أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين














المزيد.....

عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 11:34
المحور: كتابات ساخرة
    


لماذا يعتقد بعض اصحاب اللحى ومريديهم ان الله يشتغل عندهم المشرف العام على الحسابات في المصرف العالمي للتسليف الديني، فهم اذا ارادوا اقناع بعض اصحاب النيات الحسنة بمحاسن الدين يلجأون الى هذا المشرف ليقولوا على لسانه انه لا ينسى جزاء من احسن عملا، وياليتهم يكتفون بذلك فهم مثلا يخطبون وتبح اصواتهم وهم يرددون:
ايها المسلم الغيور اذا قتلت ابو "بريص" بضربة واحدة فستكتب لك 5000 حسنة ولكنها تقل عن هذا الرقم لتصبح 3000 حسنة اذا ضربته ضربتين ،اما الثلاث ضربات فهي – حسب القائمة المعدة – 2000 حسنة.
وما ان يخرج الناس من تجمعهم امام الخطيب – ولدي اسمه الكامل للراغب في سماع نص ما يقوله - حتى يذهب كل منهم الى جهة بحثا عن "ابو بريص" ليزيدوا من حساباتهم البنكية عند رب العزة بعد ان وصلت الى الصفر تقريبا في دنياهم.
اما اذا بادر المسلم بالسلام على اخيه المسلم فله 10.000 حسنة اما الرابح الاصلي فهو الطرف الاخر الذي يرد التحية باحسن منها فيزيد رصيده 20.000 حسنة.
بالمناسبة كنت اعمل مع صديق مسيحي في شركة للعلاقات العامة وكان بحكم عمله يمر علي بين الحين والاخر ولكنه في كل مرة يراني فيها يصيح: السلام عليكم فارد عليه ضاحكا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفي احدى المرات سألته عن سبب كثرة السلام فقال ضاحكا حتى يزيد رصيدي عند ربكم.
منذ اكثر من شهر وايميلات احد "المدعين" تنهال علي، وفي كل واحدة منها يذيل العبارة التالية: اذا ارسلتها الى معارفك فتحسب لك 30.000 حسنة ان شاء الله. في اخر مرة رددت عليه بالقول : ياأخي انا وحيد لاصديق لي فهل ربك يرفض ان يكتب لي الحسنات ام بلغت انت من الانانية حدا تريد وحدك ان تنال هذا الرصيد؟.
هناك مئات بل عشرات القصص من هذا النوع وهي لاتبعث على السخرية فقط وانما على انحطاط مستوى بعض البشر.
انهم يتعاملون مع الله كما يتعاملون مع مدراء مصارفهم، فاذا ارادوا قرضا اسرعوا الى هناك وملئوا "الفورما" بحجج ما انزل الله بها من سلطان وحين يأتي هذا القرض يجدون ان هذا المصرف لم يسجل في حسابهم مبلغ القرض بالكامل بل استقطع منه نسبة الفوائد على مدى 3 او خمس سنوات وبدلا من ان يصابوا بالخيبة يلجأون الى الله ليزيدوا رصيدهم عنده تعويضا عن خسارتهم في الدنيا.
اكرر، هناك عشرات بل مئات القصص التي لاتحتاج الى سرد طويل، ولكنها تحتاج بالتأكيد الى قلعها من "نافوخ" بعض البشر.
حين عرف "ابو الطيب" ماذا اكتب قال : لماذا تدوخ رأسك .. اتركهم مع ربهم فانت وانا وملايين البشر نعرف ان الله ارفع من هذا المستوى، والا كيف تقنعني انه يعمل ليل نهار هذا اذا لم يساعده احد على تسجيل هذه الحسنات التي تحتاج الى تريلونات من "الجيجا" على الانترنت.. واذا افترضنا جدلا ان هذه الحسنات تسجل اوتوماتيكيا فهناك مئات من الملائكة خصصوا لتفريغ هذه الاحصائيات ولن يستطيعوا – حسب علمي - من اكمالها لانها مستمرة ابد الدهر وبالتالي اما ان يصابوا بالجنون او تقديم استقالاتهم الى رب العزة وفي كلا الحالتين سينزل عليهم الغضب الساطع.
