أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفاء ابراهيم - حضيرة ساركوزي














المزيد.....

حضيرة ساركوزي


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 19:48
المحور: كتابات ساخرة
    


لا يشك اثنان في ان تركيا تتمتع بكل الصفات التي تجعلها تستحق عضويتها في الاتحاد الاوربي , وهي قد بذلت وتبذل كل ما تستطيع من اجل الايفاء بالمعايير الاوربيه على مافي هذه المعايير من مطاطية وانتقائيه
تركيا دولة علمانية بتطرف ان صح التعبير وهي تضع علمانيتها فوق كل الاعتبارات وتعتبرها خطا احمر لايجوز المساس به يساعدها في ذلك جيشها الذي اقسم قادته يمين الولاء لعلمانية تركيا ومحكمتها الدستورية ذات النفوذ القوي الذي وصل الى درجة ان يطلب رئيس الادعاء العام حظر نشاط الحزب الحاكم ومنع رئيسه الذي هو رئيس الوزراء من العمل السياسي لاعتقاده ان بعض تصرفات الحكومة تعرض علمانية تركيا للخطر
تركيا حسنت كثيرا من سجلها في مجال حقوق الانسان , الغت عقوبة الاعدام ولم تنفذ الحكم الصادر باعدام اوجلان ألد اعدائها , اعطت الاكراد بعض حقوقهم القومية التي لم يستطيعوا ان يحققوا ايا منها بالكفاح المسلح ,اصبح من حق الاكراد ان يكتبوا ويؤلفوا ويشاهدوا التلفاز بلغتهم بعد ان كان ذلك حلما بعيد المنال , الاقتصاد التركي تعافى من جراحه , التضخم في اوطأ مستوياته , وهو اقتصاد منفتح ويعمل وفق مبدأ اقتصاد السوق , وحرية انتقال رؤوس الاموال والسلع والخدمات من تركيا واليها لايقيدها قيد, علاقات تركيا مع اليونان لم تعد تتسم بالتوتر كما كانت منذ الغزو التركي لجزيرة قبرص عام 1974 , وبعد كل ذلك واذا ما كان لقواعد الجغرافيا ان تؤخذ بالاعتبارفان أجزاءا من تركيا تقع ضمن القارة الاوربية
كل هذه الامور تضع نفسها بالاعتبار عندما نناقش احقية تركيا في عضوية الاتحاد الاوربي , لكن لماذا ما زالت تركيا تناضل دون جدوى للالتحاق بالركب الاوربي ؟ ولماذا ضمت الحضيرة الاوربية كل دول شرق اوربا المتعبة بالارث الدكتاتوري ودول البلطيق السوفيتية السابقه ولم تتسع لتركيا بكل قوتها الاقتصادية ومكانتها الشرق اوسطيه وكونها جسرا يربط اسيا باوربا والشرق بالغرب واوربا بالعرب؟
اذا كان لنا ان نأخذ الحكمة من فم ساركوزي فقد قالها الرجل صراحة : تركيا الاسلامية غير مرحب بها في الاتحاد الاوربي
اذن اقفل ساركوزي باب الحضيرة ووضع المفتاح في جيبه , ولكن لماذا ؟ واين تركيا من الاسلام ؟ وهل المقصود اسلامية الدولة ام الشعب ؟
الدولة علمانية كما يقول دستورها وكما تقول سياساتها المعلنة وغير المعلنة واما الشعب التركي فما يضير ساركوزي ان يكون مسلما ام لا يكون؟ وماذا يضير الاتحاد الاوربي ان يكون اغلب الاتراك يدينون بالاسلام؟ المسألة اكبر من هذا , انه صراع الحضارات
لا يستطيع ساركوزي ان ينسى ان العثمانيين ظلوا الخطر الاوحد الذي يهدد اوربا لقرون , لا يستطيع ان يغفر لهم انهم احتلوا وسط اوربا وجنوبها والبلقان وحوض الادرياتيكي وحولوا شعوب هذه المناطق الى رعايا لدولتهم المترامية الاطراف لعشرات السنين , لا يستطيع ان يتجاهل فكرة انهم احتلوا عاصمة الدولة الرومانية المقدسة وجعلوها عاصمة للخلافة العثمانية وغيروا اسمها من القسطنطينية او بيزنطا الى الاستانه او اسطنبول الحالية , لا يستطيع ساركوزي ان ينسى ان الخطر التركي بقي فعالا الى نهاية الحرب العالمية الاولى وزوال الخلافة على يد اتاتورك
انا مع السيد ساركوزي في ان الاثر الذي تركه الاتراك في اوربا لم يكن لطيفا على الاطلاق , وكان في اغلب صفحاته دمويا ومدمرا وربما كانت مذابح الارمن من ابشع صفحاته التي لا تنسى لكن ما علاقة هذا بذاك ؟
لم تعد هنالك خلافة يخشى جانبها ولم يبق من ورثة السلطان عبد الحميد احد ليطالب بعرشه , تركيا الحالية لم تأخذ من تركيا العثمانية غير الاسم التاريخي القديم , تركيا الان دولة علمانية وتلعب دورا مهما ومحوريا في العلاقات الدولية وفي قضايا الشرق الاوسط على وجه الخصوص , تركيا اليوم جزء من الجسد الاوربي وان لم تكن جزءا من اتحادها , لا غنى للاتحاد الاوربي عن تركيا , ولا احد بأمكانه ان يملأ مكانها فيه وعصر السلاطين ولى والى الابد
وهذا ما يجب ان يتفهمه السيد ساركوزي واعضاء حضيرته المحترمون



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست دينا من الاديان
- اسماك مشاكسه
- سوار الذهب
- الصراع مع الله
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفاء ابراهيم - حضيرة ساركوزي