أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد مطرود - إليك وإليهم














المزيد.....

إليك وإليهم


ماجد مطرود

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 16:20
المحور: الادب والفن
    


إليك وإليهم
( 1 )
إليكَ ..

خرجت َوحدك من فم النار متفردا ً مثل تنيّن , محملّا بألف قرار
هل كنت صالحا ً لتربط الناقة بالدخان ؟
لماذا كل هذا الصراخ ؟
ألم تك وحدك من وضع وطراً في مسامع الكون وأغلق الصدى ؟
ألم تكن يدك التي ركبت فوق الحوار وهشّمت قيثارة اللسان ؟
لماذا كل هذا الصراخ ؟
ألم تر كيف ذبحتَ العراق وأهل العراق ؟
ألم تك أنت مّن حوّلهم الى معممين وسارقين , ملثّمين وقاتليين ؟
أنظر الى عيونهم , صارت مثل الجحور وجماجمهم صارت كؤوسا للزمن
انظر الى أشلائهم توزّعت فوق بياض الكفن وأسمائهم صارت ذكريات للقبور
انظر الى أحلامهم صارت عزاءا للغريب .. انظر اليهم جميعا ايها المتفرد المسعور

( 2 )
إليكَ ثانية !

أين الصقور التي رفعتك بريش الوهم ؟ أين التي أنزلتك واهنا ً تحت القدم ؟
أين القرود التي ضحكتْ عليك ؟ أين التي أفرجت أسنانك
أين تلك التي دفعتك الى حروب ٍ تخجلُ من شظاياها البراكين ؟
أين أنت َالآن ؟
أرأيتَ العقارب التي تنتهك الساعات والتي كوّرت مقامك في القمامة ؟
العقارب التي كوّرت روحك وقشرتك والتي كوّرت أنفك الممسوخ
العقارب التي كوّرت ذاتك وخلاياك في القمامة !!
صرصاراً امسيتَ تموت بنفس السكين
صرصاراً أصبحت تموت بنفس الألم
والبكاء الذي كان يشفيك صار ضدّك
حتى الجيثوم الذي كنت تأمره إنقضَّ عليك..
رماك
الحفرة شاهدة تحرق الكواغد وتسخّن السردين
الحفرة شاهدة تجمع السيفون وتلعب الطَنّب
الحفرة شاهدة تنحت الأرقام وتشطب القمم
الحفرة شاهدة تردد النزيف وتسمع الأنين
أنين التراب ولعنة الامهات وأسى النخلات

( 3 )
إليهم ..

أعداؤك غرباء
أعداؤك الامس وتاريخه
أعداؤك اليوم ونقيضه
أعداؤك الوردة وتفاصيل الحديقة
أعداؤك البيت وأساسه
أعداؤك الجندي وأشواقه
أعداؤك الحياة وجنينها
أعداؤك الأحذية وأقدامها
أعداؤك أصحابك
أعداؤك هم

( 4 )
إليهم ثانية !

جاءوا وعلى أكتافهم نياشين
دخلوا قصورك يشمّون رائحة الدم , يفتّشون عن سيوفك وأسنانك
دخلوا جيوبك يعدّون الحروب
دخلوا على نسائك العاريات بقبعة أمريكية
تسلّلوا بين أفخاذهن بطريقة سحرية
صرخوا ثم صرخوا .. صرخوا كثيرا حتى صاروا مثلك
مثلك تماما !!!

( 5 )

إليهم إنّما مثلك !
خرجوا وحدهم من فم النار متفردين مثل تنّين , محمّلين بألف قرار
يتعاركون فيما بينهم وفيما بينهم يتصالحون
صالحون مثلك , يصالحون بين الناقة والدخان
يضعون وطراً في مسامع الكون ويغلقون الصدى أيضا
وأيضا يركبون فوق الحوار ويهشّمون قيثارة اللسان
ويصرخون مثلك بالتمام والكمال
كأنك قد توزعت فيهم أوكأنهم توزعوا عليك .

( 6 )

إليك وإليهم معا ً !!

أقول: لماذا هذا الجنون ؟ لماذا الذبح ؟ لماذا تقطّعون النخل ؟
ألف مرة قلتُ دعوا النخل يلتقط الحب من مناقير الحمام
أقول : لماذا هذا التطابق ؟ لماذا التشابه ؟ لماذا التناغم الشديد البأس ؟
ألف مرة قلتُ دعوا المعنى يجاور الكلام
أقول : لماذا هذه المرارة ؟ لماذا اللهاث ؟ لماذا تتعرقون في الصعود ؟
ألف مرة قلتُ دعو الصعود والتقطوا الانفاس
أقول : لماذا هذا الشقاء ؟ لماذا الأسى ؟ لماذا تسألون عن العراق ؟
ألف مرة قلت دعوا العراق يكتفي بالعراق , دعوه ينهض , دعوه يمر .



#ماجد_مطرود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنت الشقيّة
- القضية .. رجل مذبوح رأسه منفصل عن جسده
- المعجزة
- الثريد
- نزولا لرغبة جدي
- النافذة
- قصائد للسواد
- الموزّع في الهواء
- العراق / النخلة
- رأس إيفا
- حيامن ابليس
- الناس
- الحب
- الجوازات
- وجهك يغسله ندى ..وجهك يعطره هواء
- تقوس طهر الماء
- ملحمة البمبرة .. نزيفٌ بين تيمبكتو وبغداد
- ثلاثون حلما ً للفرج
- موتائيل
- إله ٌ قديم


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد مطرود - إليك وإليهم