أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح قدوري - الى متى استمرار العنف والارهاب وانتهاك حقوق المسيحيين في العراق؟!















المزيد.....

الى متى استمرار العنف والارهاب وانتهاك حقوق المسيحيين في العراق؟!


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 01:41
المحور: حقوق الانسان
    


ان الغرض من كتابة هذه الاسطر هو تبيان الحالة المزرية التي يعيشها المسيحيين الحاليين في العراق، وخاصة في مدينة الموصل، وكيفية ايجاد حلول امنيية وانسانية لها،والتضامن مع شعبنا المسيحي في حمايته وتحقيق حقوقه الدينية والقومية في العراق (الجديد) .
بين فترة وفترة تعود ممارسة اضطهاد وقمع وارهاب وشن الهجمات الشرسة على المسيحيين والاديان الاخرى من الايزيديين والصابئة المندائيين والشبك وغيرها، خاصة في مدينة الموصل، من قبل الاسلاميين المتشددين والارهابين، الذين لا يعترفون مطلقا بوجود هذه الاديان منذ الازل في العراق – بلاد الرافدين، وهم من سكانه الاصليين. تجري هذه الهجمات بشكل مدروس ومنظم ومخطط لها ، تهدف بالاساس الى انهاء وجود مواطنيين هذه الاديان من العراق،وارغامهم الى ترك البلد واللجوء الى الاماكن الاخرى في داخل وخارج العراق. كان نفوس المسيحيين في العراق قبل 2003 اكثر من مليونين، منتشرين في كل انحاء العراق، وخاصة في المدن الكبرى مثل بغداد ، الموصل ، والبصرة ، وكركوك وفي الاقليم الحالي لكردستان العراق، اما اليوم لا نجد منهم غير بحدود 300 الف نسمة ، اكثرهم يعيشون في سهل نينوى وفي اقليم كردستان العراق . عشرات الاف منهم ارغموا على ترك ديارهم واللجوء الى خارج وطنهم الاصلي، منتشرين في اوربا وامريكا وكندا واستراليا. يعانون صعوبات كثيرة في حياتهم الجديدة ، ويعشقون حنين بلدهم الاصلي. وكان لهم الدور المتميز في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر تاريخ العراق. وساهموا في بناء العراق الحديث، ووضعوا الاسس السليمة والحضارية في مجالات التربية والتعليم، والصحة، وادارة مؤسسات الدولة، والنهوض بالثقافة المنورة في مجالات الاعلام والموسيقى، والفن التشكيلي والمسرحي، والرياضة ونشر مبادئ السلام والمحبة والتسامح، والتعايش الاخوي مع بقية الاديان الاخرى. لا نجد في اية فترة من تاريخ العراق الحديث ، بان يوما ما ، قام المسحيين بنشر افكار الحقد او تفعيل الفتن او عدم قبول الاخرين من الاديان الاخرى التي تعايشت معها عبر التاريخ بالمحبة والاخوة والسلام الدائم.

تم زرع الفتنة وممارسة سياسة الاكراه والتعصب بين الاديان والقوميات التي كانت متعايشة بالمحبة والسلام منذ زمن قديم في ارض الرافدين ، بسبب السياسات الرعناء وتفرقة الصفوف التي مارسها النظام الديكتاتوري المقبور طيلة 35 سنة بين مكونات الشعب العراقي، وزج ابناءه في طاحونة حروبه المجنونة. استمرت هذه السياسة وبشدة بعد سقوط النظام البائد في 2003 ،واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامركية وحلفاءها والى حد كتابة هذه الاسطر.اخذت هذه الهجمات اشكال متعددة من قتل واغتيال القسس والمطران والشمامسة والمواطنين العاديين، والهجوم على الكنائس والمعابد وحرقها، وتشريد الاف من المسيحيين من ديارهم. تشهد مدينةالموصل على ايدي حركات الاسلام السياسي المتطرفة من ايتام تنظيم القاعدة وبقاية ازلام النظام الديكتاتوري البائد والسلفيين والارهابيين التي تصدرهم بعض بلدان المجاورة الى العراق باستمرار، الى ابشع انواع الممارسات الاجرامية واللانساتية بحق المسيحيين من قتل واغتيال وانتهاك اعراض عشرات من ابناء هذه الطائفة المتسامحة والملتزمة بالمواطنة وحبها للوطن تحت شعارات وافكار متخلفة ، فبقتل المسيحي تخضر يد القاتل، او قتل المسيحي يضمن القاتل لنفسه الجنة ، او قتل المسيحي يعتبر جهادا على الكفار ، وغيرها من هذه الشعارات المسمومة ، التي لا تدل الا عن الجهل والتخلف وعدم احترام قدسية الانسان واديانها.هل هناك توجه لجعل مصير المسيحيين الحاليين كمصير عائلة الجليلي في الموصل؟ الجواب كلا و كلا ومن ثم كلا. ان قصة عائلة الجليلي التي كانت ترويها الناس، قد حدثت في حقبة تاريخية معينة. ومورست من قبل بعض الافكار الاسلامية المتعصبة ضد المسيحيين،وارهابهم واذلالهم وتهديدهم لترك ديانتهم او الدخول في الاسلام بالقوة. وقد حدث ذلك لعائلة الجليلي المشهورة في الموصل، والتي كانت مسيحية واصبحت فيما بعد مسلمة.والقصة هي كما يقال : في فترة زمنية تاريخية ، عندما دخل الاسلام الى مدينة الموصل، كانت تسكن فيها عائلة مسيحية معروفة باسم الجليلي.صادف في احدى الايام ان احد رجال هذه العائلة كان عند الحلاق لترتيب شعره ، وفي هذه الاثناء دخل رجل مسلم الى محل الحلاق ليرتب ايضا شعره فلاحظ ان هذا المسيحي جالسا على كرسي الحلاق. وقد صاح المسلم على هذا الرجل وامره بان ينهض ويترك محله للمسلم ،لانه مسيحي كافر وانسان من درجة واطئة. فرد هذا الرجل المسيحي على المسلم فقال: اذا كان السبب هو هذا فقط،، فانا لا اترك محلي لك واستمر في ترتيب شعري الى ان انتهي وعليك الانتظار ، وقال: ومن هذه اللحظة وبشهود الجالسين في المحل ، اعلن وعائلتي اسلاميتنا ، ولا يحق لك فيما بعد اذلالي واكراهي. هذه هي القصة الحقيقية التي سببت الى تغير عائلة الجليلي دينها الى الاسلام .

