أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد كعيد الجبوري - لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الثاني















المزيد.....

لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الثاني


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 00:01
المحور: كتابات ساخرة
    



محطة السجن :
والمحطة الرئيسية بحياة هذا الرجل هي السجن ، وكما قلنا أودع التوقيف للاستفسار فقط ، وهذا الاستفسار أمتد لسنة وستة أشهر ، وهناك في السجن حوّل أيام سجن رفاقه لسفرة لا تمل ، فلطيف بربن هو المغني ويمتلك آلة موسيقية لا يملكها سواه ، يضع مسبحته وسط إناء معدني ويبدأ يطرق على أطرافها فتخرج أصواتا متناسقة مع ما يغني ، وإن ملوا من الغناء تحولوا للشعر والمطاردات الشعرية ، وأن ضجروا منه تحولوا لصناعة الحقائب النسائية التي تحاك من خيوط (التيرة) – الذي تستخدمه النساء لتنظيف وجوههن من الشعر غير المرغوب فيه (الحفافه) – و (النمنم) ، يقول لطيف كنا نصنع الحقائب ومحافظ النقود ( الجوزدانات) وفق خريطة معينة ، وكنا نقتسم العمل بيننا أحدنا يلظم والأخر يطبق خريطته التي يعمل بموجبها فتسمع الترديد فيما بيننا أحمر ، أصفر ، أبيض ، وهكذا ، ويعني هذه الألوان (للنمنم ) ، ويقول لطيف بربن بهذه الطريقة مارسنا عملا وكنت أبعث لعائلتي ما أجنيه من عملي وكان يسد حاجة الكفاف لديهم ، يقول أبو ياسين عن أيامه وأيام رفاقه داخل سجن الحلة ، في اليوم الأول والعدد لا يمكن إحصاءه جاء لنا شرطي برتبة رئيس عرفاء وقال من هو ال (سرهنك) فيكم ؟ ، قلنا له ماهو (السرهنك) ؟ ، أجابنا (أنجبوا متعرفون السرهنك) ، يقول أبو ياسين قلت له (والله ريس عرفاء السرهنك لسه ما لزموه) ؟ قال رئيس العرفاء (بابا السرهنك هذا واحد من عدكم أنتو تنتخبوه يمثلكم ويجيب الأوامر من الضابط) ، أنتخبنا رفيق لنا لأداء المهمة وهو الشيوعي (عبد اليمه هادي أبو نصار) ، وسبب اختيارنا له أنه نائب ضابط في الجيش إضافة لكونه مسؤل التنظيم العسكري في محافظة بابل ورياضي نشط وأداري جيد ، تعودنا على مفردات لا نعرف معنى لها ولربما هي مفردات تركية أو فارسية ومنها مفردة (كانه) ، ونستمع لهذه المفردة أكثر من أي مفردة أخرى ، ف (كانه) للتعداد الصباحي وأخرى لطعام الفطور وأخرى لطعام الغداء وللعشاء ، والطامة الكبرى الذهاب الى المرافق الصحية ، أن صحت تسمية الصحية عليها ، مرافق واحدة وتعدادنا يتجاوز (300) موقوف مع ملاحظة أن الوقت الكلي لا يتجاوز الساعة، ويقول أبو ياسين بهذا الباب كان الواحد منا (يلزم سره ) للوصول لقضاء حاجته وطرقات الباب من الآخرين تستعجله بقضاء هذه الحاجة ، والمرافق الصحية – أوكد الصحية – مغلقة المجارى ومع ذلك نستخدمها إذ لا خيار لنا غيره ، ولهذا الحال أرخته بقصيدة وأعتذر أنا (حامد كعيد الجبوري) وأنقل اعتذار (لطيف إبراهيم بربن) لكل قارئ عما يرد بقصيدة (أبو ياسين) من مفردات أردت أن أثبتها لتوثيق حياة الوطنيون الأحرار ، وتقع القصيدة بحوالي (250) قفل ضاع أغلبها وحفظ يسيرا منها الراحل (جعفر هجول) يقول فيها الشاعر (لطيف بربن)
ألف آه من السره والكانه
.............
الف آه من السره لمن تجيك
بطنك أتطورد ومكسور الأبريك
تلكه ميه واكفه تتنه البريك 1
والسره يوصل لعد عنانه2
.............
إشلون شوغه لو ردت تنكل إبريج
أمن الظهر تلزم سره الصيحة الديج
أتكوم بطنك تربد وإلها صريج
أتشوف كلمن حاير أبز.... بانه
...............
الدايره وكت الحجي تزمط زمط
أتكول خوش أمخضر إلكم دانحط
أخيار تازه الوحده كيلو ونص ضبط
ومن تعضها جنها بيذنجانه
................
من يجينه الليل تتلملم أهموم
إنام مانكدر ولا نكدر نكوم
إيصفطونه مثل تصفيط الهدوم
ولو تحرك شخص راح إمجانه
..............
من تدك الشيلمانه للحساب
أنكوم مسطر بالشمس ساعة عذاب
يجي (جمعه)* ويجي (عبد الله )* الشباب
و(أبو ناظم)* بالصفير إسبانه
**************
1 : البريك / أبريق ، 2 : عنانه / قرية من قرى بابل ، * (جمعه ، عبد الله ، أبو ناظم) سجانون
والقصيدة طويلة وهذا ما أثبتناه منها ، وطرائف السجن كثيرة لا تحصى ، يقول (لطيف بربن) شاء القدر أن ينقلب (عبد السلام محمد عارف) على البعث صبيحة 18 تشرين 1963 م وجاء من كان يستجوبني ويدخلوه نفس زنزانتي ، قال لي يوم ماكان يحقق معي ويعذبني بشتى انواع العذاب وهو من احد أقربائه ولست بصدد ذكر إسمه ، (أسمع لطيف اليوم لا علاقة لي بك وإنما هي مسألة مبدأ) ، وحينما رأيته بزنزانتي بعد 18 تشرين قمت له وتنازلت له عن فراشي - (يطغي) – ومكاني وقلت له (إسمع ..... اليوم لي علاقة وطيدة بك وهي مسألة مبدأ أيضا) ، وشتان بين الموقفين ، وتستمر مقالب ( لطيف بربن ) مع رفاقه وزملائه السجناء ويقول ، كان واحد منا – النزلاء - نهم جدا ويحب أكل الحلويات وكانت عائلته تأتيه بما يشتهي فيأكله لوحده ويقاسمنا ما تأتي به عوائلنا الفقيرة ، مرة قلنا له سوف لن نشركك في ما يأتينا وهذا سببه أنت ولسنا نحن ، يقول (لطيف) أخذت (صابونة) وقطعتها بما يشبه حلوى (من السما) ، ووضعت كمية من الطحين والسكر عليه ووضعته بعلبة حلويات وأخفيته تحت وسادتي ، في الجلسة المسائية وزعت (من السما) حقيقي على السجناء إلا صاحبنا البخيل ، طالب الرجل – البخيل - لنفسه بقطعة منها ولم أعطه مكررا عليه حديث الصباح إياه ، قال لي (والله إذا جابولي أهلي شي جديد أوزعه بينكم) ، قال له (لطيف) أن كنت صادقا فأخرج لنا من (الكيك والكليجة شيئا) ، قال إنها لا تكفي ، وانتهت الحادثة بعد أن أوعده صديق لنا أنه سيسرق قطعة من (من السما) ويعطيها له ليلاً ، قال له البخيل (إمروتك أثنين) ، أجابه صاحبنا المدسوس من قبلنا (من أعيوني) ، أطفأ مصباح (القاووش) وتظاهر الكثير منا بالنوم وبدأ الشخير وتحرك صاحبنا ليسرق قطعتين للبخيل وأعطاها إياه فأودعهما فمه ، بعد لحظات سمعنا صوت سعال و(شرقه بالبلعوم) ، نهض أحدنا وأضاء النور فوجدنا صاحبنا (حلكه إموغف من الصابون) وهو يلعننا جميعا وأقسم أنه سيشكوننا للضابط يوم غد ، وكما قلنا دام هذا الاستفسار سنة ونصف ولم يطلق سراحه إلا بعد أن أحيل لما يسمى محكمة العرفي وحكم لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ، أما ال( سرهنك) عبد اليمه أبو نصار فهتف داخل قفص الإتهام لصالح الشيوعية وأنصارها ومؤيدوها وأتهم الحاكم وزمرته بالخيانة وحكم عليه بخمسة عشر سنة ، وستكون محطتنا اللاحقة عن هذا الرجل – عبد اليمه هادي - أن أمد الله بعمرنا وعمره .
يتبع رجاء



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لاننسى /2
- إضاءة / (نسرين السامرائي) وطاولة الحوار الشفيف
- لطيف بربن سلطان الظرفاء/ القسم الاول
- إضاءة 1 ايار عيد العمال العالمي
- حرامية كُحل
- الرحيل
- إضاءة أربعة اثنان أربعة
- إضاءة صبراً أيها العمال إن موعدكم.. !!!!
- وديت روحي
- إضاءة الفاشيست ، ولكي لا ننسى !!!
- إضاءة عبد الرزاق عبد الواحد و شاهدٌ عيان
- الشاعر محمد علي القصاب مبدع غنائي كبير
- الديوان العراقي لأبراهيم المصري
- إضاءة البطاقة الذكية والقرصنة الشرعية
- الشاعر عبد الحسين صبره الحلي و بحشاشتي سهمك مض
- ( الهبش ) ... مفترس الأفاعي
- وداعا أخي أبو عراق
- إضاءة الخيار الأصعب
- تحت ظلال القانون يُغلّب الخاص على العام (شيلني وأشيلك)
- (إمام المايشوّر)


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حامد كعيد الجبوري - لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الثاني