أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج أمين - البحث عن الحرية في رواية - الحياة لحظة -














المزيد.....

البحث عن الحرية في رواية - الحياة لحظة -


ثامر الحاج أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


بخطى جادة ومثابرة ، يواصل القاص والروائي " سلام إبراهيم " مسيرته الأدبية الناهضة بالعطاء .فبعد مجموعتيه القصصية ( رؤيا اليقين 1994) و ( سرير الرمل 2000 ) وروايتيه (رؤيا الغائب 1996) و ( الارسي 2008 ) صدر له اخيراً عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة رواية ( الحياة لحظة ) مستكملاً بها رحلته الطويلة و المضنية في المنافي ـ بأشكالها وأزمانها المختلفة ـ ، حيث قدم لنا عبر هذه الرحلة فصول من تجربته السياسية التي عاشها مطاردا ، محاصرا ، منفياً ، والتي بدأ بسردها منذ أعماله المبكرة ،ويبدو أنها في ( الحياة لحظة ) أعلنت عن نهايتها وذلك بعودته الى رحمه الحميم ـ مدينته ـ محبطاً ، منكسراً بعد ما خرج من تجربته ناقما ً على كل شيء ، السياسة ، الحرب ، كردستان ، وانتهاءً بخيبته بـ ( مدينة الروس الفاضلة ) واصفاً اياها بـ ( حلم تبدى في آخر المطاف لايختلف عن الدكتاتورية ألا بالاسم ـ ص 447 ) .
يبني المؤلف فكرة روايته ( الحياة لحظة ) على حكمة كان قد رفعها مصور ابان ستينيات القرن الماضي على واجهة احدى محلات التصوير في مدينة ـ الديوانية ـ تقول : ( الحياة فقاعة فصورها قبل ان تنفجر ) ، فعبر خمسة عشر فصلا قسم ّبها احداث روايته يبحر بنا في المحطة الاخيرة من رحلة البطل " ابراهيم " ، نشهد فيها انهيار احلامه بعدما يكتشف في منفاه الاخير مقدار الوهم الذي كان يعيشه ، و ما آمن به لم يكن الا محض كذب وافتراء وهوما اشعل في ذاكرته حكمة طفولته تلك والتي تدعو الى اقتناص اللذات قبل فوات الأوان ، فالعمر كما تقول الحكمة هو فقاعة لاتدري متى تنفجر ، فنراه يشطب على تاريخه الطويل من الالتزام والعمل الجاد وينغمس في المتع بعد طول حرمان فرضه التزامه السياسي ونظام البيئة المحافظة ، فيدمن على معاقرة الخمرة ومعاشرة النساء في سهرات يومية صاخبة ، هكذا ينفتح " ابراهيم "على عالم جديد طالما ظل بعيدا عن مباهجه بسبب الضوابط الصارمة لالتزامه السياسي والاجتماعي .
ولإيجاد قناعات تبرر للبطل " إبراهيم " هذا التحول في مواقفه وقناعاته يستعرض لنا المؤلف مشاهد من انهيار التجربة الاشتراكية السوفياتية التي لم تقدم ـ حسب تصوره ـ الا مجتمعاً ينخر فيه العهر والفساد والرشوة والجوع والشحاذة والمشردين وطوابير الراغبين في الحصول على علب البيرة والفودكا باسعار مخفضة . شاطباً بذلك على واحدة من اهم حركات التحرر الوطني مضيفا لها رؤيته لتجربة الانصار الشيوعيين في كردستان ـ التي كان المؤلف جزءأً منها ـ حيث لم يترك صفة رذيلة الا ونعت بها حياة وسلوك افرادها. وتأتي خاتمة الرواية ، لتؤكد نبؤة حكمة الطفولة حيث انفجار الفقاعة ممثلة بلحظات السكين وهي تحز عنق " ابراهيم " على ايدي المتطرفين وهو عائد الى مدينته بعد سقوط الدكتاتورية لتكون بمثابة طلقة الرحمة التي تنقذ البطل من عذاباته وتضع حداً لضياعه و كوابيسه المرعبة ( تحرر من الوجع حاساً بجسده خفيفا يطير خارج الفقاعة !! خارج اللحظة ـ ص 507) .
ان ما يميز ( الحياة لحظة ) هو القص السير ذاتي حيث الاعتناء بوصف الحياة الخاصة للشخصية ، فالاحداث تدور حول شخص بعينه مقابل الدور الهامشي للشخصيات الاخرى التي ظهرت مجرد ادوات لتوضيح حياة البطل وتعميق ازماته الشخصية ، اضافة الى اعتمادها على السرد التاريخي للاحداث بشكلها الواقعي ، فالشخصيات حقيقية بأسمائها وافعالها وكذلك الامكنة والاحداث جاءت كما هي على الواقع وهذا ماجعلها قريبة من ادب السيرة .
يقول الناقد " عبدالجبار عباس" ان (مهمة الروائي ان يجعل من الاحداث الصغيرة ذات مغزى وحيوية مثيرة للاهتمام ) وباعتقادي ان " سلام ابراهيم " في ( الحياة لحظة ) لم ينجح في توظيف هذا الفصل من سيرته بالشكل الذي يأسر فيه القاريء و يثير اهتمامه ، فقد جاءت محملة بهموم شخصية مكررة اثقلت على القاريء كثيرا ، رغم مافيها من رؤية واقعية تحليلية وصياغة فنية قائمة على السرد والتصوير متناسياَ ان التجارب الشخصية لايمكن توظيفها بنجاح في عمل روائي مالم تشتمل على مشتركات مع الاخرين تثير فيهم فضول المتابعة والتعاطف .
نأمل في ( الحياة لحظة ) ان يكون المؤلف قد اسدل الستار على تجربة امتدت على طول منجزه الابداعي وتوظيف قدرته العالية على السرد ومخيلته الخصبة في موضوعات اشمل واعم .



#ثامر_الحاج_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة موال حزين
- أمسية فنية .. بلا فنانين
- النادر والمفيد من اشعار - حميّد آل سرهيد-
- يوم اهدى الزعيم صورته الى -كزار حنتوش-


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج أمين - البحث عن الحرية في رواية - الحياة لحظة -