أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم مرواني - نشوء طبقة وسطى جديدة في العراق














المزيد.....

نشوء طبقة وسطى جديدة في العراق


نعيم مرواني

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 01:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



كانت الانظمة السياسية في اوربا القرون الوسطى قد أفرزت طبقات اجتماعية واقتصادية تميزت بصراعاتها المستمرة مما حدى بالمفكرين المعاصرين لتعريف التاريخ على انه صراع الطبقات العليا (الاقطاعيون أوالراسماليون) مع الطبقات الدنيا(البروليتاريا) وتناوبهما على قيادة الدولة والمجتمع.
التفاوت الطبقي الكبير في المجتمعات الغربية في عهد الثورة الصناعية أدى الى اشعال شرارة الثورات التي بدأت بثورة البرجوازيين في فرنسا ولم تنته بثورة البلاشفة في روسيا.
بعد ان صار التفاوت الطبقي الكبير في المجتمعات الغربية اهم عوامل اللااستقرار أيقن علماء الاجتماع والسياسة ان من يحفظ تماسك المجتمعات وسلامة الحكومات هو طبقة وسطى وكلما توسعت هذه الطبقة كلما ساهمت في ازدهار واستقرار الدولة. فوضعت السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تحافظ على الطبقة الوسطى منعا للانهيار.

وفي العراق فقد افرز النظام الاقطاعي الذي تبنته بريطانيا تفاوتا طبقيا شاسعا ,قد يكون هذا احد اسباب انتشار الافكار الشيوعية في خمسينات القرن المنصرم, نتج عنه بروز عدد لاباس به من صغار ملاكي الاراضي والتجار والموظفين الذي شكلوا بعد عقود مايمكن تسميته بالطبقة الوسطى التي حضى ابنائها بمستوى تعليمي لاباس به وصارت لهم تقاليد معينة وآداب وطرق حياة متطورة نسبيا واصبحت مظاهرهم تدل عليهم وفرضوا احترامهم على الطبقتين العليا والدنيا.

لكن بعد ان استولى البعث على السلطة في العراق انقسم ابناء الطبقة الوسطى اما الى محايد للحفاظ على منجزاته واما الى موالي لكسب المزيد. اما غالبية ابناء الطبقة الدنيا أوالذين ماكانوا يمتلكون شيء يخافون فقدانه وبعض الخارجين على القانون فقد تحولوا الى معارضين أو ثوار(كما يلقبون انفسهم) على "الواقع الظالم" ودمغوا كل الآخرين في المعسكر الآخر بصفة البعثيين.
بعد سقوط النظام الصدامي عام 2003 استلم الثوار السابقون زمام القيادة في البلد واستطاع بعض المجرمين الذين افرزتهم سنوات الظلم والحصار العجاف الى تغيير واقعهم الاجتماعي والاقتصادي بعد ان استولوا على ماتبقى من البنوك والمؤسسات المالية وانخرطوا بنشاطات اما اجرامية أوارهابية وأقلها اقتصادية غير مشروعة في ظل الفساد الذي بدا منذ الثمانينات وتفاقم بعد 2003 فجمعوا من الاموال الشيء الكثير وتبوءوا مناصب ساعدتهم في الارتقاء ليحلوا محل الطبقة الوسطى التي اما هاجرأو قتل أبنائها بسبب الولاء الى البعث أو عدم معارضتة وبالتالي فكثير منهم وضعوا في خانة النظام المباد لالذنب اقترفوه الا لانهم آثروا العافية وفضلوا الحياد على الالتحاق بمعسكر الثوار.

نشأت الآن طبقة وسطى ,على الاقل اقتصاديا, لكن يبدو ان الوقت جد مبكر عليهم لهضم تقاليد وطريقة الحياة التقليدية للطبقات الوسطى العتيدة فهم وابنائهم يبذخون الاموال لكن دون ان يؤثر ذلك على حياتهم الريفية اونصف المدنية الخشنة واظهروا نقصا واضحا في الثقافة والتحضر اللتان تميزت بهما هذه الطبقة فاختلت الموازين الطبقية لتخلق فوضى اجتماعية تضاف الى الفوضى الامنية والسياسية الحالية.



#نعيم_مرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحول الجامعات العراقية الى جوامع
- تشريح التشريح
- حيى الله الكورد
- الأختلاف الفكري يستدعي تبني النظام الفيدرالي في العراق
- ديماغوغية الخطاب السياسي العراقي
- قد لايكون تقسيم العراق اسوأ من وحدته
- خطورة تبادل الأدوار بين الغاية والوسيلة
- دورالمؤسسات التعليمية العربية في التخلف والأرهاب؟
- من جمد وظيفة العقل عند العرب؟
- انقذو الاسلام والا


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم مرواني - نشوء طبقة وسطى جديدة في العراق