أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - العراق .. والديمقراطية















المزيد.....

العراق .. والديمقراطية


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل المجتمعات القديمة كانت تمر بأطوار تطول كثيراً حتى تجري عليها رياح التغيير والتبدل الذي هو سنة التطور والتقدم في المجتمعات نحو الاحسن .. ومن الطبيعي في المجتمعات القديمة هناك السلطان وجلاوزته الذين يقودون الناس بحد السيف .. وهناك الشعب الذي يكون عادة طائعاً وخاضعاً للسلطان بل وصابراً على ظلمه وطغيانه .. فاذا ظهر ثائر ما ينشد التغيير والتجديد اشرأبت اليه أعناق الناس المتطلعة الى التجديد والتغيير املاً في خلاصها من طامة الظلم والفقر والجهل .. لكن السلطان لا يتوانى في البطش بالثائر واتباعه بكل ما أوتي من قوة السيف .. فيضطر الثائرون ايضاً الى أستخدام السيف لانه الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامهم لمجابهة الطغيان .. ويصح القول ان معظم تلك الحركات الثورية المسلحة قد تواجه الفشل وفي احيان محدودة ربما تنجح بعض تلك الثورات والمظنون ان هذا النزاع ورغم الخيبة والفشل الذين يرافقانه لكنه يؤدي بالنتيجة الى تحريك المجتمعات وتطويرها وتغييرها نحو الافضل وبالتالي زيادة الوعي الاجتماعي .. الذي انجز الحضارة الحديثة في المجتمعات الغربية والتي ملت النزاع المسلح من اجل التغيير لانه يكلفها الكثير من الارواح والاموال والدمار .. فلجأت الى طريقة مستحدثة لفض النزاع بين الحاكم والمحكوم من خلال صناديق الاقتراع والانتخابات العامة ضمن اطار النظام الديمقراطي والذي يعتمد التداول السلمي للسلطة .. وبذلك يعاقب الشعب ويغير الحكومة التي لا تخدمه او تقصر في منفعته بشكل سلمي لذلك صار الحاكم حريصا على خدمة المحكومين .. وقلّ التفاوت بينهما وتقلصت الفوارق الاجتماعية والمعاشية بين ابناء المجتمع وطبقاته لان النظام الديمقراطي الشعبي كفيل بسن القوانين والتشريعات الضامنة لتحقيق ذلك .. اما في البلدان العربية والاسلامية فلما يزل النزاع يعتمد السيف المضمخ بالايديولوجية الدينية ..
ورغم ان الغرب عندما قام بأحتلال هذه البلدان حاول ادخال النظام الديمقراطي اليها وتحويل فض النزاعات بطريقة سلمية .. لكن تلك المحاولات حالفتها الخيبة ذلك ان المستعمر لم يكن جاداً في انجاح هذه النظام فيها بسبب سياسته القائمة على اساس ( فرق تسد ) مما اشعل اوار الاحتراب الداخلي في هذه البلدان فضلاً عن قصور في نظر المحتل في فهم واقع هذه المجتمعات وكيفية التعامل معها .. ناهيك ما تعانيه هذه البلدان من وهن في الوعي وأستشراء للفقر والجهل والتفاوت الطبقي .. فضلاً عن ظهور حركات متشددة عرقية ودينية ساهمت في تمزيق تلك المجتمعات واحترابها الداخلي وانقساماتها الاثنية ..
اما في العراق حيث تأسست دولته الحديثة على يد الاستعمار الانكليزي عام 1921 .. فقد بني نظامه على اساس الديمقراطية الحديثة لكنها كانت هشة بكل معنى الكلمة .. لانها كانت بحاجة الى تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية معززة لها ومقللة من حرائق الفقر والجهل والتخلف والغنى الفاحش لاقلية اجتماعية وسياسية معينة .. لذلك فشلت هذه التجربة بسلسلة من الانقلابات العسكرية وقيام حكومات فردية انتهت بهيمنة النظام الدكتاتوري السابق والذي قاد العراق الى سلسلة من الحروب الاقليمية والدولية والتي انتهت باحتلال العراق امريكياً وخرابه اجتماعياً. وجاء الامريكان ومعهم قادة مايسمى المعارضة العراقية انذاك وهم يحملون شعارات مثل الديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة وانصاف المظلومين والاقتصاص من الظالمين .. الخ
