أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ميس نايف الكريدي - أين قضية المرأة عندما يكون جسدها ميدان البطولة والفتوى والتشريعات














المزيد.....

أين قضية المرأة عندما يكون جسدها ميدان البطولة والفتوى والتشريعات


ميس نايف الكريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 01:55
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


أين قضية المرأة عندما يكون جسدها ميدان البطولة والفتوى والتشريعات

ميس نايف الكريدي((الثرى))
نكتب من أجل المرأة , أو نعمل محاولين استمالتها أولا كشريك في مناهضة التمييز على أساس الجنس ,وثانيا كحامل حقيقي لقيم هذا النضال الواعي ضد كل أشكال ذلك التمييز,ونعلم أن النهاية ليست قريبة أو سهلة , خاصة , وأن هناك بنى اجتماعية وفكرية واقتصادية ,عمرها سنوات من الجمود , والحصار الإنساني الذي أحكم قبضته على المجتمع أولا, ونال أكثر ما نال من المرأة .. المشكلة أصلا تحمل أبعادا نفسية , وهذه الأبعاد وليدة ظروف مجتمعات عاشت قهرا اجتماعيا عاما على مدى سنوات , فمشكلتنا مع هذه المجتمعات ليست مجرد ضرب الرجل لإمرأته أو العكس على سبيل النكات التلفزيونية التي يراد منها تمييع المشكلة القائمة على أرض كل المجتمعات المتخلفة ,أو خلق كوميديا تذكرنا بياسين و فطوم , في مسلسل صح النوم.. إن التعاطي مع قضايا المراة يلزمه بعد ثقافي حقيقي , يربط بين واقع المجتمع عموما ومشكلة المرأة خصوصا,لأن التخلف أصلا وليد الجمود والسلفية من جهة , والحكم الاستبدادي القمعي من جهة ثانية , وضمن هذه الظروف لا يمكن بشكل من الأشكال أن تنطلق الأفكار أو تتحرر العقول , وبالتالي فالمرأة بحكم وضعها في الدرك الأسفل من هذه البنى الاجتماعية ستتحمل الاستبداد المضاعف أولا من المجتمع بوصفها فردا كائنا فيه , وثانيا من الرجل لإيمانه وإيمانها بقوامته عليها . خلاصة القول هنا , ما يحدث ضمن هذه التشكيلات الشعبية في هذا الواقع القهري العام, أن المواطن يفقد إحساسه بالمواطنة , بل وبالإنسانية , وبدل ان تكون قيمته نابعة من قيمة عمله أو فكره أو كل القيم المعيارية الإنسانية ,المختزلة في بلاد مصادرة الحريات , وانتشار زمن العونطجية , والمحسوبيات , وعدم وجود أي ضمان إنساني حقيقي يصون كرامة الفرد , لأنه ضمن بنية هذه البلدان, حتى القانون ليس حرا ,ولايوجد نظام مؤسساتي قادر على حماية الحقوق, ولانظام قضائي نزيه يحمي الأفراد , وبالتالي تتحول القيمة المفقودة لهذا المواطن إلى جملة بدائل دينية أو غيبية , عاجزة حاليا وصابرة , وموعودة بثمن الصبر الجميل المستكين , وهنا يعوض هذا الفرد المقهور على نفسه باستبداده الخاص على من هم في الحلقة الأدنى منه اجتماعيا , وتصبح المراة كونها الأخس في معادلة هذه المجتمعات , هي العورة , وهي الشرف , وهي البديل , ويبدا هذا المطحون لآخره باللجوء لأساليب السيطرة التعويضية , ربما الحجاب , والتشدد فيه أو النقاب , أو الحصار ,والمعاملة السيئة , وجسد المرأة هذا الميدان البطولي المفتوح أمامه وله , ليثبت من خلاله القدرة ,مرة , والكرامة مرة , وترعى الحكومات , والتشريعات السلفية هذا الوضع,بما تتيحه له من تبريرات , ومساعدات من خلال التساهل في حق المرأة بالحياة , والدافع الشريف , والانتصارات الاجتماعية , وبالتالي هذا المقهور المستلب إنسانيا يجد ميدان البطولة مفتوحا أمامه فقط على جسد المراة ومن خلاله. وبما أننا اليوم في عصر السلفية بامتياز , بعد أن انحسر الفكر على كافة الأصعدة , وهزمت المشاريع السياسية والاقتصادية ,ودخل المواطن غيبوبة الغيبيات , بعد أن آمن بأن كل ما حوله قدريا لا مجال لتغييره , فقد بدأ الفكر الديني بكافة أشكاله يلقى رواجا عند أصحاب الأحلام المنتهية ,وفي زحمة الفتاوي الغزيرة , والتي تركز في معظمها على المرأة وعمل المرأة , منحت الرجل خنجرا مشحونا بالحقد ,ومدعوما بالشرع من وجهة نظره ,وانتشرت عقوبات البنطال , ومنع المشدات في الصومال , وقصة شيخ الأزهر والنقاب , والتي يمكن أن نستنتج من خلالها حجم المشكلة حين لايستطيع رجل دين بحجم شيخ الأزهر الوقوف في وجه التعصب,وتضيع الحجة المنطقية , لأن هذا الآخر يمكنه أن يتمترس عند نص أو فتوى ,متجاهلا حتى رأي من هم في الدين أعلم منه . المقصود من هذا الجدل الطويل أن المرأة في مجتمعنا تسير في حقل ألغام تشترك حتى هي نفسها في زرعه , بدءا بالأفكار السائدة عن النساء , والتي شرحتها في حديثي عن الاستلاب العقائدي سابقا , مرورا بحصر الكرامة والقيمة المهدورة الضائعة للإنسان في بلاد القهر بجسد المراة , وانتهاء بالتشريعات والقوانين المتهاونة في حقوق النساء , والفتاوي المحصورة في عدد كبير منها بالمرأة وجسدها وحجبها وسترها , تلاقي صداها عند الرجل المضطهد بجملة الاضطهاد العام, وهكذا تكون تلك المراة في عرفهم قاصرا , وموطوءة ,وحاملا إجباريا للظلم من أعلى الهرم لأسفله , ومصيبتها انها في القاعدة. وبالرغم من ان النشاط في مواجهة العنف ضد المراة له رموز معقولة في بلد يمتاز بالتكوينات المتعددة فكريا وسياسيا واقتصاديا ودينيا مثل سورية , إلا أنه في ظل هذه المعوقات ,والعقبات حتى القانونية , يظل دون المستوى المطلوب , خاصة وأن قانون الأحوال الشخصية المنتظر الذي يحمل في طياته انصافا وتجاوزا عن أخطاء قاتلة في حقوق المراة , لايزال بعيد المنال ,رغم المطالبات الجادة بتعديل المواد ضمانا لمساواة إنسانية حقيقية , وسعيا لخلق ثقافة واعية تنهض بكافة أركان المجتمع .



#ميس_نايف_الكريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ميس نايف الكريدي - أين قضية المرأة عندما يكون جسدها ميدان البطولة والفتوى والتشريعات