أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟














المزيد.....

كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 20:12
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم : اليزابيث كامبل
ترجمة : دياري صالح مجيد
قبل ثلاثون عامٍ مضت وبتاريخ ابريل / نيسان من عام 1980 , تم تجريد مابين 220000 – 300000 كردي فيلي عراقي من مواطنتهم العراقية . حيث تم نفي العديد منهم من مناطق سكناهم الاصلية ليجبروا على الزحف عبر الحدود الايرانية و ليدخلوا بعدها عقوداً من العيش في المنفى وبلا هوية وطنية معترف بها . اما من بقي منهم في العراق فقد اصبحوا مواطنين من دون هوية عراقية معترف بها في بلادهم . ويلاحظ انه وعلى الرغم من الخطوات المهمة التي اتخذت من قبل الحكومة العراقية الجديدة من اجل اعادة الجنسية لهذه الشريحة , فان المصادر تشير الى ان قرابة 100000 شخص منهم لا يزال بعد لم يمنح الجنسية .

في العراق من الامور الجوهـرية للفرد هو امتلاكه لوثيقة اثبات الجنسية من اجل الحصول على عمل , او الدخول الى ميدان التعليم و الحصول على بقية الفرص والحقوق الاساسية . فوثيقة اثبات الهوية هذه عادة ما تُطلب بهدف الحصول على الانواع الاخرى من الوثائق الثبوتية كما هو الحال مع وثائق الولادة , الموت والزواج . فبدون هذه الوثيقة عانى الكرد الفيلية ولا يزالون من حرمانهم من الحصول على الحقوق والخدمات الاساية لقرابة ثلاث عقود من الزمن على اقل تقدير .

ينتمي اغلب الكرد الفيلية الى المجموعة الشيعية ويعيشون في بغداد وديالى وكذلك في المحافظات الجنوبية في واسط , ميسان والبصرة . وهم يعيشون ولا يزالوا منذ قرون في المنطقة الحدودية بين العراق وايران على كلا جانبي جبال زاكروس .

لقد عانت هذه المجموعة البشرية ولا تزال من التمييز ضدها في العراق . ففي العام 1924 اكد قانون الجنسية العراقية على تقسيم الشعب العراقي الى ثلاثة اقسام معتمدا في ذلك على الدين والقومية . ليصنف الكرد الشيعة وبشكل منظم على انهم الجزء الاوطأ في سلم ذلك التصنيف . ولذلك فقد كانوا دائماً مستهدفين من قبل الجهات الحكومية التي ادعت بان الكرد الفيلية وبما انهم من اتباع المذهب الشيعي فانهم في الحقيقة من اصول ايرانية . لذا فعندما جائت حكومة البعث الى الحكم فانها كانت تخشى من الانشقاق والمعارضة داخل الشعب العراقي , مما دفعها الى ممارسة ذات سياسة التمييز تلك ضدهم .

في منتصف السبعينيات قامت الحكومة العراقية بتهجير قرابة 40000 كردي فيلي الى ايران , مدعية بانهم كانوا من اصول ايرانية . في حين تم في العام 1980 وبحسب القرار 666 نزع حق المواطنة العراقية من الكرد الفيلية . لتتم بعدها عملية مصادرة ممتلكاتهم من قبل الحكومة ذاتها . علماً بان العديد من العوائل التي هُجرت الى ايران كان ابنائها من اصحاب الشهادات العليا , او من اؤلئك الذين حققوا نجاحا اقتصادياً او من الذين كانوا يشغلون مناصب كبيرة في الحكومة . بينما في ايران عانى العديد من هذه العوائل من العيش في مخيمات اللاجئين ومنعوا من الحصول على عمل او تعليم وكذلك منعوا من الحصول على وثائق تتيح لهم امكانية السفر الى خارج ايران . بل انهم حتى لم يكونوا قادرين على تسجيل الولادات , الوفيات او الزيجات . حيث ذكر بعض الكرد الفيلية بانهم اذا ما ارادوا العودة الى العراق , فان العديد منهم سوف يُمنع من قبل السلطات الايرانية من العودة مجددا الى ايران بعد ان يُكتب على ملفه هذه العبارة (( يغادر ولا يسمح له بالعودة )) .

