أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها















المزيد.....

الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها

اللغة هي وعاء ثقافة الأمم. فيها تصبُّ روافد المعرفة كلمات تدوّن التاريخ, وتحكيه وترسم المستقبل وتبنيه. هي جزءٌ حيّ من الأمة ينمو ويتطور بنمو وتطور الأمة..
والثابت أن اللغة العربية انبثقت عن:
- الآرامية بلهجاتها الكلدانية والسومرية..
- الأشورية.
- الكنعانية بلهجاتها الفينيقية والعبرية..
وهي تختلف عن اللغة السائدة في جنوب الجزيرة ( لسان حمير ). بالرغم من وجود مفردات كثيرة مشتركة بين اللغتين بحكم الجوار والاختلاط ما بين المنطقتين وعمليات البيع والشراء المتبادل .. وتعتبر اللغة العربية من اللغات الحديثة التي ظهرت كمزيج بين لغات كانت سائدة في مناطق الجزيرة العربية وبلاد الشام. ولم يظهر نقوش أو كتابات بها قبل القرن الأول قبل الميلاد..
حيث ظهرت نقوش بالخط المسند الجنوبي ( نسبة إلى جنوب الجزيرة العربية ) في المناطق الشمالية وهي الحسائية والصفائية والديدانية والثمودية. وأقدم نقش عربي ظهر بالخط المسند ظهر في القرن الأول قبل الميلاد وآخر بالخط النبطي وجد في صحراء النقب يعود لنفس القرن تقريباً...
أمّا أشهر النقوش باللغة العربية فهو نقش النمارة الذي اكتشف في سورية، وهو نص مؤرخ بتاريخ 328 م ومكتوب بنوع من الخط النبطي القريب من الخط العربي الحالي، وهو عبارة عن رسم لضريح ملك الحيرة امرئ القيس بن عمرو وصف فيه بأنه "ملك العرب".

لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب أو أعراب . علما بأن كلمة العرب ذكرت في أحد النصوص المسمارية للملك الآشوري شلمنصّر الثالث. وأيضاّ في أسفار التوراة: أخبار الأيام الثاني – نحميا وحزقيال .. ولم يسجّل التاريخ أي حضارة باسمهم قبل الإسلام, بل من المؤكد أنهم كانوا البدو الرحلّ ينتقلون في مناطق الجزيرة العربية وبلاد الشام...
وعندما جاء الإسلام, كتب بلغة قريش وهي إحدى اللهجات العربية آنذاك في المنطقة, وذلك لأن الرسول كان قرشياً فكتب بلغته وخلّد بذلك لغة قريش وشعر قريش وأدب قريش.. وكذلك أنزلناه حكمًا عربيًا"، "وهذا كتاب مصدق لسانًا عربيًا" وقوله "وهذا لسان عربي مبين".
وقد عمل الإسلام على فرض الدين الجديد وتوحيد لسان من هم تحت سلطانه فبدأ غزواته وسراياه وحروبه لإخضاع الجميع , فاختفت كل اللهجات واللغات السائدة لحساب لغة قريش..
وبالرغم من أن الإسلام نشر لغة قريش وأوصلها إلينا لنقرأ ونكتب بها, إلاّ أنه في ذات الوقت أعاق تطورها.
- لأنه من جهة أراد أن يبقى القرآن مقروءاً من الجميع ومفهوما منهم وأي تحديث وتطوير للغة يجعلها بعيدة وعصية على الفهم للأجيال التالية.
- ومن جهة أخرى اعتبر الإسلام كلّ شيء مقدّر ومكتوب من الله, وهذا ما حدّ من الابتكار والاختراع وبالتالي قطع الإسلام كلّ الروافد الحضارية المزودة للغة, والتي تعتبر من أهم روافد تطويرها.
- وقد زاد من انغلاق اللغة العربية الشريعة الإسلامية التي حددت وأطرت السلوك وفق عادات وتقاليد قديمة منعت التواصل الحضاري والإنساني مع الآخر وبإشراف طبقة رجال الدين الذين يسيطرون على التشريع والسلطة, بقوة وإحكام وهذا جعل المجتمع الإسلامي مجتمعاً ماضوياً يتمسك بالقديم ويرفض التجديد وإن قبل فيكون بصعوبة وبعد رفض ومقاومة...
وهذا ما قطع أهم روافد تجديد اللغة.. لأن التطور الحضاري العالمي أغنى اللغات وضاعف مفرداتها حتى غدت وكأنّها لغات جديدة. فتطور العلوم أضاف مفردة لغوية جديدة وأضاف معان جديدة وأفقا آخر للغة . والذي يفعل ذلك, يطور لغته ويقويها ويجعلها مرغوبة ومطلوبة من الآخرين. فاللغة تحيا بحياة الناطقين بها وتموت بكسلهم وخمولهم...
وهذا ما جعل اللغة العربية معقدة وصعبة, لأنه لم يكن ممكناً تيسيرها للناطقين بها أو تحديث قواعدها التي وضعها أبو الأسود الدؤلي بطلب من الخليفة علي بن أبي طالب وذلك بسبب تفشي ظاهرة اللحن آنذاك لاختلاط العرب مع غيرهم فقال الخليفة لأبي الأسود الدؤلي: اكتب باسم الله الرحمن الرحيم, وبين له أقسام الكلام وشيئاً في باب التعجب. ثمّ قال له: انح على هذا النحو وقس عليه.... ولذلك سميت قواعد اللغة العربية بالنحو..
وعند وضع قواعد اللغة العربية تمّ تفصيل القاعدة بما يتناسب والنصوص القديمة. أي حسب النصوص الواردة في الشعر العربي أو في القرآن والأحاديث النبوية. ولم يكن ممكنا وضع قواعد بسيطة ومحددة شاملة لوجود نصوص فيها لحن كثير . ولذلك كثر في النحو العربي عبارة ( يجوز... ويجوز... ) وهذا ما زاد من صعوبة اللغة العربية وعدم تمكّن الكثيرين منها والهروب باتجاه اللغات المحلية التي كانت طيّعة في التعبير والاقتباس من اللهجات الأخرى المجاورة. فاستمرت وعاشت هذه اللهجات إلى يومنا هذا, وغدت اليوم متداولة إعلامياً في المحطات الإذاعية والتلفزيونية وفي الأعمال الدرامية, وفي كل المقابلات التي تناقش الشأن العام وذلك على مستوى المحطات العربية كلّها.
بالإضافة إلى وجود محطات محلية تنطق بلغات أخرى منها المحطات الناطقة باللغة الكردية والأشورية والسريانية والأمازيغية ووو.. كلّ ذلك زاد من حصار اللغة العربية الفصحى وحصرها فقط في الكتابة...
ولا بدّ من الإشارة إلى دخول اللغات الأجنبية حلبة المنافسة أيضاً وخاصة الإنكليزية التي دخلت وبقوة معتمدة على الغنى الحضاري والمعرفي الذي يحميها ويتوجها ملكة على لغات العالم. فالجميع يحتاج هذه اللغة, ليس لأنها لغة العلوم والإبداع بل لأنها صارت لغة لقمة العيش, فبدون هذه اللغة تسقط كل مقومات الحصول على عمل يعين الأسرة ويؤمن حاجاتها..
