أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1















المزيد.....

العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 18:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فيما شهدت منطقتنا تغييراتها الستراتيجية الكبرى و ظهور دولها و ادوارها، بتغيّر الستراتيجيات الفاعلة في العالم في اطار بحثها و تزاحمها و صراعاتها على الخامات و على اسواق لتصريف بضائعها و حمايتها من المنافسين . . التي اخذت تشكّل المقومات الأساسية لأمنها القومي .
و اضافة الى ما كان يطرأ على المنطقة من تغييرات من داخلها و ان كانت بطيئة ـ رغم تسارعها طيلة القرن المنصرم ـ فقد كانت تلك التغييرات تتحرك و لا تزال، و تُرسم من جديد على ضوء ما طرأ و يطرأ من تطورات على ثوابت المصالح القومية الدولية الكبرى لمرحلة ما، و على سياق تطورات الصراع الوطني، القومي الداخلي التحرري من جهة، و صراعات المنطقة بدولها و كياناتها فيما بينها ذاتها . . في تشكيلة متفاعلة متناقضة كثيرة التعقيد .
و على ذلك الأساس و في مرحلة العولمة الرأسمالية التي حررت رأس المال الكبير من قيود الحدود الدولية ، ظهرت و تظهر تطورات عاصفة جديدة تجتاح العالم . . اخذت تطرح مقومات و متطلبات جديدة لمواجهة التحديات من جهة، و لتحقيق المنافع الوطنية المحلية من جهة اخرى في ساحة صراع صار يشمل العالم . . لم تعد فيه القوة العسكرية لقطب ما لوحدها هي المقررة للنتائج النهائية او للحفاظ عليها . .
في ذلك المجرى الإقليمي الكثير التعقيد . . تكونت و تطورت مقومات جديدة في المنطقة على طريق ما وصف بتطوّر رأسمالية المحيط من جهة، و بسبب تزايد تشابك العالم و تفاعل المصالح المتنوعة المتناقضة المترابطة من جهة اخرى . . الذي جعل من العوامل و الآليات المحرّكة في المنطقة، لا تشبه الآليات التي كانت تحرّكها قبل نصف قرن او اقلّ . . و ان حافظت على جوهر الصراع و التفاعل بين الشرق و الغرب .
فالدول العربية لم تعد كالسابق دولا تابعة تبعية مطلقة او شبه مطلقة لقوى دولية بعينها، بل صارت لها شروطها، و كذلك حال ايران و تركيا و غيرها . . للأسباب اعلاه و لتراكم مردودات نمو تقسيم المصالح في انحاء العالم في المرحلة السابقة من جهة، و بسبب تراكم اموال النفط ـ خاصة لدى الدول العربية النفطية و ايران ـ و تطور استثماراتها و بيوتاتها المالية و التجارية و غيرها الفاعلة في عالم اليوم، من جهة اخرى . .
و بسبب تطور الفكر و العلوم والثقافة و تراكم الخبر لتزايد تفاعل العالم قياساً بما مضى، وتزايد حاجة الدول الصناعية الكبرى الى الأيدي العاملة الأرخص و عملها على تأهيلها سواء في بلدانها الوطنية ذاتها، او بأستقدامها ايّاها سواء بالإغراءات او بتوظيف الهجرات المتواصلة لشعوب شرق و جنوب المتوسط اليها باجور رخيصة . . او بنقل منشآتها الى تلك الدول او افتتاح منشآتها الأحدث فيها، كما في اكبر مجمّع عالمي اميركي ـ الماني لتقنية الكومبيوتر المقام في الهند، مجمّع صناعات مرسيدس بنز المقام في تركيا . .
