أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد عقل - كلمات في الذكرى العاشرة للشاعر توفيق زيّاد














المزيد.....

كلمات في الذكرى العاشرة للشاعر توفيق زيّاد


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 912 - 2004 / 8 / 1 - 12:32
المحور: الادب والفن
    


عندما تريد أن تتحدث في ذكرى صديق أو رفيق درب, تجد الكلمات تتبخر والذكريات تزدحم, فهي كثيرة وكبيرة, فمن أين تبدأ؟.

هذا في الوضع العادي, لكن عندما يطلب منك أن تتحدث في ذكرى قائد كبير, ومناضل عريق, إبن الشعب والحارة, محب للإنسان في كل مكان, تكون المهمة أصعب من ذلك بكثير.

هذا ما حدث معي عندما حاولت تنفيذ ما طلب مني بهذه المناسبة الغالية علينا جميعا, ألا وهي ذكرى القائد الفَذ والمناضل الشعبي إبن الناصرة الشاعر توفيق زيّاد الذي نقيم له أمسيتنا هذه في عرعره.
حقا إحترت من أين أبدأ. هل من عرض ما مرّ علينا من مرارة النضال منذ فراقك يا أبا الأمين؟ وما تقوم به حكومة اليمين بقيادة شارون من قتل وتدمير لكل ما هو فلسطيني, أم من مظاهر الفاشية والعنصرية التي نواجهها يوميا والتي تنمو وتكبر وتشتد في دفيئة اليمين المتطرف هذه. أم من ضائقة الفقر والبطالة التي تتعرض لها جماهيرنا الكادحة جراء هذه السياسة العدوانية .

هل أبدأ من آلام الشعب الفلسطيني اليومية, والحصار الفاشي لقائده الرمز ياسر عرفات, ومع الحصار للشعب الفلسطيني عامة, وإعتقال وقتل مناضليه من أجل الحرية والإستقلال. هذا القائد الذي فقدت حياتك وفارقتنا كلمح البصر وأنت عائد من إستقباله في أريحا في يوم الثلاثاء الخامس من تموز 1994 عندما بلغنا الخبر رفضنا أن نصدق ...شككنا فيما قيل لنا ونحن نشارك في مؤتمر نقابي ... قبل يوم فقط كنا قد التقينا وتحدثنا طويلا في مكتبك البرلماني .... قبل يومين كنا معا في غزة هاشم حيث التقينا الرئيس العائد ياسر عرفات ... بالنسبة لي كان اللقاء الاول معه لكن بالنسبة لك لم يكن اللقاء الاول .. نظرت كيف تم العناق بينكما ... مع إنني كنت على إطلاع أيها الحبيب على السّر المكشوف للقائك السري به في أوائل السبعينيات في إحدى المنتجعات في ألمانيا الديمقراطية.يوم كان اللقاء مع كل ما هو فلسطيني محظور .. لكنك لم تخف والتقيته... أترى لقد كتمت هذا السر وها أنا أكشف عنه بعد أن كشفه زميلك في اللقاء يومها.

هل أبدأ من ذكريات السجن في سجن " الدامون" الواقع على جبل الكرمل الذي أحببته وعشقته كباقي مناطق وطننا – فلسطين.. عام 1958 في الأنتفاضة العمالية الأولى التي قمت بها وزملائك ضد سياسة التجويع والتركيع ....ضد القمع والكبت على البقية الباقية من جماهير شعبنا وعماله الكادحين ... ضد سياسة تصاريح العمل التي أستخدمتها قوات الحكم العسكري لابتزاز العماله والخنوع ... مثلما تحاول أن تفعله اليوم مع عمال فلسطين في الاراضي الفلسطينية المحتلة ...... ما سمعته من حكايات كطفل وفتى من زملائك في السجن..عن دماثة خلقك ...عن النكات والمقالب التي قمت بها معهم ..........عن دروس محو الامية والتعليم النظري ..عن ذلك السجان الروماني الاصل الذي استطعتم أن تجندوه ليضمن لكم وصول صحيفة "الاتحاد" وينقل أخباركم أول بأول تاى قيادة الحزب والصحيفة .... وعن نظامكم اليومي وما كتبته من أشعار استطاعت أن تقلق السلطة وسجنها.. عن مقالبك الدائمة وقصة كعوكت البنطلون يا توفيق مع المرحوم والمناضل محمد الشريدي.

