أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - نصف كلمة: كلمات نووية متقاطعة














المزيد.....

نصف كلمة: كلمات نووية متقاطعة


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نيويورك حيث تجري اعمال مؤتمر الحد من انتشار الاسلحة النووية الذي تشارك فيه قرابة 187 دولة بما في ذلك إيران التي أولتْ على ما يبدو , هذا المؤتمر إهتماماً إستثنائيا بدليل أنها الدولة الوحيدة في المؤتمر التي ترأس وفدها رئيس جمهوريتها محمود نجاد بنفسه . أن طبيعة واهداف المؤتمر المعلنة واضحة , ولكن القراءة الدقيقة لما يدور خلف كواليس هذا المؤتمر , أو الإعدادات التي سبقت انعقاده , تستبطن أهدافا يأتي في مقدمتها الملف النووي الايراني . الرئيس الايراني , ألقى في هذا المؤتمر , خطابا ضمّنه 11 نقطة هاجم فيه الدول النووية الكبرى ,وعلى اثرها انسحبت وفود امريكا وبريطانيا وفرنسا من الجلسة اثناء خطاب نجاد الذي وصف فيه منظمة الطاقة الذرية بالفشل في مهامها . ومن التطورات المهمة التي سبقت انعقاد المؤتمر بشهر تقريبا , ان الولايات المتحدة , أعلنت عن ستراتيجية جديدة تستثني فيها عدم إستخدامها للاسلحة النووية ضد ايران وكوريا الشمالية , وأبّدتْ تعهدها بألزام نفسها بتطبيق هذه الستراتيجية , وهوتطور ايجابي نوعا ما في موضوعة الخيار العسكري الامريكي , لكنه لا يمنح بالتأكيد ,ايران التطمينات الكافية للوثوق بمثل هذه التصريحات بل والوثوق في مصداقية امريكا . غير أنّ المفاجأة الكبيرة التي حدثت في هذا المؤتمركما يقول المحللون, كانت في إعلان البنتاغون , ولأول مرة , عن مخزونها النووي والبالغ 5113 رأساً نووياً ,وهو رقم مرعب في عالم التسليح النووي , فإذا ما أضفنا الى هذا الرقم , ما تختزنه الترسانة النووية الإسرائيلية والذي يقدر بأكثر من 200 رأس نووي , يمكننا تخيّل الصورة المهولة في حال نشوب حرب نووية . ومن المقترحات التي يمكن ان تسبب الحرج لبعض الدول النووية الكبرى ما اقترحه الرئيس الايراني في خطابه بوجوب أنْ لا تكتفي الدول النووية الكبرى بالتصريحات الكلامية دون تفعيلها وإذا كانت هناك نوايا جدية للحد من إنتشار الاسلحة النووية ,يتوجب على الدول النووية , الإسراع في تشكيل هيئة مستقلة وبموعد يُحدّد مسبقا من قبل الدول النووية الكبرى ذاتها مهمتها , الإشراف على تفكيك الأسلحة النووية , خصوصا الموجودة في المانيا وايطاليا واليابان وهولندا .
أنّ النظرة المتفحصة لمواقف الدول النووية الكبرى المشاركة في هذا المؤتمر , تشير الى نوع من الإزدواجية في التعامل مع موضوع الاسلحة النووية , وتظهر هذه الإزدواجية بشكل واضح مع الملف النووي الإيراني , فتقديرات الخبراء الأولية مثلاً , أنها تتوقع بأنّ إيران سوف لا يكون بمقدورها إنتاج سلاح نووي قبل مضي 5 الى 10 سنوات مقبلة , والسؤال الذي ينبغي أنْ يُطرح هنا , وفقا للتوصيف المذكور وأيضاً كمصداق لإزدواجية تعامل الدول النووية الكبرى مع بعض الدول التي تطمح لدخول الميدان النووي وخاصة ايران التي تصر على مواصلة ابحاثها النووية , إذا كانت تقديرات الخبراء بخصوص السقف الزمني الذي تحتاجه ايران للحصول على السلاح النووي , لم يتوفر بعد, فلماذا إذن هذه الحرب التي يشنها الغرب بقيادة امريكا , ما دامت ايران لم تتأهل ظروف حصولها على السلاح النووي؟ , وايضا , ماذا نقول عن اسرائيل التي تملك فعليا اكثر من 200 رأس نووي ومع ذلك فهي حرة في انتاج ما تشاء من الاسلحة النووية , بذريعة انها ليست من الدول الموقعة على معاهدة عدم نشر الاسلحة النووية ؟ وإذا كانت مزاعم الدول الكبرى هي الحد من خطر الاسلحة النووية لتجنب البشرية خطر هذه الاسلحة , فأن السكوت عن ترسانة اسرائيل , هو إقرار ضمني لشرعنة تسليح اسرائيل نوويا , في وقت , أن معيار خطر السلاح النووي هو واحد , سواء وقعت إسرائيل على المعاهدة أمْ لم توقع وبالتالي يجب إعادة النظر في موضوع المعاهدة والتوقيع عليها , وكذلك ماذا نقول عن الولايات المتحدة نفسها , التي تمتلك قرابة 5113 رأس نووي حسب إعتراف البنتاغون نفسه . اليست هذه هي الازدواجية بعينها ؟أضف الى ذلك , ولكي تصبح صورة الازدواجية واضحة في التعامل مع ايران بخصوص ملفها النووي, هو وجود مشاورات تجري في مجلس الامن الدولي حول مشروع امريكي جديد لفرض عقوبات جديدة على ايران .
نحن بطبيعة الحال لسنا في معرض الدفاع عن سعي ايران النووي , ولكن المشهد طبقا لما ذكرناه , يجب ان لا يكون بمكيالين , لأن الغاية من التعامل بمكيالين مع موضوع الاسلحة النووية , بات مكشوفا . وهو منع الدول غير النووية من أنْ تفكر بدخول هذا العالم حتى وإن كان سعي هذه الدول من اجل امتلاك الطاقة النووية وللأغراض السلمية بإشراف الهيئات الدولية المختصة , وإلاّ كيف يمكن الإقتناع بهذه المعادلة غير المتكافئة :
5113 رأسا نوويا امريكيا + 200 رأس نووي إسرائيلي , وفي قبالها : لإيران 0 من الرؤوس النووية . . انها معادلة استطيع ان اسميها لعبة كلمات نووية متقاطعة أُعدّتْ بالمقلوب ! .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف كلمة :المعادلة المقلوبة للزمان والمكان في العراق الراهن ...
- نصف كلمة : لماذا تصرّ الحكومة الكويتية على الثأر من العراق ؟ ...
- نصف كلمة : قوى البعث في الخارج تسعى للتقارب والكتل السياسية ...
- إنفجارات بغداد :رسالة للسياسي أمْ للمواطن العراقي ؟؟
- حوارات الكتل السياسية : كرسي السلطة أمْ مصلحة العراقيين ؟؟؟
- صاروخ قرضاوي جديد هدية للعراقيين
- هل هناك فجوة بين الناشط المدني والسياسي ؟
- التمويل الخارجي لبعض الأحزاب وأضراره السلبية على العملية الس ...
- إخراج العراق من البند السابع :حقّ مشروع أمْ مزاجٍ كويتي ؟؟
- الى متى يستمر الفساد ؟؟
- المواطَنَة وكمّاشة الأحزاب السياسية
- ( الركض وراء الذئاب ) :الركض وراء مَنْ ؟؟
- لا بديل عن لغة الحوار
- سقوط الطاغية أمْ سقوط العاصمة ؟
- لغة الحوار
- إسْتتْباب الأمن !!
- الذات : وثنائية المثقّف والسياسي
- في ضوء أحدث إستطلاع بريطاني :جسامة الخسائر تدعو للتأمّل
- ركود المجلات الثقافية الحكومية
- إنْتبهْ رجاءاً:العام الجديد يبدأ بالرقم ( 8 ) !!


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - نصف كلمة: كلمات نووية متقاطعة