أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - باركني














المزيد.....

باركني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 23:22
المحور: حقوق الانسان
    


باركني من رأسي حتى أسفل القدمين ..كن معي أينما أذهب مثل خيالي ..كن إلى جانبي كلما حاولت الابتعاد عنك..كن النور الذي في عيوني فإن الأنوار قد أطفأها الضمأ ..أنا محتاجٌ إليك كلهم هربوا مني فلا تهرب مني ..افتديني فأنا أستحقُ الفداء كما افتديت العالم كله فأنا واحدٌ منه..كن سمعي وبصري وقلبي الذي أنت فيه لأن حواسي كلها قد فقدتها أثناء رحلتي الصعبة التي كنتُ أبحثُ فيها عنك وحين وجدتك كنت قد أعلنت إفلاسي من السماسرة والدجاجلة ..كن إلى يميني ويساري ولا تدعني في الليل وحدي.. فأنا أخاف جدا من الوحدة, كن على الرصيف الذي أنا عليه, وكن على كل الإشارات الضوئية التي أقفُ عليها, كن لي وحدي..كن اللون الذي أحب النظر إليه فإني قد أصبت اليوم بعمى الألوان..كن أملي الأخير ..كن رسالة تأتيني في البريد العاجل...كن السفينة التي أنجو فيها فإن السفينة التي أنا فيها مثقوبة.. كن المطر الذي يسقط على رأسي ..كن الشمس التي بكلماتك تبعث الدفء في ضلوعي..كن عاصفاً في داخلي ..كن البرق الذي يلمع لي في الطريق ..كن الريح التي تحملني شوقاً إليك..كن المكان الذي أهربُ إليه فلم يعد لي مكان..كن البيت الذي أختبئ فيه ..كن مسطرتي التي أسطرُ وأهندس بها كلماتي..كن القاموس الذي تنبعُ منه كلماتي ..كن تاريخي الجديد ..كن السكين التي أقطع بها لحمك لإطعامي..كن مروحتي التي تهبُ على وجهي ..كن الصوت الذي يناديني .

المسني والمس جراحي وجعي كبير وجرحي عميق فأنا أنزفُ حتى من تحت أظافري وانزف يوما بدلاً عني..المس كتفي احمل عني أثقالي..المس روحي بيدك فإن روحي تختنق..ضع على صدري أصابع يديك ..أسحرني وامسخني مخلوقاً نورانيا..أنا استسلمتُ وألقيتُ سلاحي ..أركض نحوي وامتد كما يمتد البحر ..امشي نحوي..قربني إليك ..سافر في معدتي سافر في دمائي التي تشتعل ..كن قنبلة تنفجرُ في أعماق أعماقي ..كن أزميلا يحفرُ في داخلي شكلي الجديد..كن أنا ..كن قريباً من ذكرياتي ..لاطفني ومازحني قليلاً فإن مكتئبٌ وحزين..أحييني من جديد وفي كل عام كما تحيي الأزهار والنباتات بعد موتها..كن نقطة عبوري إليك ..كن الباب الذي أدخل منه فإن الباب مغلق ومن حديد..كن الرئة التي أتنفس منها فإن رئتي مثقوبة..كن غيمة في الصيف فوق رأسي ...كن قصيدتي وأسطورتي الحديثة ..كن الصباح الجميل ..كن في أحلامي كما أنت في أوهامي..كن ماء بلادي والثلج الذي يسقط على الجبال ..كن زيتونة بلدي وشجرة عيد ميلادي .

كن في حبك لي كما أنا في حبك شهيد..كن الشاهد على الوجع الذي في خاصرتي..كن طبيبي الأخصائي ...كن مسماراً في نعش أعدائي ..كن خارطتي إلى الطريق إليك فإني قد أضعت خارطتي ..كن النجم الثاقب ..كن الشهاب الذي يسقط فوق أرضي فإن أرضي بلا شهبٍ تسقطُ عليها..كن محراثا يحرث أرضي البور..كن سندي فإن الحائط الذي خلف ظهري قد سقط..كن زوبعة تمر من أمامي ..كن فرحي الوحيد فأنا أشتهي طعم الفرح.

سلم لي على أهلي جيرانك الذين جاءوا إليك ..بلغهم رسالتي إليك ..شاورهم في أمري ولا تعصي لهم أمرا..سقط القلبُ بين يديك ..جربني مرة أخيرة وستجدني الابن الضال ..أدخلني في رحمتك ..انسبني إليك ..واقطع لي بطاقة شخصية تشهد أني منك وإليك ..خلصني من هذا العالم ..خلصني من ذاك الكفر ..أخرجني إليك كما تخرج الشعرة من العجين..سامحني ..صالحني..جاوبني..لا تعاتبني كما يعاتبوني ..



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي
- من أنت؟
- من أنا؟
- هل أنت تأكل أظافرك أم ملابسك كما يفعل بعض الناس؟
- هل أنا فعلاً حمار؟
- الإنسان حيوان ابن حيوان2
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم
- تفسير سورة لإيلاف قريشٍ إيلافهم
- هل من حقي أن أختار ديانتي؟
- الثقافات المتعددة
- سيكولوجيا العنف ضد المرأة في المجتمعات الاسلامية
- فتنة المسلمين


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - باركني