيما يجبروني على الكشف لهم عن مكان الكنز المخبوء، كسروا إلهي المعبود أمام أنظاري، ولم يتركوني، فتحملت عذابي صامتاً، بعد الجلد، شوهوا ومزقوا جسدي، بعدها صحوت لأجد نفسي في هذا السجن الذي لن يكون لي منه مخرج في حياتي الفانية مما يحثني على الأستماتة، أو على القيام بفعل شيء، أو الأستفادة من الوقت بطريقة ما . حاولت كثيراً، في ظلمة أوقاتي ولياليّ الطويلة، أن أستعيد كل ما تعلمته، مكرساً نفسي لأستدعاء الرتب المتتابعة وأرقام ثعابين الصخور المرقطة، أو الأشكال الدقيقة للأعشاب المداوية، وتدريجياً، بهذه الطريقة، استطعت أخضاع السنوات التي مرت ، وبشكل متوال على هذه الحال، تمكنت من أستعادة ماكنت أملكه، وذات ليلة، شعرت أنني قد صرت على عتبة أستعادة كل ذكرياتي ومعارفي، فقبل رؤيته البحر، يشعر المسافر بسرعة جريان الدم في العروق، بعدها بساعات بدأت أدرك أنني على حافة التذكر، تلك هي أعتبارات الرب، فحدس الرب عند نهاية الزمان لن يكون سوى الخراب والدمار، كتبت تلك الجملة السحرية في اليوم الأول للخلق، لتعطي القوة في تجنب تلك المصائر والشرور، كتبت بنفس الطريقة لتكون في متناول أبعد الأجيال، مع أستحالة الوصول اليها في الوقت ذاته، لا أحد يعلم أين كتبت أو تركت بعهدة أي من الأشخاص ؟ لكن من المؤكد وجودها السري ، وهناك من أختير لقراءتها، وكما يحدث دائماً، أعتبر أن الوقت قد حان ، لنهاية الزمان، وأن قدري كآخر كهنة الأله قد هيأ لي أمتيازاً في الوصول وتخمين مكان المدونة، الحقيقة أن حصار الحبس قد حرمني من الأمل بذلك، ربما شاهدت مخطوطة (كاهلم) ألف مرة، وقد كانت فقط على مسافة قامة واحدة مني .



"السور والكتب "

قرأتُ، قبل أيام، أن الرجل الذي أمر ببناء سور الصين اللامتناهي، هو نفسه الإمبراطور الأول، شي هانغ تي، والذي أصدر كذلك مرسوماً بإحراق كل الكتب التي كـُتبت قبل عصره. حقيقة ُ كون هذين الأمرين الهائلين – تشييد خمس مائة أو ست مائة فرسخاً من الصخر لردع البرابرة، والإلغاء الجذري للتاريخ، أو بالأحرى، للماضي – قد شرع بهما الشخص نفسه و صارا بالتالي تعبيراً عن شخصيته، أقول هذه الحقيقة أسرّتني بلا سبب، وفي الوقت نفسه، أربكتني. هدفُ هذه الملاحظة هو استقصاء طبيعة هذا الانفعال.
نفى شي هانغ تي أمّه لأنها كانت فاجرة؛ ولكن المحافظين لم يروا في عدالته الصارمة إلاّ عقوقاً. ربما أراد شي هانغ تي تدمير كتب الشرائع لأنها أدانته؛ ربما أراد شي هانغ تي إقصاء الماضي كلّه من أجل إقصاء ذكرى واحدة هي ذكرى أمه المهينة. (مثل ملك يهودا الذي أراد أن يقتل طفلاً واحداً فأمر بقتل الأطفال جميعاً.) هذا تخمينٌ صحيح، ولكّنه لا يفيدنا بشيء عن السور، وهو الوجه الآخر للأسطورة. وفقاً للمؤرخين، حظرَ شي هانغ تي ذكر الموت وبحث عن إكسير الخلود. أصبحَ ناسكاً في قصر منيف، فيه غرفٌ بعدد أيام السنة. تثبتُ هذه الوقائع أن السور في المكان والنار في الزمان هما عائقان سحريان لدرء الموت. كتب باروخ سبينوزا عن ميل الكائنات لمواصلة وجودها؛ ربما أيقن الإمبراطور وسَحَرته أن الخلود جوّانيّ ولا يمكن للبلى أن يتغلغل في حيّز مغلق. ربما أراد الإمبراطور تأسيس بداية جديدة للزمن وتسمية نفسه بالأوّل لكي يصبح أولاً فعلاً. ربما أطلق على نفسه اسم هانغ تي لكي يتماهى مع الإمبراطور الأسطوري هانغ تي الذي اخترع الكتابة والبوصلة والذي ، طبقاً لكتاب الشعائر، سمّى الأشياء بأسمائها الحقيقية؛ فلقد تفاخر شي هانغ تي، في مخطوطات ما زالت موجودة، بأن الأشياء نالت ما يلائمها من أسماء في فترة حكمه.



