أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى سماحة السيد عمار الحكيم















المزيد.....

رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى سماحة السيد عمار الحكيم


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحية لكم مني ومن عائلتي المغتربة في إحدى بلدان العولمة الديمقراطية ، حيث ينعم غالب من يعيش على أرضها بالراحة والأمان ، بالمساواة التامة مع حقوق الهولنديين الأصليين بحيث جعلتنا المملكة الهولندية لا نحتاج إليكم ولا إلى نموذج دولة تسعون لإقامته بتعثر ، بل لسنا بحاجة إلى العراق أيضا طالما يحكمه نرجسيون لا يردون عدوانا عن شعبهم . صرنا مثل اليهود العراقيين ، الذين هـُجـّروا في خمسين القرن الماضي إلى خارج وطنهم لكنهم حافظوا على رمزيتهم الثقافية العراقية وبمحبة لوطنهم لا تزول . نحنّ إلى تراب الوطن والى ذكرياتنا الغالية في طفولتنا وفي زنزانات سجوننا وفي أيام نضالنا في شوارع مدننا، نحنّ كثيرا إلى نسيم الفراتين وشط العرب في البصرة الغالية . بصراحة أقول نحنّ إلى قبور أهالينا إذ نجد حبنا للعراق منحوتا ً فيها .
علمتُ من نشرات أخبار التلفزيونات العربية والعالمية أنكم كنتم محقين في تفاؤلكم بتطبيع العلاقات أولا ، بين ائتلاف دولة القانون برئاسة السيد نوري المالكي والائتلاف الوطني العراقي برئاسة السيد إبراهيم الجعفري ، ومن ثم نجحتم في توحيد صفوف الائتلافين في كتلة واحدة لمنافسة كتلة ( العراقية) بقيادة أياد علاوي ، التي كانت قد فازت بأكثرية المقاعد في انتخابات 7 – 3 – 2010 مما جعل الأستاذ (علي الأديب ) القيادي في دولة القانون يطلق على ذلك الفوز لقب (المعجزة) . كما أن جميع ماكينات المساءلة والعدالة وكذلك ماكينات المفوضية العليا للانتخابات اشتغلت هي الأخرى ، ليلا ونهارا، من اجل الوصول إلى الشق المزور في جبل الانتخابات البرلمانية من وجهة نظر السيد نوري المالكي عسى أن تجد منفذا آمنا لتغيير نتائج الانتخابات لصالح دولة القانون عن طريق إعادة ( الفرز والعد ) بالطريقة اليدوية وليس بالطريق الإلكتروني .
لا أريد ، أيها السيد عمار، أن أتحدث بتشاؤم عن هذا (التحول الكبير) بتأسيس (الائتلاف الجديد) بعد سبع سنوات من اشد مراحل التاريخ العراقي بشاعة حينما عاث الإرهابيون العراقيون والعرب والعالميون متحالفين أو متآلفين مع الميليشيات الطائفية المسلحة ، الشيعية منها والسنية . كان بعضها قريبا جدا من قوى متحالفة داخل ائتلافكم نفسه ، كما تشير الكثير من الوقائع واعترافات المعتقلين في المحافظات الجنوبية والوسطى مما دفع السيد نوري المالكي ان يضع معزف الصمت جانبا في محاولة لضربة قوية سميت في حينه (صولة الفرسان) اكتشف فيها وخلالها الكثير من الدروب السياسية والطائفية الخبيثة.
لقد أعلنتم تحالفا وحـّد صفوف السياسيين الشيعة القدماء مع السياسيين الشيعة الجدد . داخل هؤلاء وأولئك نجد (بعض السنة) يعملون بتواؤم وباتفاق معكم ، ليس من اجل تحقيق رفاهية الشعب ، بل وفق الحصول على (الغنائم السياسية والاقتصادية) عبر تحالف (الأضعف مع الأقوى) وهي النظرية الطائفية اليهودية المعروفة في العالم كله.
التحالف بين القوى السياسية شيء مشروع بالمطلق لا غبار عليه، لكن بشرط أن لا يكون رد فعل طائفي ناجم عن العجز القيادي وأن لا يحمل وعيا يتمنى (نهاية الآخر) .
إن الملايين ستكون معكم حتما إذا كان تحالفكم الجديد ، أيها السادة : عمار الحكيم وباقر صولاغ وعلي الأديب واحمد الجلبي وعادل عبد المهدي ومقتدى الصدر ونوري المالكي ..الخ ، قائما على القيم الاجتماعية – الاقتصادية التي تخلص الملايين من أبناء شعبنا من البؤس والشقاء والعيش في أدنى حد من مستوياته الإنسانية حيث كثيرا ما نشاهد في جميع تلفزيونات المحافظات العراقية تآلفا منقطع النظير في تساوي الإنسان العراقي ، البائس ، الفقير مع الكلاب والقطط والفئران وهم يبحثون عن لقمة العيش في أكوام الزبالة والقمامة .
إنكم حتما شاهدتم تلك المشاهد المزرية مثلنا ، لكنكم لم تفعلوا شيئا يراعي ويأخذ بعين الاعتبار إنسانية الإنسان وحيوانية الحيوان . مما جعل الفقير العراقي متميزا في سلوكياته العاطفية عن سائر الخلق فلا يعرف احد على وجهه الفرق بين مظاهر السعادة أو الغضب أو المفاجأة أو الحزن أو القرف أو التمرد .
خلال سبع من السنين العجاف مرت على شعبنا في العراق ما وجدنا من (الطائفية السياسية) ، السنية والشيعية ، أي خطوة في اقتصاد دولة ما بعد نيسان 2003 تتكفل بالرعاية الاجتماعية للمحتاجين من أبناء شعبنا ، من الكادحين والبؤساء . لقد ذهبت أدراج الرياح جميع مطالبات المتظاهرين في الساحات والشوارع مدافعين عن حقوقهم المشروعة . لم تكن آذانكم ، في ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي ، مصغية لاحتياجاتهم ، بل أنكم لم تردوا لهم حتى جميل أصواتهم الانتخابية التي منحوها لكم ، لتكونوا أعضاء في البرلمان ، ربما عن وعي منهم أو من دون وعي .
اشهد أنكم ، جميعا ، من دون استثناء ، أيها المتحالفون القدامى والجدد قد حررتم قوى ( الوظيفة الحكومية) من صفتها العمومية لتجعلونها وظيفة خصوصية منحتكم وعائلاتكم أرقى الامتيازات البورجوازية ، التي لا نشاهد مثيلا لها في الدول الرأسمالية المتقدمة ، التي نقيم فيها . كما أنكم والمحيطين بكم قد حققتم أيضا ، نجاحات كبرى لبعضكم أو لكثير من أفراد أحزابكم وكتلكم السياسية نظاما سوقيا ، عربي الأبعاد ، في استيراد البضائع أو المقاولات تحت واجهة تنشيط التجارة العراقية وأعمار البلاد ، موهمين الناس أو أن بعض الراكضين وراء المغانم يوهمونكم أن تحرير قوى السوق التجارية هي أرقى أنواع الحرية والديمقراطية ، محركين لدى جميع المتآلفين والمتحالفين في جبهتكم كل أنواع الشغف بجمع الأموال الطائلة لترويض الرأسمالية العالمية المتجهة نحو الاستثمار داخل العراق ، وقد قبضتم بذلك على جميع حقوق الإنسان العراقي الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق إرادتكم .
أيها السادة القادة : عمار الحكيم ونوري المالكي وإبراهيم الجعفري :
إن ملايين البشر العراقيين لم يتحقق لهم منذ سبع سنوات عجاف من حكوماتكم المتعاقبة على دست ( الحكم – الغنيمة ) لا فرصة السكن الآدمي ولا فرصة العمل الإنساني . أصبح للفقراء العراقيين بسببكم أن لا مستقبل لهم ، لا مستقبل ماديا مأمون الجوانب ولا قدرة حيوية على الدفاع عن كرامتهم ، بل هم يعيشون الليل والنهار على توتراتكم السياسية وعلى دوي ودماء المفخخات الإرهابية . كما أن ممثليكم في اغلب مؤسسات الدولة يهمشون الفئات المستضعفة اقتصاديا وسياسيا، كما هو حال النساء اللواتي يواجهن الاختطاف والاغتصاب والحد من وظائفهن في الدولة . كما هو حال المعوقين وكبار السن يعيشون على كآبة الرعاية الاجتماعية . كذلك العاطلون عن العمل والمعاقون والشباب غير المتعلمين ، كلهم يواجهون في حياتهم تدهورا وانحطاطا ، بينما أنكم ساهون تماما عن الطفيليين المحيطين بكم في كل مكان ، عن النفعيين المتسترين ببطاقات أحزابكم وعن الفاسدين المتلاعبين بالمال العام .
