أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - متى يسمع ناقوس خطر السرطان الذي يصدح منذ سبعة عشر عاما من ناحية الفهود ؟














المزيد.....

متى يسمع ناقوس خطر السرطان الذي يصدح منذ سبعة عشر عاما من ناحية الفهود ؟


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 21:47
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


متى يسمع ناقوس خطر السرطان الذي يصدح منذ سبعة عشر عاما من ناحية الفهود ؟
لم يدر في خلدي ولو للحظة واحدة ان يعاد موضوع كان قد سمعت عنه منذ اكثر من سبعة عشر عاما وفي منطقة بعيدة عن مدينتي خاصة وان هذه الفترة التي مرت طويلة بحساب الساعات والايام والليالي وطويلة جدا اذا اراد اهل العراق ان يعدو السنين التي مرت بهم وهي ليست مثل باقي الايام والليالي في اي مكان في العالم والمثل المسموع دائما وهو عراقي اصيل ( كلي اشتعشيت ) وهذا المثل وحده يحكي قصة هذا الشعب الذي لا يتذكر ما تناوله في الليل عندما يسال صباحا وقائل هذا المثل ليس عبيطا او مغفلا بل هو انسان عراقي له من الاصالة مايثبت انه عانى وعاش في وسط احداث لم تمر على احد ولو مرت على جبال لأنكفئت وتفتت ..هل من المعقول ان يحسب العراقي سنينه التي مرت عليه مثل ما تمر نفس تلك السنين على مواطن امريكي او الماني او فرنسي او حتى لمواطن من احدى الدول العربية ابدا فكل يوم مر على العراقيين يعادل في المه ومعاناته وقهره وحزنه ما يعادل عام بكل مافي هذا العام من ارهاصات وحلاوة ومرارة حتى ان العراقيين يعدون اليوم بسنة ولو تشاهد المواطن العراقي والذي دخل على سن الثلاثين ترى اي مواطن في هذا العمر قد غزا راسه الشيب او حتى تراه يعاني من امراض عدة والامر هذا ليس مبالغة ابدا والذي لايصدق ولم يلحظ هذا فل يتاكد من الآن ويتذكر كلامي ويسال عن اعمار الناس سيرى العجب العجاب ربما ذهبت بعيدا عن ما اود الحديث عن موضوعي ,,
التقيت فيه بعد احداث الانتفاضة كان شابا ممتلئ بالحيوية والنشاط له طاقة متميزة واضحة عليه من اصالته الريفية لم اسمع منه كلمة ضجر او تأوه وهو خدوم جدا انه حسين عبد الكاظم من ناحية الفهود كان لقائي الاول به في بداية العام 92 وعلاقتنا توطدت جدا فاصبح يعرف الكثير عني وانا كذالك حتى بعض الاسرار الشبابية عرفت عائلته امه اخوية عباس وسالم ووالده ذالك الجبل الاشم الذي يصفه هكذا كان مثالا للجنوبي العراقي الاصيل الكريم فاتحا ذراعيه لايرد طلبا حتى اني لم اتصور يوما ان هذا الشاب سيموت او يصاب بمرض عضال او انه في يوم ما ستتدهور صحته للأسباب التي ذكرتها وكذالك لما اعرفه مما يتميز به افراد هذه العائلة ...
بعد ان هدات الامور في المدن العراقية ورحل الناس وقتل صدام الكثير منهم عدنا انا وحسين الى اهلنا هو الى مدينة الفهود في الناصرية وانا الى مدينة الحلة التي يعتبرها حسين قمة المدنية والحضر حتى انه دائما ما يناديني (الحضري),,
كل ذهب الى حاله وانقطعت الاخبار وانغمس كل واحد منا بدنياه ومعاناته ومايجري في العراق من حروب وحصارات ولم التقي بحسين الا في العام 2004 بعد ان تغير النظام زارني حسين الى مدينتي وهو كان يعرف العنوان جيدا زارني هذه المرة ليس ليراني بل لأنه ذاهب الى احد الاطباء في مدينة بغداد والوقت غير ملائم للسفر في بعض الاوقات ففضل المرور ليراني وفي الصباح يغادر الى بغداد ليراه الدكتور كان يرافقه ولده الذي يبلغ من العمر ربما اربع عشرة عاما ,,لم اصدق مارايت في الوهلة الاولى ولم اعرف حتى من يقف امامي لأن الذي اراه بعد هذه السنين لم يكن ذاك الشاب النشيط المفعم بالحيوية والالق وسمار الجنوب ارى رجل عجوز وكأنه شارف على الثمانين ضعيف كهل لايقوى على السير ليس له نواجذ رجل مريض بكل معنى الكلمة المرة من مرض انه حسين الصديق الذي عمره لا يتجاوز الاربعين ولكن من يراه لا يعطي له عمرا الا الثمانين ...جلسنا على تلك الارائك في الاستقبال ونحن نتذكر سنوات الغربه والهروب والرعب من صدام والى ساعات متأخرة من تلك الليلة وكلما تحدث حسين بموضوع يقول لي هل تتذكر وكأن الذكريات هي التي اصبحت له حلم لايريد ان يفارقه هل تتذكر هل تتذكروانا اجيبه نعم اتذكر ,,,
استجمعت قواي لأسئله ذالك السئوال الذي ضل يغص في حلقومي ولا استطيع ان اسئله له خوفا من ان يخبرني باخبار غير طيبة المهم جمعت ماتبقى من اخر دقائق سهرتنا قبل المنام وسالته ها (ابو علي انت اشبيك شو كاضي اخبرني اشلون ابوك اشلونه عباس سالم انت وين وصلت )
المهم انهالت الاسئلة على حسين دون توقف وهو مطرق لا يرفع راسه وبين الحين والاخر اراه وقد سحب نفسا عميقا كانه النفس الاخير له وينفث زفيرا كانه زفير الموت انتبهت له بجدية لأرى عيناه وكاني لم اراها اليوم (شخبرنك مو وكع علينه الموت فرد وكعة وجنة مايعرف بس ولايتنة كل اللي سالتني عنهم لو ماتو لو صكط لو اينكطولهم ) ليش ابو علي يمعود مو السرطان غزانا وكطعنه كطيعة بس ناحية الفهود جن واحد من اليمة داعي علينة نص الولاية ماتت واني تره ماجاي اشوفنك جاي للطبيب ابغداد هل تشوفني اني هم بيه سرطان او هذا ابني هل تشوفه ايكولون هم بيه اي مثل ما اخبرك سالم مات وعبيس صكط وفروخنة الله اليستر الوالد انطاك عمره ويمكن سرطان)
واذا بالرجل لم تفارق كلماته او جمله كلمة السرطان ...
تذكرت هذه الاحداث اليوم بعد كل تلك السنين وانا اقرا على شبكة اخبار الناصريه خبر مفاده ان صحافي الناصرية يناشدون الحكومة بعد زيارتهم الى تلك الناحية بالتدخل لأيقاف هذا الموت المجاني الذي يبيد الناس ومنذ العام 1991 ويقول الخبر ان اكثر من 380 متوفي بهذا المرض وفي المدينة اكثر من سبعين حالة مسجلة مصابة بمرض السرطان والتي يعتبرها المسئولين المحليون في الناصرية والمدينة انها مدينة منكوبة ومنذ العام 1991 بسبب الاشعاعات التي خلفتها الحرب في العام 1991 والناس يعانون الامرين من هذا الحال وهذه الإصابات التي تصيب حتى الاطفال مع زيادة العقم بين الرجال والنساء والولادات المشوهة والاجهاض ..
انها مدينة الفهود المنكوبة التي تبعد عن مدينة الناصرية والى الجنوب منها اكثر من66 كيلو متر والذي يجري اليوم في هذه المدينة يعتبر اليوم بحاجة الى التفاتة خاصة لأنقاذ حياة تلك المدينة التي رفدت العراق بالعلماء والادباء والشهداء ..
رحم الله صديقي حسين عبد الكاظم الذي لم يستطيع ان يوصل رسالته فاوصلها اليوم نيابة عنه نقابة الصحفيين وزملاءه الذين هم يكنون له كل الاعجاب والاحترم .