"الآخر"
قصة ذات حبكة بتقنية ميتافيزيقة ،والسفر عبر الزمن. والتقاء بين بورخيس الشاب وبورخيس العجوز .


"الصانع"

أبدا لم يغرق في مباهج الذكريات. تدفقت عليه الصور، واضحة لكن سريعة. قرمزيات خزّاف.. جنان محمولة على نجوم كانت قبلا آلهة.. القمر.. الذي سقط منه أسد.. الإحساس الزلق للرخام تحت أطراف أصابع بطيئة وحساسة.. مذاق لحم الخنزير البري.. تقطّعه أسنانه البيضاء بشراسة، عالم فينيقي.. الظل الأسود الذي يلقيه رمح على رمال صفراء.. حميمية البحر أو حميمية امرأة.. نبيذ ثقيل.. ترقق خشونته بالعسل -باستطاعة هذه الأشياء أن تشبع روحه بشكل كامل- عرف كيف يكون الرعب، لكنه عرف أيضاً الغضب والعنف.

وفي إحدى المرات كان أول من تسلّق حائط عدو. متلهف، فضولي، لا مبال، ليس هناك قانون سوى الإشباع واللامبالاة الفورية التي تتبعه، تجوّل في العوالم المختلفة ورأى -على أحد الشواطئ أو ربما شاطئ آخر- مدن الناس وقصورهم. كان قد استمع -في الأسواق المكتظّة أو عند سفح جبل قد تكون قمته الغامضة مسكونة بآلهة الساطير - إلى حكايا معقدة صدقها.. كما يصدق الواقع.. بدون أن يسأل إن كانت حقيقية أم مزيفة.



"الألف"
قد خصص قصة بأكملها لأحد أهم أقطاب الفكر الفلسفي في الأندلس.
كتاب تجتمع في نصوصه روح التهكم الساخر مع عالم سحري شديد التعقيد، مشبعة برائحة القديم الساحر ومن نصوصه هي : الأطلال الدائرية ـ مكتبة بابل ـ ذاكرة فونس ـ الخالد ـ كتابة الإله ـ حكاية قصر ـ البرلمان...
. بورخيس تخيل في قصة عنوانها "الألف" (الحرف الأول في أبجديتنا العربية) نقطة في الفضاء تحوي العالم كاملاً.
فهذه القصة تحمل عنوان "بحث ابن رشد" و تعرض فيها الكاتب لذكر أعمال الطبيب و العالم العربي كرده على كتاب "تهافت الفلاسفة" للغزالي من خلال بحثه "تهافت التهافت"



"يانصيب في بابل"

