أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسرار الجراح - حنين الغرباء















المزيد.....

حنين الغرباء


أسرار الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


حنين الغرباء
أسرار الجراح
ظل"جميل" يراقب شرفة "أماني"، صوّب عينيه تجاهها حتى تسمرتا ، لم يخفضهما إلا عندما شاهد الإضاءة الكهربائية تنطفيء، وبحركة بهلوانية نط على مرتفع السور حتى اعتلاه، وهبط تدريجيا وعدا بخفة لتسلق عمود حجري ضخم يحمل فوقه مصطبة مؤدية لشرفة أماني تسلقها بدربة المحترفين، حتى استطاع أن يضع أطراف أصابعه على حواف الشرفة، فمد يده ممسكا بمقبض معدني صلب لسور الشرفة، وخلال ثوان كان بداخلها، طرق على الزجاج طرقات خفيفة فزعت لها "أماني" فأضاءت المصباح الخفيف بجوار السرير وأطرافها ترتعد هلعا وخوفا، فقد ظنت أن هذا الطارق هو عمها المزعوم "أمير" أتى ليقتلها، هرعت باتجاه الباب عازمة على إطلاق صرخة مدوية تهز أركان الفيلا الغارقة في الصمت والظلام، لكنها تبينت ملامح رجل لصيق من قلبها، رجل خطف روحها ذات صباح ، وتركها تتخبط بين جنبات الحوائط بلا روح ، فغرت فاهها في حال ما بين الفرحة والاندهاش ، فاندفعت إليه مرتجفة الأوصال ملقية بجسدها بين يديه ، ضمها كما يليق بفارس أتى من آخر الدنيا لينقذ حبيبته الأسيرة، لفحتها أنفاسه الحارة، ودوختها نبضات قلبه الطواف حول مسامها ليرشها برشيش عطره الذي تعشقه، ارتاحت قليلا وهدأ روعها، حتى انتبهت لقبلاته الحارة على وجهها وأنفها وعينيها وشفتيها وجيدها وكتفيها وهبط قليلا مبللا صفحة نهديها الورديين بشفتين ظامئتين ، عندئذ انتبهت إلى أنها بملابس النوم الخفيفة ، ولا إراديا ضمت يديها على نهديها الذين فرا من مكانهما حتى استويا كرمانتين صغيرتين صلبتين خارج المجال المحدد لإقامتهما الدائمة، أدخلتهما وضمت ثوبها الشفيف عليهما، ذلك الثوب الذي يشف أكثر مما يخفي ويفضح أكثر مما يستر، تراجعت في ذهول صارخة بهمس :
- ما الذي أتى بك إلى مخدعي يا "جميل" في هذه الساعة، وما الذي تريده مني بالضبط , وما العمل لو رأتك "هناء"؟
كانت تواصل تراجعها إلى الخلف، مبتعدة عنه، تتعثر في الأشياء أحيانا، وتتسند على كل ما تصطدم به من أركان أحيانا أخرى ، وبين هذا وذاك كان جسمها الناضج البض يهتز ويرتج ويربو مطيرا بتعرقها ، وكأنه يتراقص بين أمواج اللذة المرتقبة ، وكان الثوب الزهري الشفيف يظهر ما تحته كأبهى ما يكون الجسد الأنثوى الفاتن ، وكانت كلما تراجعت خطوة ، كان "جميل" يتقدم إليها خطوة معثرا قدميها بأقدامه، حتى التصقت بالحائط ، فالتصق بها وهو لا يكف عن عضعضتها بقبلاته وبين القبلة والقبلة كان يقول :
- اعذريني يا منية القلب ، لم أعد أستطيع الاحتمال أكثر ، فأنت لا تدركين حجم احتراقي , أنا أحبك يا حبيبتي ، أحب تفاصيل جسمك كله ومسامك وهواءك بكل زفراته ، اسمعي صراخ النبضات في قلبي؟ شمي ألا تستنشقين دخان حريقي، انظري ألا ترين جفاف شفتيّ .
كان قد أحكم يديه حولها تماما، وهي كانت تتراخي وتشهق وتختنق ، كل ما استطاع أن يخرج من جوفها كلمة واحدة ، خرجت مشروخة تائهة خفيفة تكاد لا تخرجها ويكاد لا يسمعها :
- اخرج .
- لا ، لن أخرج
قالها هامسة رقيقة وأردف :
- أنا أعرف أنك تريدينني كما أريدك ، وتحبينني كما أحبك ، وقلبك يحترق كما حرقت قلبي يا حبيبة قلبي.
وأطبق بشفتيه على شفتيها يعتصرهما و يرتشف معصورهما