الناطقون بالإنكليزية رفعوا من شأنها وأعلوا مقامها فصار الجميع يتعلمونها, حتى المؤيدين للعربية والداعين للتعريب وفرض اللغة العربية يدرسون الإنكليزية ويدرّسون أولادهم هذه اللغة في المدارس الأجنبية المنتشرة في بلادنا حالياً ويرسلون أولادهم للدراسة في الجامعات الأمريكية والأوربية كي يتمكنوا من اللغة الأجنبية التي تضمن لهم المستقبل المادي والمعنوي. وأصبح تعلم اللغة الأجنبية حقيقة ملموسة في كل مكان, وحتى في الدول التي كانت ترفض إعطاء أهمية للغة الأجنبية عادت وغيرت من موقفها وزادت من الاهتمام بتدريس اللغة الإنكليزية لأن خريجي هذه الدول فشلوا في الغالب في إيجاد فرص العمل المناسبة داخليا وخارجيا لعدم تمكنهم من متابعة التطور الحضاري والتكنولوجي بالاعتماد على اللغة العربية فقط...
لقد أصبح وضع اللغة العربية صعباً.
- فهي محاطة بلغات أجنبية قوية ومؤثرة.
- وبلهجات محلية متجذّرة وقابضة على اللسان العربي.
- وبرغبة من الكثيرين الناطقين بها الانطلاق لقراءة الآخر والحصول على فرص الحياة والمال.
- ومن البعض الذي يعتبر أن اللغة العربية هي رمز ديني, عملت على تدمير لغته الأصلية وحضارته. وبالتالي بدأ يرفض هيمنة هذه اللغة على حياته.
الناطقون باللغة العربية صاروا عبئاً عليها. لأنّهم هم حجروها ومنعوها من التطور والتجدد والتنوع, اعتقاداً منهم أنّهم يحافظون على القرآن وعلى الأحاديث الدينية, ويمنعون تأثير الآخرين على عاداتهم وتقاليدهم.
فكيف لهذه اللغة أن تعيش وتتجدد والناطقون بها نيام ينتظرون أوامر الله. يعيشون في الماضي الذي يستحضروه الآن, ويرفضون كل الاختراعات والابتكارات لأنها من عمل الكفّار ( عند اختراع التلفزيون رفضوه – وعند ابتكار الانترنت رفضوه – رفضوا علوم الوراثة والاستنساخ....) ويقبلوا بعد ذلك مرغمين..
كيف تتطور اللغة وأبناؤها لا يبدعون جديداً ولا يكتشفوا شيئاً؟.
كيف نضيف للغة مفردة جديدة أو لفظاً جديداً ونحن لم نبتكر ما يرمز له هذا اللفظ الجديد؟.
بين اللغة والحضارة يحدث تزاوج ثماره ابتكارات واختراعات لها أسماء في كتاب اللغة. فالحضارة هي ولادة ابداع جديد وولادة كلمة جديدة تثري اللغة وتعلي من قيمتها وشأنها..
لغتنا هي صورتنا. هي نحن. هي إبداعنا وعطاؤنا. هي اكتشافاتنا. فأين نحن من كلّ ذلك؟؟
نحن نستورد طعامنا ولباسنا ودواءنا. طائراتنا وسياراتنا. وكلّ احتياجاتنا.... فكيف ستكون لغتنا؟. ستكون لغة المتسولين للحضارة. لغة التائهين في هذا العالم الذي ينطلق وبسرعة الضوء يكتشف الفضاء وما بعده.. هذا العالم الذي وصل إلى تقنية النانو تكنولوجي والتي تعني تصنيع أجهزة ومعدات دقيقة غبر مرئية قوامها الذرّات والإلكترونات..
هذا العالم يستحقّ الحياة ولغته تستحقّ التاج. أما نحن فنستحق تاج المكابرة والادّعاء والاتهام ولوم الآخر.والبكاء على الأطلال....



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟
- الدين عندما يعتدي على الوطن
- أمة القراءة لا تقرأ - أمة اللسان
- ألم يحن الوقت لندرِّس وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
- الوثيقة العمرية - وثيقة الخليفة العادل
- هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق
- لماذا الاقتراب من الدين خط أحمر؟؟
- الخوف من سلطة الله وسلطة النظام
- انفصام أم انسجام ما بين الوطن والدين والنظام
- من يجيد قراءة التاريخ يكتب المستقبل
- أكذوبة اسمها العروبة 3
- إلى وطني الذي أُحبّ
- المرأة في النصوص المقدسة..الوجه الآخر
- المرأة قصة قهر و ظلم طويلة
- كل شيء عندنا مقدس
- كذبة اسمها العروبة 2
- اكذوبة اسمها العروبة 1
- الكتابة ليست ترفاً فالكتابة كلمة والكلمة بداية
- الغزوات الاسلامية قراءة أخلاقية
- أيديولوجيا الفساد بين القبلي والديني


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها