أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال















المزيد.....

فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 18:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال
منذ أمد طويل وعلماء طبقات الأرض ( الجيولوجيا ) منهمكون في البحث عن أسباب وقوع الهزات الأرضية وكل ما يتنج عنها من دمار يتعلق بقوة الهزة حسب المقاييس العالمية التي أوجدوها لذلك وأهمها مقياس العالم الأمريكي ريختر الذي وضعه عام 1935 لهذا الغرض . وقد وجد هؤلاء العلماء الجيولوجيون بأن الهزات الأرضية ما هي إلا ردود فعل لتصادم الطبقات الأرضية وبذلك تكون المدن المبنية مباشرة على هذه الطبقات مُعرضة للكوارث الناتجة عن الهزة الأرضية بشكل مباشر وحسب قوة هذه الهزة بحيث أن الأضرار ستتناسب عكسياً مع البعد عن مركز إصطدام الطبقات الأرضية . ولتقريب الموضوع بالأمثال الحية نستطيع القول بأن مدينة طهران مثلاً تقع على تقاطع إثنتين من الطبقات الرئيسية في الأرض والتي تسببت بحدوث شقوق تحت هذه المدينة طالما تكون السبب الرئيسي لتعرضها إلى الهزات الأرضية . هذا ما أثبته العلم لحد الآن ولا يمكن الجزم بأن ذلك كل شيئ في هذا الأمر ، إذ قد يجد علماء المستقبل طرقاً وتحليلات أخرى للهزات الأرضية واسبابها وقوتها ودقة التنبؤ بوقوعها إلى غير ذلك من الأمور التي طالما يتركها البحث العلمي مفتوحة أمام الباحثين في المستقبل ، وهذا هو ديدن العلم دوماً بسعيه إلى المزيد من المعلومات والمعارف في كافة مجالات الحياة ولا يتوقف عند إكتشاف أو إختراع معين مهما عظمت أهمية ذلك .
ويشذ عن هذه القاعدة " فطاحل العلماء " في ولاية الفقيه الذين أثبتوا بما لا يقبل الشك والجدل بأن للزلازل مسببات أخرى إكتشفها هؤلاء العلماء وشرعوا بالعمل على كشفها وتوضيحها للناس لكي تكون الجماهير على بينة من ذلك وعلى علم بما يمكن القيام به لمنع وقوع مثل هذه الكوارث . هذا ما أوحت به " مختبرات " العمائم وما نشرته منتدياتهم على الناس. فقد جاء في جريدة الشرق الأوسط بعددها 11469 بتاريخ الجمعة 23.04.2010 ما يلي :
" أطلق رجال الدين الشيعة المؤثرون في إيران تحذيراً يقول أن العاصمة المترامية ألأطراف طهران على وشك مواجهة زلزال مميت سيسفر عن إهلاك الملايين من الناس . ويقول رجال الدين ان السبب وراء هذه النبوءة بسيط ، وهو أن الرذيلة إستشرت في أنحاء طهران ، ويريد الله معاقبة المذنبين . وقال آية الله عزيز خوشوقت ، وهو واحد من كبار رجال الدين ، للمصلين أثناء خطبة مؤخرة في شمال طهران : أخرجوا إلى الشوارع وتوبوا من ذنوبكم . العذاب الإلهي واقع علينا ، إتركوا المدينة ."
كما نشرت جريدة الشرق الأوسط أيضاً بعددها المرقم 11475 بتاريخ 29.04.2010 ما يلي :
" وأكد رجل دين إيراني قبل أيام أن إرتفاع نسبة العلاقات الجنسية غير الشرعية هي السبب في زيادة عدد الهزات الأرضية . وقال آية الله كاظم صديقي ، إمام صلاة الجمعة في طهران ، إن " كثيراً من النساء غير المحتشمات يُفسدن الشبان، وازدياد العلاقات الجنسية غير الشرعية يزيد عدد الهزات الأرضية ."