لكن الامريكان دعاة الديمقراطية والمطبلة لفض النزاعات الاجتماعية بين العراقيين عن طريق صناديق الاقتراع .. جاءتنا بديمقراطية مستحدثة وغير مسبوقة مبتناها المحاصصة الطائفية والعرقية وجسدت ذلك فيما سمي بمجلس الحكم الذي آذن بالتسييس الطائفي والعرقي ..
ولعل قرارات بريمر بحل الجيش وتفكيك كيانات الدولة .. واحلال ناس غير كفوئين في مفاصل الدولة بالاضافة الى تحميل مكون اصيل ومهم من مكونات الشعب العراقي كل افرازات التاريخ وجعله هو المسؤول عما حل بالاخرين .. قد قاد بلا ريب الى إتون الحرب الاهلية البغيضة والتي دفع العراقيون جميعاً ثمنها الباهض .. وهكذا تحولت ديمقراطيتهم الى ديمقراطية التهجير والقتل والفقر وانقسام المجتمع بل وفرض اقليم كردستان هيمنته على اجزاء واسعة خارج الاقليم وتابعة للمركز في سابقة خطيرة يراد منها تقسيم البلد .. ثم جيء بالدستور المفخخ وجرت الانتخابات عام 2005 فدخل اغلب القوى السياسية تلك الانتخابات على اسس طائفية وعرقية وانتجت حكومة محاصصة على هذا الاساس قادت البلد في ظل الاحتراب والتمزق .. ومن اخطر ما جاءت به ديمقراطيتهم ان خلقت طبقة سياسية فاحشة الثراء من خلال نظام للرواتب والامتيازات قل نظيره في العالم بينما كان المظنون من تلك الديمقراطية ان تخلق مجتمعا يقل فيه التفاوت الاجتماعي والطبقي .. وعلى هذا الاساس لم تستبدل هذه التجربة اسلوب النزاع القديم بل عززته وظل السيف سيد الموقف .. وهكذا كانت العملية السياسية مأزومة ومنتجة للازمات ومحتكمة دائما الى القوة والعنف لذلك كانت النتائج مخيبة للامال فالشعب يذبح يوميا من خلال اعمال الارهاب التي تحصد الارواح بلا هوادة بالاضافة الى سياسة التسقيط السياسي المؤججة للخلافات والتي تنعكس على المجتمع فتزيد من تمزقه .. فضلاً عن علل اجتماعية تتفاقم يومياً كالبطالة واستشراء الجريمة وانتشار الفساد المالي والاداري عمودياً وافقياً ..
اما الاعتقالات العشوائية وفضائح السجون السرية فأمر يدعو الى التشكيك في النهج الديمقراطي المعلن ..
وحتى في الانتخابات الاخيرة .. وبعد ظهور نتائجها فمن المشكوك ان يتم تداول السلطة سلمياً .. الاّ ربما ضمن صفقة تفرضها امريكا على الجميع .. ففي الوقت الذي ادى فيه الشعب ما عليه من واجب في انجاح الانتخابات وساهم فيها بفاعلية رغم الظروف الامنية والاجتماعية والاقتصادية المتدهورة املاً في التغيير بأتجاه تحسين ظروفه تلك .. فأن السياسيين يتنازعون ليس من اجل هذا الشعب الذي تقدم عليهم في الوعي والتلاحم الاجتماعي وروح المواطنة .. نعم يتنازع هؤلاء السياسيون من اجل الكراسي والمناصب والمكاسب والامتيازات وتعزيز النفوذ السياسي والحزبي .. وأخشى ما أخشاه .. ان يقودوا الشعب الى حالة من القنوط واليأس تضطره الى الاستنجاد بالمحتل .. كالمستجير من النار بالرمضاء .. وبالتالي يصدق عليه قول الشاعر الرصافي :
اذ راح يستنجــد الافرنــج منتصفــــاً
كأنــه حمــــلٌ يستنجـــد الذيـبـــــــــا



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية
- هذا العراق
- أسرار الوردة
- ثنائية الفلسفة والعلم 2
- ثنائية الفلسفة والعلم ( 1-2 )
- صمت العدم
- الوردة البيضاء
- البداوة السياسية
- نقد الثقافة العربية
- عطر القرنفلة
- آيديولوجيا العولمة / من التوحيد التقني الى التشظي الثقافي
- نقد المنطق التحويلي
- ينام في الهوى قلبي
- شيم الملاح
- أبابيل شوق
- الأمن المائي
- تنهيدة العذر
- موقد الاحلام
- بوح
- عيادات ايقاف التدخين


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - العراق .. والديمقراطية