أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي فردان - الأقباط في مصر والشيعة في السعودية: تشابه في الاضطهاد















المزيد.....

الأقباط في مصر والشيعة في السعودية: تشابه في الاضطهاد


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 911 - 2004 / 7 / 31 - 11:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(24 يوليو 2004 م) قرأت بحثاً بعنوان "من المسؤول عن خطف البنات القبطيات" كتبه الأستاذ مجدي خليل، محلل سياسي من مصر، رئيس تحرير المجلة المصرية الأسبوعية "وطني". التقرير مكتوب باللغة الانجليزية، يتحدث عن الاضطهاد للأقباط المسيحيين في مصر. تخيلت وأنا أقرأ التقرير، لو أزلنا كلمة أقباط ووضعنا محلّها الشيعة، وبدّلنا كلمة مصر ليكون محلّها السعودية، لما تغيّر التقرير كثيراً. التقرير يثير قضية مهمة وهي اضطهاد الأقليات في الدول العربية على أساس ديني وكأن هذه البلاد قد تخلّصت من كل همومها ومشاكلها، ولم يبقى إلاّ إجبار الأقباط للتحوّل إلى الإسلام وإجبار الشيعة ليتحولوا إلى المذهب الوهابي.



هناك اختلافات في الحالتين، ولكن في معظم البحث، يتحدث الكاتب الأستاذ مجدي خليل عن وضع الأقباط في مصر وهو مشابه لما يعيشه الشيعة في السعودية، وأول اختلاف هو العنوان المثير الذي وضعه حول خطف فتيات قبطيات وإجبارهن للتحول إلى الإسلام، وفي حالات عدة الاعتداء الجنسي عليهن ثم إجبارهن على الزواج من مسلمين، وإن لم يكن ذلك منتشراً بشكل كبير، ولكن يحدث بشكل منظّم. وهذا أول اختلاف حيث أن ذلك لا يحدث للشيعة في السعودية، لكن تم تزويج أكثر من فتاة شيعية في السنوات الماضية إلى رجال من المذهب السّني دون موافقة أولياء أمور الفتيات، مع أن الدين والقانون يأمر بموافقة والد الفتاة البكر، حيث تم تضليل بعض الفتيات عن طريق معلمات في المدرسة ووعود بتحسين درجاتهن.



الباحث أشار إلى عدة نقاط مهمة وفي رأيي هي لب المشكلة، وهي الفتاوى والأحكام الجائرة التي تنال من الأقباط، ولا تسمح لهم بالحصول على حقوق متساوية مع أخوتهم المواطنين المسلمين، ومنها ما كتبه شيخ الأزهر السابق، الشيخ عبدالحليم محمود في كتابه "الإيمان بالله"، ذكر في الكتاب: أن المسيحيين مثل السرطان والمرض المعدي، وإن على المسلمين أن يضطهدوهم ويعاملوهم بخشونة واحتقار ويقاطعوهم لإجبارهم للتحول إلى الإسلام". ذكر الباحث أيضاً ما قاله أحد المتحدثين في خطب الجمعة في أسيوط بما معناه: بأن الاعتداء الجنسي على المسيحيات من قبل المسلمين ليس فيه ما يشين، أو هو أمر طبيعي ومحبذ"، على أنهم أسرى حرب، كما ذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي في 2 سبتمبر 1992 م. أود أن أشير إلى قضايا ذكرها الباحث وقرّرت فيها المحكمة أحكاماً جائرة، مثل إعطاء حضانة الأطفال للأب عندما أسلم، وإعطاء حضانة الأطفال للأم عندما أسلمت، كل ذلك تحت تعريف "الإسلام هو الدين الأفضل ولا يجب أن يتربوا الأطفال تحت دين فاسد أو غير صحيح".



هناك العديد من الأحكام والفتاوى التي ليست فقط مجحفة في حق أقباط مصر، بل تنافي تعاليم الدين الإسلامي وتنافي أبسط حقوق الإنسان، ولا يمكن قبولها تحت أي مبرر، وكأن الإنسانية لا قيمة لها، مثل قانون الدية للمسلم تختلف عن الدية لغير المسلم، والحمد لله تم إلغاء هذا القانون في إيران وأصبح المواطنون متساوون تحت هذا القانون بغض النظر عن ديانتهم.



كاتب آخر فرنسوا باسيلي كتب مقالة بعنوان "التدين قناع للفساد واللامعقول هو المنطق والأقباط عورة" ذكر فيها كيف أنه رأى أكثر من مئة مأذنة ولم يرى كنيساً واحداً للأقباط، فهل أصبح الأقباط عورة لا تريد الحكومة المصرية أحداً أن يراهم؟ ويذكر الكاتب بأن ذلك ليس فقط في المدن بل في المنشآت الحكومية والعسكرية المصرية.



نعود قليلاً، إلى الوراء وكيف أن الشيعة قد نالهم من الاضطهاد الكثير منذ حكمت عائلة آل سعود هذه البلاد، فقد كان الاتفاق مع الشيعة أن يكون للشيعة حريتهم الدينية ومحاكمهم الخاصة، ولكن نكث عبدالعزيز هذا التعهد، بل زاد على ذلك الكثير.



يذكر لنا الأجداد بأن عبدالعزيز أرسل مشايخ الوهابية ليس فقط ليؤموا الشيعة في الصلاة، بل ليشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أولا، ومن ثم يعلنون أنهم مسلمون. وعندما قام عبدالعزيز بجمع الزكاة من الشيعة، فقد كان يأخذ منهم الزكاة على أنهم مسلمين والجزية على أنهم كفّار. وفي الأحساء كان الوهابيون ينتهجون سياسة أخذتها طالبان عنهم قبل سنوات، وهي أن قام الوهابيون بخياطة قطعة قماش على خلف "البشت" التي يلبسها الشيعة لتعريفهم بأنهم شيعة. وفي سنوات القحط، لم يكن لدى عبدالعزيز مالاً ولا غذاءً، فأرسل جنوده إلى مناطق الشيعة وأخذ التمور غصباً منهم لجيشه ورجاله، حتى أن العديد عانى المجاعة بسبب اعتماده الكلي على التمر الذي غصبه عبدالعزيز.



أما الفتاوى التكفيرية والداعية لقتل الشيعة، فهي أكثر من أن تُعد، في السابق وإلى الآن، ولا نحتاج إلى إعادة اجترار هذه الفتاوى التي تبيح قتل الشيعة واضطهادهم على أقل تقدير، فقط نحتاج إلى التذكير بعملية التهميش الحكومي المنظم والاضطهاد المستمر للشيعة، والتمييز ضدهم في الوظائف الحكومية ومنعهم من العمل في السلك الدبلوماسي والعسكري.



قبل أيام ردّ وزير الداخلية على سؤال عن الشيعة (صحيفة اليوم، 13/7/2004 م) فقال: الشيعة مواطنون، موجودون في بلدهم ووطنهم، ويعاملون كمواطنين، ولا أرى مبررا للسؤال.. أبدا هم مواطنون وولاؤهم لوطنهم. إذا كان الشيعة مواطنين في بلدهم وولاؤهم لوطنهم، كما يقول الأمير نايف، إذا لماذا يتم انتقاص حقوقهم المدنية والدينية وتغييبهم عن الإعلام وكأنهم ليسوا موجودين أصلاً؟ من يتابع الأخبار اليومية، يسمع عن وجود كليات وجامعات في جميع أنحاء المملكة، حتى في مدن صغيرة جداً، إلاّ منطقة القطيف التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، ويسمع عن حالة الطقس ودرجة الحرارة في قُرى صغيرة نائية، ولكن لا يأتي ذكر مدن مثل القطيف وسيهات وصفوى والعوامية الخ. الشيء نفسه حدث عند تسمية مطار المنطقة الشرقية، المسمى مطار الملك فهد بالدمام، وهو يبعد عن الدمام 30 كيلومتراً ويبعد عن مدينة صفوى أقل من 5 دقائق وعن مدينة القطيف عشر دقائق، إذاً لماذا تم تسميته مطار الدمام؟ إلاّ إذا كان الهدف منه تغييب أي اسم شيعي على منشأة حكومية؟ لماذا يتم التمييز ضد الشيعة في القبول في الجامعات؟ لماذا يتم استبعاد الشيعة من العمل في العديد من الوظائف في شركة أرامكو وسابك ولا تتم ترقية العاملين الشيعة أسوة بزملائهم السنة؟ لماذا تم استبعاد الشيعة من الوظائف الأمنية في أرامكو؟ لماذا لم يتم قبول الشيعة في الجيش والحرس الوطني؟ لماذا لم يتم تعيين وزير شيعي أو مسؤول دبلوماسي؟ لماذا يتم منع الشيعة من أداء شعائرهم الدينية ومنعهم من بناء مساجدهم؟



إن الوضع الذي نعيشه كأقلية شيعية في السعودية وحالة الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان والمواطنة التي نتجرعها يومياً، جعلني أشعر بالمرارة لما يحدث من اضطهاد لأي إنسان كان، سواءً الأقباط أو النوبيين في مصر أو ما يحدث في دارفور بالسودان أو ما يحدث للأكراد في سوريا وتركيا، أو ما يحدث من انتهاك لحقوق الإنسان للأجانب في السعودية، أو ما حدث للإصلاحيين الذين دافعوا عن الوطن فكان مصيرهم السجن، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بالتفاوض مع الإرهابيين والعفو عنهم وإغرائهم بالمال ليتراجعوا عن تكفيرهم للحكومة والتصادم معها.



لن نستطيع نسيان الماضي ونحن نعيش حاضراً مشابهاً له من الاضطهاد، ولا يبدو أن الحاضر سيختلف كثيراً عن المستقبل خاصةً وإن الحكومة السعودية لا تعير اهتماماً للإنسان، وهي تعتاش على التوتر الطائفي والتمييز والإرهاب.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف لا يشعر الشيعة بالاضطهاد في وطنهم؟
- من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟
- المرأة في عصر الإسلام وفي عصر آل سعود
- خذوني إلى أرض الأمل
- انتهاكات حقوق الأجانب في السعودية: في انتظار فجرٍ جديد
- تعالوا نفجّر ونقتل ونسحل الجثث الآدمية
- الطائفية ضد الشيعة في السعودية: جريمة حكومية منظمة
- ثلاث شمعات تضيء طريقنا المظلم
- شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين
- الهروب في زمن الإرهاب
- أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلام ...
- انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
- الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي فردان - الأقباط في مصر والشيعة في السعودية: تشابه في الاضطهاد