وهنا نصل إلى علاقة نسبية أخرى بين كوارث الهزات الأرضية ، ولكن ليس مع بعد أو قرب المنطقة من مركز الهزة الأرضية ، كما لاحظنا أعلاه ، بل بين حدوث الهزات الأرضية وبين العلاقات الجنسية غير الشرعية . إذ حسب نظرية علماء الملالي هذه فإن حدوث الهزات الأرضية يتناسب تناسباً طردياً مع ممارسة العلاقات الجنسية غير الشرعية ومع إنتشار الرذيلة في المجتمع . ألتحليل الملائي هذا لظاهرة جيولوجية كهذه لابد وأن نناقشه ليس إنطلاقاً من معلومات علم الجيولوجيا ، لأنهم لا يعترفون بهذا العلم وقد لا يفقهونه ايضاً ، وإلا لما نشروا مثل هذا الغباء بين الناس ، بل نناقشهم من منطلقاتهم التي يعتبرونها دينية ، وما هي في الحقيقة والواقع إلا شعوذة ودجل غرضه إستغباء الجماهير لإحكام السيطرة عليها .
ما يطرحه السادة الملالي " علماء " ولاية الفقيه على الملأ باعتباره دعوة إلى توبة الناس مما إقترفوه من رذائل ، وإلا فإن عقاب الله نازل عليهم لا محالة ، ما هو إلا إدانة كبرى لمثل هؤلاء المتسلطين على رقاب الجماهير الإيرانية منذ أكثر من ثلاثين عاماً . إنهم ينعمون بكل الإمتيازات التي وفرها لهم هذا النظام المتخلف في علاقاته مع الجماهير المضطهَدَة . لقد شكل الملالي في ولاية الفقيه طبقة مُترفة لا هم لها إلا ألإثراء على حساب الجماهير البائسة ونشر الفتاوى الموالية للنظام والتأليب ضد كل مَن يقف أمام أفكارهم البالية حتى وإن كان هؤلاء المعارضون من حملة الفكر الديني أيضاً، إلا أن فكرهم هذا لا يتناسب وطروحات ملالي ولاية الفقيه . هذا بالإضافة إلى قمعهم للمعارضة السياسية التي تقف بوجه التسلط الثيوقراطي لنظام ولاية الفقيه والتي عبرت عنه هذه الولاية بابشع صوره خلال المظاهرات الصاخبة التي جرت إحتجاجاً على تزوير الإنتخابات الرئاسية الأخيرة .
فالملالي المترفون إذاً الذين يعيشون في ترفهم وامتيازاتهم وملذاتهم هم الذين يسببون إنتشار الرذيلة وبالتالي غضب الله الذي سينزل على شكل زلازل مدمرة كما يروجون لذلك. وهذا ما ينص عليه القرآن الكريم في الآية 16 من سورة الإسراء والتي تقول :
" وإذا أردنا أن نُهلِك قرية أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ."
فما ذنب الجماهير الفقيرة إذن في إنتشار الرذيلة التي يتكلم عنها الملالي هؤلاء..؟
ولكن حتى إذا أتفقنا مع هؤلاء " العلماء " واعتبرنا أن الإنتشار الإجتماعي للرذيلة هو السبب المباشر للهزات الأرضية ، فينبغي علينا هنا مناقشة ظاهرة الفساد الإجتماعي في المجتمع الإيراني والتأكد من الدور الذي يلعبه هؤلاء الملالي أنفسهم في المساهمة في نشره وبالتالي مسؤوليتهم الرئيسية في تحمل نتائج إنتشار الفساد هذا .
