أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - تعليم القيم وتعلمها















المزيد.....

تعليم القيم وتعلمها


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 12:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يجب أن تسودنا قيم جديدة وأخلاق جديدة وعادات وتقاليد جديدة ليست هندية ولا رومانية ولا صينية ولا أمريكية تتناسب مع ما تمليه استحقاقات المرحلة التي نمر بها , شرط أن تكون غير تلك التي نحنُ عليها اليوم , فهذه سبب كبير لتخلفنا يجب أن نقوم بتحديث الأخلاق بدل تحديث التخلف .

وأي شخص ينظر في الكتب العربية وفي الصحف العربية ومناهج التدريس يدرك تماماً أنها تتلاءم تلك المنتجات مع مقاومة التغيير وأنها تتوافق مع أطروحات القرون الوسطى , ويدرك تماماً لماذا نحن غير مبدعين في كل المجالات الفنية والسبب واضح وهو سُلطة القيم والأخلاق التي تتعارض مع أبسط قواعد الفنون الجميلة, فكل شيء يتعارض مع قيمنا الموروثة تقمعه أجهزة القمع السلطوية, فإذا كتبنا شعرا علينا سلطان ,/ وإذا دخلنا المدارس علينا سلطان وإذا عشقنا ورغبنا بممارسة الحب العملي علينا سلطان , والسلطة ترسل يدها اللعينة حتى إلى غرف نومنا .

ومن أهم عوائق التطور والتقدم في المجتمعات العربية قاطبة أنها تقوم بتعليم وتدريس مبادئ القيم والأخلاق وأنا لا أدعو إلى مجتمع خالي من القيم ولكن أدعو إلى تغيير تلك القيم وأن تحل محلها القيم والأخلاق الحديثة , وأي مجتمع يقوم بتعليم القيم ونعلمها يكون على الأغلب تتغير قيمه وأخلاقه بحكم الضرورة والتطور لذلك تلجأ الحكومات إلى مكافحة ظواهر التغيير من خلال تذكير الناس بعادته وتقاليده القديمة, والأخلاق والقيم والمبادئ تتغير بحسب تغير طبيعة الظروف وما تراه أنت عيباً أراه أنا شيئاً عاديا وما أراه أنا عيباً تراه أنت شيئا عاديا فأنا لا يعجبني سلوكك أنت أيها القارئ , وأنت كذلك ربما لا يعجبك سلوكي , لذلك أنت حر وأنا حر , وأنت تريد وأنا أريد والرب يفعل ما يريد , ليس لأحدٍ سُلطة أو حق ممارسة سلطته على أحد , وهذا ليس من منطلق نقد مدرسة فرانكفورت , ولكن من منطلق إنسان لا يحب أن يتعلم قيم وأخلاق غيره من الناس , والذي لفت انتباهي حقاً إلى هذا الموضوع هو أنه ليلة الأمس قد ركب بجانبي وفي إحدى باصات النقل وأنا قادم من عمان إلى مدينتي إربد طالب جامعي يحمل معه كتاباً منهجياً عنوانه : تعليم القيم وتُعلمها , واستغربت جدا من تعليم الطلاب في الجامعات القيم الثابتة والعادات القديمة حيث تصبح القيم سلطة يستغلها السياسيون لتحديث مفاهيم التخلف العربي , فيجب أن لا توجد في مجتمعاتنا قيم أخلاقية ثابتة يتعلمها الناس يجب أن يمارس كل إنسان القيم التي تعجبه والتي يراها تتناسب مع عمله وبيئته أو عاداته وسلوكياته التي تصبح بعد الممارسة لها قيماً شخصية ثابتة وليست عرقية , وأن لا يجبر الناس على تعلم القيم الثابتة وذلك لكي تنتشر الحريات العامة فالحريات العامة والديمقراطية والقيم الثابتة تعيق حركات التطور والانفتاح وتقمع الإنسان من رأسه حتى قدميه , فهؤلاء الذين يتعلمون القيم الأخلاقية هم في الأصل والواقع عبيد ومقلدون وليسوا مبدعين والقيم الأخلاقية تعيق عمليات الإبداع الفردي والجماعي وحركات التحرر الشعوبية والإنسانية في أي بقعة تنتشر فيها القيم وطرق تعلمها وطرق التدريب على ممارستها , فأنا مثلاً لا يعجبني كرم حاتم الطائي فلماذا يجبرني أهلي على تقبل سيرته الذاتية والحذو حذوها , أو لاتعجبني قصة مجنون ليلى ولا يعجبني تقليده في مفهومه للعاطفة وللحب العذري الذي كان نمطا من أنماط القهر , وأنا مثلا لا يعجبني سلوك بعض رجالات الدين فلماذا يصر التلفزيون وشيخ الجامع على تعليمي سلوكيات أحد الرجال الصالحين في الوقت الذي لا أراه فيه من وجهة نظري إنسانا صالحا , لقد قلت قبل ذلك أن المرأة تريد الحرية الاختيار وكذلك الإنسان يريد فعلاً حرية الاختيار لا يريد من أحد أن يمارس عليه سلطته بالتخويف أو الترغيب أو الإرهاب , فأنا مثلاً لا تعجبني كل قصائد المتنبي فلماذا يصر الأستاذ على تعليمي ما لا أحب أن أتعلمه , ولماذا والعالم يتجه نحو إطلاق الحريات نتجه نحن في الجامعات والمدارس على فرض نظام القيم الموروثة وتمريرها بالقوة إلى عقول وأذهان الناس والطلاب , لا نريد أن نتعلم القيم وأن نعلمها لغيرنا ولا نريد من أحد أن يعلمني كيف يدخل على التواليت فأنا حر فلو حتى أريد أن أدخل ورأسي للأسفل سأدخل أو برجلي اليسار أو بكعبي اليمين , والمرأة تريد أن تلبس أي شيء تريده قصير أو طويل جينز أم شروال (سروال) الناس أحرار وليسوا عبيد , لا نريد أن نتعلم سلوكيات أحد ونقلدها نريد أن نبدع إبداعا فرديا .

الأب سلطة ..والمدرسة سلطة يمارس فيها الأستاذ سلطته على الطالب المدرسي ويجبره على دراسة ما لا يحبُ دراسته..والبيت كله سلطات قمعية..والتلفزيون سلطه يبث برامجه التسلطية على آذاننا ويرغمنا على سماع مال نحب سماعه...والزوج سلطة يمارس الجنس بفعل سلطته ويدخل المطبخ بفعل سلطته..والحجاب سلطة ..وشيخ الجامع سلطة ..والشارع كله سلطات تنتشر على أطرافه..والتسلط على حياتنا موجود أينما ذهبنا ولا توجد حريات عامة مفتوحة ولا صحف مفتوحة ولا نوادي ليلية ولا حرية اختيار للشارع الذي نحب المشي به , ولا توجد حرية اختيار للمواد التي نحب دراستها , مثلاً في بعض الطلاب مش عاجبيتهم الفلسفة ولكن الرياضيات عاجبيتهم ولذلك يجب أن يدرسوا الرياضيات لوحدها ويتركوا الفلسفة , وفي أناس عاجبيتهم دراسة الفن وهؤلاء يجب أن يدرسوا الفن لوحده دون وجود سلطة فوق رؤوسهم تجبرهم على دراسة ما لا يحبون دراسته , وفي زوجات مش عاجبهم أسلوب أزواجهن في النوم معهن وهؤلاء يجب أن لا يمنعهن أزواجهن من استخدام الأسلوب الذي يعجبهن ولو حتى كان بتغيير الزوج نفسه ..وكذلك هنالك طلاب مدارس عاجبهم جدا دراسة الدين ومش عاجبيتهم العلوم الجغرافية وهؤلاء يجب أن يختاروا ما يريدون دون أن يمارس عليهم أحد أي سلطة , وهنالك من تروق له دراسة الفلسفة ولا تروق له العلوم الأخرى وهؤلاء يجب أن يدرسوا الفلسفة لوحدها بدون استخدام سلطة ضاغطة عليهم .

السلطة تتحكم بالناس في كافة المجالات ويجب أن لا يكون لأحد على أحد سلطة لا في العمل ولا في الشارع ولا في البيت أو المدرسة أو الجامعة أو الجامع , يجب أن تنتشر الحريات بمفهومها الذي يحب الإنسان أن يمارسه وليس بمفهوم بعض المنظرين لتلك الحريات حيث يضعون قوانين وضوابط .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي
- من أنت؟
- من أنا؟
- هل أنت تأكل أظافرك أم ملابسك كما يفعل بعض الناس؟
- هل أنا فعلاً حمار؟
- الإنسان حيوان ابن حيوان2
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم
- تفسير سورة لإيلاف قريشٍ إيلافهم
- هل من حقي أن أختار ديانتي؟
- الثقافات المتعددة


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - تعليم القيم وتعلمها