قام قانون الجنسية العراقية الجديد في عام 2006 بالغاء القرار 666 وذكر بان كل الاشخاص الذين اسقطت عنهم الجنسية العراقية من قبل الحكومة السابقة يجب ان تعاد لهم هذه الجنسية . ووفقا لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية فقد تم ومنذ العام 2003 اعادة الجنسية لقرابة 20000 عائلة وبما يشكل قرابة 100000 شخص . وهو ما يعد خطوة اولى مهمة وايجابية . الا ان التحدي الذي يواجهنا الان يتمثل في كيفية المساعدة في تسهيل عملية اعادة الجنسية لؤلئك الذين يفتقرون الى الوثائق الضرورية لاثبات اصولهم العراقية . فمن اجل الحصول على الجنسية العراقية , يحتاج امثال هؤلاء من الكورد الفيليين الى اظهار انهم كانوا مُسجلين في التعداد العراقي العام لسنة 1957 . الا ان العديد منهم غير قادر على تزويد الجهات الرسمية بالوثائق التي تثبت ذلك التسجيل . والسبب في ذلك يعود الى ان العديد من قيود السجلات المدنية قد دُمرت اثناء الحرب او انها تعرضت الى الضياع في بعض الحالات , وفي حالات اخرى لم يتم ادراج بعض الناس في سجلات الاحصاء تلك بكل بساطة .

يملك العراق اليوم فرصة حقيقية ليكون مثالاً للقيادة الدولية في مجال حل المشاكل الخاصة باؤلئك الذين جُردوا من حقوقهم المدنية عبر اسقاط الجنسية عنهم (هوية او وثيقة التعريف الرسمية في العراق ) . لذا فالبتعاون مع وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة , فان هذه المنظمة ( المنظمة الدولية للاجئين refugess international التي تعمل فيها كاتبة المقال) تطالب بمنع ( تكرار هذه الجريمة ) وحماية وايجاد الحلول لامثال اولئك الاشخاص , وبذلك يتوجب على الحكومة العراقية الجديدة ان تبحث عن حل سريع لهذه المشكلة . كما يتوجب على وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة العمل على جعل مشكلة الكرد الفيليين اولوية عليا بالنسبة لها فضلا عن العمل على نشر هيئة حماية خاصة وظيفتها التركيز على هذه القضية بشكل خاص . فعلى الرغم من ان هنالك العديد من التحديات الانسانية الضاغطة في العراق اليوم , فان مشكلة الكرد الفيليين يمكن لها ان تُحل . خاصة وان الاطار القانوني الضروري الخاص بها موجود و عبرت في الماضي القريب الحكومة العراقية عن حكمتها السياسية القوية في مجال اعادة الجنسية لهذه المجموعة العراقية . لذلك فمن خلال الاهتمام المشترك والمستمر , فان هذه القضية يمكن و يجب ان تٌعالج .



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية
- القارة الافريقية والتنافس الايراني – الامريكي
- مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟
- مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ...
- مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا
- جغرافية الانتخابات في العراق بين الحتمية والامكانية
- كيف يتوجب علينا النظر الى ماكتبه كيسنجر مؤخراً حول العراق ؟
- احدى الروايات الايرانية تجذب اهتمام مترجم امريكي
- الوجه البريء للبرنامج النووي الايراني
- التصعيد الجديد في المنطقة لمصلحة من ؟
- اقتل سلطانا تصبح سلطانا ... اقتل شعبا كالعراق تصبح مجاهدا
- قطع الارزاق ومن ثم الاعناق .....رسالة مفتوحة الى السيد نوري ...


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دياري صالح مجيد - كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