أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)















المزيد.....

سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


حظي مفهوم السيمياء باهتمام بالغ ، وقد كان لمؤسسه (فرديناد دي سوسير 1857 – 1913 ) دور في إبراز أهم خصائص ، وقد تكونت علاقة بين السيمياء من جهة بوصفها (علم للعلامات) يختص بدراسة العلامات اللغوية ، وبين المسرح بوصفه احد الفنون المنتجة علامات من خلال فرعيه الأساسيين ألا وهما النص المسرحي والعرض ، ولكل واحد من منهما بنيته الخاصة في إنتاج العلامة ، وقد استفاد علماء اللغة في حركة براغ من علم السيمياء ، وسعوا الى تطوير احد جوانبه من خلال تأسيس (حلقة براغ المسرحية) وهي حلقة نقدية شكلها عدد من النقاد المتخصصين بالمسرح والنقد ،وصدر عنهم عدد من البيانات وكان بضمنها كتاب (سيمياء براغ المسرحية) والذي سوف نتطرق اليه من خلال دراستنا لأهم البحوث التي وردت فيه والخاصة بالحقل(السيميائي / السميولوجي).
وقد جاء في تعريف ( بيرس 1857 -1914 ) والذي يعد شريكا لسوسير في علم الاشارة، ان ( السيمياء ، كعلم تعنى بدراسة الظواهر الاشارية ، من حيث طبيعتها وخواصها وانساقها واشكالها ) .
لقد تطور هذا العلم ليشمل علوم (الاجتماع، والنفس ،والانثربولوجيا) أما (سوسير) فقد عرف من جهته السيمياء او السميولوجيا على انها ( علم يدرس حياة الاشارات ضمن المجتمع .. وستظهر السميولوجيا ماينشئ الاشارات وما القوانين المتحكم بها )
وفي معرض حديثه عن الالسنية فإنه يقول (هي جزء من العلم العام للسميولوجيا والقوانين المكتشفة من قبل السميولوجيا سيتم تطبيقها على الالسنية ) .
ان التسميات التي اطلقها (سوسير ) في تعريفه لأنواع الاشارات كانت ذات اهمية بالغة في تحديد معالم وحدود السيمياء كونها تعبر عن ( دال ـ ويقصد به – صورة صوتية " و "مدلول – ويقصد به – فكرة او مفهوم ذهني )
وقد اضاف (بيرس) تفسيراً للعلامة وحددها بـ (الإيقونة والدليل والرمز )وفي توضيحه لمفهوم ( الرمز عند بيرس هو ثلاثي اي يتضمن علاقة بين أشارة وموضوع ومعنى) ويعني ذلك ان الاشارة الى شيء ما تشكل موضوعاً معيناً ينتج من وجهة نظر المتلقي معنى قد يكون هو الآخر مختلفاً عن الاشارة الاولى التي انتجت ذلك المعنى.
أن مايثير الانتباه عند قراءة مقدمة الكتاب هو الضعف الواضح في الترجمة ولم يقتصر على المقدمة فقط وإنما شمل العديد من صفحات الكتاب ، الذي أرهق الكتاب بعدد من الاخطاء .
وقد جاء البحث الذي كتبه ( يان ميوكاروفسكي) تحت عنوان ( حول الوضع الراهن لنظرية المسرح) والذي تضمن الحديث عن أهمية تطوير العلاقة بين المتلقي وخشبة المسرح وقد اثارالبحث موضوع تحول الخشبة المسرحية الى اماكن اخرى غير العلبة الايطالية لغرض تجسيد العرض المسرحي لتكون اكثر قرباً الى المتفرج من أجل ان يكون صاحب دور هام في العرض المسرحي ويؤكد من جهته على ان ( هناك طرف آخر في المسرح الصالة والمتفرجون الجالسون فيها – هؤلاء ايضاً ينبغي حثهم على الفعل – انهم ليسوا جماعة محددة من الناس تتردد على المسرح بل هم ممثلون لكل جماعي ) .
ان (يان ميوكاروفسكي) ينقل مشكلة التلقي من منطقة التمثيل والاخراج والتاليف والتقنيات الاخرى الى منطقة فهم المشاهد وتحمله لمسؤولية المشاهدة حتى بات الامر اشبه بمشكلة بين المسرح والمجتمع ، بحسب المثال الذي يذكره قائلاً ( ان التواصل المكثف والفهم التام بين المسرح والمجتمع هو وحدة عضوية تصدر عن نظرية في الوجود وعن شعور ديني وخلقي، ان اليونان القديمة والعصور الوسطى وغيرها هي امثلة على ذلك ) .
ان العودة بالمفهوم المسرحي الى عصور الاغريق القديمة هو عودة الى جذور البنية المسرحية التي نشأت منها نظرية المسرح الاولى على يد ارسطو .. والتي شكلت الاسس الاولى لنظريات مسرحية جاءت بعدها ، ونخص بالذكر نظرية المسرح الملحمي التي تدعو الى كسر الايهام والتي دعا اليها المخرج الالماني(برتولد برخت).
ان هناك اختلافات عدة في التعبير قد تكون ناتجة عن سوء الترجمة ، فقد ذكر (يان ميوكاروفسكي) في معرض حديثه عن الممثل بأنه يجب ان ( يتمتع الممثل بإختيار كيفية معالجة "المعنى الخفي" للنص – ذلك المعنى الذي لايمكن التعبير عنه بوضوح في الحوار مع انه يتعلق بالدراما، ان الكاتب هو سيد الكلمة المكتوبة فقط اما الممثل فهو سيد مجموعة وافرة من الرسائل التي تتضمن صوته، وتعابير وجهه، وغيرها).
