أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - كي لا نتستر على الجريمة: لنتضامن مع عارف دليلة














المزيد.....

كي لا نتستر على الجريمة: لنتضامن مع عارف دليلة


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 914 - 2004 / 8 / 3 - 12:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن تستدعي سلطات أمن النظام السوري وللمرة الثانية، وبفترة قصيرة، ثلاثة من أشقاء المعتقل الدكتور عارف دليلة وتطالبهم بممارسة الضغط عليه لإقناعه بإجراء عملية جراحية لقلبه فذلك واضح بدلالاته أن وضع المعتقل خطير جداً، وربما أشد حرجاً مما حكي حتى الآن. أما أن يكون استدعاء الأمن لأخوة المعتقل ينبع من الحرص على حياته فقطعاً "لا" لأن في عزله في الزنزانة وتعذيبه والإساءة إليه بهذا الشكل تكمن انطواءاتاً أبعد من قرار سجن العشر سنوات، فما صدر بحق عارف دليلة ليس قراراً بالسجن بقدر ما هو بمثابة قرار بالإعدام لمن هو في سنه وفي شروطه الصحية؛ فهم أرادوا نهايته حين نطقوا بقرارهم الاستبدادي الجائر وهو التصفية النهائية بـ"الموت البطيء" في "العالم السفلي" حيث تنعدم ليس فقط الحرية وإنما الكرامة الإنسانية، وقرار السجن بعشر سنوات لمن هو في عمر الستين في سورية يعني القرار المتعمد بعدم رؤية النور ثانية أو يعني الخروج من المعتقل ليس إلى الحرية بل إلى القبر. إنما السبب المحض لاستدعاء الأمن لأشقاء المعتقل بغية الضغط عليه لإجراء العمل الجراحي فهو أن أرباب النظام السوري محرجين من موته في داخل الزنزانة تحديداً لأن ذلك لن يخدمهم على كافة الصعد وسيصبح من الصعب حتى على أقرب المقربين إليهم المساهمة في تلميع الصورة التي يجهدون لتسويقها في الخارج قبل الداخل.

وأما عارف دليلة نفسه فجوابه واضح وصريح: لا حياة بلا حرية، ولا مساومة بأي حق منهما على حساب الآخر. فمن عزلته في السجن يعلّمنا جميعاً هذا الدرس، ومن داخل زنزانة المعتقل يقول قلبه المريض لكل الصامتين على جريمة قتل هي على وشك الوقوع: أين قلوبكم وأين تضامنكم؟ النظام القمعي السوري على وشك ارتكاب جريمة أخرى، وبسابق الإصرار والتصميم يُقتل الأستاذ الدكتورعارف دليلة والقاتل يجلس في القصر الرئاسي واسمه بشار بن حافظ الأسد، وسط صمت الجميع.

لن يغتفر هذا الصمت على الجريمة لأحد، كما لن نصمت على هذه الجريمة للنظام السوري. مطلوب منا جميعاً (وخاصة لجان إحياء المجتمع المدني) القول بصوت عال: "لا للجريمة" و"نعم للحرية"، وذلك أبسط الأقوال. عارف دليلة يستحق تضامننا جميعاً وأقل ما يمكن فعله هو إصدار البيانات والاعتصام وبدأ الحملات ومطالبة بشار الأسد الواضحة (وليس رجاؤه أو طلب رحمته) بالإفراج الفوري عن عارف دليلة (وبقية سجناء الرأي والضمير والمعتقلين السياسيين) ووقف الظلم الواقع عليه (وعلى غيره) وإعادة حقه المسلوب في الحياة بحرية وكرامة. أوليست رسالة واضحة لنا جميعاً عندما نسمع أن معتقلي الرأي في داخل السجن كانوا السباقين إلى التضامن مع عارف دليلة قبل حوالي ثلاث سنوات بأن أضربوا عن الاستراحة اليومية المقررة لهم احتجاجاً على المعاملة السيئة التي لقيها عارف دليلة داخل السجن ولأن مسؤولي السجن رفضوا تقديم العلاج له ونقله إلى المستشفى؟