مثل كل الناس في بابل، كنت حاكم مقاطعة، ومثل الكل، كنت عبداً. وعرفت أيضا السلطة المطلقة، والخزي، والسجن. انظر: إن سبابة يدي اليمنى مفقودة. انظر: من خلال فتحة عباءتي يمكنك أن ترى وشماً قرمزياً على بطني. إنه الحرف الثاني، "بيث". وهذا الحرف يمنحني، في الليالي التي يكتمل فيها القمر بدراً، سلطة على الرجال الذين يحملون رمز حرف "جيميل"، لكنه يخضعني لرجال حرف "الألف"، الذين يدينون بالطاعة في الليالي غير المقمرة لأولئك الموسومين برمز حرف "جيميل". وفي عتمة الفجر، في سرداب، قطعت وريد العنق لثيران مقدسة أمام حجر أسود. وخلال إحدى السنوات القمرية تم إعلاني غير مرئي. ارتفع صياحي ولم يردوا عليّ، سرقت الخبز ولم يقطعوا رأسي. وعرفت مالم يعرف الإغريق: عدم اليقين. وفي حجرة برونزية، وأمام المنديل الصامت للشانق خنقا، كان الأمل مخلصا لي، كما كان الرعب في نهر اللذة. ويروي هيراكليدس بونتيكوس بدهشة أن فيثاغورث تذكر أنه كان من قبل بيروس وكان قبل ذلك يوفوربوس وقبل ذلك شخصا ما آخر من البشر الفانين. ولكي أتذكر تقلبات مماثلة لاحاجة بي إلى اللجوء إلى الموت أو حتى إلى الخداع.
وأنا أدين بهذا التنوع الشرير تقريبا إلى مؤسسة لاتعرفها جمهوريات أخرى أو هي تعمل فيها بطريقة ناقصة وسرية: اليانصيب. وأنا لم أمعن النظر في تاريخها، وأعرف أن الرجال الحكماء لايمكن أن يوافقوا عليها. وأعرف من أهدافها الجبارة مايمكن لرجل غير ضليع في علم التنجيم أن يعرف عن القمر. وأنا قادم من أرض مصابة بدوار يمثل فيها اليانصيب أساس الواقع. وإلى يومنا هذا لم أفكر فيه إلا قليلا كما فكرت في سلوك الآلهة التي لاسبيل إلى إدراك كنهها أو في قلبي. والآن، بعيدا عن بابل وعاداتها الحبيبة، أفكر بقدر من الدهشة في اليانصيب وفي الحدوس المجدفة التي غطت على همهمة الرجال في عتمة الشفق.
وقد اعتاد أبي أن يقول إنه فيما مضى ـ مسألة قرون، أم سنوات? ـ كان اليانصيب في بابل لعبة ذات طابع شعبي. وقد روى "ولا أدري ما إذا كان محقا في روايته" أن الحلاقين كانوا يبيعون، مقابل عملات نحاسية، مربعات من العظم أو الرق المزين برموز. وفي وضح النهار حدث سحب. وأولئك الذين فازوا تلقوا عملات فضية دون أي اختبار آخر للحظ. لقد كان النظام أولياً، كما يمكنك أن ترى.
ومهما بدا الأمر بعيد الاحتمال فلم يحاول أحد قبل ذلك إعداد نظرية عامة عن المصادفة. فالبابليون ليسوا تأمليين للغاية. وهم يجلون أحكام القدر، ويسلمون لها حياتهم، آمالهم، ذعرهم، غير أنه لايخطر ببالهم أن يقوموا باستقصاء القوانين اللابيرنثية للقدر ولا المجالات الدائرية التي تكشف عنه. ومع ذلك فإن البيان غير الرسمي الذي ذكرته منذ قليل قد أثار مناقشات عديدة عن الطابع الشرعي ـ الرياضي. ومن إحداها انطلق الحدس التالي: إذا كان اليانصيب تكثيفا للمصادفة، حقنا دورياً للكون بالفوضى، أفلن يكون من الصواب للمصادفة أن تتدخل في جميع مراحل السحب وليس في واحدة منها فقط? أليس من المضحك أن تملي المصادفة موت أحدهم وأن تجعل ظروف ذلك الموت ـ السرية، الإعلان، الزمن المحدد في ساعة أو قرن ـ غير خاضعة للمصادفة؟ وفي نهاية المطاف أدت هذه الشكوك المشروعة إلى إصلاح كبير، لايفهم تعقيداته "التي تفاقمت نتيجة قرون من الممارسة" سوى قلة من المتخصصين، غير أنني سأحاول تلخيصها، على الأقل بطريقة رمزية.
خورخي لويس بورخيس



"الصباغ المقنع"
شكلت من سبع لوحات تطرق فيها الراوي إلى حقبة العباسيين مع إقحام أحداث و شخصيات خيالية.