سالته :ما الحل في رأيك؟
رد : نجلس انا وانت في هذه الغرفة، انت تمشي جيئة وذهابا وفي كل مرة تسلم علي بما لايقل عن مائة مرة وحين تتعب يأتي دوري لاسلم عليك وهكذا سنجد انفسنا بعد حفنة من السنين من اغنى الناس في العالم وبعدها لانحتاج الى الانحراف وسرقة البترول فلا مكان لنا هناك فقد وضع هؤلاء ايديهم عليه ولاحاجة لتفخيخ نفسك فقد ضمنت الجنة كما ضمنها الخميني لمقاتليه حين وزع عليهم مفاتيج شقق"ديلوكس" ذات مصاعد تعمل بالنيات وابواب تفتح على انهار من خمر وغلمان مخلدون ،كما لاتحتاج الى الادلاء بصوتك في انتخابات مجلس البرلمان العراقي الموقر لانك غني عند الله والفائز بجنته وخلوده وهناك ستجلس على الكرسي الوثير الذي انت تختاره وليس مرشحيك، ماعليك سوى ان تصلي الى الله متوسلا لياتيك الموت من حيث تحتسب حتى تسرع الى هناك لترى كشف حسابك الذي يزن اطنانا من الورق تساعدك في حل رموز ارقامها احدى الحوريات ذات القد الذي تغار من سحره وجماله كل الملائكة اذ تسمعهم يصيحون وقتها: لماذا لم نخلق بهذا الجمال ونحن نعمل ليل نهار من اجل تفريغ الحسنات.
وحذاري ثم حذاري ان تتحرش بهذه الحورية اذ ستنقص حسناتك كثيرا وستجد نفسك بعد المحاولة العاشرة مرميا على قارعة الطريق الذي يفصل بين الجنة والنار. وهناك ياللهول سترى بام عينيك كيف تدور عيون "الوهابيين في محاجرها خوفا وارتجافا.. خوفا من هذا الغضب الذي سلط عليهم ورماهم على قارعة الطريق وارتجافا من الزمهرير الذي يعصر ابدانهم وما لهم بذلك نصير ولا معين.. وحين تسأل الواحد منهم عن احواله يبكي مطأطأ رأسه الى الارض : صلينا كثيرا تقربا الى رب العزة ليكرمنا ويضع لنا موقعا في الجنة مع الغلمان وحين رأينا جمالهم وحسنهم الطاغيين استحينا من انفسنا وطلبنا منهم ا ن يضاجعونا بدلا من ان نضاجهم فصبوا علينا جام غضبهم وصرخ كبيرهم في وجوهنا :اتعصون امر الهيا ايها الاوغاد والله لاكتب تقريري بالتفصيل الممل عن افعالكم واقدمه الى ربي لتعرفون ما هو صانع بكم.. وهكذا كان ، تقرير دبجه احد الملائكة لنرمى "رمية" الكلاب هنا.
وماذا انتم فاعلون ؟
ننتظر اصدار امر بالعفو عنا وها انت ترانا نسلم على بعضنا اكثر من 300 مرة في اليوم عسى ان ترجع حسناتنا الى رقمها الطبيعي.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان وقت الجنون ايها السادة
- نتف الحواجب يانعيمة
- بن لادن وجيمس بوند
- كنت طفلا ذات يوم
- ممنون ل-بو نونة- ..ملحق اضافي
- انا ممنون ل-ابونونة-
- الله يلعن هذه القيلولة
- اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
- عصير -غيرة- للبيع
- راحت عليك يا افلاطون
- مقابلة منقطعة النظير
- العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟
- خسئت ايها الطيار العراقي
- -دير بالك- على معسكر اشرف ياشريف
- حتى الزبالة عزيزة
- هذيان
- برلمان ام حمام نسوان
- لماذا لايقرأ هؤلاء التاريخ ؟ هل من مجيب
- انقلاب في السماء السابعة
- جريحان في بيتي


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين