أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاروق سلوم - احتواء القنبله الفراغيه















المزيد.....

احتواء القنبله الفراغيه


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 23:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس ابحارا في محيط السراب حين نقول بظرورة تنظيم الأختلاف السياسي في العراق ،
فالسياسيون مطالبون بأعادة انتاج انفسهم بعد سنوات الجمر . مطالبون ان نرى الى ميثولوجيا الدم العراقي على انها نتاج ارهابي طائفي بأمتياز ، حيث شرعن التطرف الديني والمذهبي في ظل الأحتلال الأمريكي ، احلال الدم العراقي ، وفجرت السلفيات كل عناصر الأختلاف التاريخي ، وكأننا اليوم ندعو الى ولادة تاريخيه رافدينيه للوعي وحقائقه الكبيره في قلب الهزة التي بددت كل ثابت انساني وتاريخي في حياتنا الراهنه . ان التكيف مع الكارثه يفرض مقولات وحقائق كثيره ، و ان من حق السياسي ان يستريح خارج الغابه ليرى الى حجمها ومتاهاتها ويتأمل خطواته في طريق اشتباكها ومصائدها ، فهو بهذه الطريقه يعيد انتاج بصيرته ، ولكن الواقع يمنحنا دروسا مغايره تخالف كل فكرة ديكارتيه عن إِعمال العقل والمنطق والبحث عن مخارج وآفاق للمحنة ، فمنذ نهاية الأنتخابات وأداء السيد نوري المالكي لايمضي الى مثل هذا المنحى ، حيث تسيطر على السلوك السياسي ، المكابره والهوس والتصريحات الساخنه وتطغى على كل حضور فيما كان المطلوب احتواءا عقلانيا للحرائق ، وتكريس الخطوات في طريق البدائل الجذريه لعراق الحاضر ، في حال صفاء النوايا الوطنيه .
و ليس من الأنحياز بشيء الى المحتل ان نقول ان الأمريكيين ليسوا دائما المسؤولين الوحيدين عن اشكالياتنا السياسيه المركبه ، بل ان مسؤولية هؤلاء السياسيين كبيرة ازاء مايجري من ايقاظ لكل عناصر التفجر في الطريق الى المجهول . ان الذي حصل من تهديد وتوتر ومواجهات لم يزد الأمر الا تعقيدا وارباكا وتداخلا ، بينما اعربت كل التحالفات السياسيه والجهات الدوليه عن ظرورة القبول بحقائق الأنتخابات ونتائجها والأسراع في تشكيل الحكومه وفق توافقات مطلوبة بين الكتل ، ولم تعلن ذلك بيانات الأحزاب والأئتلافات فقط بل ان المرجعيه الدينيه ، التي حرصت الأحزاب الدينيه الحاكمه على استشارتها في كل خطوه ،اكدت على لسان ممثليها ظرورة الأسراع بتجاوز الفراغ الدستوري وملابساته والكف عن تفجير عصبيات سياسيه دفينه او ملفقه بين الفرقاء والأحزاب والأئتلافات .
المثير ان كل شيء يبدو في حالة تقدم طبيعي امام العدسات والمايكرفونات من تبادل الأدوار بين الأطراف ومن ثم بين المحكمه الدستوريه ومجلس الوزراء وهيئة المسائله ، لكن الذي يتكون جراء سلوك الساسه وممثليهم هو تصنيع كيس من القش وكيانٍ من الخطل التاريخي الذي يتجذرامام وعي الناس بعناصر الحدث وتداعياته ؛ أخطاؤه واخطاره ، وتبدو ان الخسائر التى نالت من ارصدة السياسيين لدى ابناء الشعب غير ممكنة التعويض فيما يفتقد هؤلاءِ الفرصه ويلوحون دائما بعناصر تفجير القنبلة الفراغيه التي بين ايديهم .
كنت اتساءل دائما مااذا كان السياسي العراقي يعيش حياته العاديه لبعض الوقت يوميا كأب ورب عائله ومسؤول عن حيوات من حوله ، يهما مفردات الحياة البسيطه بحيث تلفت نظره الى اسئله حقيقيه ، اسئلة قوامها مااذا كانت حياة العراقيين الذين تحملوا كل وزر تحتمل ان تكون بلادهم ساحة للصراع السياسي والأرهاب والأحتراب الطائفي والديني والتهديد الأقتصادي ، ومااذا كانت تحتاج الى سياسيين يبيعون خدماتهم المجانيه لأجندات اجنبيه وجهات خارجيه تحتدم في صراعها حول المنطقه على ارض العراق ووجوده ، ام ان الحاجه الى سياسيين يحملون عاطفة الراعي الحقيقي لشؤون الأنسان والبلاد برغم كل شيء . وقد يبدو ذلك الأمر ساذجا وليس من السياسه في شيء ، لأن السياسي كما يبدو يرى الى كل شيء من خارجه فقط ، على انه فعل اقل من حقائق الحدث كما يراه هو في عزلته وفي بعده عن الناس ، لم لا ، وقد اطلق المحتل كل مواسم الأستمتاع الأناني بالسلطة على حساب الشعب ، وثرواته وفرص عيشه ..