"الظاهر"
لجأ إلى علاقة الصوفي بأسماء الله الحسنى فيقول:" إن المتصوفة قصد فناء ذواتهم في الذات الإلهية، يرددون أسماء الله التسع و تسعون إلى أن تتهاوى دلالات هذه الأسماء. لكم أتشوق إلى سلك هذا السبيل حتى يتسنى لي استنفاد تسلط "الظاهر" من فرط التفكير و إعادة التفكير فيه.



"من مجموعة: Ficciones, ed, Emecé)"

لقد كتبت "لامتناهية". لم اقحم هذا النعت لمجرد عادة بيانية، وأرى أنه ليس من اللامنطقي ان نفكر في لانهائية العالم. واولئك الذين يحكمون عليه بالمحدودية، انما هم يسلمون بأن الأروقة والسلالم والقاعات السداسية، يمكن ان تختفي بطريقة غير معقولة، في بعض الأماكن السحيقة – وهذا ضرب من العبث. اما الذين يتصورونه بلا حدود، فينسون ان العدد المحتمل من الكبت هو محدود. واجرؤ على ادراج الحل التالي للمشكلة القديمة: "المكتبة غير محدودة ودائرية". واذا قدر لرحالة ابدي ان يجتازها في اي اتجاه، فان القرون ستظهر له ان المجلدات نفسها تتكرر دائما في الفوضى نفسها، التي إن كررت تصبح نظاما: النظام بالذات. وما يعزي وحدتي هو هذا الأمل الرائع
مار دل بلاتا 1941



" من محاضرة فن الشعر = الاستعارة"

أول الاستعارات تتحدر من الشرق القديم، من الصين. فالصينيون، يطلقون على العالم تسمية: "العشرة آلاف شيء" أو "العشرة آلاف كائن" ـ وهذا يعتمد على ذوق المترجم ومزاجه.
أعتقد أننا نستطيع أن نتقبل، بحذر شديد، تقدير العشرة آلاف ، وإذا ما فكرنا في أن كل الاستعارات هي اتحاد شيئين مختلفين، فإنه يمكن لنا عندئذ، إذا ما أتيح لنا الوقت، أن نتوصل إلى عدد هائل من الاستعارات المحتملة.
أن كمية التوليفات المحتملة ليست غير نهائية، ولكنها تُذهل المخيلة. وهكذا يمكن لنا أن نفكر: لماذا يتوجب على شعراء العالم كله، والأزمنة كلها، أن يلوذوا بمجموعة الاستعارات نفسها، بينما يوجد كل هذا القدر من التوليفات المحتملة؟
أحب، في المقام الأول، أن أهتم ببعض الاستعارات النمطية، بعض الاستعارات النموذجية. وأستخدم كلمة "نمط" لأن الاستعارات التي سأوردها، وإن بدت للمخيلة مختلفة جداً، فإنها تبدو للمنطق متطابقة تقريباً. وهكذا يمكننا أن نتحدث عنها كما لو كانت معادلات. فلنتناول أول نمط منها يرد إلى ذهني؛ وليكن المقارنة النمطية، أو التشبيه الكلاسيكي للعيون بالنجوم، أو العكس، النجوم بالعيون. وأول مثال أتذكره يأتي من الأنطولوجيا الإغريقية Antologia griega، وأظن أنه ينسب إلى أفلاطون. أبيات هذا المثال هي (أنا لا أعرف اليونانية) كما يلي تقريباً: "أرغب في أن أكون الليل/ لأرى نومك بألف عين". هنا نلمس، دون شك، رقة العاشق؛ نشعر أن رغبته قادرة على رؤية الحبيبة من نقاط كثيرة في الوقت نفسه. إننا نشعر بالرقة خلف هذه الأشعار.


هناك حكمة الفيلسوف اليوناني المشهورة: "لا أحد ينزل مرتين إلى النهر نفسه". هنا نجد بصيص رعب، لأننا نفكر أولاً في تدفق النهر، في قطرات الماء ككائن مختلف، وبعد ذلك ننتبه فجأة إلى أننا نحن النهر، وأننا لا نقل عن النهر تفلتاً وهروباً.
ولدينا أيضاً أبيات مانريكي:
حيواتنا هي الأنهار
التي تجري لتصب في البحر
الذي هو الموت.
هذا التأكيد لا يدهش كثيراً بالإنكليزية. عساني أتذكر كيف ترجمها لونغفيلو في "مقطوعات مانريكي". وإن كنا نجد، دون ريب، (وسأعود إلى هذه القصة في محاضرة أخرى)، وراء الاستعارة النمط، موسيقى الكلمات المهيبة.
حيواتنا هي الأنهار
التي تجري لتصب في البحر
الذي هو الموت.
إلى هناك تمضي الأبهة الأرضية،
مباشرة إلى الانتهاء
والنفاد?
والنتيجتين الأساسيتين والجليتين من هذه المحاضرة.
النتيجة الأولى:
هي أن هنالك، بالطبع، مئات وحتى آلاف الاستعارات التي يمكن اكتشافها، وجميعها يمكن أن تُحال إلى عدد قليل من الأنماط الأساسية. ولكن ليس في هذا ما يدعونا إلى القلق، لأن كل استعارة تكون مختلفة.
النتيجة الثانية :
هي أنه ثمة استعارات ـ مثل "شبكة الرجال" أو "طريق الحوت" ـ لا يمكن لنا إحالتها إلى أنماط محددة.



"مختارات شعرية"
خورخي لويس بورخيس

"إلى قطعة نقد "
ترجمة: عدي حربش

باردةٌ و عاصفة، تلكَ الليلةُ التي أبحرتُ فيها من "مونتفيديو".
و أثناءَ دوراننا حولَ "سيرو"،
رميتُ من مقدمةِ السفينةِ
قطعةَ نقدٍ معدنية، لمعتْ و غمزتْ وسطَ المياهِ العكرة،
وميضَ ضوءٍ ابتلعهُ الوقتُ و الظلمة.
أحسستُ أني ارتكبتُ عملاً غيرَ قابلٍ للنقضِ،
مُضيفاً إلى تاريخِ الكوكبِ
سلسلتينِ غيرِ نهائيتينِ، متوازيتين، يُحتملُ أنهما أبديتانِ



"النوم"
لو كان النوم هدنة،
استراحة بسيطة،
لماذا تشعر، حين تستيقظ فجأة،
بأنه سُرق لك ثروة؟
لماذا نكره النهوض عند الصباح؟
لأننا نخسر سحراً خارقاً،
حميماً لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه
إلا مستتر تحت ذهب الأحلام



"إلى الابن"
أنا لستُ من يُنجبك، إنهم الموتى.
إنه أبي وأبوه، سلسلة طويلة
من الآباء، متاهة حبٍّ
متلهفة. تنطلق من آدم، من الندم الأخوي،
من الصباحات الأولى التي سيخضع لها الإنسان،
والتي أصبحت أساطير لدرجة قدمها، حتى يبلغ،
دماً ولبّاً، ذلك اليوم من المستقبل،
الثانية الآنية التي أنجبك فيها يا بنيّ.



"الألغاز"
إذاً سأكون غداً الموت واللغز،
أنا الذي أسير مبتهجاً اليوم.
لن يكون لي قبل ولا بعد، مقيماً
أبدياً في مدارٍ سحري ومنعزل.
إنه شرط التزهّد. لا أظن أني
أهل بالجحيم ولا موعود بالمجد،
لكني أشك في عدم قدرتي على التنبؤ.


"الوداع"
بيني وبين حبي تقف
ثلاثمائة ليلة كثلاثمائة جدار
وسيكون البحر كسحر بيننا
لن يكون لي إلا ذكريات.
يا مساءات بجهدٍ مستحقة،
أن أنظر إليك، أمل الليالي،
حقل دروبي، سماءٌ
أستعيدها وأفقدها…
نهائيٌ كرخامٍ
غيابك سيحزن مساءات أخرى.



