أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - طلال سالم الحديثي- المعلم الاول- 1














المزيد.....

طلال سالم الحديثي- المعلم الاول- 1


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 21:00
المحور: الادب والفن
    


ان الماضي هو الحاضر في حياة كل واحد منا، اذ أن الذكريات ماهي الا ماضٍ يستله الانسان من مكمنه، ويقوده قسرا الى اللحظة المعاشة ، من هذا كله يقتحم علينا وحدتنا اشخاص حميمون ربما لهم الحنين نفسه الى ان يكونوا معنا فيدخلوا القلب دون استئذان، ومن هؤلاء الذين يشاركونني وحدي ويقتحمون علي عزلتي هو الشاعر ، الناقد التراثي طلال سالم الحديثي الذي عرفته منذ ثلاثين عاماً استاذاً لي في المتوسطة، وصديقاً بعدها ماينفك يزيدني اعجاباً بصلابته وعمله الدؤوب رغم المحن والتجارب القاسية التي عاشها.
في عام 1970 كنت طالباً في الاول متوسط، وكنت شغوفا بالقراءة التي كانت تنحصر بقصص خيالية تبيعها احدى المكتبات مثل السندباد البحري، حسن الصائغ البصري، الحمال والسبع بنات، فضلا عن قصص اخرى اكتشفت لاحقا انها مأخوذة من الف ليلة وليلة، في خضم هذا العالم الخيالي، اطل علينا في الصف رجل نحيل لايتجاوز عمره الخامسة والعشرين، وقور ذو حياء شديد / جذاب الشخصية ، بصوته الرخيم وطريقته الهادئة في نطق الكلمات، قدم نفسه بتواضع على انه طلال سالم مدرس اللغة العربية احبه التلاميذ من اول وهله، انشدوا اليه مصغين لكلامه العذب حول الادب والشعر، من خلاله عرفنا ان هناك شعراء كثيرين لم نسمع بهم قط، ايليا ابو ماضي احمد شوقي، المتنبي ، جبران ، السياب، عندها اكتشفت عمق جهلنا وانعزالنا عن عالم الادب والشعر، قال بصوته الرخيم عليكم بالقراءة يااعزائي فلا شي يساوي كتاباً جيداً يقرأه الانسان فيزداد معرفة ويتوسع خياله، وحين قلنا له اننا لانمتلك الكتب ولانعرف طريقة الحصول عليها ، أجاب : غداً ستاخذكم الى مكتبة المدينة وساعلمكم طريقة الاستعارة وبعدها يستطيع اي منكم الذهاب وحده وقراءة اي كتاب يشاء.
في اليوم الثاني انطلقنا مع الاستاذ طلال الى المكتبة العامة التي لاتبعد عن المدرسة الا مئات من الامتار، حينها اكتشفنا ان هنالك الافا من الكتب فيها لكل طالب حاجة مبتغاة.
بدأت عادة القراءة الجادة تتشكل عندي ، واخذت استشير استاذي حول الكتب التي تناسب عمري فنصحني بقراءة ادب المهجر، لسهولة الفاظه، وغنى خياله وجمال اسلوبه، فكان جبران اول الحب اذ وجدت فيه الحلم المفقود الذي عشت محروماً منه هكذا تصاعدت قراءاتي، اذ امتدت الى الروايات العربية، فكان نجيب محفوظ يشكل عندي كنزاً من الجمال باسلوبه الاخاذ، وصوفيته التابعة من واقع معاش ، ومعه انضم محمد عبد الحليم عبد الله ويوسف السباعي، ويوسف ادريس، طالت القائمة الى الادب الجاهلي والعباسي والحديث واصبح للقراءه طقس احياه يومياً، وكثيراً ما ابدأ برواية اول الليل ، فتمتد القراءة الى ان تشرق شمس النهار دون احساس بمرور الوقت ، وكأن هذا الكرنفال موعد غرامي يحسبه العاشق هنيهات رغم اخذه الساعات الطوال في عمر الزمن.
في هذه الفترة اصدر الاستاذ طلال كتابة( مقدمة وستة شعراء) فأهدائي نسخة منه، فقد كان يتوسم بي شاعراً ولا انسى اني بدات كتابة الشعر في هذه المرحلة، كان شعراً رومانسياً متاثراً بشعراء المهجر، ناسجاً على منوالهم قصائد ذات شطحات لاتستمتد من التجربة دماءها، لكنني بعد قراءة كتاب طلال، حول ستة شعراء عراقيين لم اسمع بهم من قبل، سامي مهدي، حسب الشيخ جعفر، صادق الصائغ تركي الحميري وغيرهم، بدأت مفاهيمي تتغير، هذه طريقة جديدة للكتابة، ان هؤلاء الشعراء يستمدون الشعر من تجاربهم الذاتية، خارجين عن التقليد، محل له اسلوبه الخاص صوره المبتكرة، رؤياه للمستقبل ذهبت الى استاذي طلال ، قلت ماهذا الشعر اين القوافي؟ اين غرض القصيدة؟ واين ما تعلمناه في المدارس؟ ضحك بمودة اجاب بحرارة ومودة : ان هذا هو الشعر، مافائدة ان تكتب قصيدة عصماء تقلد بها المتنبي او ابا تمام او شوقي او الرصافي؟ نحن لسنا محتاجين الى هذا الكم الهائل من القصائد التي هي نسخة عن اخرى ان هذا الاسلوب الجديد في الكتابة تعبير عن روح العصر، كانت هذه الاراء الجديدة انذاك تشكل الهاجس الذي بدأ يتبلور من خلال مايكتب في الصحف والمجلات، وماينشره الشعراء من دواوين بدأت تشق لها مساراً خارج المألوف.
بعد عام 1975 علمت ان طلال قد ذهب الى الجزائر للتدريس، فكانت المراسلات بيننا تتم بواسطة الرسائل، كان يشكو لي همومه في هذا البلد فالوضع الادبي يشوبه نوع من الاختلاط والتوزع بين ثقافتين هما العربية والفرنسية، فكان حنينه الى الواقع الثقافي في العراق والاجواء الحميمةالتي تربطه بأغلب ادباء جيله كبيراً الى حد انه فكر عدة مرات بالغاء عقده التدريس والرجوع الى بلده الذي لم ينسه يوما



#علي_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد تمت بحمد الله
- اية الكرسي
- مرثية لسليم السامرائي
- اسرافيل
- خارج القوس ابحث عن فريستي
- قفا نبك
- معاطف رثة
- كل العهود ربيعها اسود
- اين امريكا مما يجري في العراق؟
- ما بين حانة ومانة
- عودة كافور الاخشيدي
- الى الجحيم بالديمقراطية الكاذبة
- نديم الفاجعة
- مائدة اللئام
- طعمها مر المذاق
- لا جدوى
- لعبة الكراسي في بلاد المآسي
- غابة الانياب
- لوحة عراقية
- من يشكل الحكومة؟


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - طلال سالم الحديثي- المعلم الاول- 1