شهدت المدينة يوم 2/5/2010، حدث دامي بارتكاب جريمة قتل طلاب المسحيين من قره قوش(بغديدا)، في موقع بين نقطتين للتفتيش ، واثناء اداء واجباتهم العلمية في طريقهم الى جامعة الموصل، في تحصيل العلم والمعرفة، ولكي يساهموا في نشر مبادئ الانسانية والمحبة والتعايش السلمي بين مكونات واطياف الشعب العراقي، وبث الثقافة العصرية والتمدن والاخلاق السامية بين ابنائه، وتكريس علمهم في عملية بناء واعادة اعمار العراق. وهم ناس بعيدين عن القتل والعنف والارهاب، مسالمين وابرياء بعمر الورود والبراعم واجيال مستقبل العلم والمعرفة للوطن.

نستنكر وندين مع كل قوى الخيرعلى الصعيدين الحكومي والشعبي ،التي تحترم وتقدس الحريات العامة وتدافع عن حقوق الانسان ، كل شكل من اشكال الارهاب . وعلى الشعب العراقي ان يقف صفا واحدا للتصدي الى خطط هؤلاء الارهابيين ، ويصرخ ويهتف بصوت عالي ، لا للخونة والمجرمين والعملاء والارهابيين، بل لوحدة العراق شعبا ووطنا ، حتى يصبح العراق بحق عراقا جديدا، حديثا، يؤمن بالديمقراطية الحقيقية،ويصان فيه كرامة وحقوق الانسان .
على السياسين المسيحيين واعضاء البرلمان في بغداد واقليم كردستان العراق و منظمات المجتمع المدني، وكل المؤسسات والمنظمات المعنية بحماية ارواح وحقوق الانسان في العراق والعالم ، التحرك السريع من اجل ايقاف هذا النزيف الدموي بحق الشعب المسيحي والاديان الاخرى، والضغط على المؤسسات القضائية والامنية من اجل الاسراع في القبض على المجرمين وتسليمهم الى العدالة،وتشكيل لجان تحقيقية ومحكمة خاصة للتحقيق معهم، وانزال اشد العقوبات بحق المتهمين منهم . نناشد ايضا كل القوى الخيرة من المنظمات الدولية ،الامم المتحدة ومجلس الامن ، الجامعة العربية، منظمة الوحدة الاسلامية، ومنظمات حقوق الانسان في العالم ، وكل محبي مبادئ السلام والتسامح والتقدم، والمنظمات والكنائس الدينية في العالم وعلى راسها دولة فاتكان ،والمبادرة بتنظيم الحملة العالمية ، للتضامن والوقوف امام الهجمات الشرسة التي تمارس باستمرار بحق المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى في كل انحاء العراق، والدفاع عنهم، ووضع حد لهذه المـأسي والنزيف الدموي الذي يعاني منهما الشعب المسيحي منذ فترة طويلة ، من دون ايجاد حل انساني لها حتى اليوم .



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي-الخالد الشهيد عادل سليم
- الرحلة الثانية الى الوطن الحبيب
- على هامش فضيحة شركة النفط النرويجيةDNO
- الانتخابات التشريعة الثالثة في العراق
- مقترحات برنامج العمل لادارة فيدرالية كردستان العراق الجديدة
- دستور اقليم كردستان العراق والانتخابات التشريعية
- لمزيد من التضامن مع طالبي اللجوء العراقيين في الدانمارك
- الانتخابات البرلمانية الثالثة في اقليم كردستان العراق
- في ذكرى فاجعة المناضل شاكر الدجيلي
- في ذكرى شهداء حلبجة
- على هامش انتخابات مجالس المحليات في العراق
- الازمة الاقتصادية والفكرية العالمية لللبرالية الجديدة
- لمصلحة من اضطهاد المسحيين والاقليات الاخرى في بلدهم الاصلي؟!
- اين وصلت السياسة الامريكية بعد احداث 11 سيبتمر 2001 ؟
- البرلمان العراقي والكردستاني اداتان حزبية ضيقة لا يعبران عن ...
- في ذكرى اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز الخالدة
- ورقة عمل بخصوص الشأن الاقتصادي في اقليم كردستان العراق
- مفاجئات في الحملة الانتخابية الامريكية للرئاسة!
- انشاء سوق الاوراق المالية( البورصة) في اقليم كردستان العراق
- متى يتم القضاءعلى وباء الفساد الاداري والمالي في العراق؟!


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح قدوري - الى متى استمرار العنف والارهاب وانتهاك حقوق المسيحيين في العراق؟!