"العودة"
في نهاية سنوات المنفى
أعود إلى دار طفولتي
وأشعر بأني ما زلتُ في بلد غريب.
لمست يداي الشجر
كملامسة شخص نائم
وكررتُ دروباً قديمة
كما لو أني أستعيد من النسيان بيتاً من الشعر



"من “مديح الظلام” هـ. و."
الدرب القديم أصبح محظوراً،
الباب، الرقم، الجرس،
ماذا تبقّى في نفسي المهزومة؟
طعم فردوس مفقود.




السعادة

هذا الذي يحضن المرأة هو آدم. والمرأة هي حواء.
وكل شيء يحدث للمرة الأولى.
رأيتُ شيئا أبيض في السماء. يقولون لي أنه
القمر، لكن ما عليّ أن أفعله بهذه الكلمة، بهذه
الميثولوجيا كلها.
الأشجار تثير خوفا فيّ. إنها بمثل هذا الجمال.
الحيوانات الهادئة تقترب مني كي أسّميها بأسمائها.
ليس ثمة حروف في كتب المكتبة. لكن حين
أفتحها تبرز الحروف.
وحين أتصفح الأطلس أختلق شكل سومطره.
وهذا الذي يشعل عود ثقاب في الظلام، يكون من إكتشف النار.
في أعماق المرآة شخص آخر، متربص،
وهذا الذي ينظر الى البحر يرى إنكلترا.
وهذا الذي يُلقي أبيات ليلينكرون *




* مؤلفاته:

أولاً : الشعر:
1_ "دفء بوينس أيريس،أشعار" ،بوينس أيريس،1923.
2_"القمر في المقابل"،،بوينس أيريس،1925.
3_"كتاب سان مارتين"،،بوينس أيريس،1929.
4_"أشعار.(1922-1943)"،بوينس أيريس،1943.
5_"أشعار.(1923-1953)"،بوينس أيريس،1954.
6_"أشعار.(1923-1958)"،بوينس أيريس،1958.
7_"أعمال شعرية(1923-1964)"،بوينس أيريس،1964.
8_"للأوتار الستة"،،بوينس أيريس،1965.
9_"أعمال شعرية (1923-1966)"،بوينس أيريس،1966.
10_"أعمال شعرية (1923-1967)"،بوينس أيريس،1967.
11_"أمدوحة الظل"،بوينس أيريس،1969.
12_"الآخر،هو نفسه" ،بوينس أيريس،1969.
13_"ذهب النمور"،بوينس أيريس،1972.
14_"الوردة الغائرة"،بوينس أيريس،1975.

ثانيًا: المجموعات القصصية:
15_"تاريخ العار العالمي"(أو تاريخ الخزي الكوني)،بوينس أيريس،1935.
16_"حديقة الطرق المتشعبة"،بوينس أيريس،1942.
17_"قصص(1935-1944)"،بوينس أيريس،1944.
18_"قصص"،بوينس أيريس،1956.
19_"الألـف"،بوينس أيريس،1949(وأعيد طبعه عام 1952)
20_"الخـالق"،بوينس أيريس،1960.
21_"تقرير برودي"،بوينس أيريس،1970.
22_"البرلمان" ،بوينس أيريس،1971.
23_"كتاب الرمل"،بوينس أيريس،1975.

ثالثًا: الدراسات الأدبية ،والمقال الأدبية:
24_"التحقيقات"،بوينس أيريس،1925.
25_"حجم رجائي"،بوينس أيريس،1926.
26_"لغة الأرجنتينيين"،بوينس أيريس،1928.
27_"إفاريستو كارييجو Evaristo Carrigo"،بوينس أيريس،1930(و 1955).
28_"مناقشة"،بوينس أيريس،1932(و1957).
29_"تاريخ الخلود"،بوينس أيريس،1936(و1953).
30_تحقيقات أخرى"،بوينس أيريس،1952(و1960).
31_"مقدمات ،ومقدمة مقدمات"،بوينس أيريس،1975.
32_"الأعمال الكاملة"،بوينس أيريس،1974.

