أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - يحمدون الموت : نص للدكتورة خلدية آل خليفة , قراءة مشاهدة للذات في مواجهة الأنا















المزيد.....

يحمدون الموت : نص للدكتورة خلدية آل خليفة , قراءة مشاهدة للذات في مواجهة الأنا


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


لم يكن أبداً علي مستوي المسؤلية الإنسانية , بل كانت الأنا هي المسيطرة علي كيانه وذاته المتضخمة بالباطل والطمع والجشع . لم يكن علي مستوي أدبيات الإنسان المرتقي للفضيلة وأخلاق العقل القويمة كانت تعرض عنه في الغدو والعشي , رأي في نفسه بدراً بالليل وشمساً بضحي النهار , وكأن ذاته المريضة هيأت له أنه بجمال يوسف الصديق , وهو ليس كذلك , يدعي علي الدوام أنه صاحب الحال والمآل , بل تتشابه صفاته مع نبات الهالوك المتطفل علي النباتات بلا غير مجهود وإرادة الفعل في الإعتماد علي الذات , يدعي إدعاءات كاذبة في ثياب الصدق , وهو الخائن الجهول الكذوب .
دارت حوارات ونقاشات كثيرة برمزية الكسوف والخسوف , وإختلافات في الرؤي والرؤيا , وتناقض إرادة البصر وإرادة التبصر , أصبحا طرفي نقيض بخلفيات الغش والخديعة , فهو علي الدوام يعلي من شأن الأنا المتدنية الحطيطة , وهي بإرادة سامقة شاهقة تأبي إلا أن تحيا حياة الكينونة , وهو يلهث بإتجاه التملك , ويتباري بالكذب والخديعة من أجل الملكية والجاه , هي باحثة عن الكينونة , وهو لاهث وراء التملك !!
ومن هنا كانت بداية النهاية حيث الإنفصال العقلي , والطلاق الوجداني العاطفي هو المصير المحتوم .
يأتي مأذون العقل بوثيقة تطليق عقلية , ويرافقه مأذون الوجدان ليفك الإرتباط المزيف بين وجدان نقي , ووجدان مشوه , ويعقدا وثيقتي تطليق , لتكونا نهاية شافية لما تبقي من عفن العقل وسراب العاطفة , وكأن هذا التطليق قد علمت به الدنيا كلها , وشاهده الإنس , وتبدت تلك السعادة بوجه الزمن الذي جاد بهذه النعمة بإرادة سماوية علوية ملؤها الطهر والعفة والنقاء , بعد حالة الإغتسال بالنور , والتوضوء بضوء شفيف , والدخول في حضرة الطهر بصلاة علي ثياب طاهر لم يمسه الرجس والدنس برمزية متواربة غير معلنة بحياء عفيف سعدت له السماء وصلت له الإنس , بل الدنيا كلها , حال الإنفصال ووداع العفن :

كلها أوراق ودقايق ينتهي باقيك مني
شوف هالساعة كريمة ( للسما جود و زمن )
يوم صلّى الإنس في توبة حقيقة أو تجنّي
صلّت الدنيا على ثيابي وودّعت العفن!

لايخفي علي النص تلاعبك , وغدرك وغشك وخياناتك , فهذه أمور أصبحت مفضوحة ومكشوفة , فمهما حاولت المداراة أو المماراة فهذا أصبح لايجدي نفعاً , ولا ينتج ضراً , فمهما تقولت بصيغ الحب والغرام , وصيغ الغزل المرصودة في دوواين الغش والخديعة , حتي لو وصفت إشراقة وجهي بإشراقة الشمس وقت الضحي , ولو وصفت وجهي بالقمر المكتمل كبدر التمام , فأنت الكذوب في العشق والغرام حتي لو تقولت بأن حبك لي موت , فالحب حياة , والغدر والغش والخيانة موت , وأنت يامن أنت , أنت الموت !!
أترك صنائع النساء ياهذا , وكن رجلاً في طباعك , فأنت مازلت كخضراء الدمن , في منبتك سوء وقبح ودناءة روح , يامن تتزيي بزي الغدر , وحتي ظلك يشبهك ويحاكيك في الغدر والخيانة , واتركني للهموم التي سكنتني بأسباب راجعها إلي خياناتك وزيفك :

إيه قلت الشمس وجه وقالت القمرا تحبني
واستدرت بكل صيحة في العشق صوب الكفن
همّي الأول مداك وهمّي الآخر سكنّي
وانت يا لابس ظلال الغدر خضْرٍ كالدمن

