أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 2/4















المزيد.....

القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 2/4


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 23:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 2/4


السلفية منظومة جبرية

يحق لنا الجزم بان" المنظومة السلفية جبريّة من حيث انها لم تنتصر قط للحرية الإنسانية، واذا كانت الجبرية المطلقة التي يقول بها الجهميّة لا تعدو ان تكون نفيا للقدرة الإنسانية على الفعل و نفيا للإرادة الإنسانية على الإختيار، فإن هذا هو عين ما انتهت اليه من الناحية العملية اطروحات الأشاعرة التي لا تعدو أن تكون في نظرنا مجرد تقنين كلامي للموقف السلفي المتوجس بطبعه من الحرية. و إلا فما هو الفارق بين النصين التاليين الذي نورد اولهما عن الجهمية و الثاني عن ابي الحسن الأشعريّ؟. يورد الشهرستاني عن جهم قوله ان الإنسان ليس يقدر على شيء و لا يوصف بالإستطاعة و انما هو مــجبور على افعاله لا قدرة له و لا اختيار، وانما يخلق الله الأفعال فيه على حسب ما يخلق سائر الجمادات. أما النص الثاني فهو قول الأشعري : ’’ان جميع الموجودات من اشخاص العباد و افعالهم كذلك سائر المخلوقات و حركاتها كلها مخلوقة لله’’ في كلا النصين، نفي للقدرة الإنسانية ’’المؤثرة’’ نعم ان الجهمية ينفون وجود القدرة اصلا و بالتالي ينفون ان يكون لها أي اثر في الإيجاد أو الإحداث، بينما يثبت الأشاعرة وجود القدرة، و لكنه اثبات كالنفــي سواء بسواء، لأنهم لا يعترفون بأن لهذه القدرة تأثيرا مستقلاّ في الإيجاد والإحداث، بل يفسرون هذا التاثير بما يسمونه "الكسب ".. المرادف للجبر، وهذا ما توصل اليه بن تيمية حين كتب صراحة في "منهاج السنة" ج1ص325/326 يقول ليس بين قول الأشاعرة هذا و بين جهم بن صفوان في قوله بالجبر الخالص الا اختلافا لفظيا "(1)

و مجمل القول فأن السلفيين يؤمنون (إمّا مسايرة للحكام، أو لقلة فهمهم، أو لعدم تقديرهم الله تعالى حق قدره، أو للأسباب الثلاثة مجتمعة)، أن الإنسان مقهور على التخطيط والفعل. ففي اعتبارهم أن سرقة السارق و لواط اللوطي و سجود الوثني أمام صنمه هي ــ والعياذ بالله ــ من الله تعالى إرادة و فعلا , تخطيطا و تنفيذا!! .فلم يكفهم نسبة التخطيط لله تعالى. حتى اضافوا اليها التنفيذ !!! لأجل ذلك فأن قحاب عالمنا الإسلامي أتخذن من القضاء و القدر حجة لفجورهنّ ! فإذا كنا سمعنا قديما بأن المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين ، فلنؤمن من الآن فصاعدا بأن المكتوب على الأكساس ( الفروج ) لا بدّ أن يراه الناس، أو المكتوب على الفروج لا بدّ ان يظهر و يروج !. جاء في الصفحة 45 من كتاب "الروض العاطر في نزهة الخاطرللشيخ النفزاي (فقيه تونسي عاش في القرون السالفة) وعلى لسان حمدونة اخت المأمون وزوجة الوزير الأعظم مخاطبة وصيفتها في معرض تبريرها جريمة الزنا التي اقترفتها مع بهلول مهرّج السلطان : " اسكتي عنّي، وقع ما وقع، و كل فرج عليه اسم ناكحه حبّ من حبّ و كره من كره، ولولا اسمه مكتوب على فرجي، ما كان يتوصّل إليّ هو ولا غيره من خلق الله تعالى، و لو يهب لي جميع الدنيا وما فيها!" إهــ .

فلا عجب اذا و نحن نسمع الفنانات الساقطات والراقصات الفاسقات (اللاتي رفعن الى درجة نجمات)،يقلن بأن ارادة الله تعالى هي التي شاءت أن يكون أداؤهن جيدا او رديئا، وإن أداءهن سيتحسن أو يستمر في جودته " بعون الله و مشيئته" !

من ضعفها العقلي أوتيت السلفية


كان مردّ سقوط رموز المنظومة السلفية في خطيئة نسبة المظالم الى الله تعالى، ضعف امكانياتهم الذهنية التي جعلتهم " يتوجسون خيفة من أن يكون في القول بالقدرة الإنسانية إفتـئات على الإقتدار المطلق للمشيئة الإلهية، و إلغاء لمفهوم القضاء و القدر، و مبعث التوجّس هو أن " سلف " السلف لم يكن لهم في المسألة قول وردت به الأخبار، في حين أن هذا السلف يفتقد الأدوات العقلية اللازمة لحسم المسألة، وهو افتقاد كرّسته العادة المضطردة على الأتباع، و إلاّ فإن إثبات الإرادة الإنسانية لا يشكّل في ضرورة العقل تناقضا مع إثبات القدرة المطلقة لله تعالى . طالما أن الله تعالى هو الذي خلق هذه الإرادة و أقدر الناس على إنفاذها " (2)

" و الآيات التي تقرّر حرية الإنسان كثيرة جدا منها قوله تعالى( من عمل صالحا فلـنفسه و من أساء فعليها، و ما ربّك بظلاّم للعبيد) فصلت 46، فأسند العمل الصالح و العمل السيئ الى الإنسان و لو لم يكن الإنسان حرّا ما أسند اليه الفعل. و في موضع آخر من القرآن الكريم يقول الله سبحانه( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) الشورى 30 ،أي أنّ الشرور التي تعرض للإنسان إنماهي أثر من آثار عمله و نتاج إختياره و تصرفه، وأن القرآن ليتحدث عن المفاسد و الجرائم التي تحيط بالناس فيبيّن أنها ليست من صنع الله، وانما هي من عمل البشر( ظهر الفساد في البرّ و البحر بما كسبت أيدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم 41 " (3) .

و لقد كان مفهوم القضاء و القدر واضحا و مبسّطا و مفهوما لدى الصحابة رضوان الله عنهم و لم تكن مسألة القضاء و القدر محاطة بسياج من المرويات الزاجرة والوصايا المثــقلة بالتحريم و التجريم لمن حام حول حماها و حاول معرفة كنهها ( مرويات من قبيل : "اذا ذكر القدر فأمسكوا !" ).

كما ان ممارسة الصحابة كانت تشي بفهمهم العميق و الحاسم لمسألة للقضاء والقدر، من ذلك ما يروى عن عمر رضي الله عنه انه جيء له بسارق ثبت جرمه فسأله ما حملك على السرقة: قال قضاء الله يا أمير المؤمنين ! فقال رضي الله عنه و أنا أقطع يدك بقضاء الل.ه ثم أمر بضربه ثلاثين سوطا لكذبه على الله تعالى . ومن بليغ النوادر أن رجلا آذه بعض جيرانه بتكرار حذفه بالحجارة، فلما لامهم أجابوه : ما ضربناك، و لكن الله هو الذي ضربك ! فقال : كذبتم، لو كان الله الذي ضربني ما كان ليخطئني، ولأصابني من أول ضربة!

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عبد الجواد ياسين السلطة في الإسلام ص 134 .
( 2) عبد الجواد ياسين السلطة في الإسلام ص 134
(3) سيد سابق العقائد الإسلامية ص 89/90



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 1/4
- إحباط ( قصة قصيرة)
- إنفعال!( قصة قصيرة)
- رعب ( قصة قصيرة)
- وصمة!!( قصّة قصيرة)
- هراء !! ( قصة قصيرة)
- في جاهليتها الأولى، كانت المرأة أرفع مكانة وأشرف قدرا من جاه ...
- شهادة من أكبر صنم وهّابي معاصر :النقاب ليس فرضا ولا سنّة !!
- العدوان الوهّابي على المرأة
- إختيار ! (قصّة قصيرة)
- ابن تيميّة: كان مجرّد فزّاعة سلفيّة مضحكة 4/4
- بن تيميّة: كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 3/4
- بن تيمية كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 2/4
- ابن تيمية: كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 1/4
- إمتنان ! ( قصّة قصيرة)
- ردّ على مقال السيد صلاح يوسف- لماذا تركت الإسلام-
- إدانة! ( قصة قصيرة)
- شرف!! ( قصة قصيرة)
- توتّر! ( قصة قصيرة)
- فضيلتان!( قصّة قصيرة )


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - القضاء و القدر بين السلفية و الإسلام 2/4