هل أبدأ أيها الفارس من أول لقاء عرفته فيك يوم حضرت خطيبا لمهرجان سياسي نظمناه في قريتنا عرعره للإنتخابات مع زميلك الشاعر سميح القاسم.. وما لقيناه من تشجيع لديك نحن الشبان المتحمسين, أم من مهرجانات يوم الأرض, ومخيمات العمل التطوعي وزيارات التضامن للمنطقة, والحلقات البيتية التي لم تتأخر عن المشاركة فيها في قريتينا عارة وعرعرة وفي كفرقرع وأم الفحم وغيرها. وبهذه المناسبة لن أنسى الدرس الذي علمتني إياه يوم ألقيت كلمك في ذكرى الأربعين للقائد الشيوعي المعروف محمود حصري" أبو العفو", عندما طلبت كلمتك لإرسالها "للإتحاد" وكان جوابك "الصحفي يكتب أولا يا جهاد", ومن يومها وأنا أكتب وبتلذذ أيها المعلم ..... .الفارس .وكم كنت سعيدا عندما سمعتك في محافل عدة تقتبس بعضا مما كتبته في مقالاتي..........

أنت أيها الفارس لم تكن تعرف أننا كنّا نقيم حلقات دراسية عمّا تكتبه من شعر وأدب وتراث.. نحن أبناء هذا البلد, وقد خسرنا قبل أيام صديقا وأخا عزيزا كان من المواظبين على هذه الحلقات.. الأخ عبد المنعم مصاروه طيب الله ذكراه.نعم قرأنا وبحثنا وتناقشنا ومن ثم لخصنا ... ليس لك فقط يا أبا الامين .. بل لرفاق دربك أيضا محمود درويش وسميح القاسم وأميل حبيبي مع "المتشائل".........

كل هذه المحطات يا أبا الأمين هي القليل القليل مما نذكره في ذكراك.. حتى تلك المسبحة التي أعطيتني إياها-ائتمنتني عليها - ما زالت في مكان أمين يا أبا الامين ، ولن أفرط بها، وفقا لوصيتك كما لن نفرط بوحدتنا وطريقنا وسوف"ندير بالنا على بعض" كما أوصيتنا " ديروا بالكو على بعض" . فرغم ظلم بعض ذوي القربى وهو أشد مضاضة ،الا أننا سوف نحافظ على وحدتنا ، على طريقنا، على شعبنا، على كل شىء .....

وأخيرا أستذكر واياك والجمهور هنا بعض الابيات الشعرية التي كتبتها وأنت قابع في سجن " الدامون "
عام 1958 وفيها طرحت خلاصة فكرنا، طريقنا ، موقفنا ، حبنا للارض والوطن ، انتماؤنا الطبقي المتجذر لدينا:

يا أمي التي في عنقها الاغلال
يا شعبي الذي يريده الطغاة
أن يقبل النعال
يا شارعا تزحم فيه بعضها
مواكب الرجال
يا أخوتي العمال
أحبكم جميعا
أحب كل قبضة مهزوزة
في وجه الانذال
وكل جبهة شامخة
في ساحة النضال
وكل كلمة جريئة .. تقال



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برامج الخصخصة مصلحة راسمالية
- لماذا يصمت النقابيون العرب؟
- ظاهرة العنصرية في -أشكلون- ليست فريدة:الضحية -عمال عرب يبحثو ...
- ملتقى الرأسمالية في اسرائيل
- وأخيرا نقابات عمالية في دول الخليج
- حتى متى هذا الاستغلال ؟؟؟
- استثمر في اسرائيل يا ستيف
- من يدفع الثمن الموظفون والمواطنون
- طهارة العرق والحركة الصهيونية
- العمال الفلسطينيون ضحايا أعمال التعذيب اليومي
- هل حضور منظمة العمل الدولية، في عالم العمل اليوم كافٍ؟!
- ارفعوا ايديكم عن مفكّرينا - قوى الظلام تمنع توزيع رواية الكا ...
- وهذه جريدتنا...
- نكبة العمال العرب
- نظام العولمة انشأ سوق عبودية من طراز جديد
- منظمة العمل العربي تستعد للدورة 92 في جنيف
- الرأسمالية تواصل سياسة ضرب النقابات العمالية وأضعاف وحدتها
- من المبكر القول إن الأسوأ قد انتهى
- المفكر والمناضل المصري د. شريف حتاتة في حديث خاص
- تأمين التقاعد: معركة لضمان شيخوخة كريمة!


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد عقل - كلمات في الذكرى العاشرة للشاعر توفيق زيّاد