أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الخطاب البدوي العنصري














المزيد.....

الخطاب البدوي العنصري


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 14:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم أسمع البتة للفظة الحلاق التي تفوه بها محاوري الموريتاني عروبي الهوى في آخر حلقة من مشاركاتي ببرنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه الإعلامي المرموق الدكتور فيصل القاسم، والتي بثت بتاريخ 30/3/2010 وكنت موجوداً يومها في أنقرة العاصمة التركية، كما لم أسمع تهجمه على موقع الحوار المتمدن بذاك الشكل الموتور، إلا في حلقة الإعادة، وعلى اليوتيوب، وذلك بسبب صعوبات فنية، وانقطاع الصوت المستمر، كما أن إجابتي على السؤال الأول كانت من دون الاستماع له مباشرة لعلمي وإلمامي بموضوع الحلقة مسبقاً، كما أن الاتصال والظهور عبر الأقمار الصناعية يكتنفه بعض الصعوبات اللوجستية المعروفة ككثافة الضوء المسلط على الوجه، وما له من تداعيات. وفي الحقيقة فإن التهجم المباشر والشخصي وبذاك الشكل الخارج عن اللائق والمألوف هو دون مستوى الحديث، ولا علاقة له بموضوع الحلقة أصلاً ويؤكد عجزاً وهروباً وخروجاً عن موضوع الحلقة، كما لا يستدعي أي رد في حينه، لكنه يكشف عن ثقافة متأصلة لدى التيار المحافظ والتقليدي البدوي في ازدراء الآخر وازدراء العمل وقيم الإنتاج الذي-الازدراء- تميز به البدو عبر التاريخ. ففي المجتمعات البدوية القائمة على الغزو والسلب والنهب والسبي والاغتصاب، لا قيمة مطلقاً للإبداع ولا لأي عمل وجهد إنساني نبيل، كما لا يوجد نشاط بشري وإنتاجي كما هو الحال في المجتمعات التي تعيش على الإنتاج والعمل والذي يتطلب وجود عدة مناح من النشاط البشري كما يسمى في علم الاجتماع والمهن اللصيقة به. وإلى اليوم يعيش البدو عالة على المجتمعات البشرية ويستوردون كل شيء من الإبرة إلى الطيارة، ولا يتقنون أي شيء سوى سب الناس وازدرائهم، ويشتمون بعد ذلك أولئك المنتجين، ويزدرونهم ويدعون عليهم بالموت الزؤام. فمهنة الحلاق، والخباز، واللحام، والصباغ، والبقال، وحتى ماسح الأحذية هي مهن إنسانية نبيلة ترفع الرأس ما دام الكسب فيها شريفاً، وقائم على استبدال الجهد بالمال، وعملية مبادلة السلع في المجتمعات المنتجة كما هو في أبجديات الاقتصاد ودورات الإنتاج وكتاب رأس المال، فالجهد وبكل بساطة هو سلعة كأية سلعة أخرى، وطالما أنها تساهم في تقديم خدمة اجتماعية أولاً وأخيراً، لكن الفكر البدوي ينظر إلى كل ذلك بازدراء واحتقار، طالما أنه يستطيع كسب المال عبر الاستيلاء على جهد الغير وسلبه ونهبه وغزوه والحصول على المال من دون جهد ولا إبداع، أو إنتاج، أو التفكير بتقديم أية خدمة تذكر للإنسانية، ومن هنا كان تهجم صاحبنا العروبي على تلك المهنة الإنسانية. وفي صحرائهم القاحلة لا يوجد أي نمط من العطاء والإنتاج والإبداع.