ان هذا ما ذكر أعلاه يعد ناقصاً ذلك أن المؤلف أغفل تماماً الدور الهام الذي يقوم المخرج به في الكشف عن (المعنى الخفي للنص إذ يعّد المخرج المفسر الحقيقي لأفكار الكاتب وعن طريقه تنتقل تصورات الأخير الى الممثل، ليقوم بدوره في عملية ترجمة مزدوجة لأفكار الكاتب فضلا عن رؤية المخرج التي قد تتفق مع رؤية الكاتب في بعض الاحيان وقد تختلف معه في أحيان أخر.
وفي زحمة المضامين والافكار التي يطرحها (يان ميوكاروفسكي) والتي تبتعد عن السيمياء وإنما انحسر الحديث عنها وأقتصر على دور الممثل في تجسيد النص بشكل خاص.
ان الحديث عن (مفهوم المسرح الشعبي) ضمن حلقة السيمياء يثير الكثير من التساؤلات لاسيما اذا كان المصدر الاساسي لكاتب هذا الجزء هو (اوتكار زيش) الذي يقول ( كل الاشياء التي هي اشارات مسرحية – لها وظيفتان : الوظيفة الاولى والاكثر اساسية في اعطاء وصف فوتوغرافي للشخوص والمكان والفعل ، والوظيفة الثانية هي الاشتراك في الفعل الدرامي) وإذ يؤشر المؤلف (بيتر بوغاتريف) إعتماده على اراء (زيش) الا انه اغفل ان تلك الاراء يمكن ان تطبق في المسرح والحياة أيضاً ، فنراه يضرب مثلاً في (العكاز) الذي تتغير وظيفته بحسب تغير المكان وطريقة الاستخدام المادي له، من جهة ثانية فإنه يطرح فكرة في غاية الاهمية تتمحور حول تعدد الاشارات التي يستقبلها المتفرج ، وبذلك فإن الاشارة سوف تكون مختلفة بحسب اراء المتفرجين على العرض المسرحي.
أن( التعددية للإشارة في الفن المسرحي يزداد بحكم ان متفرجين مختلفين يفهمون ذات المشهد بطرق مختلفة ) ، وفي مثال آخر حول تعددية الإشارة وطبيعة المتلقي لها ( مشهد فراق حيث ترافق الحوار موسيقى ، للمتفرج الميال للموسيقى سيكون المعنى الغالب مرتبطاً بالموسيقى ، اما المتفرج المعني بالالقاء، سيكون الالقاء لديه هو العنصر الحاسم وستكون الموسيقى شأن ثانوي )
ان تعدد الاشارات في هذا المشهد يعطي رؤية واضحة على أهمية دورالمتلقي في المسرح، ويكشف في الوقت ذاته عن تباينات في التلقي من متفرج الى اخر .
وقد ذكر المؤلف في معرض حديثه عن الاشارة منطلقاً بدا لنا مهماً الا وهو( اشارة الاشارة) وقد بين فيه ان إشارات الممثل تختلف عن اشارات الشخصية اذ يقول:
( ان ملابس وقناع وإيماءات الممثل ليست إلا "اشارة لإشارة" ترمز الى الشخصية التي اراد الممثل تصويرها )
ان هذا المفهوم الذي يمكن من خلاله تحليل الاشارات يعد من المفاهيم ذات العمق العلاماتي في السيمياء ، الا ان المؤلف يعود من جديد الى الابتعاد عن دور المخرج ويمنح للممثل الحق في تكوين اشارة الإشارة في العرض ، على الرغم من ان دور الممثل يعد جزءا في بنية العرض وان المخرج هو الذي يكشف عن الإشارات ويوحدها او يطورها لتكون كلاً مكملا للعرض من الناحية الجمالية والفكرية
























(*) سيمياء براغ المسرحية ، عدد من المؤلفين ، ترجمة ، أدمير كوريه ، منشورات وزارة الثقافة ـدمشق ، 1997
جميع النصوص الواردة في الدراسة تعود للمصدر نفسه.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الانثربولوجيا في مسرح ايوجينيو باربا(*)
- المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذرا ...
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)
- رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!
- بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!
- تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟
- الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟
- ساعات الصفر….التجريب – التخريب ؟
- العراق مسرحاً للأحداث !
- ذاكرة الابرياء ؟
- ورشة كاليكولا.. محاولة للبحث عن المدهش !!
- غرفة الإنعاش .. بين الموت والضحك !
- مسرحية : -نساء في الحرب-
- -كاسبار- حلم بالموت
- أضغاث أحلام تعود بالمسرح الي الواقعية
- مقال للنشر
- الحداد لا يليق بالطغاة
- أسرار العرض المسرحي وحرية التلقي
- جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي
- سبتمبر يطرق الابواب..!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)