رابعًا: الأعمال المشتركة:

تربو على عشرين مجلدًا شاركه فيها كل من:
- "أدولفو بيوي كارساس"
-"بتينا إدلبرج "
- "مرجريتا جرّيرو"
- "دِليا إنخينيـروس"
- "ماريا إستر باثكِيث"
- "سلفينا بالِنكه"
- "بدرو إنريكث أورنيا".



"أعماله للتحميل "

كتاب الرمل
http://www.goodreads.com/book/show/7121660


الصانع
http://www.goodreads.com/book/show/7014758


الالف
http://www.goodreads.com/book/show/7490097


سيرة ذاتية
http://www.goodreads.com/book/show/7490152


التاريخ الكوني للخزي وقصص أخرى
http://www.goodreads.com/book/show/7490114


بورخيس، مختارات الفانتازيا والميتافيزيقيا
http://www.goodreads.com/book/show/7490029


بورخيس - الألف
http://www.4shared.com/file/63661310/5c856faf/_-_.html?dirPwdVerified=38806c21&signout=1خورخي



____________
. ملحق نوافذ – المستقبل
حول فن الشعر: الاستعارة - خورخي لويس بورخيس - ترجمة: صالح علماني
مخطوطة الرب- زعيم الطائي
في نظريات الترجمة - الأديب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس أنموذجاً- الدكتور محمد قصيبات
"وردة باراثِلسو" ترجمة: مها رفعت عطفة
مخطوطة الرب -ترجمة: زعيم الطائي
مختارات شعرية * ترجمة : أنطوان جوكي
"وردة باراثِلسو" بسام حجار 2009-07-14
* ديتليف ليلينكورن Detlev Liliencorn وإسمه الحقيقي فردريك أدولف أكسيل، شاعر غنائي ألماني (1844 - 1900) إشتهر بقصيدته الملحمية ( بوغفريد (Poggfred ترجمة: عدنان المبارك
"يانصيب في بابل" - ترجمة: خليل كلفت
عن "القدس العربي" http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...&storytitle=ff

كتـابُ الرَّمـــل - ترجمها عن الإسبانية: إدريس الكنبوري


مكتبة بابل- التقديم والترجمة: هنري فريد صعب



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الاسري والعنف ضد المراة - من امرأة من الشرق ، وثلاثية ...
- لك بين جوانحي عشق
- أن الشيوعية تقدم حلاً للمعضلة الصعبة... لبرتراند راسل من الا ...
- شموع لعمال العالم ، وشمعة لي
- العنف الاسري وطفولة مسلوبة لأطفال الشوارع والتحرش ، من إمرأة ...
- انعتاق وطن
- اقوال الرفيق ماو تسي تونغ .. . من كَلِمُ لا يَنفَد
- إعترافات
- ومن ذا الذي سينزل العقاب وسيسبغ النعم؟...من كَلِمُ لا يَنفَد ...
- - أول جيش ثوري للعمال و الفلاحين- من كلم لاينفد للرفيق ماو ت ...
- الفراق
- -المسيرة الطويلة- من كلم لاينفد للرفيق ماو تسي تونغ
- قهرنا الممر الاخير ، فابتسمت الجيوش الثلاثة ، من كَلِمُ لا ي ...
- من المستحيل أن تبحث عن الله عندما يكون عقلك مضطرباً بسبب الب ...
- إرحلي
- عمالة الاطفال
- -انتفاضة حصاد الخريف- من كلم لاينفد للرفيق ماو تسي تونغ
- قراءة في ديوان تراتيل انثى للشاعرة فاطمة الفلاحي بقلم محمد س ...
- أشتاقك
- في صقيع الهواء تسعى الكائنات كلها للانعتاق ، من كَلِمُ لا يَ ...


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - -الزمن هو المادة التي أنا مصنوع منها ، وأنا - لسوء الحظ –خورخي لويس بورخيس-من الادب العالمي (المكتبة الالكترونية )