كل العراقيين يصرخون بأعلى أصواتهم يطالبونكم بحمايتهم من غول الدهر الإرهابي وإنصافهم ببعض حقوقهم من ارض الرافدين وخيراتها ، لكنكم لا تسمعون تلك الأصوات ، لأنكم منشغلون بتقاسم الوزارات والمناصب السيادية تحت شعارين :
الأقوياء أولا ،
الأغنياء في مقدمة الجميع .
كما يبدو من خلال إجراءات حكوماتكم ووزرائكم خلال السبع العجاف أن الديمقراطية التي تعلمتموها لا تتعظون بها ولا بدروس التاريخ الإنساني كله التي غيابها معناه تدمير الحياة الاجتماعية الشعب العراقي وهو يعاني الضيق والشدة إذ لا يحصل على أي شيء منكم غير بعض أشكال (المنــّة الخيرية) في بعض المناسبات الدينية.
أن تحالف ائتلافي دولة القانون والوطني العراقي سيجعل حتما هذين الركنين المتلازمين قوة كبرى تتمنى الملايين من الناس أن لا تكون تابعا إقليميا ، ولا شكلا من أشكال المحاصصة ، ولا نموذجا للطائفية السياسية المتعارضة تعارضا مركزيا ليس فقط مع الديمقراطية التي يحلم بها الشعب العراقي بل تتناقض أساسا مع كل أقوالكم وتصريحاتكم في المقابلات التلفزيونية خلال شهر نيسان كله .
أرجو أن لا يتحقق ظني وظن الكثير من العراقيين بأن تحالفكم الجديد هو شكل من أشكال سياسة (الحماية الطائفية) التي ستتقاتل عند تشكيل الوزارة الجديدة على الفوز بــ(المناصب السيادية) كأنما نظرية المناصب السيادية تعزز بقاء (النوع الطائفي) طالما الحياة هي صراع في سبيل البقاء وجمع الغنائم والثروات . كما أرجو أن لا يتحقق ظن الملايين من أبناء الشعب بأن المسألة الحيوية أمام ائتلافكم الجديد أن لا يكون تشابك الأيدي القوية بما يخدم المصالح الخاصة والمنافع الذاتية .
أيها السيد عمار الحكيم .
هلا مهدتَ لكي تزهر ولو وردة واحدة في عمر الوضع السياسي القادم كي لا يؤوب زمان العراق إلى وراء كما حصل في سنوات سبع مظلمات تعلقت خلالها عيون أبناء الشعب كلهم بدماء الشعب الصابر على التضحية .
لكم مني تحية أخيرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 7- 5 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد علي اللامي
- آللهم نجنا من زعاطيط السياسة
- العلمانية وأسس تحرير الإنسان العراقي وانعتاقه الفكري والسياس ...
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى خلفاء بغداد الثلاثة
- صدمتان سياسية ونفسية بين الوزيرة ورئيس الوزراء ..!
- عودة العراق إلى عصر صناعة الأحذية يدويا ..!
- عن المعجزات والمستحيلات في السوق الانتخابية الحرة ..
- رسالة مفتوحة ثانية من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي
- الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي رئيس الوز ...
- صفات الإبصار في عقل النائب الحمار ..!
- هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟
- الموت تفخيخا ووعد خمور الجنة وحور العين ..!
- مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين
- أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القا ...
- البرلمان الطائفي أفيون الشعوب ..!!
- تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!
- ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى سماحة السيد عمار الحكيم