أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله السكوتي - برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه














المزيد.....

برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 14:08
المحور: كتابات ساخرة
    


يروى ان بعيرا وحمارا ندا عن قافلة وآويا الى ارض معشبة وماء ، وعاشا فيها عيشا رخيا ، وفي احد الايام قال الحمار لصاحبه البعير : انه يريد ان ينهق ، فنصحه البعير ان يهدأ ويسكن ، وقال له: اننا نعيش في هذه الارض عيشا هنيئا ، فالعشب وفير ، والماء غزير ، فاذا انت نهقت نبهت الينا الناس فاخذونا ، وعدنا الى العمل المتعب والحمل الثقيل ، فقال له الحمار : (براسي صوت ولابد ان اصيحه ) ، ثم نهق نهيقا عاليا ، وصادف ان كانت قافلة تمر في الموضع ، فسمع افرادها نهيق الحمار ، فقصدوا مكانه واخذوه مع البعير ، واعادوهما الى العمل المنهك والحمل الثقيل ، وفي هذا يقول الملا عبود الكرخي :
(هضم شاهدت وكسافه وخسه من كار الصحافه
بين سليتين رطبه طحت وبمعلاكي عطبه
براسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه )
الاصوات كثيرة ومتداخلة (وكلمن براسه صوت يصيحه ) الى حد صعب علينا التمييز بين المخلص والمدسوس ، ولكن مايظهر على وجه اللوحة ان هناك اسفافا ودعوات تدخل في خانة الولاءات المتعددة التي يحياها العراق الان ، وتبتعد عن المهنية والحقيقة وتحذو حذو الشتم والسباب ، وبمجرد ان ينهي احدهم صوته يصمت لانه ربما تعرض الى نقد من احدهم اوربما ورده تهديد من خارج الصحيفة ، او على الاقل تراوده نوازع الخوف من كثرة التحذيرات التي تأتيه من من هنا او هناك ، من المؤكد ان الذي يقول ان الصحافة حرة لايرى الامر على حقيقته ، فقد ابتكرت لها قنوات جديدة فرضتها الحالة السياسية ، كانت الصحافة في زمن الدكتاتورية صحافة حكومة فقط ، اما الان فهي صحافة انتماءات ولاحظنا ان كثيرا من الصحف غير المدعومة من الخارج او الداخل اقفلت ابوابها لانها لم تستطع ان تواكب ولم تحظ بالاعلانات التي تعطى للصحف المعروفة والمسيطرة على الساحة ، ان الولاءات التي تعاني منها الصحافة الان تمنع من تريد وتبيح من تريد وتضع الخطوط الحمراء كما يقول السياسيون على من شاءت ، والصحفي المسكين في هذا بين مطرقة الحياة وسندان ارباب العمل ، حين يقف موقفا يرضي به مبادئه ، ولايتناسى في اية لحظة انه ، مقيد بقيد جديد يفرض عليه ان ينحني للريح ، طبعا انا هنا لااقصد صحافة الاحذية ولا صحافة المواقف المنفعلة او المفتعلة والتي مارسها الكثيرون ظنا منهم ان الصحافة هكذا ، مانراه من تضارب في مواقف الصحف تجاه الاحداث السياسية بحيث تكون جادة ومؤثرة في مكان ، ومسترخية ولاابالية في مكان آخر ، يعكس تخلف العمل الصحفي في العراق وانزوائه خلف المكتسبات المادية او التسييس .
ان مقص الرقيب عاد الى الساحة قويا ومعافى ، حيث بقي الرقيب مع مقصه معنا منذ الدكتاتورية وحتى الان ، سألني احد الاخوان في اتصال اذاعي عن الصحافة العراقية وهل تستطيع الخروج خارج نطاقها المحلي ، طبعا اجبت بحرية تامة وتركت له التكملة قلت له انها صحافة متخلفة لاتستطيع الخروج خارج بنايات الصحف ذاتها ، اما ترى العزوف عن اقتناء الجريدة ، طبعا رؤساء التحرير وممولو الصحف يلقون باللوم على عدم تنوع الاخبار ، والركة في تحريرها ، في حين اهملوا ان الفرد العراقي قدسئم سياسة الضحك على الذقون ، لانه فقد تقته بالصحف فقد باتت تجانب الحقيقة وتتبنى وجهة نظر واحدة وتقوم بوضع الخانات هذه لفلان وهذا المربع لعلان .
بين فترة واخرى بعض الصحفيين (يبع ... الاسد )او يقترب من عرينه ، فنرى الشارع يهرع لاقتناء الجريدة وتكون اكثر الصحف مبيعا ، ان السياسيين وموظفي الدولة حين يمتلكون الصحف ، يخربونها ، وتتحول نقمة الناس من نقمة عليهم الى نقمة على صحفهم ومموليها والجهات التي تقف خلفها ، ولان السياسيين يمتلكون الصحف فهم يجاملون اصدقاءهم ويصبون جام غضبهم على المناوئين لهم لتبقى الصحيفة تدور في فلك الضغينة والعداء الشخصي ،( ويبقى كلمن براسه صوت يصيحه ) .



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عد دك الكبه صيحوا قرندل
- لاداعي ولامندعي
- عنزة وان طارت
- يجتفنه فصوع ويهدنه فصيعان
- يارب اخذ امانتك
- هواء في شبك
- من حفر البحر
- سولفونّه بسالفة الثور
- السر بالسردار
- شرب ميهم وصار منهم
- اذا ماتشوف لاتصدك
- هذا خياس عتيك
- المبلل مايخاف من المطر
- المجرشة
- (كول ماعنده ذيل )


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله السكوتي - برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه