أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - نهاية العقيدة الدينية / الجزء الثاني














المزيد.....

نهاية العقيدة الدينية / الجزء الثاني


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقدعاش الانسان على مدى آلاف السنين في عبودية شديدة للمعتقدات , ولا زالت هذه العبودية موجودة لغاية ايامنا هذه . ان العبودية الشديدة للمعتقدات تولد التطرف , واذا كان لهذه العبودية في السابق ما يبررها حيث الجهل والظلام , فانه ليس هناك أي مبرر لها في الوقت الحاضر بعدما أنار لنا العلم حياتنا وكشف لنا حقائق الطبيعة , فكان صادقا معنا ومحترما لعقولنا .
اننا ندعوا الى التمسك والاقتداء بأي شيء صحيح ونبذ أي شيء غير صحيح أقوالا كان أم أفعالا . فالصحيح مهما كان نوعه أو مصدره انما هو يعبر عن الحقيقة , فاذا كنا قد قرأنا أو سمعنا عن بعض الاقوال الصحيحة لمؤسسي العقائد او عظماء التأريخ فان هذا لا يستوجب التمسك بجميع اقوالهم . واذا كنا قد قرأنا أو سمعنا عن بعض الاعمال الصحيحة لمؤسسي العقائد أو عظماء التأريخ فان هذا لا يستوجب الاقتداء بجميع أعمالهم . المطلوب هو الاقتداء بالكلام الصحيح وليس بصاحب الكلام , والاقتداء بالعمل الصحيح وليس بصاحب العمل . لأن صاحب الكلام الصحيح أو صاحب العمل الصحيح هو انسان ومن الممكن ان يخطأ الانسان في ظروف معينة حتى لو كان عظيما أو حكيما , فالانسان قد يمر بظروف صحية أو نفسية فتؤثر على قدراته العقلية تأثيرا مؤقتا , فتراه اليوم مثلا يتصرف او ينطق بالصواب وفي ظروف اخرى يجانب الصواب دون ان يدري . ان الخطأ احتمال وارد في سلوك او كلام اي انسان وانه لا يجوز الاقتداء بالخطأ حتى وان كان صاحبه عظيما او حكيما .
اننا نعتقد ان منتوجات السابقين لم تعد مطابقة لمواصفاتنا القياسية , وبالتالي فان الدعوة الى الاقتداء الكامل بمنتوجات السابقين انما هي دعوة غير مناسبة لعصرنا هذا , اذ ان لكل عصر ظروفه ولكل مكان ظروفه , ومن كان عظيما في عصره فان عظمته تناسب ظرفه ولا تنسحب على عصرنا هذا الذي يتميز عن جميع العصور السابقة بميزات كبيرة وعظيمة , انه عصر ( اقتحام الفضاء ) وعصر( تكنولوجيا الاتصالات ونقل المعلومات ) وعصر ( الجينوم وهندسة الجينات والتحكم بالخلية الحية ) . في عصرنا هذا تحدث المعجزات , نحن نملك الحقيقة فكيف نتبع من لم يملكها ؟ وكيف نقتدي به ؟
اننا بصراحة لا نريد ان نحيا سذجا حتى وان كانت هذه السذاجة فيها نعيم , ولا نريد ان نحيا في أوهام حتى وان كانت هذه الاوهام فيها عسل . ان الاوهام والخرافات لا تجد طريقها لتعشعش في عقول الناس إلا عندما تجهل الناس الحقيقة , وفي عصرنا هذا ـ عصر المعلومات والحقائق العلمية ـ فان الاوهام والخرافات والحكايات غير الواقعية لا تنطلي إلا على السذج من البشر الذين لا يتمتعون بقوى عقلية ونفسية سليمة . اننا بحاجة الى صياغة مفاهيمنا ومبادئنا وقيمنا الاخلاقية في عصرنا هذا استنادا الى الحقائق العلمية المتوفرة بين أيدينا في الوقت الحاضر لكي لا نشعر بالانفصام بين العقيدة والحقيقة .
واستنادا لما تقدم فاننا نرى ان هناك ضرورة ملحة ومبررات قوية لتأسيس عقيدة جديدة تصلح للعصر الحالي للبشرية , عقيدة تنسجم مع الحقائق العلمية ومع الطبيعة البشرية وفي نفس الوقت لا تتعارض مع قوانين الطبيعة المادية , وتكون هذه العقيدة بديلا عن جميع العقائد الموجودة في العالم في الوقت الحاضر . اننا لا ننكر ان جميع العقائد الشائعة في العالم حاليا قد أدت خلال العصور السابقة خدمات عظيمة للبشرية , وكان لها أهمية كبيرة في مراحل تطور الفكر البشري , فقد كان لوجودها ضرورة وكان لقيمها الاخلاقية دورا كبيرا في حماية المجتمع بالرغم من جانبها السلبي المخدر , وعلى العموم ان يحيا الانسان على أمل سرابي خيرا من أن يحيا بدون أمل , ولقد آن الاوان لكي تحال تلك العقائد على التقاعد بعد ان انتهى دورها وانتهت رسالتها .
اننا في هذا العصر لسنا بحاجة الى القناديل التي لا تنير إلا طرق الاوهام والخرافات , ولسنا بحاجة الى الخبز الذي لا يشبع إلا المخدوعين والسذج , ولسنا بحاجة الى الروايات والحكايات التي لا تنطلي إلا على الجهلة والواهمين . فلدينا في عصرنا هذا ما هو خيرا منها , لدينا العلم ومنجزاته العظيمة , فهو النور وهو الخبز وهو الحقيقة الناصعة . ان الشيء الوحيد الذي يرضينا هو الحقيقة , فطالما نملك العين التي تبصر والاذن التي تسمع والعقل الذي يفكر فاننا لن نقتنع إلا بالحقائق العلمية . لقد شهدت البشرية عبر تأريخها الطويل حروبا ومنازعات كثيرة بسبب اختلاف العقائد واختلاف الحضارات , ولا زالت هذه المنازعات موجودة لغاية عصرنا هذا , وهو شيء مؤسف , لأنه لا يليق بالبشر في هذا العصر ان يتنازعوا ويتقاتلوا بسبب مفاهيم ومعتقدات وضعت في عصور سابقة ولا يملك أحد الدليل على مصداقيتها وهي بالاساس لا تتفق مع الحقائق العلمية .
وتأسيسا على كل ما تقدم فاننا نعرض من خلال هذا الكتاب عددا من المقترحات التي نراها كفيلة بتحرير الانسان في كل مكان على سطح هذا الكوكب تحريرا كاملا من عبودية او تبعية العقائد القديمة , وتقطع الصلة تماما بكل معتقدات ورموز تلك العقائد , وتوفر مناخا حقيقيا للتقارب والتآلف بين شعوب العالم كافة , منتهجين نهجا علميا وعلمانيا وعالميا في صياغة المفاهيم التي تشتمل عليها هذه المقترحات , ومتخذين من الحقيقة شعارا وغاية , ومتمسكين بجميع الوسائل التي تخدم قضية السلام العالمي وقضية حقوق الانسان وتخدم مباديء وقيم الحضارة والتقدم .
ملاحظة : يتبع الجزء الثالث



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية العقيدة الدينية / الجزء الاول


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - نهاية العقيدة الدينية / الجزء الثاني