وطبعاً لو سمعت تلك الكلمات، في حينه، والتي أعتبرها في السياق الطبيعي للحوار مع أي حامل للفكر البدوي، لما كان ردي عليها سوى بالافتخار بالانتساب لأية مهنة شريفة كالخباز، والحلاق، والدهان، والبلاط، وحتى الحذّاء وماسح الأحذية، طالما أنها تكف عن ذل السؤال، ويكسب فيها المرء رزقه بالحلال، لكن العيب والعار والشنار، أن يعيش الإنسان عالة على الغير، يسلبهم عرقهم وجهدهم وإنتاجهم وحضاراتهم كما فعل البدو الأعراب، لا بل يهزأ من الإنتاج والإبداع والمهن الإنسانية البسيطة التي يعيش عليها ملايين من الناس عبر العالم. وما أدري ما العيب أصلاً في أن يكون الإنسان حلاقاً، أو خبازاً، أو أية مهنة أخرى، وما هي الجناية التي ارتكبها الحلاق عبر التاريخ؟ لولا أن ذاك الذي يعير الآخرين بمهن شريفة ينطوي على نفس مريضة مشوهة الثقافة والتنشئة تعيش على ازدراء الآخر، وهذا في صلب الثقافة البدوية التي يكتنزها صاحبنا الأكاديمي الرفيع؟ ولست في معرض نكران أو التبرؤ من أية مهنة شريفة في العالم، ولكن للتوضيح فإن حياتي التي امتدت حتى اليوم لخمسة عقود متتالية، لم تكن يوماً خارج إطار المدارس والجامعات والمكاتب والمؤسسات الفكرية، باستثناء هذه الفترة الأليمة والعصبية والكارثية السوداء التي امتدت على مدى أربع سنوات حتى اليوم، علي وعلى أسرتي، معاً، حيث أعيش معزولاً بطالة قاتلة داخل جدران منزلي في قرية واقعة خارج حدود المدينة، وأبشر صاحبنا العروبي البدوي أنه لو تسنى لي العمل حتى كحلاق وسائق باص وعامل نظافة، لما توانيت عن ذلك على الإطلاق، فخدمة الناس، وكسب الرزق بالحلال ليس عيباً، ولا عاراً، أو شناراً على الإطلاق، وأفتخر به على أية حال.

هذه واحدة، والأخرى، موضوع الهجوم الكاسح والضاري الذي شنه صاحبنا "الأكاديمي" العروبي على موقع الحوار المتمدن الذي لا "يعجب" صاحبنا، والذي يبدو أنه يزعجه جداً، مع نظامه الرسمي العربي، ما استدعى أن يفرغ كل ذاك الحقد الدفين والكامن والموجه ضده ويرضي جنرالات الحجب والتشفير وأئمة الظلام. وللرد عليه وبكل بساطة، وياليتني سمعته وقتذاك، لقلت له بأن هذا الموقع الذي لا يعجبك ولا يروق لك، يتفوق على صحف بترولية وإمبراطوريات إعلامية بترودولاية تضخ فيها عشرات الملايين من الدولارات سنوياً بكوادرها الجرارة من الموظفين والجيوش من المرتزقة والكتاب، وهذه الصحف كما أوردها موقع إليكسا ذات الأسماء الكبيرة والطنانة الرنانة مثل الحياة، والسفير، والنهار، وغيرها الكثير من الصحف الممولة بترولياً، مما تنشر الرثاثات والنفايات البدوية والفكر الميت والأصوات السقيمة التي أدمت ظهور هذه الشعوب وساهمت في تزييف وعيها وخداعها واللعب بعواطفها على مدى عقود وعقود، وتضم لمامات وسقاطات الفكر فيها. نعم الحوار المتمدن في طليعة هؤلاء اليوم يا صديقي ويتقدم ويتفوق عليهم أجمعين، ونفتخر بأن نكون من كتابه المياومين، ونرفض كافة العروض والإغراءات التي انهالت علينا للاستكتاب والارتزاق والتعيش في هذا البوق البترولي أو ذاك.

لم ينطق صاحبنا الأكاديمي البدوي العروبي عن هوى، كلا وألف حاشاه، فهذا هو في صلب وجوهر فكره البدوي القائم على احتقار وازدراء كل شيء في الحياة.

ملاحظة المقال قديم ولم يأخذ دوره في النشر إلا اليوم بسبب توالي ضغط الأحداث الهامة وأولوياتها، وإنا لهم بالمرصاد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المئذنة إلى شاشة التلفاز
- لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟
- مليونيرات الحوار المتمدن
- هل يحرر حزب الله المقدسات الإسلامية؟
- شيوخ التكفير والإرهاب على القوائم السوداء
- وصفة حزب الله
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي
- مطلوب القبض على وزاراء االتربية والثقافة العرب بسبب إعدادهم ...
- أحمد موفق زيدان على خطى أحمد منصور: زيدان يدعو لإبادة طائفة ...
- لماذا خسر العرب معركتهم الحضارية؟


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الخطاب البدوي العنصري