عندما وقف عارف دليلة يتكلم في المنتديات وبجمهور من المئات كان الجميع يصفقون له.. والآن لا أثر لهؤلاء! أين هم من كانوا يصفقون حينها؟ أين هم وما هو موقفهم الآن من هذه الجريمة التي يرتكبها النظام؟ ألا يستحق عارف دليلة سؤالهم عنه ومطالبتهم به!؟ هل هذا الصمت من قبل الجميع لأن عارف دليلة ليس متحزباً؟ لم يكن عارف دليلة من النوع الذي يصمت على خبر اعتقال أحد، ففي منتدى الأتاسي وبتاريخ 2. 9. 2001 بدأ عارف دليلة مداخلته عن "الاقتصاد السوري – المشكلات والحلول" بالتعليق على خبر اعتقال رياض الترك قائلاً: " أصبح القول جريمة، أما الفعل مهما بلغ من الخطر على البلاد والعباد، فلا يُعتبر جريمة يُحاسب عليها. آن الآوان أن نعترف بحرية الرأي والكلمة والقول، وأن نحاسب الناس على أعمالهم ونتائج أفعالهم التي يتحمّل الوطن والشعب والحاضر والمستقبل أعباءها". في ذلك الوقت كانت الناس تصفق.. واليوم يصمت الجميع والنظام يستفرد بعارف دليلة ليقتله وليستعرض عضلاته امامنا جميعاً عن قوته التي لم تخمد، ليقول للجميع أنا القوي وأنتم الضعفاء، ليقول لنا أنا أملك قوة السلاح وأنتم لاتملكون حتى قوة النطق بالكلمة، وليقول لنا أنا السيد وأنتم العبيد، أنا مالك سورية وأنتم عالة علي فإما اقبلوا بي ربكم على الأرض وكل ما يصدر عني هو من الرب أو ارحلوا عن هذه الأرض....

هذا التردي العام في الرؤيا السياسية في سورية، بل بالأحرى فقدان الجميع للبوصلة السياسية، لا يُصدق، فما سمي حديثاً بـ"بيان المثقفين السوريين" جاء اهتماماً بزيارة إياد علاوي لدمشق والإحتجاج عليها وأما جريمة قتل زميل مثقف هي قاب قوسين أو أدنى من الوقوع فلا تستحق بياناً يقول "لا للجريمة"! ولجان المجتمع المني تكرس من وقتها ما فيه الكفاية لتجتمع وتصوت لإصدار بيانات مثل بيان نفي انتماء المناضلة حسيبة عبد الرحمن إلى "اللجان" وليس لديهم الوقت والقلب ليجتمعوا على قول لا لجريمة قتل عارف دليلة!

هناك من يهمس أن عارف دليلة يجب أن يقبل بإجراء العملية وإلا سيموت... عارف دليلة لم يختار الموت بل اختار الحياة، اختار الحياة والحرية متلازمتان. وهذا درس للجميع، للصامتين وللمروجين للنظام. عارف دليلة لم يفعل شيئاً كي يتشفى منه بشار الأسد بهذا الحقد. إذا كان حب الوطن بنظر بشار بن حافظ الأسد جريمة فعلى الجميع أن يوضحوا موقفهم بإعلان الولاء إما لبشار الأسد أو للوطن! وهذا هو المحك الحقيقي للجميع.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رداً على ما أراده الأمن السوري نقول ازداد تضامننا مع المناضل ...
- جملوكية الأسد مستمرة ما دام توسل -الإصلاح- هو سقف الأحلام
- رسالة قصيرة إلى بشار الأسد
- يتقاعد ولا يتقاعد: العماد أول مصطفى طلاس مشرفاً مدنياً لوزار ...
- إضحك فأنت في سورية
- ميشيل كيلو والاتجاه الغلط
- البعث على أرض سورية
- من يجب أن يهرول إلى المصالحة الوطنية في سورية؟
- صورة الدكتاتور وثقافة الخوف


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - كي لا نتستر على الجريمة: لنتضامن مع عارف دليلة