من ناحية أخرى، لم تعد الإحتكارات النفطية الغربية الكبرى على وحدتها و احتكارها و فرضها السابق الأصم لشروطها بعد ان اهترأ النظام الإقتصادي العالمي السابق . . و برزت اتحادات و مساهمات و احتكارات اسيوية كثيرة القوة، قد تفوق تلك الإحتكارات قوة من نواحي متنوعة كالصينية و الروسية و الهندية و الكورية وغيرها، اضافة الى العربية و الإيرانية و التركية الكثيرة النفوذ و التاثير، ليس مالياً او ادارياً او تجارياً فقط . . و انما بادوارها العنفية (نظامية و غير نظامية) و بفعلها الموظّف للدين و المذهب و الطائفة، في ظروف المدّ الديني . . في المناطق الأكثر ستراتيجية للنفط الخام و الغاز و الطاقة، وللذهب و اليورانيوم و الماس . .
في وقت اخذت فيه سياسات تعامل الدول فيما بينها تأخذ شكل اجندة . . فهي تتفق مع بعض في عدد منها و تختلف و تتصارع في عدد آخر منها، تحت مظلة علاقات دبلوماسية طبيعية مستمرة. الأمر الذي يسري في منطقتنا ايضاً . . فدول المنطقة تتعاون و تتخادم بينها في اجندة و تتقاتل بينها في اجندة اخرى سواء بادوات لايكشف عنها او بادوات مستعدة لتلبية الطلبات عند الحاجة مهما كانت، او بأزمات تتسبب بصدامات علنية تتوقف او تستمر وفق درجة تلبية المصالح المعيّنة . .
و صارت تنشأ لذلك تحالفات و اصطفافات لتلبية اهداف لقضية او مرحلة ما و تنتهي، لتبدأ اصطفافات جديدة على اهداف مستجدة، في تتالي يستمر . . في زمان يتزعم فيه مبدأ الربح على السياسات و المبادئ و العقائد و المواقف الأخلاقية . . و لايفسد كل ذلك للود قضية بينها !!
و فيما تتعدد اسباب عملية الإدارة الأميركية على انهاء دكتاتورية صدام بالغزو العسكري، يرى عدد كبير من المتخصصين ان الأميركان دخلوا العراق على امل احتكاره بثرواته لهم وحدهم من جهة، وكي لايقع بثرواته و تأثيراته الكبيرة المتنوعة اقليمياً و دولياً، بقبضة منظمة القاعدة الأرهابية بعد ان لجأ الدكتاتور الى اعتماد ما اسماه بـ " الحملة الإيمانية " لإدامة حكمه، اثر تصاعد اعتماد الدين كوسيلة لمعارضة حكمه الدموي .
و لمواجهة الأخطار التوسعية الإيرانية المتنوعة في المنطقة، التي بدا وكأن دوائر فيها تسعى لأستعادة دور اكبر و اوسع من دور شرطي الخليج السابق الذي اوكل لشاه ايران المنهار، بدون حساب ضوابط المصالح الإقليمية و مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، في احسن تقدير .
و يرى كثيرون ان فعل السفير بريمر، الحاكم المطلق الصلاحيات من قبل ادارة الرئيس السابق بوش الإبن في العراق . . فعله المدمّر او غير المحسوب بدقة بتعبير اوساط، على حلّ القوات المسلحة العراقية و الدولة، واعلانه حالة الإحتلال ـ التي لها ضوابط قانونية دولية في الحقوق و الواجبات ـ و التي وظّفها في اطلاق يده بالتصرّف بحياة البلاد كلها بارضها و شعبها و ثرواتها، دون رقيب قانوني معترف به و معترف بسلطته . .
قد تسبب بنشوء حالة فوضى غير مسبوقة ـ رغم تسميتها بالفوضى الخلاقة ـ جعلت كل اصحاب المصالح و المرتكزات الآلية و البشرية المستخدمة سابقاً او التي نشأت اثر او بسبب الغزو من دول الجوار . . جعلتهم ينشطون نشاطاً سريعاً لأغتنام الفرصة الذهبية سواء اقتصاديا وفي جانب كبير منه بالنهب، من نهب اموال نقدية و ممتلكات الدولة الغالية الثمن و بالسيطرة على مواقع و آليات تهريب النفط الخام . .
آليات التهريب ـ او الآليات شبه القانونية او المغضوض النظر عنها ـ التي كانت قد نظّمتها الدولة العراقية في زمن الدكتاتورية قبل انهيارها، لتسويق النفط الخام العراقي و استيراد السلع بسبب الحصار، والتي نشأت بسببها مئات المشاريع و الشركات الكبيرة و الصغيرة و حققت للقائمين عليها ملايين فلكية . . و التي عاشت و تعيش عليها عشرات آلاف عوائل عاطلين عن العمل منذ اواخر الثمانينات . . سواء في سوريا، الأردن، ايران و تركيا او في كل دول الخليج . . اضافة الى العوائل التي تعيش في الجانب العراقي من اقصاه الى اقصاه، حين كان النفط الخام العراقي يسوّق بكميات هائلة الى شركات وسيطة محمية و مترابطة مع الإحتكارات النفطية الدولية الغربية و الآسيوية . . لتحقيق ارباح خيالية خارج البورصات النفطية العالمية الرسمية .
و تسببت تلك الفوضى بدخول اعداد و مجاميع لاتحصى من كل دول الجوار بالتفاهم مع اوساط عراقية ذات نفس المصلحة في النهب . . مجاميع تسلّحت من ترسانة الدولة المنهارة التي تبعثرت اسلحتها و آلياتها في كل مناطق البلاد، تسلّحت لحماية رجالها القائمين على عمليات النهب و لحماية المنهوبات، وصارت جسوراً لأنواع النشاطات لمن يدفع اكثر .
و جسوراً لكل المجاميع التي نشطت لمواجهة " احتلال عسكري اميركي لأحدى ابرز قلاع المنطقة العربية ـ الإسلامية " على اساس ان ذلك رد فعل طبيعي اقرّته و تقرّه كل الشرائع البشرية عموماً و الإقليمية خصوصاً . . بل و اتفق به حتى الرئيس الأميركي السابق بوش الإبن . التي شجّعتها دوائر و حكومات المنطقة التي وجدت فيها فرصة ذهبية لتوجيه انظار معارضاتها الداخلية عنها ذاتها .
و ساندتها بكل الطرق المباشرة و غير المباشرة و بمختلف واجهات و امكانات اجهزة دولها التي لاتقلّ محلياً عن امكانات الولايات المتحدة و الجيوش المتحالفة الغريبة المتواجدة في البلاد . . ضاربة عرض الحائط بأن حق مقاومة المحتل مكفول لأبناء البلد المحتل و ليس لمن ليس من ابنائه .
و تمهدت سريعاً بذلك طرق و قواعد لأنواع منظمات الإرهاب الإقليمي و العربي و الدولي، التي تفاعلت و تخادمت مع كل ما امكن لتحقيق انواع الأهداف السياسية و العنفية و الإقتصادية، بشعارات التمييز الديني و الطائفي و العرقي التي خدمت و تخدم اغراض دولية و اقليمية و بالتالي داخلية . . داخل و خارج العملية السياسية التي تم الشروع بها منذ سقوط الدكتاتورية . . وسقطت بسببها و لاتزال ارواح مئات الآلاف من المدنيين العراقيين رجالاً و نساءاً و اطفالاً و شيوخاً . . (يتبع)

11 / 5 / 2010 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ ينتصر على مَنْ ؟
- هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 2 من 2
- هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 1 من 2
- باقة ورد عطرة للبروفيسور كاظم حبيب
- نعم . . لايمكن تصور مستقبل مشرق للعراق دونه !
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
- - اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 1 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! * 2 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! 1 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 2 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 1 من 2
- تحية ل - الحوار المتمدن - مع اطلالة عامه الجديد !
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 3 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 2 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 1 من 2


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1