إلي أي جنس ينتمي هذا الكائن الوصولي الإنتهازي الهالوكي في صفاته , الأناني في طباعه , هذا المغرور الذي يبتغي أن يعيش في رغادة عيش , وسعادة حال بموجب صك مقايضة علي الحب , يضع المال والجاه والحسب والنسب لمن يدعي أنه يحبها في كفة ميزانه هو , وفي الكفة الأخري يدعي أنه واضع للحب , فهل ياتري هذا الميزان تقاس به القيم والمثل والمبادئ , وهل القيم والمثل والمبادئ بما تتضمنه المشاعر والأحاسيس النبيلة , يمكن أن تخضع لمقاييس مادية , إنه الغرور والنقص بمركباته المهلكة لحامل هذه المركبات .
هذا الشخص المريض بمرض موت المشاعر الإنسانية والأحاسيس الوجدانية النبيلة السامقة في سماء العزة والكرامة , هو الموت الكامل لهذه القيم حتي وإن كان حياً يمشي علي قدمين , فرأسه منكس , وقلبه منكوس توالت من إنتكاساته طعنات تليها طعنات صدرت ممن تزيا بالخيانات التي تقتل بالمرواغة والمتاهات التي تصل مساراتها إلي طرق مسدودة مغلقة , وتكون نتيجتها في الإختبارات والإمتحانات صفر بجدارة الفشل والرسوب في إمتحان مواد الفضيلة والعزة والكرامة المقررة علي فصل الحب والإخلاص والتفاني والوفاء .
ودعوي الإجابة علي هذه الإمتحانات التي كانت تحتمل أن تكون رموش الخيانة هي الوطن , وكيف تكون مواطن أوطان الخيانة وطن !!؟
خسف وجه الغدر , وغربت ملامحه , تلك الملامح المرسومة بريشة الزيف والظنون , لتتقرر شهادة من إدعي أنه يحبها , لتجزم أنه لم يكن مطلقاً يمثل أي زمن من الأزمان أو وقت من الأوقات كان له مكان في دنياها , وهذا راجع لجهله بمن إدعي أنه أحب , فقد ظهرت علي وجهه سوادات الزيف والظنون لتكشف وتفضح أقوال مرسلة إدعت أنها إكتحلت بالحب , وإلا ماكانت فضيحة الوجه تنبيء عن فضيحة القلب .


إيه مني المال ومني الحال وانت اللي
تحبني!
وانت يا موتي ( وموتٍ حي )
أول من طعن
في مدارات ومتاهات وخيانات
امتحنّي
خنجرك لكنّ ياما شفت في رموشك وطن!
يا ترى وشلون وجهك من بعد ما غبت
عني؟
أبيض من اللون والا أسود بزيفٍ وظن؟
مكتحل بالحب والاّ بالحلا ما فيك مني؟
ما عرفت اسمي ولا لك في زماني أي زمن؟

مابين غربة المشاعر والأحاسيس , وغربة الذات , مابين غربة العقل , وغربة الجهالة والغباء , مابين غربتين وقف النص حائراً حزيناً متوجعاً تستوقفه الغربة , غربة الزمان والمكان , تلك الغربة التي كانت صديقة صادقة , والتي أخبرت بصدق عن مايخفيه اللامأسوف عليه صاحب المواعيد المطعون في صدقها , والتي إرتدت عليه سهام هذه المواعيد المطعونة لتطعنه بسهام الكذب والخديعة , والحمد كل الحمد أن ينتهي الباقي منك إن وجد , ولكن لحسن الطالع أنك لم تكن موجود إلا بقدر المعرفة بخياناتك ومركبات نقصك وكذبك وغرورك المتوهم :

كل مداين غربتين استوقفتني وعرفتني
كل تاريخٍ جمعنا / ( ليت ) مصنوع بوهن!
ليت ما رحنا وجينا ما ابتعدنا (ونسفتني
ساعتي فوق السفوح وقلبي المسكين حنّ(
والخبر ياللحسافة ( انتهى باقيك مني)
أو لحسن الحظ موهوم المواعيد انطعن!!
يبدأ النص بصلاة الطهر ووداع العفن :
يوم صلّى الإنس في توبة حقيقة أو تجنّي
صلّت الدنيا على ثيابي وودّعت العفن!

وينتهي النص بصلاة تحمد الموت وتشكره , للنجاة من الموت في أحضان الظلام والظلم الآدمي , والإرتفاع بشهادة علوية سماوية يطمح النص للسمو إليها وبها , حيث الصدق المطلق والإخلاص والوفاء المطلق , حيث لازيف ولا غش ولا خداع , حيث لانفاق ولا تغرير أو غرر :

يوم صلّوا يحمدون الموت ميلادي رفعني
ما توفّاني ظلامك ( للسما جود وزمن(



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حائرة أنا : قراءة في نص الغرور والعشق والحيرة
- إلى : قراءة في نص الحيرة والأماني ل آمال جبارة
- مطالب الجمعية الوطنية للتغيير والمتساقطون علي طريق الحرية
- الجمعية الوطنية للتغير ضرورة مرحلة : عن إعتقالات الكويت
- الهروب من المسؤلية
- محمود الزهيري في حالة حوار مع الدكتور محمد عبده , عن ظاهرة ا ...
- عيد القيامة : الكنيسة المصرية ومطالب البرادعي
- البرادعي علي منضدة الفاشية المصرية
- البرادعي .. مطالبه ورفاقه !!
- كنا في إستقبال الرئيس البرادعي : ومن لم يكن ؟!!
- الأجهزة الأمنية , والغرائز السياسية
- مصر ليست عزبة , وحركة كفاية كذلك !!
- مجزرة نجع حمادي : يد من التي قتلت العيد ؟!!
- غزة .. في ذكري الصمت
- أسر الأفكار
- يا أيها الإنسان العربي !!
- يابلادي
- الجبهة المصرية ضد التوريث : من يعمل لصالح من ؟!!
- إضراب قبطي لماذا؟!
- قانون لدور العبادة : قانون لعمارة الآخرة


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - يحمدون الموت : نص للدكتورة خلدية آل خليفة , قراءة مشاهدة للذات في مواجهة الأنا