يقول الجنرال ستيف لانزا الناطق بلسان قوات الأحتلال في العراق : ان برنامج الأنسحاب متواصل وان القوات الأمريكيه التي ستظل في العراق سوف تنتقل الى مرحلة بناء الأستقراء الأمني وتقديم الدعم المدني !!!! والحقيقه انني كلما حاولت ان اجد ترجمة صحيحة لهذا التصريح ، تحيلني الذاكرة الى توقعات الكولونيل غاري اندرسون ، الذي انتهت خدمته في الجيش الأمريكي قبل عامين ، ثم عاد خبيرا للخارجيه الأمريكيه في العراق ليقدم تقريرا متشائما نشرته مجلة فورن بوليسي الأمريكيه في آذار الماضي ، يشير الى ان المستقبلالعراقي ينذر بتفجر غير معقول في وضع البلاد يتمثل في الأحتراب المناطقي والطائفي والصراع غير النهائي بين المكونات ، وظهور دكتاتوريات صغيره قبليه ودينيه وسياسيه في تقسيمات جغرافيه هامشيه اثمرها تفتت البلاد الذي سيبدو كنمط من صومله مقترحه اجترحتها مخيلة اندرسون وهو يختتم تقريره بالأشاره الى ايران كعنصر مستفيد وحيد من الأنتخابات ومن سوء الفهم الأمريكي للعملية السياسية برمتها . ان القلق الأمريكي يتلخص في التعبير الذي يلخصه - وين وايت الخبير في الخارجيه الأمريكيه من ان المخاوف الأمريكيه تزداد في البيت الأبيض من ان العراق سيكون مثقلا بحكومة تتحمل مسؤولية اخطاء وتجاوزات تمثلها استخدامات رئيس الوزراء نوري المالكي لأجراءات اكثر يأسا للتشبث بمنصبه مما يؤدي الى احتمالات واسعه للتشكيك بالأنتحابات وبحكومه غير شرعيه تثير التساؤول والقلق من خلال فرضها بالضغط السياسي والتخويف والتزوير،و تترافق هذه التحليلات مع دعوه قويه تتبناها ادارة اوباما الى ان الولايات المتحده قد تظطر الى دراسة تمديد بقاء بعض القوات الى مابعد الموعد المحدد للأنسحاب ازاء التشبث بالسلطه الذي اصبح يضع ادارة البيت الأبيض امام خيارات محرجه . ان المتاهه السياسيه العراقيه اليوم غير مطمئنة للعراقيين في لحظات من التفجر المفاجيء . ومهما كانت العباره او اللغه وماورائها فأن المغامرة غير المحسوبة هي التي تصف تعقيدات الحدث في دهاليز السياسه ولعبة المصالح والأدوار داخليا وخارجيا ، ولا عرّاب يصلح اليوم وسط هذه التجاذبات غير ارادة الحوار والأتفاق على وضع بديل و مرشح بديل تفرزه التوافقات الكبيره التي ستنشأ حيث تشير الدلائل الى ان اللاعبين الأساسيين سيستمرون في الحضور وفق بوصلة المصالح في ايقاعها الكمي والنوعي وفي جني الثمار، بين الأئتلافات والتحالفات الكرديه والأحزاب الأسلاميه .
واذ تبدو الخارطه السياسيه خالية من اي ميثاق شرف بين السياسيين ، تبدو الديموقراطيه المفترضة بطه عرجاء أطلقتها الكارثة وسط حقل الألغام العراقيه .



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسبارطه
- نحن ومستقبل الرايخ العربي
- مشروع السيّد
- ذكرى اصطياد الفيل العراقي
- من يقلب الطاوله على الأمريكان ..
- تحالفات الأضداد والطريق الشائك الى الغد
- الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق
- الأصبع الذي يمحو الأختزال
- دليل الناخب النجيب
- مِنْخَل الأخطاء العراقيه
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاروق سلوم - احتواء القنبله الفراغيه