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويت تعد خطط لأحتلال العراق وتمني النفس بنسفه من الخريطة
- لماذا نادت القائمة العراقية واعرباه .. بعد مقتل المصري والبغ ...
- التعامل الاستخباري ..وتعاون المواطن ..والنزول الى فكر القاعد ...
- عقيمة ...كلمة السيد المالكي غيرت مسار المحادثات بين الكتل
- وقفت طويلا وانا اصفق لجامعة البصرة... وشهيدها علي فرج المريا ...
- إغلاق مطار النجف يعيد بلورة تكوين الأقاليم إلى الواجهة
- وحقك إنهم يكذبون ... السعودية تتدخل بشكل سافر في الشأن العرا ...
- علاوي او المالكي رئيسا للوزراء أو الجمهورية ...و ممكن حقيبة ...
- ما الضير..علاوي والمالكي ائتلاف ناجح .. يوقف اللهاث وراء الق ...
- المرأة العراقية تحلق بعيدا عن ألكوته الانتخابية وباستحقاقها
- ارحموا المفوضية المسكينة رجاءأ رجاءا فالأمر اكبر منها بكثير. ...
- حكومة هزيلة وبرلمان قوي ومواطن يرحمه الله . وبسطال أمريكي مد ...
- انعكاسات القراءة الخاطئة للمشهد السياسي العراقي ... القائمة ...
- لو استعانت المفوضية بطلبة إحدى مدارس بغداد او كلية من كلياته ...
- لغة الأرقام غير لغة التكهنات والمالكي سيعبر علاوي بأكثر من س ...
- السيد أياد علاوي... الرابح الأكبر ..الخاسر الأكبر
- جلال الطالباني عراقي والجميع لهم الحق بالرئاسة
- النيشروانيون قادمون ..الى أصحاب الكتل البرلمانية الكبيرة حصر ...
- مولانا خفف الوطء ...خض,,خض ..باجر أنشوف الزبدة
- الله ما جمل ما يجري في العراق اليوم ...الله ما أحلى ما يجري ...


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - متى يسمع ناقوس خطر السرطان الذي يصدح منذ سبعة عشر عاما من ناحية الفهود ؟