أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - واشنطن تهئ المنطقة للمواجهة المقبلة















المزيد.....

واشنطن تهئ المنطقة للمواجهة المقبلة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 21:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحفاظ على آليات تدوير زوايا المشهد السياسي في المنطقة ، ضرورة للنفاذ الى جوهر تحولاته الدراماتيكية ، والالمام بمدى ترابط احداثه ، واتساع تفاعلاتها المتسارعة .

كما تقتضي القراءة الواعية للاحداث الاحتفاظ بمسافة فاصلة عن بعض التفاصيل دون اغفالها .

فهي مكونات معادلة بالغة التعقيد والتشعبات ، الا انها ليست كامل المعادلة ، المفتوحة على التحولات .

وفي فضاء هذه التحولات ، لا يخلو الامر من خلط للمؤشرات ، ببالونات الاختبار، ومحاولات جس النبض ، وجولات عض الاصابع .

فالقضايا المتداخلة في منطقتنا ، بيئة خصبة لطمس الاولويات ، وتعويم الثانويات وتهميش الحقائق .

ومن شان هذه المعطيات ، ان توفر تفسيرا ، لتوازي احتمالات توجيه ضربة عسكرية لايران ، وشن عدوان على سوريا ، واندلاع مواجهات اسرائيلية مع حزب الله وحماس ، واستئناف عملية السلام .

لكن توازي الاحتمالات ، في مثل هذه الاحوال ، ينطوي على قدر كبير ، من السذاجة والتسطيح .

والخروج من دائرة القراءة السطحية للاحداث ، يتطلب بالدرجة الاولى ، اعادة ترتيب اولويات الاطراف الفاعلة في المعادلة ، بعيدا عن الانفعاليات المصاحبة للاثارة .

اول ما يتبادر للذهن ، عند الحديث عن اولويات الاطراف الفاعلة ، في المعادلات الشرق اوسطية ، المتطلبات الاكثر الحاحا ، لدى طرفي ازمة الملف النووي الايراني ، الذي يتصدر مشهد الاحداث.

فقد تراجعت الابعاد ، التاريخية ، والاخلاقية ، والانسانية ، لقضايا مصيرية ومفصلية وحيوية في المنطقة مثل القضية الفلسطينية ، في ذهنية القطب الكوني الوحيد ، رغم قدمها وحيويتها ، وخطورة الاستمرار ، في تاجيل ايجاد تسوية عادلة لها.

وامام الشعور الاميركي بالخطر الايراني ، تلاشت الانعكاسات المحتملة ، لحل القضية الفلسطينية ، على السلام والامن الدوليين .

فهناك ما يكفي من المؤشرات ، التي توحي بان واشنطن على قناعة بصعوبة التعامل مع ايران نووية ، رغم اعتقاد مراكز بحث عديدة في الولايات المتحدة الاميركية ، بان امتلاك طهران للقنبلة النووية ، لا يعني فقدان الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين ، ادوات الضغط على ايران ومحاصرتها .

مثل هذه القناعة تكفي لدفع واشنطن نحو تسريع تحركاتها الدولية للحيلولة دون افلات ايران بالقنبلة النووية .

والواضح من التلميحات الاميركية ان مساعي الوصول الى توافق دولي لفرض عقوبات تحول دون حصول ايران على السلاح النووي ليست الخيار الاميركي الوحيد .

فهناك خيارات اخرى مؤجلة لدى الولايات المتحدة في التعامل مع الملف الايراني لا تقل احتمالات الاخذ بها عن فرض العقوبات .

وفشل العقوبات ـ التي تأخذ شكل الحصار ـ في الحيلولة دون اعاقة البرنامج النووي الايراني يعني من بين ما يعنيه اللجوء الى القوة العسكرية .

فالوصول بالاحتقان الى مداه ، يقود على الاغلب ، الى البحث عن خطوات وآليات للتنفيس ، من بينها خوض حرب لخلق وقائع جديدة ، في منطقة ادمنت الحروب .

والواضح من سياقات الاحداث التي تمر بها المنطقة ان اهداف الحرب المقبلة لا تقتصر على تنفيس احتقان الملف النووي الايراني .

فهناك احتقانات اخرى ، بينها ما ينجم عن التهديدات ، التي يطلقها قادة حزب الله بين الحين والاخر ، وظاهرة الاسلام السياسي الفلسطيني ، التي وصلت الى ذروة الافلاس ، والخيارات التي يمكن ان تتخذها دمشق ، في حال توجيه ضربة عسكرية اميركية لايران .

مع غياب امكانية الفصل ، بين الاحتقان النووي الايراني ، وبقية احتقانات المنطقة ، الناجمة عن التطرف اليميني الاسرائيلي ، الذي يقف حجر عثرة امام تقدم عملية السلام ، والقومي الايراني الطامح الى دور اقليمي يتيح الهيمنة متعددة الاشكال على دول وشعوب المنطقة ، تواجه الولايات المتحدة تحدي الفصل بين هذه الاحتقانات لتنفيسها كل على حدة ، او تنفيس الاحتقان الاكبر ، بالشكل الذي يساهم في ايجاد توازنات اقليمية تساعد على تهدئة بقية بؤر التوتر ، اذا لم يكن حلها ممكنا .

على ضوء اثر الاولويات في تحديد الخيارات يبدو واضحا ان واشنطن اكثر ميلا لحسم امورها باتجاه الخيار الثاني .