تُقدِرالإحصائيات السكانية في إيران عدد السكان الذين لا يتجاوزون الأربعين سنة من العمر بنصف المجتمع الإيراني تقريباً . 37% منهم تتراوح اعمارهم بين 15 و 29 عاماً . أي ان نصف سكان إيران ، إن لم يكن أكثر من ذلك ، البالغ عددهم 74 مليون إنسان قد تربوا وترعرعوا وتعلموا على مبادئ ولاية الفقيه التي تدعي أنها الأفضل والأحسن والأنفع للمجتمعات من أية أنظمة أخرى وإنها وحدها التي تستطيع خلق مجتمع إسلامي يعيش على المبادئ الإسلامية وبالأخلاق الإسلامية التي تُبعده عن الفساد والرذيلة . وإذا علمنا أيضاً أن ما يُدعى بممارسة الفساد والرذيلة لا يخرج كثيراً ، وعلى العموم ، عن حلقة هذه الشريحة الإجتماعية الكبيرة . فإن كل ذلك سيقودنا بالضرورة إلى طرح السؤال التالي : ماذا عمل إذن علماء وفقهاء ومنظرو ولاية الفقيه خلال الثلاثين سنة المنصرمة من سيطرتهم على كل مرافق الدولة الثقافية والإقتصادية والسياسية وتأطيرهم للمجتمع ضمن كيانهم الذي لا زالوا يطبلون له بانه الكيان الأمثل لتربية الأنسان ....؟ ألم يستطيعوا تسيير المناهج التعليمية والنشاطات الثقافية والإجتماعية التي يسيطرون على كل مفاصلها منذ ثلاثين عاماً في الوجهة التي تتيح لهم خلق الإنسان الذي يمتنع قناعة عن ممارسة كل ما يدعونه اليوم رذيلة وفساداً ...؟ إذن هؤلاء العلماء والفقهاء والمعممون السائرون في ركاب النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه هم المسؤولون المباشرون عن إنتشار الفساد والرذيلة وليس ذلك الإنسان ألإيراني المغلوب على أمره ، المقهور والمضطهد من قبل الأجهزة الأمنية المتعددة الأنشطة والمُلاحَق في قوت يومه . لقد اثبت هذا النظام الدكتاتوري فشله وانحداره بالمجتمع الإيراني إلى هاوية العنجهيات الفارغة التي تتبجح بها تكالباً كل دول المنطقة التي كُتب عليها التخلف الدائم بسبب هذه السياسات الغير مسؤولة التي تمارسها انظمة هذه الدول وزعماؤها المتسلطون الذين لم يفكروا يوماً بمصائر بلدانهم وشعوبهم قدر تفكيرهم بكيفية إطالة إلتصاقهم على كراسي الحكم وكيفية تهيئة هذه الكراسي لأولادهم واحفادهم من بعدهم .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتائم تحت العمائم
- لغط لا معنى له
- آذار الوطن ... آذار الحب
- حينما تتراكم القمامة ...
- لماذا هذا اللف والدوران ..... يا حكومة ؟
- واقع المرأة العراقية بعد التغيير
- إتحاد الشعب في مواجهة التخلف الفكري
- أخلاق - الكفار - و أخلاق - المسلمين -
- إتحاد الشعب ومسؤولية التغيير
- إتحاد ألشعب ... البديل ألأحب
- ساهموا في الإنتخابات ......ولكن ......
- سياسة التهاون مع البعثفاشية .... هذا ما آلت وما ستؤول إليه
- إنتخبوا البعثفاشية وأعوانها.....إن نسيتم هذه الجرائم أو تناس ...
- بضاعة الدين بين العرض والطلب في سوق الدعاية الإنتخابية / الق ...
- بضاعة الدين بين العرض والطلب في سوق الدعاية الإنتخابية
- ما ألعمل .....في السابع من آذار ؟
- ألشَّر ......قية......بوق البعثفاشية
- العمل المطلوب لتكفير بعض الذنوب .....في البرلمان العراقي
- ألا يخجل هذا - النائب - البعثفاشي ....؟؟؟
- هل تريدون برلماناً كهذا....؟ إذن فانتخبوهم مرة أخرى


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - فصل المقال في تفسير حدوث الزلزال