كانت يداها قد كفتا تماما عن المقاومة وبدأت تضم بهما عنقه ، غير أن الكلمة مازالت عالقة على شفاهها تكررها آليا اخرج ، اخرج ، اخرج ، وفي كل مرة تقولها كانت تطبق عليه بيديها وقلبها وروحها المخطوفة ، وكان هو يردد لن أخرج ، لن أخرج ، لن أخرج ، وكانت يداه تعرفان طريقهما جيدا حتى صمت الاثنان تماما عن ترديد الكلام واستسلما نهائيا لوهج الحريق ودخانه ، تسللت أصابع يده اليمنى في ظهرها من أعلى الكتفين حتى نهاية سلسلة الظهر ، وبدأت تجوس في المنحنى السماوي الآبق لردفين لم يلمسهما إنسي من قبل ، كانت قد غابت تماما عن الوعي ، وكأنه سحب روحها لميتة، فرفعها بيديه الاثنتين، ومددها ذائبة إلا من الفرحة، وغائبة إلا من الرعشة، وخائبة إلا من جوع لحنين، بالكاد فتحت عينيها ورأت نفسها في آخر دهليزها الضيق المهجور قابعة بين أخوتها الصغار ، وكان أبوها قد عاد لتوه ثملا كعادته فأزاح عن أمها الملاءة، وأطفأ المصباح، بينما " جميل" يلتقم حلمتي نهديها ، ويمصهما في تلذذ يرتعش لها بدنها كله ، و كانت تنتظر اهتزازات كما للسرير الخشبي المتهالك بأمها وأبيها الذي كان لاهتزازه صرير اعتادت سماعه في الثلث الأخير من الليل عندما يعود أبوها ثملا ليلة الجمعة ، وترقبت اهتزاز السرير تحتها هي و"جميل" لكن سريرها ليس له ذاك الصرير، وكأنها تعيش تأوهات أمها الخافتة وغنجها وشهيق أبيها وزفيره ، ليعلو صوت أمها وهي تتأوه من اللذة حين كانت هي تتصنع النوم لتراقب هذه الحالة كل أسبوع حتى يخفت صوت أمها تدريجيا ، عندئذ كانت يدها تمتد بين فخذيها وتتسلل أصابعها بين شعيراتها النابتة ، لتقلد تأوهات أمها ولكن بلا صوت ، حتى يبتل ما بين فخذيها فتهدأ أنفاسها بعد جهد اللذة وتخلد لنوم ناعم الانتشاء ، عادت لواقعها لتجد "جميل" لا يدع لأصابعها فرصة للتسلل بين فخذيها، كان قد اعتلى فخذيها وسد كل المنافذ إليهما، وحاولت تريد لأصابعها أن تصل إلى سكناها فلم تفلح ولم يفلح "جميل" بدوره أن يمنع تأوهاتها المجروحة الخافتة إلا بقدر ما يضع شفتيه على شفتيها ليطبق على لسانها التائه بين شفتيه، وما أن يرفعهما حتى تطلق آهة خافتة تئن بين النشوة والألم إلى أن فقدت القدرة تماما على الكلام فسكتت، كان "جميل" قد هدأ وبدأ يلملم شعرها ويقبله ويشمه ويمسح بخصلاته وجهه المتعرق ، وقبل أن يقوم من فوقها همس في أذنها :
- غدا ستقتلين "هناء"
أجابته بانقياد تام :
- غدا سأقتلها.
لملم ملابسه ، وخرج كما أتى ، وهي بالكاد وضعت يديها بين فخذيها لتتفقد مياهها ، لكنها أحست هذه المرة بإحساس آخر غير ليونة البلل الذي كانت تحسه في بيت أبويها الفقير، كان إحساسا آخر له مذاق العذاب الممتع ، والمتعة المعذبة ، غير أن يديها كانتا هذه المرة يلفهما دم لم تألفه من قبل ، لكنها تعرف ماهيته على وجه اليقين .
همست لنفسها :
- هل هذا هو الحب ، أهكذا يكون ، ما أجمله وما أبهاه وما أروع الوقوع بخطيئته .
وراحت تردد بينها وبين نفسها ، أغنية ترددها دائما ،" أهكذا الحب؟ " وهي تراقب بقايا ظلال "جميل" وهو يمضي ويتركها وحدها :
أهكذا الحب
تتركني وحيدة ؟
أسرار الجراح
[email protected]
----------------------------
فصل من رواية بالعنوان نفسه تصدر قريبا عن دار التلاقي للكتاب



#أسرار_الجراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بضع حجرات من غزة - شعر
- الفريسة والصياد - شعر - من أجل ضحايا غزة
- الفريسة والصياد _ من أجل ضحايا غزة _
- طفل الحجارة - من أجل شهداء غزة -
- أريج عطري
- سبعة وعشرون عاما على رحيله : في رحاب صلاح عبد الصبور شاعر ال ...
- حوار مع : أسرار الجراح
- الصداقة العرفية
- بين يدي ديوان ( ايقاع حرف )
- رقصة العود العاري
- شاعر الزيتون في حضرة الغياب
- أسرار الجراح : المرأة العربية وصلت لذروة الاتزان في إبداعاته ...
- لماذا التَجَني
- قارئة الفنجان
- عائشة
- أسئلتي
- انسحاب
- عد لي
- أجلسُ في الجوار
- زمن العجب


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسرار الجراح - حنين الغرباء