فالمتغيرات السياسية ، التي يجلبها القيام بعملية عسكرية ضد ايران ، تفوق اية نتائج ، يمكن تحقيقها ، في حال محاولة اطفاء اية بؤرة من بؤر التوتر ، التي اعتادت طهران على استخدامها ، لتصدير ازمات ملفها النووي .

كما حققت الاعتداءات الاسرائيلية ، على جنوب لبنان وقطاع غزة ، نتائج في الحد من قدرات حركات الاسلام السياسي ، على تسخين بؤرتي التوتر .

الا ان هذه النتائج لا تغني الادارة الاميركية عن استكمال ما حققته الحروب الاسرائيلية على حماس وحزب الله .

فلم تزل الحاجة قائمة لشل الاذرع التي قد تستخدمها ايران في حال تعرضها لضربة عسكرية .

معظم تسريبات المسؤولين الاميركيين وتصريحاتهم وتحركاتهم في المنطقة لا تخرج عن هذا السياق .

تجليات العلاقة السورية ـ الاميركية ، التي تتراوح بين سياسة العصا والجزرة ، ولعبة عض الاصابع ، تكشف عن بعض ملامح التفكير الاميركي في المنطقة .

احد مظاهر هذه التجليات مبادرة الادارة الاميركية لفتح ملف التورط السوري في تهريب صواريخ حزب الله الامر الذي فاجأ متابعي العلاقة غير واضحة المعالم .

ففي الاشهر الماضية صرح امين عام حزب الله اكثر من مرة حول زيادة ترسانته من الصواريخ القادرة على الوصول الى المدن الاسرائيلية .

التصريحات التي جاءت في اطار استقواء الحزب ، على المعادلة الداخلية اللبنانية ، ومحاولة تخفيف الضغط على ايران ، كانت كافية للفت انظار الادارة الاميركية ، الى التورط السوري ، في ايصال هذه الصواريخ .

لكن واشنطن فضلت تجاهل هذه التصريحات ، ولم تلتفت الى هذا الملف في ذلك الحين ، الامر الذي يوحي بان التصعيد الاخير اقرب الى الخطوة التكتيكية ، المقصود فيها الشروع في ترتيبات ما قبل العاصفة .

فالدور الذي يمكن ان تلعبه دمشق لحفظ الامن الاسرائيلي ـ رغم حرصها على امتلاك ورقة المعارضة الفلسطينية ـ يملي على واشنطن وتل ابيب التفكير مطولا قبل تنفيذ التهديدات الاسرائيلية باعادة سوريا الى العصر الحجري .

ولا شك في ان هذه الحسابات كانت حاضرة لدى تحديد سقف التحرك الاميركي في هذا الاتجاه والذي لن يتجاوز في ابعد الحدود نشر قوات دولية بين لبنان وسوريا لمنع تهريب الاسلحة لحزب الله .

التحرك الاميركي ينطوي ايضا على رسالة واضحة الى سوريا للابتعاد عن ايران والقيام بدور ما في الحيلولة دون حدوث تصعيد في بؤرتي التوتر اللبنانية والفلسطينية في حال تعرض ايران لضربة عسكرية .

كما تأتي زيارة المبعوث الاميركي جورج ميتشل للمنطقة ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن تعبيرا عن الرغبة الاميركية في احداث شئ من التهدئة اللازمة للقيام بتحركات نوعية لانهاء القلق المصاحب لاحتمالات حصول ايران على القنبلة النووية .

ورغم قلقها من التهديدات الايرانية الراهنة ـ مع تسارع الخطوات الاميركية لتهيئة المسرح الدولي ـ تعيش العواصم العربية قلق ما بعد نهاية الفصل الاول من الحرب المحتملة .

تتركز هذه المخاوف في توازنات ما بعد توجيه الضربة العسكرية الاميركية لايران والتي من شانها اعطاء دور اكبر لاسرائيل في الاستراتيجية الاميركية .

ففي الغياب المحتمل للتهديدات الايرانية ، التي اشغلت الراي العام العالمي عن الانتهاكات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة ـ بما في ذلك الاستيطان ومصادرة الاراضي ـ جرعات قوة اضافية لخطر فرض الحلول الاسرائيلية على المنطقة .

وامام المخاوف والقلق المتزايد الذي تعيشه العواصم العربية مع الاقتراب من الخطوات العملية لحسم الخطر الايراني لا تجد امامها سوى محاولة خفض سقف خسائرها في المواجهة المحتملة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيارات اردنية ملتبسة في مواجهة الترانسفير
- الترانسفير المفتوح
- المغامرة الفلسطينية
- الانقلاب العراقي
- مغامرة الانتفاضة الثالثة
- حفلة -زار- عربية حول -الفزاعة- الايرانية
- الى سهير الاتاسي .... بلا مناسبة
- مدار البدائل الملتبسة
- عزف ايراني منفرد على عروبة الخليج
- سيناريوهات الحل البديل
- الاخوان على مفترق طرق
- فقدان البوصلة الايرانية يربك حركات الاسلام السياسي الشيعي
- الاخوان يهاجمون القاهرة بخطاب المودودي
- وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي
- ماراثون اللحاق بالشارع الايراني
- ايران فوق صفيح ساخن
- انتحار سياسي عربي على خارطة التحولات الكونية
- اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات
- الوعد الاميركي والقشة الاوروبية
- عودة فلسطينية الى زمن الاشتباك


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - واشنطن تهئ المنطقة للمواجهة المقبلة